مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هشام بن الحكم»
←الجبر والاختيار
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٢٤٧: | سطر ٢٤٧: | ||
===== الجبر والاختيار ===== | ===== الجبر والاختيار ===== | ||
اضطربت الكلمات المنقولة عن هشام في خصوص مسألة [[الجبر و التفويض |الجبر والاختيار]]، حيث نسب البعض إليه القول بالجبر<ref>ابن قتيبه، عيون الأخبار، | اضطربت الكلمات المنقولة عن هشام في خصوص مسألة [[الجبر و التفويض |الجبر والاختيار]]، حيث نسب البعض إليه القول بالجبر<ref>ابن قتيبه، عيون الأخبار، ج 2، ص 142. الدينوري، تأويل مختلف الحديث، ص35. الخياط، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، ص6. ابن عبد ربّه، عقد الفريد، ج 2، ص 236. المقدسي، البدء والتاريخ، ج 5، ص 132.</ref> | ||
إلا أن كبار علام الشيعة [[الشريف المرتضى|كالشريف المرتضى]] <ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، | إلا أن كبار علام الشيعة [[الشريف المرتضى|كالشريف المرتضى]] <ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج 1، ص 86-87.</ref> نفوا تلك النسبة عنه، وذلك لأن روايات [[أهل البيت]] {{هم}} المادحة لهشام تنفي عنه ذلك، إذ من غير المعقول أن يثني [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} على رجل يخالفهم في قضية مهمة [[الجبر و التفويض |كالجبر والاختيار]]. | ||
يضاف إلى ذلك أنّ هشاماً كان من ضمن [[:تصنيف:الرواة |الرواة]] الذين نقلوا عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} روايات إبطال الجبر<ref>المجلسي، بحار الأنوار، | يضاف إلى ذلك أنّ هشاماً كان من ضمن [[:تصنيف:الرواة |الرواة]] الذين نقلوا عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} روايات إبطال الجبر<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 18-20.</ref> | ||
وأيضاً مضافاً إلى ما نسب إليه من القول بالاختيار، وذلك أثناء استدلاله على حدوث العلم الإلهي حيث برّر رأيه بأنّ القول بأزلية العلم الإلهي هنا يتنافى مع [[التكليف |التكليف]] والاختيار لدى الإنسان<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، | وأيضاً مضافاً إلى ما نسب إليه من القول بالاختيار، وذلك أثناء استدلاله على حدوث العلم الإلهي حيث برّر رأيه بأنّ القول بأزلية العلم الإلهي هنا يتنافى مع [[التكليف |التكليف]] والاختيار لدى الإنسان<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 67.</ref> | ||
وروى الأشعري عن [[جعفر بن حرب |جعفر بن حرب]] عن هشام بن الحكم أنّه كان يقول: إنّ أفعال الإنسان إختيار له من وجه واضطرار من وجه آخر، اختيار من جهة أنه أرادها واكتسبها واضطرار من جهة أنّها لا تكون منه إلا عند حدوث السبب المهيج عليها<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، | وروى الأشعري عن [[جعفر بن حرب |جعفر بن حرب]] عن هشام بن الحكم أنّه كان يقول: إنّ أفعال الإنسان إختيار له من وجه واضطرار من وجه آخر، اختيار من جهة أنه أرادها واكتسبها واضطرار من جهة أنّها لا تكون منه إلا عند حدوث السبب المهيج عليها<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص 40-41.</ref> | ||
ولا ريب أنّ إدراك مغزى كلام هشام لا يتم إلا بعد معرفة المراد من السبب المهيج. وعلى كل حال لا يمكن القول بالتلازم بين السبب المهيج والجبر، وذلك لأن كلمات [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} في الوقت الذي نفت فيه الجبر اعتبرت السبب المهيج من أركان الاستطاعة . | ولا ريب أنّ إدراك مغزى كلام هشام لا يتم إلا بعد معرفة المراد من السبب المهيج. وعلى كل حال لا يمكن القول بالتلازم بين السبب المهيج والجبر، وذلك لأن كلمات [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} في الوقت الذي نفت فيه الجبر اعتبرت السبب المهيج من أركان الاستطاعة . | ||
ومن هنا لابد من القول بأنّ هشاماً كان - شأنه شأن سائر [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] - من القائل بنظرية الأمر بين الأمرين<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، | ومن هنا لابد من القول بأنّ هشاماً كان - شأنه شأن سائر [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] - من القائل بنظرية الأمر بين الأمرين<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص 177-181.</ref> | ||
=====الاستطاعة===== | =====الاستطاعة===== |