الأسود بن قطبة

الأسود بن قطبة، أحد أصحاب الإمام علي وقائد جيشه في حُلوان، أرسل إليه الإمام علي بكتاب يوصيه فيه بالابتعاد عن اتباع هوى النفس والظلم، ويأمره بالعدل بين الناس وخدمتهم، وقد ذكر الشريف الرضي نص هذا الكتاب في نهج البلاغة، وهناك كتاب من الإمام علي إلى الأسود بن قطنة ذكر في كتاب وقعة صفين ومضمونه شبيه للكتاب 59 من نهج البلاغة.

وفقاً لعلي أحمدي ميانجي (توفي 1379ش) في مكاتيب الأئمة، وقد اختلف المؤرخون وشرّاح نهج البلاغة حول اسم والد الأسود، الذي كان قطبة أو قطنة أو قطينة، فذكره ابن ميثم البحراني في شرحه على نهج البلاغة باسم قطينة، ويميل ابن أبي الحديد وهو أحد شرّاح نهج البلاغة في القرن السابع إلى ما ذكر في كتاب الاستيعاب حيث ذكر باسم قطبة بن غانم أنصاري، ويعتقد بعض العلماء بأن الأسود كان أحد المشاركين في معركة بدر.

وفقاً للسيد مرتضى العسكري (توفي 1386ش) وهو مؤرخ شيعي فإن الأسود بن قطبة المخاطب في كتاب الإمام علي المذكور في نهج البلاغة هو رجل سبأي قحطاني، وهو غير الأسود بن قطبة التميمي، وبقوله فإن الأسود التميمي هو شخصية خيالية في التاريخ الإسلامي.

رسالة الإمام علي (ع) إلى أسود بن قطبة

---

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الْعَدْلِ، فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ، فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَهُ، وَابْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ رَاجِياً ثَوَابَهُ وَمُتَخَوِّفاً عِقَابَهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلِيَّةٍ لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً إِلَّا كَانَتْ فَرْغَتُهُ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّهُ لَنْ يُغْنِيَكَ عَنِ الْحَقِّ شَيْءٌ أَبَداً، وَمِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ حِفْظُ نَفْسِكَ وَالِاحْتِسَابُ عَلَى الرَّعِيَّةِ بِجُهْدِكَ، فَإِنَّ الَّذِي يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَصِلُ بِكَ، وَالسَّلَامُ.

---