مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد»
←المعاد في القرآن الكريم
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٢٧: | سطر ١٢٧: | ||
=== اهتمام القرآن بقضية المعاد === | === اهتمام القرآن بقضية المعاد === | ||
يظهر اهتمام [[القرآن الكريم]] بأمر المعاد جليّاً من كثرة [[الآيات]] التي تعرضت للحديث عنه من أكثر من زواية والتي بلغت ما يقرب الثلث من مجموع الآيات القرآنية التي تتوزع على مجموعة من الطوائف، هي: | يظهر اهتمام [[القرآن الكريم]] بأمر المعاد جليّاً من كثرة [[الآيات]] التي تعرضت للحديث عنه من أكثر من زواية والتي بلغت ما يقرب الثلث من مجموع الآيات القرآنية التي تتوزع على مجموعة من الطوائف، هي: | ||
*الطائفة التي تركز على وجوب الإيمان بالآخرة. <ref>من قبيل ما ورد في: سورة البقرة، الآيه 4؛ سورة | *الطائفة التي تركز على وجوب الإيمان بالآخرة.<ref>من قبيل ما ورد في: سورة البقرة، الآيه 4؛ سورة النمل: 3. </ref> | ||
*الطائفة من الآيات التي تشير إلى النتائج الخطيرة التي تترتب على إنكار المعاد. <ref>من قبيل ما ورد في: سورة الإسراء، الآية10؛ سورة الفرقان، الآية11؛ سورة سبأ، الآية8؛ سورة مؤمنون، الآية 74 </ref> | *الطائفة من الآيات التي تشير إلى النتائج الخطيرة التي تترتب على إنكار المعاد. <ref>من قبيل ما ورد في: سورة الإسراء، الآية10؛ سورة الفرقان، الآية11؛ سورة سبأ، الآية8؛ سورة مؤمنون، الآية 74 </ref> | ||
*الآيات التي تبشّر بالنعم الأخروية الخالدة. <ref>من قبيل: سورة | *الآيات التي تبشّر بالنعم الأخروية الخالدة.<ref>من قبيل: سورة الرحمن: 46 تا آخر؛ سورة الواقعه: 15-38؛ سورة الدهر: 11-21.</ref> | ||
*الآيات التي تحذر من الخلود في عذاب جهنم. <ref>من قبيل: سورة | *الآيات التي تحذر من الخلود في عذاب جهنم.<ref>من قبيل: سورة الحاقه: 20-27؛ سورة الملك، الآية6-11؛ سورة الواقعة: 42-56. </ref> | ||
*الآيات التي تربط بين الأعمال الصالحة والطالحة وما يترتب عليها يوم القيامة. | *الآيات التي تربط بين الأعمال الصالحة والطالحة وما يترتب عليها يوم القيامة. | ||
*الآيات التي تتحدث عن إمكانية البعث والنشور وضرورتهما. | *الآيات التي تتحدث عن إمكانية البعث والنشور وضرورتهما. | ||
*الآيات التي تردّ على شبهات منكري المعاد. | *الآيات التي تردّ على شبهات منكري المعاد. | ||
*الآيات التي تربط الضلال والانحراف بنسيان يوم الحساب وإنكار القيامة. <ref>من قبيل: سورة | *الآيات التي تربط الضلال والانحراف بنسيان يوم الحساب وإنكار القيامة.<ref>من قبيل: سورة ص: 26؛ سورة السجدة: 140. </ref> | ||
إن التأمل بتلك الطوائف من الآيات المباركة يظهر لنا وبوضوح أن طائفة كبيرة من كلام الأنبياء وجدالهم مع الناس اختص بهذا الأصل العقائدي، بل يمكن القول بأنّ الجهود التي بذلها الأنبياء لإثبات المعاد تفوق جهودهم في إثبات أصل [[التوحيد]]؛ وذلك لأن الناس قد أظهروا عناداً وجدلا كبيرين في تلقي هذا الأصل والإيمان به أكثر مما أبدوه في سائر الأصول كأصل التوحيد، ومن هنا اقتضى التركيز عليه كثيراً. | إن التأمل بتلك الطوائف من الآيات المباركة يظهر لنا وبوضوح أن طائفة كبيرة من كلام الأنبياء وجدالهم مع الناس اختص بهذا الأصل العقائدي، بل يمكن القول بأنّ الجهود التي بذلها الأنبياء لإثبات المعاد تفوق جهودهم في إثبات أصل [[التوحيد]]؛ وذلك لأن الناس قد أظهروا عناداً وجدلا كبيرين في تلقي هذا الأصل والإيمان به أكثر مما أبدوه في سائر الأصول كأصل التوحيد، ومن هنا اقتضى التركيز عليه كثيراً. | ||
سطر ١٤١: | سطر ١٤١: | ||
'''الباعث الأول''': الاستئناس بالجانب المادي المحسوس واستغراب بل رفض كل ما لا يقع تحت الحواس، وبما أن المعاد والقيامة من الأمور الحسيّة فمن هنا أنكر الغارقون في الجانب المادي هذا الأصل بذريعة أنه لا يخضع لسلطة الحواس. | '''الباعث الأول''': الاستئناس بالجانب المادي المحسوس واستغراب بل رفض كل ما لا يقع تحت الحواس، وبما أن المعاد والقيامة من الأمور الحسيّة فمن هنا أنكر الغارقون في الجانب المادي هذا الأصل بذريعة أنه لا يخضع لسلطة الحواس. | ||
'''الباعث الثاني''': التحلل من القيود والحدود: إنّ الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يتلخّص في الإقرار اللساني، بل المؤمن يحمل مسؤولية خاصة أمام اللَّه سبحانه في الحياة الدنيوية، ولازم هذه المسؤولية، الالتزام بحدودٍ وقيودٍ تصُدُّه عن التحلل والإنخراط في الملاذ والشهوات والانهماك في إشباع الغرائز الحيوانية. وقد كان الالتذاذ واتّباع الهوى، غاية المنى لأكثر المنكرين، وكان يسود عليهم سيادة الإله على خلقه، قال سبحانه: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا.﴾ <ref>الفرقان: 43 </ref> | '''الباعث الثاني''': التحلل من القيود والحدود: إنّ الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يتلخّص في الإقرار اللساني، بل المؤمن يحمل مسؤولية خاصة أمام اللَّه سبحانه في الحياة الدنيوية، ولازم هذه المسؤولية، الالتزام بحدودٍ وقيودٍ تصُدُّه عن التحلل والإنخراط في الملاذ والشهوات والانهماك في إشباع الغرائز الحيوانية. وقد كان الالتذاذ واتّباع الهوى، غاية المنى لأكثر المنكرين، وكان يسود عليهم سيادة الإله على خلقه، قال سبحانه: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا.﴾ <ref>الفرقان: 43 </ref> | ||
و لمّا كان الاعتقاد بالمعاد، منافٍ لهذا المبدأ الحيواني، أنكروه بحجج واهية، ويشير الذكر الحكيم إلى هذا الباعث، بقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ <ref> القيامة: 3-6 </ref> فالآية الأُولى تذكر معتقدهم وإنكارهم، والآية الثانية تذكر باعث إنكارهم، وأنّه ليس هو ما يتظاهرون به من عدم إمكان جمع العظام، وإنّما هو رغبتهم في أن يرفعوا كل عائق يحدّ من انغماسهم في الملذات، وكلّ رادع يصدّهم عن إرضاء الغرائز البهيميّة. وقوله: "لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ"، بمعنى ليشقّ أمامه، ولا يرتدع بشيء من القوانين والتشريعات. <ref>جعفر السبحاني، الالهيات، ج4، ص: 181 </ref> | و لمّا كان الاعتقاد بالمعاد، منافٍ لهذا المبدأ الحيواني، أنكروه بحجج واهية، ويشير الذكر الحكيم إلى هذا الباعث، بقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ <ref> القيامة: 3-6 </ref> فالآية الأُولى تذكر معتقدهم وإنكارهم، والآية الثانية تذكر باعث إنكارهم، وأنّه ليس هو ما يتظاهرون به من عدم إمكان جمع العظام، وإنّما هو رغبتهم في أن يرفعوا كل عائق يحدّ من انغماسهم في الملذات، وكلّ رادع يصدّهم عن إرضاء الغرائز البهيميّة. وقوله: "لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ"، بمعنى ليشقّ أمامه، ولا يرتدع بشيء من القوانين والتشريعات. <ref>جعفر السبحاني، الالهيات، ج4، ص: 181 </ref> | ||
'''الباعث الثالث''': يتمثل بوجود بعض الشبهات التي تواجه المعاد التي لم يتمكن المنكرون من الإجابة عنها فمالوا إلى إنكار أصل القضية. | '''الباعث الثالث''': يتمثل بوجود بعض الشبهات التي تواجه المعاد التي لم يتمكن المنكرون من الإجابة عنها فمالوا إلى إنكار أصل القضية. |