مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ثورة زيد بن علي»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١٢٠: | سطر ١٢٠: | ||
لقد عمد زيد إلى عدد من الإجراءات والمخططات العسكرية لإنجاح ثورته، وهي: | لقد عمد زيد إلى عدد من الإجراءات والمخططات العسكرية لإنجاح ثورته، وهي: | ||
'''إخفاء محل إقامته؛''' | |||
أحاط [[زيد الشهيد|زيد]] محلّ إقامته من السرية والكتمان، خوفا من إلقاء القبض عليه، فهو ينتقل من دار إلى أخرى، ولا يمكث في دار إلاّ وقتا يسيرا. | أحاط [[زيد الشهيد|زيد]] محلّ إقامته من السرية والكتمان، خوفا من إلقاء القبض عليه، فهو ينتقل من دار إلى أخرى، ولا يمكث في دار إلاّ وقتا يسيرا. | ||
'''إخفاء كوادر أنصاره؛''' | |||
أخفى زيد أسماء كوادر ثورته خوفا عليهم، وقد ظهرت أسماء بعضهم بعد شهادة زيد. | أخفى زيد أسماء كوادر ثورته خوفا عليهم، وقد ظهرت أسماء بعضهم بعد شهادة زيد. | ||
'''شموليّة الثورة؛''' | |||
كان رأيه أن الثورة تكون في جميع المناطق الإسلامية التي له دعاة فيها ليثورون في الوقت المقرر حتى لا تتمكن الدولة من إخمادها، بالإضافة إلى إلقاء الرعب في قلوب الحاكمين، كما أن الثورة تكون أقل خسائر مما إذا كانت في موطن خاص. | كان رأيه أن الثورة تكون في جميع المناطق الإسلامية التي له دعاة فيها ليثورون في الوقت المقرر حتى لا تتمكن الدولة من إخمادها، بالإضافة إلى إلقاء الرعب في قلوب الحاكمين، كما أن الثورة تكون أقل خسائر مما إذا كانت في موطن خاص. | ||
'''الثورة ليلاً؛''' | |||
رأى زيد أن تكون الثورة ليلا ولا في وضح النهار، لأنها تلقي الرعب في نفوس العدو، بالإضافة إلى من لا يحب الاشتراك في العمليات العسكرية، فإنه يتخذ من الليل جملا للهروب من ساحة الحرب. | رأى زيد أن تكون الثورة ليلا ولا في وضح النهار، لأنها تلقي الرعب في نفوس العدو، بالإضافة إلى من لا يحب الاشتراك في العمليات العسكرية، فإنه يتخذ من الليل جملا للهروب من ساحة الحرب. | ||
وكان الخروج في غلس الليل له أهميته البالغة في التعاليم العسكرية، وقد خرج على برذون أشهب، وقد ارتدى قباءً أبيضاً، وعليه عمامة وبين يديه مصحف مشهور.<ref>ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، ص 189.</ref> | وكان الخروج في غلس الليل له أهميته البالغة في التعاليم العسكرية، وقد خرج على برذون أشهب، وقد ارتدى قباءً أبيضاً، وعليه عمامة وبين يديه مصحف مشهور.<ref>ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، ص 189.</ref> | ||
'''اضطرار [[زيد الشهيد|زيد]]؛''' | |||
كان الخروج في غير الموعد المقرّر، وهو أول يوم من صفر [[سنة 122 للهجرة|سنة 122 هـ]] لاسباب اضطرته إلى ذلك، فقد خاف من الاغتيال وغير ذلك، فخرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من [[محرم الحرام|المحرم]] سنة 122هـ، وقد خرج في ليلة شديدة البرد. | كان الخروج في غير الموعد المقرّر، وهو أول يوم من صفر [[سنة 122 للهجرة|سنة 122 هـ]] لاسباب اضطرته إلى ذلك، فقد خاف من الاغتيال وغير ذلك، فخرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من [[محرم الحرام|المحرم]] سنة 122هـ، وقد خرج في ليلة شديدة البرد. | ||
ولمّا رأى [[زيد الشهيد|زيد]] اللواء يخفق على رأسه قال: «الحمد لله الذي أكمل لي ديني، أما والله لقد كنت أستحي أن أقدم على [[محمد (ص)|محمد]]{{صل}} ولم [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر]]»<ref>البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 58.</ref> | ولمّا رأى [[زيد الشهيد|زيد]] اللواء يخفق على رأسه قال: «الحمد لله الذي أكمل لي ديني، أما والله لقد كنت أستحي أن أقدم على [[محمد (ص)|محمد]]{{صل}} ولم [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر]]»<ref>البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 58.</ref> | ||
ثم قال: «والله لا ينصرني أحد إلاّ كان في الرفيق الأعلى مع [[محمد (ص)|محمد]]{{صل}} و[[علي ابن أبي طالب|علي]] و[[فاطمة الزهراء|فاطمة]] و[[الحسن (ع)|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]]{{عليهم السلام}}». | |||
ثم وجه خطابه للفقهاء قائلا: «يا معشر [[الفقهاء]]، ويا أهل الحجى، أنا حجّة الله عليكم، هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله تعالى، ونعمل بـ[[كتاب الله|الكتاب]]، ونقسّم بينكم فيئكم بالسوية، فاسألوني عن معالم دينكم، فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم عنه فولّوا من شئتم ممّن علمتم أنه أعلم منّي». | |||
وأضاف قائلا: «والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمال، ولا انتهكت محرما منذ عرفت أنّ الله تعالى يؤاخذني به».<ref>شبر، مصابيح الأنوار، ص 160.</ref> | |||
==استشهاد زيد بن علي== | ==استشهاد زيد بن علي== | ||
سطر ٢١٧: | سطر ٢١٩: | ||
وخرج زيد من عند هشام بن عبد الملك، عازما على الثورة قائلا لهشام: أخرج ولا أكون إلاّ بحيث تكره.(الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 116.) وأدلى بما صمّم عليه قائلا: ما كره قوم حرّ السيوف إلاّ ذلّوا. | وخرج زيد من عند هشام بن عبد الملك، عازما على الثورة قائلا لهشام: أخرج ولا أكون إلاّ بحيث تكره.(الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 116.) وأدلى بما صمّم عليه قائلا: ما كره قوم حرّ السيوف إلاّ ذلّوا. | ||
وتميّز هشام غضبا، وراح يقول: ألستم زعمتم أنَ أهل هذا البيت -يعني البيت العلوي- قد بادوا، فلعمري ما انقرض من مثل هذا -يعني زيدا- خلفهم.(البراقي، تاريخ الكوفة، ص 382.)}} | وتميّز هشام غضبا، وراح يقول: ألستم زعمتم أنَ أهل هذا البيت -يعني البيت العلوي- قد بادوا، فلعمري ما انقرض من مثل هذا -يعني زيدا- خلفهم.(البراقي، تاريخ الكوفة، ص 382.)}} | ||
'''الاستعداد الشعبي للثورة''' | '''الاستعداد الشعبي للثورة''' | ||