١٢٬٦٨٥
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ١٥٨: | سطر ١٥٨: | ||
ويروي صاحب كتاب "العلويون من هم وأين هم؟" تجربته الشخصية في التعامل مع علويي سورية عموماً واللاذقية خصوصاً بالقول: "قلت إنني قد تعرفت على هذا الفريق من [[الشيعة]] في السبعينات ولا سيّما في مدينة اللاّذقيّة وأقضية محافظتها في: حرف مشقيتا ودمسرخو، وعين البيضا، وبكسا، والشبطلية وتلاّ، وغيرها من الأقضية والقرى، فوجدتهم بحمد اللّه بعد المعاشرة، والمصاحبة وكثرة المداخلات [[مسلمين]] مؤمنين ملتزمين أسخياء يقيمون الفرائض والشعائر في المساجد والحسينيات يحللون ما أحلّ اللّه ويحرمون ما حرّمه [[القرآن]] و[[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} وهم يتشددون في إعمار المساجد وإقامة [[الصلاة اليومية|الصلوات]] الخمس والجمعات والأعياد و[[الصوم|يصومون]] هم وعوائلهم من الذكور والإناث [[شهر رمضان]] المبارك ومنهم الكثير من [[الحج|حج]] إلى [[البيت الحرام|بيت اللّه الحرام]] وهم يستنكرون بعض التخرصات من الجهلة الذين يحللون [[الخمر|الخمرة]] ويشدّدون النكير على هؤلاء المتاجرين [[الدين الإسلامي|بالدين]] و[[الشرع]] في كافة مجالات التشريع و[[الفقه]] مما لا يمت إلى الدين بصلة العلم والمعرفة والحقيقة -وبعد الحرب الماضية، ظهر حزب مذهبي جديد، و سمّى نفسه بـالغساسنة، وأكثريته من العمامرة أي من عشيرة الخياطيين، وقد انضم إليه رجال من عشائر مختلفة، ولا يزال حتى اليوم قائماً، رغم تراجع البعض عنه، وقد أصبح كعشيرة. إن لكل عشيرة من هذه العشائر فروعاً، ولكل فرع مقدّماً، والمقدمون محترمون أيضاً في فروعهم، ولهم مكانتهم عند رؤسائهم، كما أن بعض فروع عشيرة من هذه العشائر، مستقل عن فروع العشيرة الأخرى ولكن هناك تفاهم ومحبّة ووحدة عند تفاقم الأمر".<ref>الشريف، العلويون من هم وأين هم؟، ص 65.</ref> | ويروي صاحب كتاب "العلويون من هم وأين هم؟" تجربته الشخصية في التعامل مع علويي سورية عموماً واللاذقية خصوصاً بالقول: "قلت إنني قد تعرفت على هذا الفريق من [[الشيعة]] في السبعينات ولا سيّما في مدينة اللاّذقيّة وأقضية محافظتها في: حرف مشقيتا ودمسرخو، وعين البيضا، وبكسا، والشبطلية وتلاّ، وغيرها من الأقضية والقرى، فوجدتهم بحمد اللّه بعد المعاشرة، والمصاحبة وكثرة المداخلات [[مسلمين]] مؤمنين ملتزمين أسخياء يقيمون الفرائض والشعائر في المساجد والحسينيات يحللون ما أحلّ اللّه ويحرمون ما حرّمه [[القرآن]] و[[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} وهم يتشددون في إعمار المساجد وإقامة [[الصلاة اليومية|الصلوات]] الخمس والجمعات والأعياد و[[الصوم|يصومون]] هم وعوائلهم من الذكور والإناث [[شهر رمضان]] المبارك ومنهم الكثير من [[الحج|حج]] إلى [[البيت الحرام|بيت اللّه الحرام]] وهم يستنكرون بعض التخرصات من الجهلة الذين يحللون [[الخمر|الخمرة]] ويشدّدون النكير على هؤلاء المتاجرين [[الدين الإسلامي|بالدين]] و[[الشرع]] في كافة مجالات التشريع و[[الفقه]] مما لا يمت إلى الدين بصلة العلم والمعرفة والحقيقة -وبعد الحرب الماضية، ظهر حزب مذهبي جديد، و سمّى نفسه بـالغساسنة، وأكثريته من العمامرة أي من عشيرة الخياطيين، وقد انضم إليه رجال من عشائر مختلفة، ولا يزال حتى اليوم قائماً، رغم تراجع البعض عنه، وقد أصبح كعشيرة. إن لكل عشيرة من هذه العشائر فروعاً، ولكل فرع مقدّماً، والمقدمون محترمون أيضاً في فروعهم، ولهم مكانتهم عند رؤسائهم، كما أن بعض فروع عشيرة من هذه العشائر، مستقل عن فروع العشيرة الأخرى ولكن هناك تفاهم ومحبّة ووحدة عند تفاقم الأمر".<ref>الشريف، العلويون من هم وأين هم؟، ص 65.</ref> | ||
==أعلام العلويين== | |||
*'''الحسين بن حمدان الخصيبي''' ([[سنة 260 هـ|260]] - [[سنة 358 هـ|358هـ]]): من كبار الأعلام عند العلويين، ينحدر من قبيلة "حمدان" التي أسست فيما بعد أول دولة شيعية في مدينة حلب السورية، ولد في بلدة "جنبلاء" التي تقع بين [[واسط]] {{و}}[[الكوفة]] في [[العراق]] [[سنة 260 هـ]] وإليها ينسب. نشأ على يد والده أبي الحسين حمدان بن الخصيب الجنبلاني الذي كان يقيم الحلقات العلمية في منزله بمختلف المعارف الإسلامية، مما سهل لعبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي أن يتلقى العلوم الدينية عنه بكل ييسر وسهولة، وبرع بعد ذلك في الكثير من العلوم التي كانت سائدة آنذاك كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والفلسفة والتاريخ وغيرها. حفظ كتاب [[الله]] وهو في الحادية عشرة من عمره، وأدّى فريضة [[الحج]] إلى [[المسجد الحرام|بيت الله الحرام]] في الخامسة عشر وذلك [[سنة 275 هـ]]. تابع علومه ومعارفه الشرعية على يد صديق والده أبي محمد عبدالله بن محمد الجنـان الجنبلاني المولود سنة 235هـ والمتوفي سنة 287هـ وأخذ عنه الأصول والأحكام والتفسير وسائر علوم القرآن، واختلاف المذاهب والفرق في الأصول والفروع، وبقي ملازماً له حتى سنة وفاته وكان عمره وقتذاك 27سنة. بقي مدة قصيرة في جنبلاء يتابع تعاليمه وإرشاداته لقاصديه من أبناء زمانه، ثم إنتقل إلى بغداد عاصمة العبَّاسيين وكانت أعظم أعماله الدينية فيها، واستقر مدة زمنية تربو على خمسة وعشرين عاماً قضاها في إرشاد الناس وتعليمهم بعد أن فتح فيها داراً على غرار داره في جنبلاء، فراح يقصده طلاب العلم والمعرفة. قامت بينه وبين الكثير من العلماء محاورات ومناظرات أهمها مع [[ابن بابويه القمي]]، و[[الحسين بن منصور الحلاج]] الذي إختلف معـه في أدق المسائـل الأصولية. ويروى أن الخصيبي سجن في [[بغداد]] بسبب وشاية مغرضة تَتَّهمه [[القرامطة|بالقرمطة]] وهي دعوة باطنية تنسب إلى "حمدان قرمط" من دعاة [[الإسماعيلية]]، قيل أنها أوّل ما ظهرت في [[العراق]] سنة 258هـ وانتشر أتباعها في [[البحرين]] {{و}}[[اليمن]]، واستولوا على [[مكة]] سنة 317هـ وقتلوا الحجيج ونقلوا [[الحجر الأسود]] إلى عاصمتهم ثم ردّوه بعد إثنتين وعشرين سنة. انتقل بعد ذلك إلى مدينة [[حلب]]، وبقي فيها مدة قصيرة قضاها في نشر فضائل [[أهل البيت (عليهم السلام)|أهل العصمة]]{{عليهم السلام}}، ثم غادرها لنفس الأسباب التي غادر بها بغداد ورحل إلى [[الشام]]، فتعرض أزلام الأمويين له، وطاردوه إمعاناً في قتله لما علموا أنه يحدث بفضائل أهل البيت{{عليهم السلام}} وينشر معارفهم وفقههم وآدابهم، فهاجر بنفسه إلى الكوفة التي كانت تغصُّ بشيعة [[أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} ومحبيه، فمكث فيها حتى عام 333هـ وهي سنة دخول [[سيف الدولة الحمداني]] علي بن الحسين إلى حلب ظافراً وذلك على أثر استنجاد أعيانها به من خطر البيزنطيين والأخشيديين، فعاد الخصيبي إليها مطمئناً، واتخذها موطناً وسكناً لما عرف عن أميرها من العدالة، وصدق موالاته لأهل البيت، فتعرف عليه حتى صار من المقربين إليه والمكرمين عنده، وفي أثنائها ألف كتابي "الهداية الكبرى" و"المائدة" وأهداهما إليه. وبقي في مدينة حلب حتى وفاته سنة 358 هـ. ومقامه اليوم يوجد بها ويعرف بمقام الشيخ "يبرق".<ref> من كتاب: مظلوم: "الشيخ الخصيبي قدوة مثلى يحتذى"، الطويل، تاريخ العلويين، ص 198.</ref> | *'''الحسين بن حمدان الخصيبي''' ([[سنة 260 هـ|260]] - [[سنة 358 هـ|358هـ]]): من كبار الأعلام عند العلويين، ينحدر من قبيلة "حمدان" التي أسست فيما بعد أول دولة شيعية في مدينة حلب السورية، ولد في بلدة "جنبلاء" التي تقع بين [[واسط]] {{و}}[[الكوفة]] في [[العراق]] [[سنة 260 هـ]] وإليها ينسب. نشأ على يد والده أبي الحسين حمدان بن الخصيب الجنبلاني الذي كان يقيم الحلقات العلمية في منزله بمختلف المعارف الإسلامية، مما سهل لعبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي أن يتلقى العلوم الدينية عنه بكل ييسر وسهولة، وبرع بعد ذلك في الكثير من العلوم التي كانت سائدة آنذاك كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والفلسفة والتاريخ وغيرها. حفظ كتاب [[الله]] وهو في الحادية عشرة من عمره، وأدّى فريضة [[الحج]] إلى [[المسجد الحرام|بيت الله الحرام]] في الخامسة عشر وذلك [[سنة 275 هـ]]. تابع علومه ومعارفه الشرعية على يد صديق والده أبي محمد عبدالله بن محمد الجنـان الجنبلاني المولود سنة 235هـ والمتوفي سنة 287هـ وأخذ عنه الأصول والأحكام والتفسير وسائر علوم القرآن، واختلاف المذاهب والفرق في الأصول والفروع، وبقي ملازماً له حتى سنة وفاته وكان عمره وقتذاك 27سنة. بقي مدة قصيرة في جنبلاء يتابع تعاليمه وإرشاداته لقاصديه من أبناء زمانه، ثم إنتقل إلى بغداد عاصمة العبَّاسيين وكانت أعظم أعماله الدينية فيها، واستقر مدة زمنية تربو على خمسة وعشرين عاماً قضاها في إرشاد الناس وتعليمهم بعد أن فتح فيها داراً على غرار داره في جنبلاء، فراح يقصده طلاب العلم والمعرفة. قامت بينه وبين الكثير من العلماء محاورات ومناظرات أهمها مع [[ابن بابويه القمي]]، و[[الحسين بن منصور الحلاج]] الذي إختلف معـه في أدق المسائـل الأصولية. ويروى أن الخصيبي سجن في [[بغداد]] بسبب وشاية مغرضة تَتَّهمه [[القرامطة|بالقرمطة]] وهي دعوة باطنية تنسب إلى "حمدان قرمط" من دعاة [[الإسماعيلية]]، قيل أنها أوّل ما ظهرت في [[العراق]] سنة 258هـ وانتشر أتباعها في [[البحرين]] {{و}}[[اليمن]]، واستولوا على [[مكة]] سنة 317هـ وقتلوا الحجيج ونقلوا [[الحجر الأسود]] إلى عاصمتهم ثم ردّوه بعد إثنتين وعشرين سنة. انتقل بعد ذلك إلى مدينة [[حلب]]، وبقي فيها مدة قصيرة قضاها في نشر فضائل [[أهل البيت (عليهم السلام)|أهل العصمة]]{{عليهم السلام}}، ثم غادرها لنفس الأسباب التي غادر بها بغداد ورحل إلى [[الشام]]، فتعرض أزلام الأمويين له، وطاردوه إمعاناً في قتله لما علموا أنه يحدث بفضائل أهل البيت{{عليهم السلام}} وينشر معارفهم وفقههم وآدابهم، فهاجر بنفسه إلى الكوفة التي كانت تغصُّ بشيعة [[أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} ومحبيه، فمكث فيها حتى عام 333هـ وهي سنة دخول [[سيف الدولة الحمداني]] علي بن الحسين إلى حلب ظافراً وذلك على أثر استنجاد أعيانها به من خطر البيزنطيين والأخشيديين، فعاد الخصيبي إليها مطمئناً، واتخذها موطناً وسكناً لما عرف عن أميرها من العدالة، وصدق موالاته لأهل البيت، فتعرف عليه حتى صار من المقربين إليه والمكرمين عنده، وفي أثنائها ألف كتابي "الهداية الكبرى" و"المائدة" وأهداهما إليه. وبقي في مدينة حلب حتى وفاته سنة 358 هـ. ومقامه اليوم يوجد بها ويعرف بمقام الشيخ "يبرق".<ref> من كتاب: مظلوم: "الشيخ الخصيبي قدوة مثلى يحتذى"، الطويل، تاريخ العلويين، ص 198.</ref> | ||
تعديل