انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وفاة النبي (ص)»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
لا ملخص تعديل
imported>Nabavi
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:
==مجريات ما قبل الوفاة==
==مجريات ما قبل الوفاة==


===النبي طريح الفراش===
لازم رسول الله الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref> عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلَى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>
بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما على الإجمال.
===جيش أسامة===
===جيش أسامة===
{{مفصلة|جيش أسامة}}
{{مفصلة|جيش أسامة}}
سطر ١٣: سطر ٩:
ثم ثقل رسول الله (ص) في مرضه، فكان يؤكد كراراً بتجهيز وإرسال [[جيش أسامة]]، فنزل أسامة يوم الأحد وكان المرض إشتد بالنبي، فورد عليه ولا يتكلم لكن جعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كأنه يدعو له. ورجع أسامة إلى معسكره بالجرف خارج المدينة.
ثم ثقل رسول الله (ص) في مرضه، فكان يؤكد كراراً بتجهيز وإرسال [[جيش أسامة]]، فنزل أسامة يوم الأحد وكان المرض إشتد بالنبي، فورد عليه ولا يتكلم لكن جعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كأنه يدعو له. ورجع أسامة إلى معسكره بالجرف خارج المدينة.
وذكروا بأنه (أسامة) دخل يوم الإثنين والرسول مفيقاً فلما جاءه أسامة قال له: "أغد على بركة الله" فودعه أسامة وخرج إلى المعسكر، إلا أنه فبل مغادرته أخبروه أن النبي يموت. فأقبل إلى رسول الله وهو يجود بنفسه فتوفي ذلك اليوم.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6،ص249.</ref> ودخل [[بريدة بن الحصيب]] باللواء فركزه عند باب رسول الله وهو مغلق، [[علي(ع)|وعلي]] وبعض [[بني هاشم]] قائمين بإعداد جهازه وغسله، فهنا قال العباس [[علي بن أبي طالب|لعلي بن أبي طالب]] وهما في الدار: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عمّ رسول الله بايع ابن عمّ رسول الله فلا يختلف عليك إثنان، إلا أنه لم يكترث بالأمر منشغلاً بجهاز النبي (ص).<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص161.</ref>
وذكروا بأنه (أسامة) دخل يوم الإثنين والرسول مفيقاً فلما جاءه أسامة قال له: "أغد على بركة الله" فودعه أسامة وخرج إلى المعسكر، إلا أنه فبل مغادرته أخبروه أن النبي يموت. فأقبل إلى رسول الله وهو يجود بنفسه فتوفي ذلك اليوم.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6،ص249.</ref> ودخل [[بريدة بن الحصيب]] باللواء فركزه عند باب رسول الله وهو مغلق، [[علي(ع)|وعلي]] وبعض [[بني هاشم]] قائمين بإعداد جهازه وغسله، فهنا قال العباس [[علي بن أبي طالب|لعلي بن أبي طالب]] وهما في الدار: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عمّ رسول الله بايع ابن عمّ رسول الله فلا يختلف عليك إثنان، إلا أنه لم يكترث بالأمر منشغلاً بجهاز النبي (ص).<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص161.</ref>
===النبي طريح الفراش===
لازم رسول الله الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref> عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلَى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>
بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما على الإجمال.


===مرض النبي وما أدّى إلى وفاته===
===مرض النبي وما أدّى إلى وفاته===
يرى الكثير من المؤرخين أن هناك ربط بين مرض النبي المودي بحياته وتسمّمه بسمّ دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم فتح خيبر إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref>
يرى الكثير من المؤرخين بأن العلة الرئيسية لمرض النبي المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم فتح خيبر إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref>


في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159.</ref>
في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159.</ref>
===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب ===
===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب ===
عدا الوصايا التي سبقت وأن ألمح أو صرّح بها النبي في مناسبات مختلفة، انحصرت قسم منها بفترة مرضه المؤدي إلى الوفاة ويمكن تقسيمها كالتالي:
عدا الوصايا التي سبقت وأن ألمح أو صرّح بها النبي في مناسبات مختلفة، انحصرت قسم منها بفترة مرضه المؤدي إلى الوفاة ويمكن تقسيمها كالتالي:
سطر ٢٣: سطر ٢٤:
*تجهيز جيش أسامة وبعثه
*تجهيز جيش أسامة وبعثه
*التصدق بالدنانير المتبقية عنده
*التصدق بالدنانير المتبقية عنده
*حكاية الصلاة بالناس نيابة  
*الصلاة بالناس نيابة عنه


====ما وصّا به لما بعد مماته====
====ما وصّى به لما بعد مماته====
*وصية النبي لعلي
*وصية النبي لعلي
*وصاياه حول تجهيزه ودفنه
*وصاياه حول تجهيزه ودفنه
*حديث الكتاب
*حديث الكتاب
=====رواية صلاة أبي بكر بالناس=====
=====حكاية صلاة أبي بكر بالناس=====
 
=====حديث الكتاب=====
=====حديث الكتاب=====
فيما يتعلق بالوصية المكتوبة التي أرادها النبي أن تكتب كي تبقى كسند للأمة ولا تبقي مجالاً للتأويلات والتفاسير المختلفة لأي أحد أو فريق من المسلمين بعده تفادياً للإستئثار بالحكم أو المقام، يوافينا التاريخ بمعلومات وفيرة:   
فيما يتعلق بالوصية التي أراد النبي أن يكتبها كي تبقى كسند للأمة ولا تبقي مجالاً للتأويلات والقراءات المختلفة لدى أحد أو فريق من المسلمين بعده تفادياً للإستئثار بالحكم أو المقام، يوافينا التاريخ بمعلومات وفيرة، منها:   
كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref>
كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref>


سطر ٤٥: سطر ٤٧:
المشهور أن رسول الله (ص) قد توفي في يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته؛ حين زاغت الشمس، أي ظهراً،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص273-274 و305 و441</ref>وقيل قبل أن ينتصف النهار<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص271 و275 و292</ref>أيضاً في وقت دفنه فقيل دفن يوم الأربعاء،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص292</ref>وقيل ليلة الأربعاء<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص455؛</ref>وقيل توفي في الضحى وجزم به ابن اسحاق. وقيل الأكثر على أنه اشتد الضحى<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص305 عن المنهل، نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>وقيل توفي آخر يوم الإثنين.<ref>ابن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص506 نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>
المشهور أن رسول الله (ص) قد توفي في يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته؛ حين زاغت الشمس، أي ظهراً،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص273-274 و305 و441</ref>وقيل قبل أن ينتصف النهار<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص271 و275 و292</ref>أيضاً في وقت دفنه فقيل دفن يوم الأربعاء،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص292</ref>وقيل ليلة الأربعاء<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص455؛</ref>وقيل توفي في الضحى وجزم به ابن اسحاق. وقيل الأكثر على أنه اشتد الضحى<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص305 عن المنهل، نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>وقيل توفي آخر يوم الإثنين.<ref>ابن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص506 نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>


لقد ذكر أكثر الإمامية أن النبي قبض في يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة11 من الهجرة، وهو قول الشيخ الطوسي وغيره، ولو أخذنا ما ذكروه -بأن الرسول قد توفي بعد حجه بثمانين، أو بإحدى وثمانين يوماً- بعين الإعتبار، يتوافق مع ما عليه أكثر الإمامية، يعني 28 من صفر، إذا كان مبدأ حساب الثمانين من يوم عرفة "فإن الحج عرفة" كما رووا.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص346.</ref>  
يعتقد أكثر الإمامية أن النبي قبض في يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر السنة 11 من الهجرة، وهو قول الشيخ الطوسي وغيره، ولو أخذنا ما ذكروه -بأن الرسول قد توفي بعد حجه بثمانين، أو بإحدى وثمانين يوماً- بعين الإعتبار، يتوافق مع ما عليه أكثر الإمامية، يعني 28 من صفر، إذا كان مبدأ حساب الثمانين من يوم عرفة "فإن الحج عرفة" كما رووا.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص346.</ref>
 
كما تضاربت الأقوال في وقت دفنه أيضاً، فقيل دفن يوم الأربعاء<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص330 و333.</ref>وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس.<ref>ابن أثير، أسد الغابة، ج1، ص34.</ref>ويرى الواقدي بأن رسول الله دفن ليلة الثلاثاء.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج3، ص68</ref>وعن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، قالت: ماعلمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص305.</ref>واتفق الزهري وابن كثير والعلامة المجلسي وابن سعد على دفن النبي في نفس اليوم الذي توفي فيه أي الإثنين من غير تحديد.<ref>العاملي، الصحيح، ج32، ص341-342.</ref>


كما تضاربت الأقوال في وقت دفنه أيضاً، فقيل دفن يوم الأربعاء<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص330 و333.</ref>وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس.<ref>ابن أثير، أسد الغابة، ج1، ص34.</ref>ويرى الواقدي بأن رسول الله دفن ليلة الثلاثاء.<ref>ابن عياكر، تاريخ مدينة دمشق، ج3، ص68</ref>وعن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، قالت: ماعلمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص305.</ref>واتفق الزهري وابن كثير والعلامة المجلسي وابن سعد عن ابن شهاب على دفن النبي في نفس اليوم الذي توفي فيه أي الإثنين من غير تحديد.<ref>العاملي، الصحيح، ج32، ص341-342.</ref>
===أين تواجدت كبار الصحابة===
===أين تواجدت كبار الصحابة===
====لحظة الوفاة====
====لحظة الوفاة====
تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] حين وفاة رسول الله:
تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] حين وفاة رسول الله:
سطر ٧٠: سطر ٧٤:




فعليهذا الأساس لا مانع في إبتداء مرض النبي في حجرة عائشة، ومن ثم انتقاله إلى بيت فاطمة ووفاته هناك ودفنه أيضاً، لا في بيت عائشة.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref>   
فعليهذا الأساس لا مانع في إبتداء مرض النبي في حجرة عائشة، ومن ثم انتقاله إلى بيت فاطمة ووفاته ودفنه هناك.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref>   
====من الوفاة إلى التوديع====
====من الوفاة إلى التوديع====
بينما قام علي بن إبي طالب [[العباس بن عبدالمطلب|والعباس بن عبدالمطلب]] بتجهيز النبي (ص) وجوه من الصحابة  كانت تتناور في [[السقيفة (توضيح)|السقيفة]] لحسم أمر [[الخلافة]] بعد [[الرسول الأعظم]]. منهم [[الشيخين]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] من جانب المهاجرين [[سعد بن عبادة|وسعد بن عبادة]] وغيرهم من جانب الانصار.
بينما قام علي بن إبي طالب [[العباس بن عبدالمطلب|والعباس بن عبدالمطلب]] بتجهيز النبي (ص) وجوه من الصحابة  كانت تتناور في [[السقيفة (توضيح)|السقيفة]] لحسم أمر [[الخلافة]] بعد [[الرسول الأعظم]]. منهم [[الشيخان]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] من جانب المهاجرين [[سعد بن عبادة|وسعد بن عبادة]] وغيرهم من جانب الانصار.
بحسب الأدلة ما جرى من وقوع الخلاف ومناقشات ومجادلات وردود بين المهاجرين والأنصار في السقيفة كله قد وقع في بقية يوم الإثنين حتى الليل وشغلهم عن تجهيز رسول الله من تغسيله وتكفينه ودفنه الذي تمّ في نفس اليوم عند العتمة، وأنهم لم يعرفوا بدفنه إلا حين سمعوا صوت المساحي، فيتبين هنا بأن التجهيز لم يستغرق إلا بضع ساعات.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>والدليل على ذلك ما روَياه ابن سعد والبيهقي، عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله (ص) حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر، أو عن الزهري قال -نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلية الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>
حسب الأدلة ما جرى من وقوع الخلاف ومناقشات ومجادلات وردود بين المهاجرين والأنصار في السقيفة كله قد وقع في بقية يوم الإثنين حتى الليل وشغلهم عن تجهيز رسول الله من تغسيله وتكفينه ودفنه الذي تمّ في نفس اليوم عند العتمة، وأنهم لم يعرفوا بدفنه إلا حين سمعوا صوت المساحي، فيتبين هنا بأن التجهيز لم يستغرق إلا بضع ساعات.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>والدليل على ذلك ما روَياه ابن سعد والبيهقي، عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله (ص) حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر، أو عن الزهري قال -نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلية الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ٨٧: سطر ٩١:


[[تصنيف:النبي محمد صلى الله عليه وآله]]
[[تصنيف:النبي محمد صلى الله عليه وآله]]
[[تصنيف:الأنبياء؛ أنبياء أولي العزم؛]]
[[تصنيف:الأنبياء؛أنبياء أولي العزم؛أحداث السنة الحادية عشر]]
مستخدم مجهول