انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الغلو»

أُزيل ٤٤ بايت ،  ١٨ مايو ٢٠١٧
imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ٦٧: سطر ٦٧:
فالغلو موقف إنساني مبالغ فيه في قضية مبدئية أو في شخص مرتبط بهذه القضية. ويكون الغلو مع الشيء المبالغ فيه أو هذه تعبيراً عن الموافقة أو الرفض. فقد يغالي الإنسان بحبه واعجابه كما قد يغالي بكراهيته وعزوفه.
فالغلو موقف إنساني مبالغ فيه في قضية مبدئية أو في شخص مرتبط بهذه القضية. ويكون الغلو مع الشيء المبالغ فيه أو هذه تعبيراً عن الموافقة أو الرفض. فقد يغالي الإنسان بحبه واعجابه كما قد يغالي بكراهيته وعزوفه.


== منشأ ظاهرة الغلو ==
== جذور الغلو التاريخية ==
=== جذور الغلو التاريخية ===
لما كانت ظاهرة الغلو ظاهرة فكرية دينية، فإن الإنسان هو السبب الرئيسي في تحركها حيث كان لتكوينه الفكري والحضاري أثره المباشر في عملية الصراع والتفاعل.
لما كانت ظاهرة الغلو ظاهرة فكرية دينية، فإن الإنسان هو السبب الرئيسي في تحركها حيث كان لتكوينه الفكري والحضاري أثره المباشر في عملية الصراع والتفاعل.


سطر ٧٧: سطر ٧٦:
ولأجل تفسير ظاهرة الغلو في [[الإسلام]] يمكن القول بوجود عدد من العوامل لنشوء هذه الظاهرة. منها:
ولأجل تفسير ظاهرة الغلو في [[الإسلام]] يمكن القول بوجود عدد من العوامل لنشوء هذه الظاهرة. منها:


==== الأغراض السياسية ====  
=== الأغراض السياسية ===
لما أصبح [[الإسلام]] قوياً واتسعت رقعته، أنذر [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|الرسول]] بالرحيل إلى [[الله جل جلاله|الرفيق الأعلى]]، وجعل [[الخليفة]] من بعده [[الإمام]] [[أمير المؤمنين]] [[علي بن أبي طالب]] عليه السلام في [[الغدير|بيعة غدير]] خم. وهذا الأمر قوّض نفوس بعض [[الصحابة]] فطمع عدد من الأشخاص [[الخلافة|بالخلافة]] بُعيد وفاة رسول الله وقبل تجهيزه كل من [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] فصدر منهم ما صدر وحدث ما حدث في [[سقيفة بني ساعدة]] وحُرِفت وصية [[رسول الله]] صلى الله عليه وآله، واغتصبوا [[الخلافة]] والتي هي حق شرعي سماوي من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
لما أصبح [[الإسلام]] قوياً واتسعت رقعته، أنذر [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|الرسول]] بالرحيل إلى [[الله جل جلاله|الرفيق الأعلى]]، وجعل [[الخليفة]] من بعده [[الإمام]] [[أمير المؤمنين]] [[علي بن أبي طالب]] عليه السلام في [[الغدير|بيعة غدير]] خم. وهذا الأمر قوّض نفوس بعض [[الصحابة]] فطمع عدد من الأشخاص [[الخلافة|بالخلافة]] بُعيد وفاة رسول الله وقبل تجهيزه كل من [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] فصدر منهم ما صدر وحدث ما حدث في [[سقيفة بني ساعدة]] وحُرِفت وصية [[رسول الله]] صلى الله عليه وآله، واغتصبوا [[الخلافة]] والتي هي حق شرعي سماوي من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.


سطر ٨٤: سطر ٨٣:
وبعد خلافة أمير المؤمنين عليه السلام سعى كثير من الحكام إلى الحط من مكانة أهل البيت عليهم السلام عند الناس، ومحاولة الصاق التهم بهم، من قبيل القول بتأليههم ووصفهم ببعض [[الصفات]] الإلهية ونحوها من النعوت الخارجة عن حد البشرية. كان ذلك للتقليل من شأنهم ومكانتهم وتكفيرهم بغية تفريق الناس من حولهم، لأن التفاف الناس حول أهل البيت عليهم السلام يهدد عرش الحكام والمتسلطين على رقاب الناس.<ref>الحيدري، الغلو حقيقته وأقسامه، ص23.</ref>
وبعد خلافة أمير المؤمنين عليه السلام سعى كثير من الحكام إلى الحط من مكانة أهل البيت عليهم السلام عند الناس، ومحاولة الصاق التهم بهم، من قبيل القول بتأليههم ووصفهم ببعض [[الصفات]] الإلهية ونحوها من النعوت الخارجة عن حد البشرية. كان ذلك للتقليل من شأنهم ومكانتهم وتكفيرهم بغية تفريق الناس من حولهم، لأن التفاف الناس حول أهل البيت عليهم السلام يهدد عرش الحكام والمتسلطين على رقاب الناس.<ref>الحيدري، الغلو حقيقته وأقسامه، ص23.</ref>


==== الانحطاط الفكري ====
=== الانحطاط الفكري ===
كان هم المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وآله تدارس [[القرآن الكريم]] والسنة النبوية في مجال [[الأحكام الشرعية]] والتعامل اليومي، يتأملون فيها ويستخرجون المبادئ والأحكام ويخاطبون الأمم المختلفة. وامتنعوا عن الجدل في العقيدة لنهي النبي صلى الله عليه وآله وصحابته عنه. فصفت العقائد مع قلة الوقائع والاختلافات بين الناس لقرب عهدهم بعصر الرسالة، وتمكنهم من الرجوع إلى الثقات.<ref>بدوي، مذاهب الإسلاميين، ص 28- 29.</ref>
كان هم المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وآله تدارس [[القرآن الكريم]] والسنة النبوية في مجال [[الأحكام الشرعية]] والتعامل اليومي، يتأملون فيها ويستخرجون المبادئ والأحكام ويخاطبون الأمم المختلفة. وامتنعوا عن الجدل في العقيدة لنهي النبي صلى الله عليه وآله وصحابته عنه. فصفت العقائد مع قلة الوقائع والاختلافات بين الناس لقرب عهدهم بعصر الرسالة، وتمكنهم من الرجوع إلى الثقات.<ref>بدوي، مذاهب الإسلاميين، ص 28- 29.</ref>


مستخدم مجهول