انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة بغداد العلمية»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٤١: سطر ٤١:
== العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية ==
== العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية ==
تكشف العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية عن المنهج المعتمد فيها، المتمثل في:
تكشف العلوم الرائجة في المدرسة البغدادية عن المنهج المعتمد فيها، المتمثل في:
=== الفقه وأصول الفقه ===
===الفقه وأصول الفقه===
تُعد مادتا الفقه وأصول الفقه من المواد الأساسية في الدرس الحوزوي عامّة وفي المدرسة البغدادية خاصّة؛ فهي وفضلاً عن توفرها على عدد كبير من مبرّزي رجال الفقه والفقاهة كابن الجُنَيد الإسكافي (القرن الرابع) والشيخ المفيد المشهور بابن المعلم المتوفى سنة 413 هـ ق، والشريف المرتضى علم الهدى المتوفى سنة 436 هـ ق، وسّلار الديلمي المتوفى سنة 448 هـ ق، والشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 هـ ق، وابن البَرّاج المتوفى سنة 481 هـ ق، قد شهدت منهجاً فقهياً حديثاً ونظاماً إجتهادياً جديداً.
تُعد مادتا [[الفقه]] و[[أصول الفقه]] من المواد الأساسية في الدرس الحوزوي عامّة وفي المدرسة البغدادية خاصّة؛ فهي وفضلاً عن توفرها على عدد كبير من مبرّزي رجال الفقه والفقاهة ك[[ابن الجنيد الإسكافي|ابن الجُنَيد الإسكافي]] (القرن الرابع) و[[الشيخ المفيد]] المشهور بابن المعلم المتوفى سنة 413 هـ ق، والشريف المرتضى علم الهدى المتوفى [[سنة 436 هـ]]، و[[سّلار الديلمي]] المتوفى [[سنة 448 هـ]]، و[[الشيخ الطوسي]] المتوفى [[سنة 460 هـ]]، و[[ابن البراج]] المتوفى [[سنة 481 هـ]]، قد شهدت منهجاً فقهياً حديثاً ونظاماً إجتهادياً جديداً.




سطر ٤٨: سطر ٤٨:




ولو حاول الباحث أن يدمج العصور الأوّلى بعضها في بعض، ويعتبر هذه الفترة فاتحة عصر ثان، ومدرسة جديدة في الفقه لم يبتعد كثيراً عن الصواب.<ref>محمد مهدي الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج1، ص64.</ref>
ولو حاول الباحث أن يدمج العصور الأوّلى بعضها في بعض، ويعتبر هذه الفترة فاتحة عصر ثان، ومدرسة جديدة في الفقه لم يبتعد كثيراً عن الصواب.<ref>الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 64.</ref>




ويتوفر المنهج الفقهي البغدادي على الخصائص التالية:
ويتوفر المنهج الفقهي البغدادي على الخصائص التالية:
1. أولى هذه الملامح: الخروج عن دائرة الفقه المنصوص؛ إن الفقه خرج في هذا الدور عن الاقتصار على إستعراض نصوص الكتاب، وما صحّ من السنّة إلى معالجة النصوص، واستخدام الأصول والقواعد، فقد كانت مهمة البحث الفقهي في الأدوار السابقة عرض النصوص، وفهمها وتذوقها.<ref>الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ص65.</ref>
1. أولى هذه الملامح: الخروج عن دائرة الفقه المنصوص؛ إن الفقه خرج في هذا الدور عن الاقتصار على إستعراض نصوص الكتاب، وما صحّ من السنّة إلى معالجة النصوص، واستخدام الأصول والقواعد، فقد كانت مهمة البحث الفقهي في الأدوار السابقة عرض النصوص، وفهمها وتذوقها.<ref>الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65.</ref>




2. عدم تمامية منهج المحدثين في المعالجة الفقهية، ورفض القياس كمستند للفتوى والحكم. فقد تمكن الشيخ المفيد من خلال تصنيفه لكتابه المُقنِعَة من تعزيز تلك السمة في المنهج البغدادي وسحب البساط من تحت أقدام المحدثين والقضاء على هيمنتهم على الساحة الفقهية الاستدلالية، وإبطال طريقتهم في التعاطي الظاهري مع الحديث من خلال إعمال القواعد العقلية والتمسّك بسيرة أهل البيت عليهم السلام؛ كما تمكن من خلال تأليفه لكتاب التذكرة بأصول الفقه وجمع المسائل الأصولية من وضع الأسس واللبنات الأولى لعلم أصول الفقه الشيعي.(8)
2. عدم تمامية منهج المحدثين في المعالجة الفقهية، ورفض القياس كمستند للفتوى والحكم. فقد تمكن الشيخ المفيد من خلال تصنيفه لكتابه المُقنِعَة من تعزيز تلك السمة في المنهج البغدادي وسحب البساط من تحت أقدام المحدثين والقضاء على هيمنتهم على الساحة الفقهية الاستدلالية، وإبطال طريقتهم في التعاطي الظاهري مع الحديث من خلال إعمال القواعد العقلية والتمسّك بسيرة أهل البيت عليهم السلام؛ كما تمكن من خلال تأليفه لكتاب التذكرة بأصول الفقه وجمع المسائل الأصولية من وضع الأسس واللبنات الأولى لعلم أصول الفقه الشيعي.  




3. ومن ملامح هذا العصر تفريع المسائل الفقهية واستحداث فروع جديدة لم تتعرض لها نصوص الروايات، وكان البحث الفقهي فيما سبق هذا الدور لا يتجاوز حدود بيان الحكم الشرعي باستعراض الروايات الواردة في الباب. ولم نعهد من أحد من الفقهاء المتقدمين على هذا العصر محاولة معالجة فروع جديدة لم تتعرض لها الروايات.<ref>الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية،، ص 65-66.</ref>
3. ومن ملامح هذا العصر تفريع المسائل الفقهية واستحداث فروع جديدة لم تتعرض لها نصوص الروايات، وكان البحث الفقهي فيما سبق هذا الدور لا يتجاوز حدود بيان الحكم الشرعي باستعراض الروايات الواردة في الباب. ولم نعهد من أحد من الفقهاء المتقدمين على هذا العصر محاولة معالجة فروع جديدة لم تتعرض لها الروايات.<ref>الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65-66.</ref>




4. الارتقاء بمكانة العقل؛ قد وهب السيد المرتضى هذه الخصوصية إلى المدرسة البغدادية؛ إذ كان لمؤلفاته الفقهية والأصولية كالذريعة إلى أصول الشريعة في أصول الفقه، وكتاب الإنتصار والناصريات في الفقه.(9) الدور البارز في هذا المجال، فكان رحمه الله يقوم بعد استعراضه للنظريات والأفكار المطروحة في المسألة التي يريد معالجتها، مقترنة مع بيان تلك النظريات وتوجيه سهام النقد إليها وطرح ما يراه مناسباً إنطلاقا من مبانيه الأصولية التي كان للعقل مكانة مميزة فيها.
4. الارتقاء بمكانة العقل؛ قد وهب السيد المرتضى هذه الخصوصية إلى المدرسة البغدادية؛ إذ كان لمؤلفاته الفقهية والأصولية كالذريعة إلى أصول الشريعة في أصول الفقه، وكتاب الإنتصار والناصريات في الفقه. الدور البارز في هذا المجال، فكان رحمه الله يقوم بعد استعراضه للنظريات والأفكار المطروحة في المسألة التي يريد معالجتها، مقترنة مع بيان تلك النظريات وتوجيه سهام النقد إليها وطرح ما يراه مناسباً إنطلاقا من مبانيه الأصولية التي كان للعقل مكانة مميزة فيها.




5. التحول في المنهج الاجتهادي؛ ويعود الفضل في هذه الخصوصية إلى الشيخ الطوسي، ففي هذه المرحلة انقلبت عملية (الاستنباط) إلى صناعة علمية لها أصولها وقواعدها بعيداً عن القياس والإستحسان، وقد انفصل البحث (الأصولي) عن البحث الفقهي وأفرد بدراسات ومطالعات خاصّة، وقام البحث الفقهي على نتائج هذه الدراسات والمطالعات، ولأوّل مرّة في (تاريخ الفقه الجعفري) يلمح الباحث ملامح الصناعة في كتابات الشيخ الطوسي الفقهية ككتاب المبسوط ومن قبل كتاب النهاية الذي يعدّ ترويضا للذهن الشيعي لتلقي ذلك التحول بطريقة هادئة بعيداً عن الانفعال وردود الفعل السلبية، ومن الطبيعي أن الصناعة الفقهية في هذه الفترة كانت تطوي مراحلها البدائية، ولكنه مع ذلك كانت بداية لعهد جديد، وخاتمة لعهد مضى...  <ref>الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية،، ص 65.</ref>
5. التحول في المنهج الاجتهادي؛ ويعود الفضل في هذه الخصوصية إلى الشيخ الطوسي، ففي هذه المرحلة انقلبت عملية (الاستنباط) إلى صناعة علمية لها أصولها وقواعدها بعيداً عن القياس والإستحسان، وقد انفصل البحث (الأصولي) عن البحث الفقهي وأفرد بدراسات ومطالعات خاصّة، وقام البحث الفقهي على نتائج هذه الدراسات والمطالعات، ولأوّل مرّة في (تاريخ الفقه الجعفري) يلمح الباحث ملامح الصناعة في كتابات الشيخ الطوسي الفقهية ككتاب المبسوط ومن قبل كتاب النهاية الذي يعدّ ترويضا للذهن الشيعي لتلقي ذلك التحول بطريقة هادئة بعيداً عن الانفعال وردود الفعل السلبية، ومن الطبيعي أن الصناعة الفقهية في هذه الفترة كانت تطوي مراحلها البدائية، ولكنه مع ذلك كانت بداية لعهد جديد، وخاتمة لعهد مضى...  <ref>الاصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 65.</ref>




سطر ٧٠: سطر ٧٠:




وكان من آثار ظهور الخلاف بين الفقه الإمامي والمذاهب الفقهية الأخرى، واتساع رقعة الخلاف بينها: أن تفرّغ فقهاء الشيعة لبحث المسائل الخلافية بصورة موضوعية، وبشكل مسهب. وظهر هذا النوع من البحث الفقهي لأوّل مرّة في هذا العصر على يد الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، وتوسع الشيخ الطوسي بشكل خاص لدراسة هذا الجانب من البحث الفقهي في كتابه الكبير (الخلاف) بشكل موسّع تناول فيه المسائل الفقهية بين الشيعة والسنة في مختلف أبواب الفقه، وتعرّض في كل مسألة لما يسند الجانبين من الأدلة، وناقش آراء المذاهب الأخرى في كثير من المسائل. <ref>انظر: الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية،، ص66-67</ref>
وكان من آثار ظهور الخلاف بين الفقه الإمامي والمذاهب الفقهية الأخرى، واتساع رقعة الخلاف بينها: أن تفرّغ فقهاء الشيعة لبحث المسائل الخلافية بصورة موضوعية، وبشكل مسهب. وظهر هذا النوع من البحث الفقهي لأوّل مرّة في هذا العصر على يد الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، وتوسع الشيخ الطوسي بشكل خاص لدراسة هذا الجانب من البحث الفقهي في كتابه الكبير (الخلاف) بشكل موسّع تناول فيه المسائل الفقهية بين الشيعة والسنة في مختلف أبواب الفقه، وتعرّض في كل مسألة لما يسند الجانبين من الأدلة، وناقش آراء المذاهب الأخرى في كثير من المسائل. <ref>الآصفي، مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 66 - 67.</ref>


== علم الحديث ==
== علم الحديث ==
مستخدم مجهول