انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢٥٥: سطر ٢٥٥:


==حروب الردة==
==حروب الردة==
لم يكن نبأ وفاة النبي (ص) قد بلغ كل أرجاء الجزيرة العربية حتى صدرت في كثير من أماكنها ردود أفعال مختلفة، وقد ذكرت المصادر أن كثيراً ممن حاربهم أبو بكر بتهمة الردة كانوا يؤدون الصلاة، أي أنهم كانوا مؤمنين [[التوحيد|بالتوحيد]] ''[[النبوة|والنبوة]]''. ووفقاً لقول [[ابن كثير]]<ref>ج6، ص311.</ref> فإن أصحاب الحديث – سوى [[ابن ماجة]] – ذكروا أن عمر قال لأبي بكر: كيف تخالف أمر النبي بقتال الناس الذين يشهدون بالوحدانية لله [[الرسالة المحمدية|وبرسالة]] محمد (ص)؟
{{مفصلة|حروب الردة}}
لم يكن نبأ وفاة النبي (ص) قد بلغ كل أرجاء [[الجزيرة العربية]] حتى صدرت في كثير من أماكنها ردود أفعال مختلفة، وقد ذكرت المصادر أن كثيراً ممن حاربهم أبو بكر بتهمة الردة كانوا يؤدون [[الصلاة]]، أي أنهم كانوا مؤمنين [[التوحيد|بالتوحيد]] ''[[النبوة|والنبوة]]''. ووفقاً لقول [[ابن كثير]] فإن أصحاب الحديث – سوى [[ابن ماجة]] – ذكروا أن عمر قال لأبي بكر: كيف تخالف أمر النبي بقتال الناس الذين يشهدون بالوحدانية لله [[الرسالة المحمدية|وبرسالة]] محمد (ص)؟ فأجابه أبو بكر:... واللهِ، لأقاتلنّ من فرّق بين [[الصلاة]] ''[[الزكاة|والزكاة]]''.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 6، ص 311.</ref> كما أورد [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] أن مجاميع من الأعراب قدموا [[المدينة]] وكانوا يقرّون بالصلاة ويمنعون الزكاة، وكان من بينهم من امتنع عن أداء الزكاة لعدم قبوله بخلافة أبي بكر.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 246.</ref>


فأجابه أبو بكر:... واللهِ، لأقاتلنّ من فرّق بين [[الصلاة]] ''[[الزكاة|والزكاة]]''. كما أورد [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] أن مجاميع من الأعراب قدموا المدينة وكانوا يقرّون بالصلاة ويمنعون الزكاة، <ref>نفس الصفحة.</ref> وكان من بينهم من امتنع عن أداء الزكاة لعدم قبوله بخلافة أبي بكر.<ref>المصدر نفسه، ج3، ص246؛ ابن كثير، نفس الصفحة.</ref>
ويرى البعض أن سكان الجزيرة العربية – عدا [[المسلمين]] الراسخين – كانوا آنذاك ثلاث فرق: 1- فريق ارتد عن الإسلام تماماً؛ 2- فريق امتنع عن أداء الزكاة فقط، إلا أنه يؤمن بالصلاة؛ 3-الصنف الأخير وهم الأكثرية الذين كانوا في حالة ترقب.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 241؛ فياض، تاريخ الإسلام، ص 133.</ref>


ويرى البعض أن سكان [[الجزيرة العربية]] – عدا المسلمين الراسخين – كانوا آنذاك ثلاث فرق: 1- فريق ارتد عن الإسلام تماماً؛ 2- فريق امتنع عن أداء الزكاة فقط، إلا أنه يؤمن بالصلاة؛ 3-الصنف الأخير وهم الأكثرية الذين كانوا في حالة ترقب.<ref>الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص241؛ فياض، نفس الصفحة؛ للمزيد من المعلومات والتفاصيل حول الأحداث المرتبطة بأهل الردة، ينظر: الطبري، المصدر نفسهن ج3، ص241- 243.</ref>
كما عدّ البعض قسماً من هذه الحروب وكذلك قتل [[مالك بن نويرة]] على يد [[خالد بن الوليد]] وتأييد أبي بكر لخالد، مخالفاً [[القرآن الكريم|للكتاب]] و[[السنة]]، ومما يعاب عليه.<ref>المرتضى، الشافي في الإمامة، ج 4، ص 161 -167؛ الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، ص 11.</ref> ورأى بعض كبار [[الصحابة]] و[[أهل السنة]] مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]] ''و[[عبد الله بن عمر]]،'' وحتى [[عمر بن الخطاب|عمر]] نفسه بشأن قتل مالك يتطابق ورأي علماء الشيعة.<ref>اليعقوبي، تاريخ ايعقوبي، ج 2، ص 131- 132؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 278- 280؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 295- 296.</ref>
وكان أبو بكر - وكما أمر قادة الجيوش- ورغم ظاهره السمح والمعتدل، حازماً جداً في قمع المتمردين ومعاقبتهم، فبعض الروايات تتحدث عن تعامله مع [[الفجاءة السلمي]] (إياس بن عبد ياليل) وتقول: ذهب إياس إلى أبي بكر، وأخذ منه سلاحاً وعتاداً ليقاتل أهل الردة، إلاّ أنه أغار على المسلمين بتلك العدة، فأمر أبو بكر بعد إلحاقه الهزيمة به وإلقاء القبض عليه أن تضرم نار على حطب كثير في مصلى المدينة، ثم رمى به فيها مقموطاً.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 264؛ أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 1، ص 168.</ref>


كما عدّ البعض قسماً من هذه الحروب وكذلك قتل [[مالك بن نويرة]] على يد [[خالد بن الوليد]] وتأييد أبي بكر لخالد، مخالفاً [[الكتاب والسنة|للكتاب والسنة]] ومما يعاب عليه.<ref>الشريف المرتضى، ج4، ص161 -167.</ref> ورأى بعض كبار الصحابة وأهل السنة مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]] ''[[عبد الله بن عمر|وعبد الله بن عمر]]،'' وحتى عمر نفسه بشأن قتل مالك يتطابق ورأي علماء الشيعة.<ref>اليعقوبي، ج2، ص131- 132؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص278- 280؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج4، ص295- 296؛ أبو الفداء ج2، 65.</ref>
شرع أبو بكر بقمع معارضي حكومته وأعداء الإسلام واستطاع بمساعدة المسلمين أن يخمد التمرد في المناطق القريبة في فترة قصيرة (من جمادي الأولى أو الثانية سنة 11 إلى أواخر نفس السنة.) والاضطرابات في المناطق الأكثر بعداً، وأيضاً فتن الأنبياء المزيفين – [[الأسود العنسي]] ''[[طليحة بن خويلد|وطليحة بن خويلد]]'' [[سجاح|وسجاح]] [[مسيلمة|ومسيلمة]] – حتى منتصف السنة التالية، وخلال سنة فقط جعل الجزيرة العربية، كما في زمان النبي (ص) بأسرها تحت راية الإسلام.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 89- 115؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص 227-342.</ref>
 
وكان أبو بكر - وكما أمر قادة الجيوش- ورغم ظاهره السمح والمعتدل، حازماً جداً في قمع المتمردين ومعاقبتهم، فبعض الروايات تتحدث عن تعامله مع [[الفجاءة السلمي]] (إياس بن عبد ياليل) وتقول: ذهب إياس إلى أبي بكر، وأخذ منه سلاحاً وعتاداً ليقاتل أهل الردة، إلاّ أنه أغار على المسلمين بتلك العدة، فأمر أبو بكر بعد إلحاقه الهزيمة به وإلقاء القبض عليه أن تضرم نار على حطب كثير في مصلى المدينة، ثم رمى به فيها مقموطاً.<ref>الطبري، تاريخ...، ج3، ص264؛ أبو علي مسكويه، ج1، ص168؛ ابن الأثير، الكامل، ج2، ص350- 351.</ref>
 
شرع أبو بكر بقمع معارضي حكومته وأعداء الإسلام واستطاع بمساعدة المسلمين أن يخمد التمرد في المناطق القريبة في فترة قصيرة (من جمادي الأولى أو الثانية سنة 11 إلى أواخر نفس السنة.) والاضطرابات في المناطق الأكثر بعداً، وأيضاً فتن الأنبياء المزيفين – [[الأسود العنسي]] ''[[طليحة بن خويلد|وطليحة بن خويلد]]'' [[سجاح|وسجاح]] [[مسيلمة|ومسيلمة]] – حتى منتصف السنة التالية، وخلال سنة فقط جعل الجزيرة العربية، كما في زمان النبي (ص) بأسرها تحت راية الإسلام.<ref>للمزيد من الاطلاع على تفاصيل هذه الانتصارات، ينظر: البلاذري، فتوح، ص89- 115؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص227-342؛ ابن الأثير، المصدر ج2، ص336- 383؛ أوج أوك، دروزة، ص38-65.</ref>


==الفتوحات خارج الجزيرة العربية==
==الفتوحات خارج الجزيرة العربية==
مستخدم مجهول