confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٨٧٦
تعديل
طلا ملخص تعديل |
|||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
وبحسب مكارم الشيرازي، فإنَّ القرآن لم يتحدث وبشكل صريح عن كيفية نشوء وتكوّن هذا المولود وذكر عبارة «فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا» فقط.<ref>سورة الأنبياء، الآية 91؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> جاء في تفاسير الشيعة أن الحمل حصل عن طريق نفخ الملك فيها.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص789.</ref> وقد نقل مكارم الشيرازي أنَّ هناك آراء مختلفة حول كيفية الحمل،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> ذكر بعض المفسرين أن حمل مريم كان نتيجة نفخ جبرئل في جيبها.<ref>مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، ج4، ص380.</ref> وذكر إن هذا التعبير كنائي، وهو ثوب الرحم.<ref>الطوسي، التبيان، ج10، ص54.</ref> وقد ضعف هذا القول الشيخ الطوسي (توفي: 460هـ) أحد مفسري الشيعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج7، ص276.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن معنى النفخ فيها من الروح كناية عن عدم استناد ولادة عيسى إلى العادة الجارية ـ خلافاً لغيره من البشرـ حيث لم يطوي المراحل الطبيعية للحمل، فمثله مثل آدم كانت ولادته نتيجة إرادة الله المطلقة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص316.</ref> ويرى محمد جواد مغنية (توفي: 1400هـ) المفسر الشيعي، أن حمل مريم وولادة عيسى من الأمور التي لا يمكن معرفتها تمامًا ولا يعلمها بشكل كامل إلا الله تعالى.<ref>مغنية، الكاشف، ج2، ص10.</ref> | وبحسب مكارم الشيرازي، فإنَّ القرآن لم يتحدث وبشكل صريح عن كيفية نشوء وتكوّن هذا المولود وذكر عبارة «فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا» فقط.<ref>سورة الأنبياء، الآية 91؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> جاء في تفاسير الشيعة أن الحمل حصل عن طريق نفخ الملك فيها.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص789.</ref> وقد نقل مكارم الشيرازي أنَّ هناك آراء مختلفة حول كيفية الحمل،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> ذكر بعض المفسرين أن حمل مريم كان نتيجة نفخ جبرئل في جيبها.<ref>مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، ج4، ص380.</ref> وذكر إن هذا التعبير كنائي، وهو ثوب الرحم.<ref>الطوسي، التبيان، ج10، ص54.</ref> وقد ضعف هذا القول الشيخ الطوسي (توفي: 460هـ) أحد مفسري الشيعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج7، ص276.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن معنى النفخ فيها من الروح كناية عن عدم استناد ولادة عيسى إلى العادة الجارية ـ خلافاً لغيره من البشرـ حيث لم يطوي المراحل الطبيعية للحمل، فمثله مثل آدم كانت ولادته نتيجة إرادة الله المطلقة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص316.</ref> ويرى محمد جواد مغنية (توفي: 1400هـ) المفسر الشيعي، أن حمل مريم وولادة عيسى من الأمور التي لا يمكن معرفتها تمامًا ولا يعلمها بشكل كامل إلا الله تعالى.<ref>مغنية، الكاشف، ج2، ص10.</ref> | ||
==منذ ولادة عيسى(ع) | ==منذ تمنيها الموت حتى ولادة عيسى(ع)== | ||
ووفقاً للقرآن، ذهبت مريم إلى مكان بعيد عن أعين الناس.<ref>صادقي الطهراني، البلاغ، ص306.</ref> وقد ذكر بعض المفسرين أن هذا المكان البعيد هو مدينة الناصرة في فلسطين اليوم.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وفي الآية 23 من سورة مريم، إن آلام الولادة دفع مريم إلى جذع نخلة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص42.</ref> وقد تمنت الموت في هذا الوقت: «يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا»،<ref>سورة مريم، الآية 23.</ref> وکان سبب تمنیها هو الخجل من الناس،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص42.</ref> ومخافة لومهم،<ref>البيضاوي، أنوار التنزيل، ج4، ص8.</ref> والخوف من العار.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص429.</ref> | ووفقاً للقرآن، ذهبت مريم إلى مكان بعيد عن أعين الناس.<ref>صادقي الطهراني، البلاغ، ص306.</ref> وقد ذكر بعض المفسرين أن هذا المكان البعيد هو مدينة الناصرة في فلسطين اليوم.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وفي الآية 23 من سورة مريم، إن آلام الولادة دفع مريم إلى جذع نخلة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص42.</ref> وقد تمنت الموت في هذا الوقت: «يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا»،<ref>سورة مريم، الآية 23.</ref> وکان سبب تمنیها هو الخجل من الناس،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص42.</ref> ومخافة لومهم،<ref>البيضاوي، أنوار التنزيل، ج4، ص8.</ref> والخوف من العار.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص429.</ref> | ||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
وبحسب الآيات القرآنية، فبعد أن تمنت مريم الموت، جاءها نداء من تحت قدميها<ref>سورة مريم، الآية 24.</ref> ليذهب عنها الحزن.<ref>سورة مريم، الآية 24.</ref> وقد ذكر البعض أن المنادي جبرائيل، والبعض الآخر عيسى.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص790؛ الجعفري، تفسير كوثر، ج6، ص510.</ref> وفقًا للقرآن إن الله تعالى أجرى نهر صغير أسفل قدمي مريم،<ref>الشيباني، نهج البيان، ج3، ص309.</ref> وأسقط عليها من النخلة رطب جني.<ref>سورة مريم، الآية 25.</ref> وقال المفسرون بناء على الآيات القرآنية بعد ذلك قيل لمريم أن تأكل الطعام وتشرب الماء وتفرح بولدها.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص430.</ref> | وبحسب الآيات القرآنية، فبعد أن تمنت مريم الموت، جاءها نداء من تحت قدميها<ref>سورة مريم، الآية 24.</ref> ليذهب عنها الحزن.<ref>سورة مريم، الآية 24.</ref> وقد ذكر البعض أن المنادي جبرائيل، والبعض الآخر عيسى.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص790؛ الجعفري، تفسير كوثر، ج6، ص510.</ref> وفقًا للقرآن إن الله تعالى أجرى نهر صغير أسفل قدمي مريم،<ref>الشيباني، نهج البيان، ج3، ص309.</ref> وأسقط عليها من النخلة رطب جني.<ref>سورة مريم، الآية 25.</ref> وقال المفسرون بناء على الآيات القرآنية بعد ذلك قيل لمريم أن تأكل الطعام وتشرب الماء وتفرح بولدها.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص430.</ref> | ||
==عودة مريم إلى قومها== | ==عودة مريم إلى قومها== | ||
وبحسب القرآن، بعد الولادة، عادت مريم إلى قومها مع ولدها.<ref>سورة مريم، الآية 27.</ref> ووفق التفاسير القرآنية في هذا الوقت أُمرت مريم بعدم التحدث إلى أي شخص وتصوم صيام الصمت.<ref>الطيب، أطيب البيان، ج8، ص433.</ref> وذكر القرآن ردت فعل قوم مريم ـ أنها جاءت بشيء عجيب ومنكر ـ عندما رجعت ومعها ولدها.<ref>سورة مريم، الآية 27؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص435 ـ 436؛ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج3، ص279</ref> وواجهها القوم بقولهم: يا أخت هارون،{{ملاحظة|وذكر مكارم الشيرازي أنّ الأصح هو أنّ هارون رجل طاهر صالح إلى الدرجة التي يضرب به المثل بين بني إسرائيل، فإذا أرادوا أن يصفوا شخصا بالطهارة و النزاهة، كانوا يقولون: إنّه أخو أو أخت هارون، (مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص436).}} ما كان أبوكِ رجل سوء وما كانت أمكِ بغية.<ref>سورة مريم، الآية 28.</ref> وقد ذكر القرآن أن هذه الكلمات تهمة شنيعة وبهتانا عظيما.<ref>سورة النساء، الآية 156؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج3، ص521.</ref> | وبحسب القرآن، بعد الولادة، عادت مريم إلى قومها مع ولدها.<ref>سورة مريم، الآية 27.</ref> ووفق التفاسير القرآنية في هذا الوقت أُمرت مريم بعدم التحدث إلى أي شخص وتصوم صيام الصمت.<ref>الطيب، أطيب البيان، ج8، ص433.</ref> وذكر القرآن ردت فعل قوم مريم ـ أنها جاءت بشيء عجيب ومنكر ـ عندما رجعت ومعها ولدها.<ref>سورة مريم، الآية 27؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص435 ـ 436؛ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج3، ص279</ref> وواجهها القوم بقولهم: يا أخت هارون،{{ملاحظة|وذكر مكارم الشيرازي أنّ الأصح هو أنّ هارون رجل طاهر صالح إلى الدرجة التي يضرب به المثل بين بني إسرائيل، فإذا أرادوا أن يصفوا شخصا بالطهارة و النزاهة، كانوا يقولون: إنّه أخو أو أخت هارون، (مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص436).}} ما كان أبوكِ رجل سوء وما كانت أمكِ بغية.<ref>سورة مريم، الآية 28.</ref> وقد ذكر القرآن أن هذه الكلمات تهمة شنيعة وبهتانا عظيما.<ref>سورة النساء، الآية 156؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج3، ص521.</ref> |