انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وصية الإمام الحسين (ع) لمحمد بن الحنفية»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
طلا ملخص تعديل
سطر ١٣: سطر ١٣:
|يؤيده من القرآن=
|يؤيده من القرآن=
}}
}}
'''وصية الإمام الحسين(ع) لمحمد بن الحَنَفيّة،''' هو ما كتبه [[الإمام الحسين]] {{ع}} لأخيه [[محمد الحنفية]] قبل خروجه من [[المدينة]] متوجّهاً إلى [[مكة]]، (ما أدى إلى [[واقعة الطف]])، إذ يشير الإمام فيها إلى هدفه من [[قيام الإمام الحسين (ع)|القيام ضد يزيد]]، وذلك بعد شهادته بـ<nowiki/>[[التوحيد]]، و<nowiki/>[[النبوة]]، و<nowiki/>[[المعاد]]، ويؤكد أنّه لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرج لطلب الإصلاح في أمّة جدّه [[رسول الله]] {{ص}}، يريد أن [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر]]، ويسير بسيرة جدّه وأبيه [[علي بن أبي طالب]] {{ع}}.
'''وصية الإمام الحسين(ع) لمحمد بن الحَنَفيّة،''' هو ما كتبه [[الإمام الحسين]]{{ع}} لأخيه [[محمد الحنفية]] قبل خروجه من [[المدينة]] متوجّهاً إلى [[مكة]]، (ما أدى إلى [[واقعة الطف]])، إذ يشير الإمام فيها إلى هدفه من [[قيام الإمام الحسين (ع)|القيام ضد يزيد]]، وذلك بعد شهادته بـ<nowiki/>[[التوحيد]]، و<nowiki/>[[النبوة]]، و<nowiki/>[[المعاد]]، ويؤكد أنّه لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرج لطلب الإصلاح في أمّة جدّه [[رسول الله]]{{ص}}، يريد أن [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر]]، ويسير بسيرة جدّه وأبيه [[علي بن أبي طالب]]{{ع}}.


وقد أورد هذه الوصية [[ابن أعثم الكوفي]]، و<nowiki/>و<nowiki/>[[موفق بن أحمد الخوارزمي|الخوارزمي]]، والحسيني الحائري في مؤلفاتهم، بدون ذكر سند الرواية وباختلاف يسير في العبارة، فيما ذكر الطبري المامطيري و<nowiki/>[[ابن شهر آشوب]] بعض أجزائها كوصية شفهية ذكرها الإمام لـ<nowiki/>[[ابن عباس]].
وقد أورد هذه الوصية [[ابن أعثم الكوفي]]، و<nowiki/>و<nowiki/>[[موفق بن أحمد الخوارزمي|الخوارزمي]]، والحسيني الحائري في مؤلفاتهم، بدون ذكر سند الرواية وباختلاف يسير في العبارة، فيما ذكر الطبري المامطيري و<nowiki/>[[ابن شهر آشوب]] بعض أجزائها كوصية شفهية ذكرها الإمام لـ<nowiki/>[[ابن عباس]].


وقد اعتبر الباحث في التاريخ رسول جعفريان هذا الحديث غير موثّق، وضعّفه بسبب ذكره في كتاب الفتوح بدون سند. وقد تعرض هذا الرأي لانتقادات؛ وذلك بسبب مكانة كتاب الفتوح، وتأييد مضمون الوصية في روايات أخرى. وقد ورد في رواية ابن أعثم والخوارزمي بعد عبارة (أسير بسيرة جدّي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب) وسيرة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]. ويرى [[السيد مرتضى العسكري]] الباحث الشيعي أنّ هذه العبارة أضيفت فيما بعد لكلام الإمام الحسين ويعدّ من التحريفات؛ ولهذا السبب اعتبر يوسفي الغروي رواية ابن أعثم ضعيفة، ووثّق رواية ابن شهر آشوب.
وقد اعتبر الباحث في التاريخ رسول جعفريان هذا الحديث غير موثّق، وضعّفه بسبب ذكره في كتاب الفتوح بدون [[السند|سند]]. وقد تعرض هذا الرأي لانتقادات؛ وذلك بسبب مكانة كتاب الفتوح، وتأييد مضمون الوصية في روايات أخرى. وقد ورد في رواية ابن أعثم والخوارزمي بعد عبارة (أسير بسيرة جدّي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب) وسيرة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]. ويرى [[السيد مرتضى العسكري]] الباحث الشيعي أنّ هذه العبارة أضيفت فيما بعد لكلام الإمام الحسين ويعدّ من التحريفات؛ ولهذا السبب اعتبر يوسفي الغروي رواية ابن أعثم ضعيفة، ووثّق رواية ابن شهر آشوب.


==أهمية هذه الوصية==
==أهمية هذه الوصية==
وصية [[الإمام الحسين]] {{ع}} لـ<nowiki/>[[محمد بن الحنفية|محمد بن الحنفيّة]] هي ما كتبه لأخيه أثناء خروجه من [[المدينة]] إلى [[مكة]]، في سفرته الأخيرة قبل شهادته.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى (الملحمة الحسينية)، ج17، ص151.</ref> ويشير الإمام في وصيته إلى أهدافه من القيام، وهي: الإصلاح في أمة [[رسول الله]] {{ص}}، و<nowiki/>[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] والعمل بسيرة النبي و<nowiki/>[[أمير المؤمنين]] {{ع}}.<ref>داودي ورستم نجاد، عاشورا ريشه ها، انگيزه ها، رويدادها وپيامدها، ص330.</ref> ويعتقد [[محمد تقي مصباح اليزدي]] (وفاة 1442هـ) أنّ ذلك يدلّ على أن حركة الإمام الحسين السياسية لم تكن بقصد السعي إلى السلطة، بل كانت الحركة والانتفاضة كوسيلة لتحقيق أهداف الدين.<ref>مصباح اليزدي، آذرخشى ديگر از آسمان كربلا، ص124.</ref>  
وصية [[الإمام الحسين]]{{ع}} لـ<nowiki/>[[محمد بن الحنفية|محمد بن الحنفيّة]] هي ما كتبه لأخيه أثناء خروجه من [[المدينة]] إلى [[مكة]]، في سفرته الأخيرة قبل شهادته.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى (الملحمة الحسينية)، ج17، ص151.</ref> ويشير الإمام في وصيته إلى أهدافه من القيام، وهي: الإصلاح في أمة [[رسول الله]] {{ص}}، و<nowiki/>[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] والعمل بسيرة النبي و<nowiki/>[[أمير المؤمنين]]{{ع}}.<ref>داودي ورستم نجاد، عاشورا ريشه ها، انگيزه ها، رويدادها وپيامدها، ص330.</ref> ويعتقد [[محمد تقي مصباح اليزدي]] (وفاة [[1442هـ]]) أنّ ذلك يدلّ على أن حركة الإمام الحسين السياسية لم تكن بقصد السعي إلى السلطة، بل كانت الحركة والانتفاضة كوسيلة لتحقيق أهداف الدين.<ref>مصباح اليزدي، آذرخشى ديگر از آسمان كربلا، ص124.</ref>  


وفقا لـ<nowiki/>[[مرتضى مطهري]] (وفاة 1979م)، فإن الغرض من الإصلاح هو أن الوضع مع حكومة [[يزيد بن معاوية]] قد وصل إلى نقطة حيث أنه إذا بقي على ما هو عليه ولم تتم أي حركة، فلن يبقى شيء من [[الإسلام]] الحقيقي.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى، ج22، ص292.</ref> كما يرى أنه بالإضافة إلى نشر الظلم والفساد، أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منسياً في المجتمع. فأحيى الإمام الحسين (ع) هذه الفريضة بقيامه وبذل دمائه.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى، ج‏25، ص314؛ كذلك انظر: داودي ورستم نجاد، عاشورا ريشه ها، انگيزه ها، رويدادها وپيامدها، ص243.</ref>  
وفقا لـ<nowiki/>[[مرتضى مطهري]] (وفاة [[1979م]])، فإن الغرض من الإصلاح هو أن الوضع مع حكومة [[يزيد بن معاوية]] قد وصل إلى نقطة حيث أنه إذا بقي على ما هو عليه ولم تتم أي حركة، فلن يبقى شيء من [[الإسلام]] الحقيقي.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى، ج22، ص292.</ref> كما يرى أنه بالإضافة إلى نشر الظلم والفساد، أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منسياً في المجتمع. فأحيى الإمام الحسين (ع) هذه الفريضة بقيامه وبذل دمائه.<ref>مطهري، مجموعة آثار الشهيد مطهرى، ج‏25، ص314؛ كذلك انظر: داودي ورستم نجاد، عاشورا ريشه ها، انگيزه ها، رويدادها وپيامدها، ص243.</ref>  


وبحسب [[صالحي نجف آبادي]] في كتابه [[الشهيد الخالد]] وبالاستناد إلى هذه الوصية أنّ هدف الإمام الحسين من نهوضه كان هدفاً إصلاحياً واسعاً‌ استلهمه من روح الإسلام.<ref>صالحي نجف آبادي، الشهيد الخالد، ص275.</ref> ويرى [[السيد علي الخامنئي]] قائد [[الثورة الإسلامية الإيرانية]] وبالاعتماد على هذه الوصية أنّ الإمام الحسين بعد ملاحظة تدهور حال المجتمع الإسلامي، وانحرافه عن طريق النبي (ص) نهض لإصلاح الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.<ref>الخامنئي، [https://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=3002 «محاظراته في خطب صلاة الجمعة في طهران»]، مكتب حفظ ونشر آثار آية الله الخامنئي.</ref>
وبحسب [[صالحي نجف آبادي]] في كتابه [[الشهيد الخالد]] وبالاستناد إلى هذه الوصية أنّ هدف الإمام الحسين من نهوضه كان هدفاً إصلاحياً واسعاً‌ استلهمه من روح الإسلام.<ref>صالحي نجف آبادي، الشهيد الخالد، ص275.</ref> ويرى [[السيد علي الخامنئي]] قائد [[الثورة الإسلامية الإيرانية]] وبالاعتماد على هذه الوصية أنّ الإمام الحسين بعد ملاحظة تدهور حال المجتمع الإسلامي، وانحرافه عن طريق النبي (ص) نهض لإصلاح الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.<ref>الخامنئي، [https://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=3002 «محاظراته في خطب صلاة الجمعة في طهران»]، مكتب حفظ ونشر آثار آية الله الخامنئي.</ref>


==نص الوصية==
==نص الوصية==
بناء على ما ورد في [[كتاب تسلية المجالس]]، فإنّ [[الإمام الحسين]] {{ع}} في صباح اليوم الذي خرج من [[المدينة]] إلى [[مكة]] التقى بأخيه [[محمد الحنفية]]، فنصحه محمد بتجنّب الحرب حتى لا يصاب بشيء، وقدّم له حلولاً. فقال له الإمام: «يا أخي، واللّه لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى؛ لما بايعت [[يزيد بن معاوية]]».<ref>الحسيني الموسوي، تسلية المجالس وزينة المجالس، ج2، ص156-158.</ref> فقطع محمد الكلام، وبكى، وبكى معه الإمام. ثم قال له: «يا أخي، جزاك اللّه خيرا فقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة،... وأمّا أنت يا أخي فما عليك أن تقيم بالمدينة، فتكون لي عينا عليهم لا تخف عنّي شيئا من امورهم».
بناء على ما ورد في [[كتاب تسلية المجالس]]، فإنّ [[الإمام الحسين]] {{ع}} في صباح اليوم الذي خرج من [[المدينة]] إلى [[مكة]] التقى بأخيه [[محمد الحنفية]]، فنصحه محمد بتجنّب الحرب حتى لا يصاب بشيء، وقدّم له حلولاً. فقال له الإمام: «يا أخي، واللّه لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى؛ لما بايعت [[يزيد بن معاوية]]».<ref>الحسيني الموسوي، تسلية المجالس وزينة المجالس، ج2، ص156-158.</ref> فقطع محمد الكلام، وبكى، وبكى معه الإمام. ثم قال له: «يا أخي، جزاك اللّه خيرا فقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة،... وأمّا أنت يا أخي فما عليك أن تقيم بالمدينة، فتكون لي عينا عليهم لا تخف عنّي شيئا من امورهم».


confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٠٦

تعديل