|
|
سطر ١١٢: |
سطر ١١٢: |
| نظراً إلى أن مجموعة من علماء وشيوخ العلويين المحترمين أدام الله عزهم، قد كتبوا عقائدهم وردوا الاتهامات التي تقال في حقهم وقاموا بتطبيق عقائدهم مع عقائد شيعة أهل البيت، فلذا نرى أنهم من إخواننا في المذهب وهم من [[الشيعة]]. ويجب احترامهم واعتبارهم مثل بقية الشيعة وأتباع [[أهل البيت]]، فلو ارتكب بعض العوام خطـأ أو أخطاء لزم إرشادهم. وينبغي كتابة بعض الرسائل والكتيبات توضح عقائد أتباع أهل البيت {{عليهم السلام}} لكافة المراحل المختلفة للشباب والناشئين والكبار، ويتم تعليمهم على مختلف المستويات، سواء في العقائد، أو الأحكام أو الأخلاق... | | نظراً إلى أن مجموعة من علماء وشيوخ العلويين المحترمين أدام الله عزهم، قد كتبوا عقائدهم وردوا الاتهامات التي تقال في حقهم وقاموا بتطبيق عقائدهم مع عقائد شيعة أهل البيت، فلذا نرى أنهم من إخواننا في المذهب وهم من [[الشيعة]]. ويجب احترامهم واعتبارهم مثل بقية الشيعة وأتباع [[أهل البيت]]، فلو ارتكب بعض العوام خطـأ أو أخطاء لزم إرشادهم. وينبغي كتابة بعض الرسائل والكتيبات توضح عقائد أتباع أهل البيت {{عليهم السلام}} لكافة المراحل المختلفة للشباب والناشئين والكبار، ويتم تعليمهم على مختلف المستويات، سواء في العقائد، أو الأحكام أو الأخلاق... |
| نسأل الله تبارك وتعالى مزيد التوفيق لكافة الأعزاء.<ref>البادياني النيسابوري، العلويون هم أتباع أهل البيت: ج1، ص71.</ref> | | نسأل الله تبارك وتعالى مزيد التوفيق لكافة الأعزاء.<ref>البادياني النيسابوري، العلويون هم أتباع أهل البيت: ج1، ص71.</ref> |
|
| |
|
| |
| ===ما نُسب إلى العلويين===
| |
| لقد نَسَبَ بعضُ الكُتّاب للعلويين عقائدا شتى ومنها :
| |
| #الاعتقاد بالحلول و[[الغلو]] في حق [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]]{{عليهم السلام}} ولا سيّما [[الإمام علي بن أبي طالب]] [[أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} <ref>الشهرستاني، الملل والنحل: ج2، ص25-26.</ref>
| |
| #الإعتقاد بـالتناسخ<ref>النوبختي، فرق الشيعة: ص93 - 94.</ref> لقد ألحق بعض كُتّاب وعلماء عصرنا العلويين جميعاً في زمرة القائلين بـ[[التناسخ]]، وهذا غير صحيح فهم في هذا المعتقد على ما عليه أكفاؤهم [[الإمامية]] من تحريم القول به. وإذا وَرَدَ شيء من ذلك في شعر بعض متصوفيهم فليس قياساً البتة على اعتناق الجماعة بأسرها لهذه الفكرة ولعل ذلك رأي علمي محض لا ديني كما نُقل عن [[ابن سينا]]، {{و}}[[نصير الدين الطوسي]]، و[[محسن الفيض الكاشاني]] من فلاسفة [[المسلمين]].<ref>الإبراهيم، العلويون بين الغلو والفلسفة والتشيع والتصوف، ص 101.</ref>
| |
| #نبوة [[النصيرية|النميري مُحمّد بن نصير]] <ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص 93 - 94.</ref>
| |
|
| |
| ===المعتقدات الخاصة بالعلويين===
| |
| لقد اختلف الباحثون في نسبة بعض العقائد للعلويين إلى قولين:
| |
| ====القول الأول====
| |
| تقدّمَ إنَّ العلويين يعتقدون بما تعتقدُ به [[الشيعة الإثنا عشرية|الشيعة الإمامية الإثنا عشريّة]] [[اصول الدين|أصولاً]] و[[فروع الدين|فروعاً]]، ولكنَّهم يختلفون ببعض المعتقدات العلويّة التي تُميزهم ومنها:
| |
| #الطريقة الجنبلائية: يُقال إنَّ من أحدثها في [[الشيعة]] العلويين رجلٌ اسمهُ أبو مُحمّد عبد الله الجنبلائي المعروف بالجنَّان، ويعتقد بعض العلويين إنَّه من رؤسائهم الكبار، ومِن أعلم أهل عصره في العرفان، ويُقالُ إنَّه سافرَ إلى مصر وهناك أدخل [[الحسين بن حمدان الخصيبي]] في طريقته،<ref>الإبراهيم، العلويون فدائيوا الشيعة المجهولون، ص 28 - 29.</ref> وقد خلف الجنبلاني الخصيبي في مشيخة الطريقة وكان دأب الخصيبي ووكلاؤه في الدين إرشاد بعض أفراد بقية الشرائع الأخرى إلى دين [[الإسلام]]، وهؤلاء يبقون بصفة أفراد [[الاسلام|مسلمين]] [[شيعة]] أي جعفرية، والذين يُشاهَد فيهم الكفاءة يُدخلهم في الطريقة الجنبلائية.<ref>الطويل، تاريخ العلويين، ص 208.</ref>
| |
| #العقيدة في الباب: يرى العلويون إنَّ [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]]{{عليهم السلام}} هم أوصياء [[الرسول (ص)|الرسول]]{{صل}} ولمّا كانَ [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]]{{عليهم السلام}} يحصلون علوم الأولين والآخرين كانَ لابدَّ لهم من باب يؤخذ فيه عنهم مصداقاً، ولذلك إتبعوا الآثر فاتخذوا باباً لكل منهم، والأبواب عندهم هم:
| |
| #[[الإمام علي|الإمام علي بن أبي طالب]] أمير المؤمنين{{عليه السلام}} باب مدينة العلم التي هي النبي{{صل}}وبابه [[سلمان الفارسي]].
| |
| #[[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن بن علي المجتبى]]{{عليه السلام}} بابه قيس بن ورقة المعروف بالسفينة.
| |
| #[[الإمام الحسين عليه السلام|الإمام الحسين ]] بن علي [[سيد الشهداء]]{{عليه السلام}} بابه [[رشيد الهجري|رُشيد الهُجري]].
| |
| #[[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] زين العابدين{{عليه السلام}} بابه عبد الله الغالب الكابلي.
| |
| #[[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام مُحمّد بن علي الباقر]]{{عليه السلام}} بابه يحيى بن معمر بن أم الطويل الشمالي.
| |
| #[[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام جعفر بن مُحمّد الصادق]]{{عليه السلام}} بابه [[جابر بن يزيد الجعفي]].
| |
| #[[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسی بن جعفر الكاظم]]{{عليه السلام}} بابه مُحمّد بن ابي زينب الكاهلي.
| |
| #[[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام علي بن موسى الرضا]]{{عليه السلام}} بابه [[المفضل بن عمر]].
| |
| #[[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام مُحمّد بن علي الجواد]]{{عليه السلام}}.بابه مُحمّد بن مفضّل بن عمر.
| |
| #[[الإمام الهادي عليه السلام|الإمام علي بن مُحمّد الهادي]]{{عليه السلام}}بابه عمر بن الفرات، المشهور بالكاتب.
| |
| #[[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن بن علي العسكري]]{{عليه السلام}}بابه أبو شعيب [[محمد بن نصير|مُحمّد بن نُصير]] النُميري.
| |
| #[[الامام المهدي (عج)|الإمام المهدي عجل الله تعإلى فرجه|الإمام المهدي الحجة ابن الحسن]]{{عج}} لم يكن له باب.<ref>السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 8، ص 412 - 413.</ref>
| |
|
| |
| ====القول الثاني====
| |
| أنكر بعض الباحثين بعض العقائد التي نُسبت للعلويين -كما في القول الأول - فقد قال: العلويون هم فرقة من [[الشيعة الإمامية الإثنا عشرية|الشيعة الإمامية]] الجعفريّة الإثنا عشريّة، ثمّ نشأتهم هي نفسها نشأة [[الإمامية]] وليس صحيحاً ما زعمه صاحب "تاريخ العلويين" أنها اتخذت سبيلاً آخر بعد الإمام الثاني عشر [[الامام المهدي (عج)|مُحمّد بن الحسن الحجة]]{{عج}} بزعمه أنّ لكل إمام باب وأنّ أوّل باب هو سيدنا [[سلمان الفارسي]] رضي اللّه تعالى عنه لأنه باب [[الإمام]] [[أمير المؤمنين]] [[علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} وأن آخر الأبواب هو أبو شعيب مُحمّد بن نُصير البصري النُميري الذي يتولى -حسب تاريخ العلويين - زعامة فريق من العلويين، ومن هنا ذَهَبَ بعض الدارسين إلى أن اسم "[[النصيرية|النُصيريّة]]" الذي عُرِفَ به العلويون في [[سورية]] وتركيا لفترة طويلة من الزمن إنما هو نسبة إليه، وهو رئيسهم الأوّل من بعد انقضاء دور [[الأئمة الإثني عشر (ع)|الأئمة الإثني عشر]]{{عليهم السلام}}، والحق أنَّ التسمية"النُصيريّة" جاءت نسبة إلى المكان الذي عاش فيه المضطهدون العلويون هرباً من ظلم [[العثمانيين]] الأتراك، واتخذوا منه دريئة وملجأ ضد الأذى، ومستقراً ومقاماً بعيداً عن الاضطهاد، وهو جبل النصيرة فنُسبوا إلى المكان.<ref>الإبراهيم، العلويون بين الغلو والفلسفة والتشيع والتصوف، ص 52.</ref>
| |
|
| |
| العلويون من حيث جمهرتهم والمستنيرين منهم هم [[الشيعة الإمامية الإثنا عشرية|شيعة جعفرية إمامية إثنا عشرية]] وهم يؤدون الفرائض [[الصلاة|صلاةً]] و[[الصوم|صوماً]] و[[الزكاة|زكاةً]] و[[الحج|حجاً]] في ظلال [[الإيمان]] و [[الإسلام]] كما ينبغي وكما أمر اللّه في [[القرآن الكريم]] {{و}}[[السنة]] المطهّرة الثابتة من حديث [[رسول الله(ص)|رسول اللّه]]{{صل}} و[[الأئمة الإثني عشر (ع)|الأئمة المعصومين الإثني عشر]] {{عليهم السلام}} الذين أولهم [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب أمير المؤمنين]] وآخرهم هو [[الامام المهدي|مُحمّد بن الحسن الحجة]] المهدي المنتظر{{عج}} من غير تحريف، أو تغيير، أو تبديل، وإن كنّا لا ننكر على الإطلاق وجود بعض الشطحات من الغلوّ الناجم من العزلة مئات السنين في الكهوف والجبال بعيداً عن المدارس والعلم والعلماء {{و}}[[الفقه]] والحديث النبوي وذلك جرّاء الظلم والتشريد والملاحقة لا سيّما في زمن المماليك والأتراك [[العثمانيين]].
| |
|
| |
| أضف إلى كل ذلك السريّة التي فرضها فريق من مشائخهم على العقيدة فأضحوا فريسة للإنطواء، والإنعزال وقصور المعرفة بالرغم من لقب "المشيخة" التي يتمتع بها بعضهم بين جمهور البسطاء، ولقد قَسَّمَ بعض الباحثين المعاصرين العلويين إلى فريقين: فريق [[الغلاة]]، وفريق المعتدلين وإذا كنا نؤمن بأنّ الغلاة هم جزء من الحقيقة الواقعة إلاّ أنهم قلة لا تسمح الظروف الموضوعيّة أن نعتبرهم فريقاً كبيراً من الجمهرة العلويّة. ونحن نعتقد بأن الأمور سريعة التبدّل وإن المخلصين من أبناء المذهب يبذلون من الجهود منذ أكثر من نصف قرن في سبيل التصحيح والإصلاح وفي سبيل إعادة المنحرفين إلى الهدي السوي والأصل الطيّب ممّا يُبشّر بالخير الكثير، ناهيك على أن الجهل كان ولمّا يزل سبباً لإنتشار الغلوّ الذي بدوره يؤدي إلى الإنحراف، والشذوذ.
| |
|
| |
| وكان المنافقون قديماً وأعداء [[الإسلام]]، ثمّ حديثاً المستعمرون الذين يباركون التفرقة والإنحراف والتشتيت، ولقد كان من حصاد ذلك في نطاق بعض العشائر أن ادّعى الألوهيّة بينهم شخص اسمه سلمان المرشد وآمنوا به، وكان سلمان هذا ذكياً ممخرقاً مثّل الدور تمثيلاً جيداً فقد روي أنه كان يلبس ثيابا تحتوي أزراراً كهربائيّة ويحمل في جيبه بطارية صغيرة متصلة بالأزرار، فإذا أوصلَ التيار أضاءت الأنوار من الأزرار فيخرّ له أنصاره ساجدين، ومن الطريف المضحك المبكي أن المستشار الفرنسي الذي كان وراء هذه الألوهيّة المزيفة كان يسجد مع الساجدين ويخاطب سلمان بقوله«يا إلهي»وقد اتخذ سلمان المرشد رسولاً اسمه سلمان الميدة كان يشتغل جمّالاً عند أحد المزارعين في حمص، ومن الصدف والطرافة أن سلمان المرشد مدّعي الألوهيّة كان راعي أبقار وقد اختلفت العشائر بصدد سلمان المرشد هذا لكن أكثرهم سخروا منه، وأمّا الحيدرية أو ما يُسمون بالمواخسة، فقد انقسمت قسمين: قسماً اتبعه وآخر ظل على حاله من السير على العقيدة العلوية الشيعيّة.<ref>الإبراهيم، العلويون بين الغلو والفلسفة والتشيع والتصوف، ص 61 - 62.</ref>
| |
|
| |
|
| ==أهم العشائر العلوية== | | ==أهم العشائر العلوية== |