الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلمان منا أهل البيت»

وذهب البعض إلى أنّ مراد النبي من «سلمان منّا أهل البيت» هو أنّ سلمان على ديننا، فيما اعتبر بعض آخر أنّه بصدد بيان مكانة سلمان من حيث قربه من النبي في عقيدته وأخلاقه وسلوكه. واعتبر ابن العربي أنّ هذه الجملة هي بمنزلة شهادة من النبي {{ص}} لطهارة سلمان و<nowiki/>[[العصمة|عصمته]]، لكن البعض ك<nowiki/>[[الفيض الكاشاني]] رفضوا ذلك.

«سَلمانُ مِنّا أهل‌َ البيت» حديث صدر لأوّل مرّة وبحسب الباحثين الشيعة من رسول الله {{ص}}،<ref>حسيني امين وموسوي، «بررسي ويژگي‌هاي «منّا» بودن سلمان فارسي بر اساس تحليل روايات ليس منّا»، ص۵۰.</ref> لكن بالنسبة لشأن صدوره والأسباب التي أدّت إلى صدوره هناك عدّة آراء.<ref>الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، ج۲، ص۶۴؛ الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ج۲، ص۸۱۷.</ref> فذكر البعض أنّ رسول الله في غزوة الأحزاب قام بتقسيم عملية حفر الخندق حول المدينة بين المهاجرين والأنصار. فسعى كل منهما أن يجلب سلمان وهو رجل قوي، إلى فئته، لكن رسول الله اعتبره من أهل البيت.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج۲، ص۷۲۶ وج۸، ص۵۳۳؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج۴، ص۶۲.</ref> وبحسب ما رواه الشيخ المفيد فأنّ النبي عندما سمع بما قاله عمر في أنّ سلمان ليس عربياً صعد المنبر وألقى خطبة في عدم فضل الناس بعضهم على بعض بسبب العرق أو اللون؛ إلا بالتقوى، ووصف سلمان بأنّه بحرٌ لا يُنزف وكنزٌ لا ينفد، واعتبره من أهل البيت.<ref>منسوب للشيخ المفيد، الإختصاص‌، ص۳۴۱.</ref> وقد وردت في كتاب سليم بن قيس أنّ رسول الله ذات يوم طلب من الجميع غير أهل البيت أن يغادروا مجلسه، فقام سلمان أيضا ليغادر، فطلب منه النبي أن يبقى عنده، لأنّه من أهل البيت.<ref>سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، ص۴۸۶.</ref>

وقد صدر هذا الحديث أيضا من بعض الأئمة إما مروياً عن النبي وإما عن أنفسهم.<ref>حسيني امين وموسوي، «بررسي ويژگي‌هاي «منّا» بودن سلمان فارسي بر اساس تحليل روايات ليس منّا»، ص۵۰.</ref> فحينما سُئل الإمام علي عن سلمان قال: سلمان منّا أهل البيت.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج۱، ص۲۶۰.</ref> كما ورد في كلمات الإمام السجاد أنّ سلمان «امرءٌ منّا أهل البيت».<ref>الكليني، الكافي، ج۱، ص۴۰۱.</ref> وروي أنّه ذكر سلمان عند الإمام الباقر، فقال الإمام: «لا تقولوا سلمان الفارسي، ولكن قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منّا أهل البيت».<ref>الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، ج۲، ص۲۸۳.</ref> وقد ورد في كتاب رجال الكشي رواية عن الإمام الصادق في أنّ سلمان منّا أهل البيت.<ref>الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج۱، ص۱۲.</ref>

يعدّ حديث «سلمان منّا أهل البيت» من الأحاديث المشهورة، والمعتبرة<ref>جويا، «اخبار مشكوك در ميراث مأثور اخلاقي»، ص۱۰۲.</ref> والمتواترة.<ref>حسيني امين وموسوي، «بررسي ويژگي‌هاي «منّا» بودن سلمان فارسي بر اساس تحليل روايات ليس منّا»، ص۶۵؛ بصيري وشفيعي، «بررسي تحليلي حديث «سلمان منا اهل البيت»، ص۱۶۳ و۱۶۹.</ref> واعتبر بعض الباحثين أنّ هذا الحديث الصحيح ليس حديثا بذاته، بل هي جملة وردت ضمن عدّة أحاديث<ref>بصيري وشفيعي، «بررسي تحليلي حديث «سلمان منا اهل البيت»، ص۱۶۳ و۱۶۹.</ref> مروية عن النبي {{ص}} والأئمة {{هم}}.<ref>حسيني امين وموسوي، «بررسي ويژگي‌هاي «منّا» بودن سلمان فارسي بر اساس تحليل روايات ليس منّا»، ص۵۰.</ref>

وقد رواه العديد من علماء الشيعة في كتبهم، كالشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا،<ref>الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، ج۲، ص۶۴.</ref> والشيخ الطوسي في التبيان ومصباح المتهجد،<ref>الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ج۲، ص۸۱۷.</ref> والشيخ المفيد في الاختصاص،<ref>منسوب للشيخ المفيد، الإختصاص‌، ص۳۴۱.</ref> وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب،<ref>ابن‌شهر‌ آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج۱، ص۸۵.</ref> وأحمد بن علي الطبرسي في الاحتجاج،<ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج۱، ص۲۶۰.</ref> و<nowiki/>[[سليم بن قيس هلالي|سليم بن قيس]].<ref>سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس ج۲، ص۹۶۵ به نقل از: حسيني امين وموسوي، «بررسي ويژگي‌هاي «منّا» بودن سلمان فارسي بر اساس تحليل روايات ليس منّا»، ص۴۹.</ref> كما ذكره بعض علماء السنّة، كابن سعد في الطبقات الكبرى،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج۴، ص۶۲.</ref> وابن هشام في السيرة النبوية.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج۱، ص۷۰.</ref>

بحسب بعض المفسرين فإنّ المراد من قول النبي: «سلمان منّا أهل البيت» هو أنّ سلمان على ديننا.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج۵، ص۲۵۳؛ الشيخ الطوسي، التبيان،‌ ج۵، ص۴۹۴.</ref> واعتبر بعض الباحثين أنّ الحديث يعبّر عن مكانة سلمان، الذي اقترب إلى النبي عقدياً وأخلاقياً وسلوكاً، وليس معناه القرابة السببية أو النسبية، حيث أنّ سلمان كان إيرانياً ولم يكن قرشيا وهاشميا.<ref>[http://www.valiasr-aj.tel/show_question.php?id=10257 «حديث «سلمان منّا اهل البيت» با انحصار «اهل البيت» در پنج تن آل عبا در آيه تطهير چگونه قابل جمع است؟»]، سايت مؤسسه تحقيقاتي حضرت ولي‌عصر(عج)؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج۲۶، ص۱۷۴.</ref>

وقد ذهب ابن العربي إلى أنّ هذه الجملة هي شهادة من رسول الله {{ص}} لمدى الطهارة والعصمة في سلمان، لأنّ الله أذهب الرجس عن النبي وأهل بيته، بسبب عبوديتهم المحضة، ومَن ماثلهم وشابههم في ذلك فيلتحق بهم، وبناء على ذلك تشمل آية التطهير سلمان الفارسي.<ref>ابن عربي، الفتوحات المكية،‌ ج۱، ص۱۹۵-۱۹۶.</ref> لكن البعض كالفيض الكاشاني رفضوا رأي ابن العربي في شمول آية التطهير لغير أهل البيت، بل لم يجوّزوا ذلك.<ref>الفيض الكاشاني، بشارة الشيعة، ص۱۵۲.</ref>

ألّف محمد علي أسبر كتاباً بعنوان «سلمان منّا أهل البيت» عام ۱۴۱۳هـ، وتناول فيه حياة سلمان وأحواله ودراسة حول حديث «سلمان منّا أهل البيت». وقد صدر الكتاب عن دار الإسلامية ببيروت في ۳۵۴ صفحة.<ref>رجوع كنيد به [https://imamali.info/iadl/handle/110/9448 «سلمان منا اهل البيت»]، سايت كتابخانه تخصصي اميرالمؤمنين علي(ع)؛ رجوع كنيد به اسبر، سلمان منا اهل البيت، ۱۴۱۳ق، ص۴.</ref>