انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آنا ماري شيمل»

لا يوجد ملخص تحرير
(عدد انگلیسی)
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=22 مايو 2024}}  
{{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=22 مايو 2024}}  
'''آنا ماري شيمل''' (بالألمانية: Annemarie Schimmel) (1922 - 2003م)، مستشرقة ألمانية، وباحثة في الإسلام والعرفان، وكانت مهتمة جدًا بالإسلام، ولها العديد من المؤلفات في العرفان والثقافة الإسلامية بلغات مختلفة. وكانت تعتبر أن الصورة المعروضة عن الإسلام والمسلمين ونبي الإسلام (ص) في أوروبا في العصور الوسطى هي صورة مشوهة.
'''آنا ماري شيمل''' (بالألمانية: Annemarie Schimmel) (1922 - 2003م)، مستشرقة ألمانية، وباحثة في [[الإسلام]] و<nowiki/>[[العرفان]] و<nowiki/>[[التصوف]]، وكانت مهتمة جدًا بالإسلام، ولها العديد من المؤلفات في العرفان والثقافة الإسلامية بلغات مختلفة. وكانت تعتبر أن الصورة المعروضة عن الإسلام والمسلمين و<nowiki/>[[نبي الإسلام (ص)]] في [[أوروبا]] في العصور الوسطى هي صورة مشوهة.
اتخذت شيميل موقفا ضد كتاب «الآيات الشيطانية» وكتاب «ليس بدون ابنتي»، إلا أن بعض الخبراء يرون أن تصوراتها عن الإسلام والمذهب الشيعي لا تتفق تماما مع الواقع. وقد لوحظت أعماله في إيران، وأقيمت لها احتفالات تكريمية.
اتخذت شيميل موقفا ضد [[كتاب الآيات الشيطانية]] وكتاب «ليس بدون ابنتي»، إلا أن بعض الخبراء يرون أن تصوراتها عن الإسلام والمذهب [[الشيعي]] لا تتفق تماما مع الواقع. وقد لوحظت أعماله في [[إيران]]، وأقيمت لها احتفالات تكريمية.


==الحياة والدراسة==
==الحياة والدراسة==
ولدت آنا ماري شيمل في 7 أبريل 1922م في مدينة إرفورت (Erfurt) بألمانيا في عائلة بروتستانتية.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص17 و شونبورن، 1385ش، ص13.</ref> اهتمّت بالعالم الشرقي والإسلام منذ صغرها، وبدأت تعلّم اللغة العربية في سن الخامسة عشر، وحفظت جزءاً واحداً من القرآن. وبعد سنوات قليلة، تعلم اللغتين الفارسية والتركية.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص18.</ref> وفي سن التاسعة عشر، تخرجت شيمل من جامعة برلين في فرع اللغات الشرقية والفنون الإسلامية، وفي عام 1951م حصلت على الدكتوراه في فرع تاريخ الأديان من جامعة ماربورغ.<ref>موسوي گيلاني، شرق‌شناسي و مهدويت، 1389ش، ص196.</ref>
ولدت آنا ماري شيمل في [[7 أبريل]] 1922م في مدينة إرفورت (Erfurt) بألمانيا في عائلة بروتستانتية.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص17 و شونبورن، 1385ش، ص13.</ref> اهتمّت بالعالم الشرقي والإسلام منذ صغرها، وبدأت تعلّم اللغة العربية في سن الخامسة عشر، وحفظت جزءاً واحداً من [[القرآن]]. وبعد سنوات قليلة، تعلم اللغتين الفارسية والتركية.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص18.</ref> وفي سن التاسعة عشر، تخرجت شيمل من جامعة برلين في فرع اللغات الشرقية والفنون الإسلامية، وفي عام 1951م حصلت على الدكتوراه في فرع تاريخ الأديان من جامعة ماربورغ.<ref>موسوي گيلاني، شرق‌شناسي و مهدويت، 1389ش، ص196.</ref>


==مسؤولياتها العلمية==
==مسؤولياتها العلمية==
ذهبت شيمل إلى تركيا عام 1952 وأصبح رئيسة لكرسي التاريخ ومبادئ الأديان في كلية اللاهوت في أنقرة. وفي عام 1965 تولّت مسؤولية كرسي الثقافة الإسلامية الهندية في جامعة هارفارد.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص19 و 21.</ref> وقام لسنوات عديدة بتدريس الإلهيات الإسلامية، وتاريخ الأديان، والتصوف، في جامعات ألمانيا وتركيا وأمريكا.<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص14.</ref> كانت شيميل ملمّة باللغات الألمانية والإنجليزية والتركية والعربية والفارسية والفرنسية والأردية، ونشرت أعمالًا ببعض هذه اللغات.<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص160.</ref>
ذهبت شيمل إلى [[تركيا]] عام 1952 وأصبح رئيسة لكرسي التاريخ ومبادئ الأديان في كلية اللاهوت في أنقرة. وفي عام 1965 تولّت مسؤولية كرسي الثقافة الإسلامية [[الهندية]] في جامعة هارفارد.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص19 و 21.</ref> وقام لسنوات عديدة بتدريس الإلهيات الإسلامية، وتاريخ الأديان، والتصوف، في جامعات ألمانيا وتركيا وأمريكا.<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص14.</ref> كانت شيميل ملمّة باللغات الألمانية والإنجليزية والتركية والعربية والفارسية والفرنسية والأردية، ونشرت أعمالًا ببعض هذه اللغات.<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص160.</ref>


توفي آنا ماري شيمل في 26 يناير 2003م، ودُفنت في مدينة بون الألمانية، بحضور ما يقرب من سبعمائة مسلم ومسيحي من مختلف البلدان،<ref>وايدنر، اشتفان، آشنايي از آن سوي افق، 1382ش، ص23 و 24.</ref>  وقد نقشت على قبره بخط النستعليق: «النّاس نيامٌ فإذا ماتوا انتَبَهوا». وهذه الجملة منسوبة إلى نبي الإسلام<ref>ورام، مسعود ابن عيسي، تنبيه الخواطر و نزهه النواظر، بي‌تا، ج1، ص150.</ref> والإمام علي.<ref>شريف الرضي، محمد ابن حسين، خصائص الائمه، 1406ق، ص112.</ref>
توفي آنا ماري شيمل في 26 يناير 2003م، ودُفنت في مدينة بون الألمانية، بحضور ما يقرب من سبعمائة مسلم ومسيحي من مختلف البلدان،<ref>وايدنر، اشتفان، آشنايي از آن سوي افق، 1382ش، ص23 و 24.</ref>  وقد نقشت على قبره بخط النستعليق: «النّاس نيامٌ فإذا ماتوا انتَبَهوا». وهذه الجملة منسوبة إلى [[نبي الإسلام]] {{ص}}<ref>ورام، مسعود ابن عيسي، تنبيه الخواطر و نزهه النواظر، بي‌تا، ج1، ص150.</ref> و<nowiki/>[[الإمام علي]] {{ع}}.<ref>شريف الرضي، محمد ابن حسين، خصائص الائمه، 1406ق، ص112.</ref>
[[ملف:سنگ قبر آنه‌ماری شیمل در قبرستان بُن آلمان.jpg|تصغير|قبر آنا ماري شيمل في مدينة بون بألمانيا]]
[[ملف:سنگ قبر آنه‌ماری شیمل در قبرستان بُن آلمان.jpg|تصغير|قبر آنا ماري شيمل في مدينة بون بألمانيا]]


سطر ١٥: سطر ١٥:
:'''الصورة المشوهة عن الإسلام والشيعة'''
:'''الصورة المشوهة عن الإسلام والشيعة'''


كانت آنا ماري شيمل تعتقد أن الصورة التي قدمتها أوروبا في العصور الوسطى عن الإسلام والمسلمين ونبي الإسلام هي صورة مشوهة،<ref>وايدنر، اشتفان، آشنايي از آن سوي افق، 1382ش، ص41.</ref> وترى أن تصورها (أي شيمل) عن الإسلام والثقافة الإسلامية كان مختلفًا تمامًا عن تصور المستشرقين الآخرين، لأنها ذهبت إلى مناطق يسكنها المسلمون، وتفاعلت مع الناس، وحصلت على الكثير من المعلومات.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص20.</ref>
كانت آنا ماري شيمل تعتقد أن الصورة التي قدمتها أوروبا في العصور الوسطى عن [[الإسلام]] والمسلمين و<nowiki/>[[نبي الإسلام]] هي صورة مشوهة،<ref>وايدنر، اشتفان، آشنايي از آن سوي افق، 1382ش، ص41.</ref> وترى أن تصورها (أي شيمل) عن الإسلام والثقافة الإسلامية كان مختلفًا تمامًا عن تصور المستشرقين الآخرين، لأنها ذهبت إلى مناطق يسكنها المسلمون، وتفاعلت مع الناس، وحصلت على الكثير من المعلومات.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص20.</ref>
وترى شيمل أن الشيعة -خلافاً لما يُدّعى ضدهم- لا يشكّكون في قيمة واعتبار السنة النبوية، بل أحياناً يصدّقونها ويعتمدون عليها أكثر من أهل السنة.<ref>شيمل، اسلام از ديدگاه آن ماري شيمل، 1387ش، ص161.</ref>
وترى شيمل أن [[الشيعة]] -خلافاً لما يُدّعى ضدهم- لا يشكّكون في قيمة واعتبار [[السنة النبوية]]، بل أحياناً يصدّقونها ويعتمدون عليها أكثر من [[أهل السنة]].<ref>شيمل، اسلام از ديدگاه آن ماري شيمل، 1387ش، ص161.</ref>


:'''المنهج في البحوث الدينية'''
:'''المنهج في البحوث الدينية'''


وبحسب شيميل، فإن المنهج الظاهراتية (الفينومينولوجية) هو أفضل أسلوب لفهم الإسلام، والأسلوب الوحيد الذي يمكن استخدامه للوصول إلى القواسم المشتركة بين الأديان.<ref>شيمل، تبيين آيات خداوند، 1376، ص31.</ref> ومن خلال دراسة أعمال شيمل يظهر أنّ منهج بعض الباحثين مثل هنري كوربان في فهم آراء الطوائف الإسلامية يعتمد في الغالب على المصادر الكلاسيكية وأعمال كبار مفكري هذه الطوائف، لكن شيمل في بعض أعمالها تولي اهتماما أكبر بالكلمات الشفهية وملاحظاتها عن العادات والتقاليد الدارجة بين الناس للتعبير عن الأفكار والآراء الإسلامية.<ref> موسوي گيلاني، شرق‌شناسي و مهدويت، 1389ش، ص201 و 208.</ref>
وبحسب شيميل، فإن المنهج الظاهراتية (الفينومينولوجية) هو أفضل أسلوب لفهم الإسلام، والأسلوب الوحيد الذي يمكن استخدامه للوصول إلى القواسم المشتركة بين الأديان.<ref>شيمل، تبيين آيات خداوند، 1376، ص31.</ref> ومن خلال دراسة أعمال شيمل يظهر أنّ منهج بعض الباحثين مثل [[هنري كوربان]] في فهم آراء الطوائف الإسلامية يعتمد في الغالب على المصادر الكلاسيكية وأعمال كبار مفكري هذه الطوائف، لكن شيمل في بعض أعمالها تولي اهتماما أكبر بالكلمات الشفهية وملاحظاتها عن العادات والتقاليد الدارجة بين الناس للتعبير عن الأفكار والآراء الإسلامية.<ref> موسوي گيلاني، شرق‌شناسي و مهدويت، 1389ش، ص201 و 208.</ref>


:'''موقفها ضد سلمان رشدي'''
:'''موقفها ضد سلمان رشدي'''


وكانت آنا ماري شيمل من الذين انتقدوا سلمان رشدي وكتابه "الآيات الشيطانية" أثناء صدور فتوى ردة سلمان رشدي، مؤكدة أن كتاب سلمان رشدي جرح مشاعر المسلمين. وقد تسبّب موقفها هذا مهاجمة معارضي فتوى الإمام الخميني، واتخاذ مواقف متطرفة ضدها، لدرجة أن البعض اعتبرها عميلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص41 و 42.</ref> وقد قالت شيمل في موضع آخر:
وكانت آنا ماري شيمل من الذين انتقدوا [[سلمان رشدي]] وكتابه [[الآيات الشيطانية]] أثناء صدور [[فتوى ردة سلمان رشدي]]، مؤكدة أن كتاب سلمان رشدي جرح مشاعر المسلمين. وقد تسبّب موقفها هذا مهاجمة معارضي فتوى [[الإمام الخميني]]، واتخاذ مواقف متطرفة ضدها، لدرجة أن البعض اعتبرها عميلة [[الجمهورية الإسلامية الإيرانية]].<ref>شونبورن، بازتاب اسلام، 1385ش، ص41 و 42.</ref> وقد قالت شيمل في موضع آخر:
::::سأنتقد وأدين هذه التعليقات حتى الموت. إن جماعات الضغط التابعة لسلمان رشدي لا يمكنها أن ترهبني. وإن شخصية نبي الإسلام (ص) غير معروفة بشكل صحيح ومناسب في الغرب.
::::سأنتقد وأدين هذه التعليقات حتى الموت. إن جماعات الضغط التابعة لسلمان رشدي لا يمكنها أن ترهبني. وإن شخصية نبي الإسلام (ص) غير معروفة بشكل صحيح ومناسب في الغرب.
إلا أن شيمل لم توافق فتوى الإمام الخميني في قتل سلمان رشدي.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص29.</ref>  
إلا أن شيمل لم توافق [[فتوى الإمام الخميني في قتل سلمان رشدي]].<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص29.</ref>  


:'''موقفها ضد كتاب "ليس بدون ابنتي"'''
:'''موقفها ضد كتاب "ليس بدون ابنتي"'''
سطر ٣٥: سطر ٣٥:


:'''الأدعية الإسلامية'''
:'''الأدعية الإسلامية'''
وذكرت آنا ماري شيمل في إحدى مقابلاتها أنها تقرأ الأدعية الإسلامية دون الحاجة إلى ترجمتها، كما قامت بترجمة ونشر بعض أدعية الصحيفة السجادية باللغة الألمانية. ومن خلال الاستشهاد بذكرى عن تأثير أدعية الصحيفة السجادية على رجل كاثوليكي متعصب، ترى أن أدعية هذه الصحيفة مؤثرة على الشعوب الغربية.<ref>ماهنامه پيام زن، 1381ش، شماره 121.</ref>
وذكرت آنا ماري شيمل في إحدى مقابلاتها أنها تقرأ [[الأدعية]] الإسلامية دون الحاجة إلى ترجمتها، كما قامت بترجمة ونشر بعض أدعية [[الصحيفة السجادية]] باللغة الألمانية. ومن خلال الاستشهاد بذكرى عن تأثير أدعية الصحيفة السجادية على رجل كاثوليكي متعصب، ترى أن أدعية هذه الصحيفة مؤثرة على الشعوب الغربية.<ref>ماهنامه پيام زن، 1381ش، شماره 121.</ref>


:'''المجالات المفضّلة والمؤثرة'''
:'''المجالات المفضّلة والمؤثرة'''
كانت آنا ماري شيمل مهتمة بالعرفان والتصوف منذ صغرها، وقد تحوّل هذا الموضوع إلى المحور الرئيسي في بحوثها ودراساتها، لدرجة أنها كانت تعتقد أنها وقفت حياتها كلها للتصوف<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص36.</ref>
كانت آنا ماري شيمل مهتمة ب<nowiki/>[[العرفان]] و<nowiki/>[[التصوف]] منذ صغرها، وقد تحوّل هذا الموضوع إلى المحور الرئيسي في بحوثها ودراساتها، لدرجة أنها كانت تعتقد أنها وقفت حياتها كلها للتصوف<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص36.</ref>
وكان إقبال اللاهوري وجلال الدين البلخي (المولوي) شخصيتين محبوبتين ومؤثرتين في شيمل، فكانت شيمل قد تعرّفت عليهما منذ شبابها، وكتبت عدة أعمال فيهما، كما أشارت بالمناسبة إلى أفكارهما في مؤلفاتها الأخرى.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص37–43.</ref>
وكان [[إقبال اللاهوري]] و<nowiki/>[[جلال الدين البلخي]] (المولوي) شخصيتين محبوبتين ومؤثرتين في شيمل، فكانت شيمل قد تعرّفت عليهما منذ شبابها، وكتبت عدة أعمال فيهما، كما أشارت بالمناسبة إلى أفكارهما في مؤلفاتها الأخرى.<ref>خندق‌آبادي، افسانه‌خوان عرفان، 1381ش، ص37–43.</ref>


==انتقادات على بعض انطباعات شيمل حول التشيع==
==انتقادات على بعض انطباعات شيمل حول التشيع==
١١٬٨٥٤

تعديل