انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الآية 23 من سورة الأحزاب»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٩: سطر ٢٩:
ذكرت أسباب مختلفة لنزول الآية 23 من [[سورة الأحزاب]]. وبحسب ما ذكره [[الملا فتح الله الكاشاني]] (وفاة 988 هـ) في [[منهج الصادقين في إلزام المخالفين (كتاب)|تفسير منهج الصادقين]]، ذهب أكثر المفسرين والمحدثين إلى أنّ الآية نزلت في [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حمزة بن عبد المطلب]] و<nowiki/>[[جعفر بن أبي طالب]] و<nowiki/>[[عبيدة بن الحارث بن المطلب]].<ref>كاشاني، منهج الصادقين، 1336ش، ج7، ص272.</ref> وقد روي عن الإمام علي{{اختصار/ع}} أيضا أنّ الآية نزلت فيه وفي حمزة وجعفر وعبيدة.<ref>عروسي حويزي، تفسير نور الثقلين، 1415ق، ج4، ص258.</ref>  
ذكرت أسباب مختلفة لنزول الآية 23 من [[سورة الأحزاب]]. وبحسب ما ذكره [[الملا فتح الله الكاشاني]] (وفاة 988 هـ) في [[منهج الصادقين في إلزام المخالفين (كتاب)|تفسير منهج الصادقين]]، ذهب أكثر المفسرين والمحدثين إلى أنّ الآية نزلت في [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حمزة بن عبد المطلب]] و<nowiki/>[[جعفر بن أبي طالب]] و<nowiki/>[[عبيدة بن الحارث بن المطلب]].<ref>كاشاني، منهج الصادقين، 1336ش، ج7، ص272.</ref> وقد روي عن الإمام علي{{اختصار/ع}} أيضا أنّ الآية نزلت فيه وفي حمزة وجعفر وعبيدة.<ref>عروسي حويزي، تفسير نور الثقلين، 1415ق، ج4، ص258.</ref>  


وذهب الطبري في تفسيره إلى أنّ الآية نزلت في جماعة لم يستشهدوا في [[غزوة بدر]]، فعاهدوا الله أن يحاربوا المشركين مع [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}، فاستشهد بعضهم وبقي بعض آخر منهم ينتظر [[الشهادة]].<ref>طبري، جامع البيان، 1412ق، ج21، ص93.</ref>
وذهب الطبري في تفسيره إلى أنّ الآية نزلت في جماعة لم يستشهدوا في [[غزوة بدر]]، فعاهدوا الله أن يحاربوا [[الشرك|المشركين]] مع [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}، فاستشهد بعضهم وبقي بعض آخر منهم ينتظر [[الشهادة]].<ref>طبري، جامع البيان، 1412ق، ج21، ص93.</ref>
وروي في مصادر [[أهل السنة]] عن [[أنس بن مالك]] أنّ‌الآية نزلت في أنس بن نضير وكذلك عمّ أنس بن مالك، وكان أنس غائبا عن معركة بدر، فقال إذا اندلعت معركة أخرى مع المشركين سأحاربهم مع النبي، فاشترك في غزوة أحد وحارب حتى استشهد.<ref>بخاري، صحيح البخاري، 1422ق، ج4، ص19؛ طبري، جامع البيان، 1412ق، ج21، ص93؛ طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص549؛ واحدي، اسباب نزول القرآن، 1411ق، ص366.</ref>
وروي في مصادر [[أهل السنة]] عن [[أنس بن مالك]] أنّ بعض الصحابة كانوا يرون أنّ الآية نزلت في أنس بن نضر، وكان أنس غائبا عن معركة بدر، فقال إن حدث قتال آخر مع المشركين سأحاربهم مع النبي، فاشترك في غزوة أحد وحارب حتى قتل.<ref>بخاري، صحيح البخاري، 1422ق، ج4، ص19؛ طبري، جامع البيان، 1412ق، ج21، ص93؛ طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص549؛ واحدي، اسباب نزول القرآن، 1411ق، ص366.</ref>
==تفسير الآية==
==تفسير الآية==
ذهب العلامة الطباطبائي إلى أنّ قوله تعالى {{قرآن|صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}} يعني حقّقوا صدقهم فيما عاهدوا النبي أن لا يفروا إذا لاقوا العدو.<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref> كما أنّ قوله {{قرآن|فَمِنْهم مَنْ قَضى‏ نَحْبَه}} يعني منهم من قضى أجله بموت أو قتل في سبيل الله ومنهم من ينتظر ذلك وما بدّلوا شيئا مما كانوا عليه من قول أو عهد.<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref>
ذهب [[العلامة الطباطبائي]] إلى أنّ قوله تعالى {{قرآن|صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}} يعني حقّقوا صدقهم فيما عاهدوا النبي{{اختصار/ص}} أن لا يفرّوا إذا واجهوا العدو.<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref> كما أنّ قوله {{قرآن|فَمِنْهم مَنْ قَضى‏ نَحْبَه}} يعني منهم من قضى أجله بموت أو قتل في سبيل الله، ومنهم من ينتظر ذلك، وما بدّلوا شيئا مما كانوا عليه من قول أو عهد.<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref>
[[ملف:آيه 23 احزاب به خط ثلث.jpg|تصغير|الآية 23 من سورة الأحزاب كتبها الفنان التركي حامد آمدي (وفاة 1403هـ)]]
[[ملف:آیه ۲۳ احزاب به خط ثلث.jpg|تصغير|الآية 23 من [[سورة الأحزاب]] كتبها الفنان التركي حامد آمدي (وفاة 1403هـ)]]


و«النحب» يأتي بمعنى النذر، والعهد والموت، والخطر،<ref>طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص548؛ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1371ش، ج17، ص245.</ref> وبحسب ما ذكره [[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]]،<ref>طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص549.</ref> و[[الراغب الأصفهاني]]<ref>راغب اصفهاني، مفردات الفاظ القرآن، 1412ق، 793 و794.</ref> والعلامة الطباطبائي<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref> قوله {{قرآن|قَضى‏ نَحْبَه}} يعني وفى بنذره، إلا أنّ المراد بها في هذه الآية هو الموت أو القتل.
و«النحب» يأتي بمعنى النذر، والعهد والموت، والخطر،<ref>طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص548؛ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1371ش، ج17، ص245.</ref> وبحسب ما ذكره [[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]]،<ref>طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج8، ص549.</ref> و[[الراغب الأصفهاني]]<ref>راغب اصفهاني، مفردات الفاظ القرآن، 1412ق، 793 و794.</ref> والعلامة الطباطبائي<ref>طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص290.</ref> قوله {{قرآن|قَضى‏ نَحْبَه}} يعني وفى بنذره، إلا أنّ المراد بها في هذه الآية هو الموت أو القتل.
١١٬٤٨٢

تعديل