انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرجعة»

أُضيف ٤٤٤ بايت ،  ١٣ مارس ٢٠١٧
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alsaffi
imported>Alsaffi
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{معتقدات الشيعة}}
{{معتقدات الشيعة}}


'''الرجعة''' إحدى معتقدات ''[[الشيعة]]'' [[الإمامية]] ومن مسلماتها القطعية، ولكنها ليست من [[ضروريات المذهب]] الشيعي، بمعنى أن منكرها لا يخرج من التشيع، كما أنها ليست بمرتبة [[أصول الدين]] [[التوحيد|كالتوحيد]] [[النبوة|والنبوة]] [[المعاد|والمعاد]]. وهي بمعنى رجوع جماعة قليلة من أهل الإيمان ومن الظالمين إلى الحياة الدنيا قبل يوم القيامة عند [[ظهور الإمام المهدي|ظهور]] [[الإمام المهدي (عج)|الإمام المهدي]] {{عج}}.
'''الرجعة''' وهي رجوع جماعة قليلة من أهل الإيمان ومن الظالمين إلى الحياة الدنيا قبل يوم القيامة عند [[ظهور الإمام المهدي|ظهور]] [[الإمام المهدي (عج)|الإمام المهدي]] .


كما أنّ لإمكان حدوثها أدلة قرآنية وروايات واردة عن [[النبي الأكرم]] {{صل}}، وفضلاً على ذلك فإنّ هذه الفكرة موجودة في روايات وأخبار [[أهل السنة]].
وتُعد إحدى معتقدات ''[[الشيعة]]'' [[الإمامية]] ومن مسلماتها القطعية، ولكنها ليست من [[ضروريات المذهب|ضرورات المذهب]] الشيعي، بمعنى أن منكرها لا يخرج من التشيع، كما أنها ليست بمرتبة [[الضرورات الدينية|ضرورات الدين]] أو [[أصول الدين|أصوله]] [[التوحيد|كالتوحيد]] [[النبوة|والنبوة]] [[المعاد|والمعاد]].  {{عج}}.
 
وقد ا''''''نفرد الشيعة الإمامية من دون المذاهب الإسلامية الأخرى في القول بالرجعة، واستدلوا عليها من القرآن والسنة الواردة عن'''''' [[النبي الأكرم]] {{صل}}، وأهل بيته (عليهم السلام) ''''''في طرق الشيعة''''''، وفضلاً على ذلك فإنّ هذه الفكرة موجودة في بعض روايات وأخبار [[أهل السنة]] أيضا.


== معنى الرجعة ==
== معنى الرجعة ==
تعني '''الرجعة''' رجوع قسمين من الأموات بإرادة الله تعالى إلى الحياة الدنيا ، وهم: المؤمنون الخلص [[الكفر|والكفرة]] الفجرة، فيرجع المؤمنون للتمتع بحكومة العدل الإلهي على يد الإمام المهدي {{عج}} ، وأما الكفرة الظلمة فيخاصمون.
'''الرجعة كاصطلاح تعني''' رجوع قسمين من الأموات بإرادة الله تعالى إلى الحياة الدنيا ، وهم: المؤمنون الخلص [[الكفر|والكفرة]] الفجرة، فيرجع المؤمنون للتمتع بحكومة العدل الإلهي على يد الإمام المهدي {{عج}} ، وأما الكفرة الظلمة فيخاصمون.


وهناك من فسّر الرجعة بأنها تعني رجعة الحق الى أهله وذلك على يد [[الإمام المهدي]] {{عج}}، وأن الأمر لا يشتمل على إحياء الموتى وعودة الأشخاص إلى الدنيا من جديد.
وهناك من فسّر الرجعة بأنها تعني رجعة الحق الى أهله وذلك على يد [[الإمام المهدي]] {{عج}}، وأن الأمر لا يشتمل على إحياء الموتى وعودة الأشخاص إلى الدنيا من جديد.


والرأي الأوّل هو الشائع بين جمهور [[الإمامية]] أخذاً بما جاء عن [[أهل البيت|آل البيت]] {{هما}} ولا سيّما منذ عهد [[الشيخ الصدوق]] و[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضى]] و[[الشيخ الطوسي]] وحتى [[العلاّمة المجلسي]] و[[الحر العاملي]] ، وإلى الفقهاء والعلماء المعاصرين.
والرأي الأوّل هو الشائع بين جمهور [[الإمامية]] أخذاً بما جاء من روايات مروية عن أهل  [[أهل البيت|البيت]] {{هما}} منذ عهد [[الشيخ الصدوق]] و[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضى]] و[[الشيخ الطوسي]] وحتى [[العلاّمة المجلسي]] و[[الحر العاملي]] ، وإلى الفقهاء والعلماء المعاصرين.


== رتبة الاعتقاد بالرجعة ==
== رتبة الاعتقاد بالرجعة ==
الرجعة من اعتقادات [[الشيعة]] غير الضرورية، بمعنى أنّ منكرها لا يخرج عن المذهب الشيعي، بخلاف الضروريات التي إذا لم يعتقد بها شخص يخرج عن المذهب الشيعي كما في [[العصمة|عصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] ، يقول الشيخ [[محمد الحسين آل كاشف الغطاء]] : «ليس التدين [[الرجعة|بالرجعة]] في مذهب [[الشيعة|التشيع]] بلازم ، ولا إنكاره بضار، .... ، ولكن لا يناط [[الشيعة|التشيع]] بها وجوداً وعدماً، وليست هي إلا كبعض أشراط الساعة؛ مثل نزول [[عيسي المسيح|عيسى المسيح]] {{ع}} من السماء، وظهور [[الدجال]]، و[[خروج السفياني]]، وأمثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين...»<ref>أصل الشيعة واُصولها: 35 ، مؤسسة الأعلمي بيروت</ref> ويقول[[السيد محسن الأمين العاملي]] عن الرجعة: «أمر نقلي، إن صح النقل به لزم اعتقاده، وإلا فلا...»<ref>نقض الوشيعة : 376 ، ط مؤسسة الأعلمي بيروت</ref>
الرجعة من اعتقادات [[الشيعة]] غير الضرورية، بمعنى أنّ منكرها لا يخرج عن المذهب الشيعي، بخلاف الضروريات التي إذا لم يعتقد بها شخص يخرج عن المذهب الشيعي كما في [[العصمة|عصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]].
 
يقول الشيخ [[محمد الحسين آل كاشف الغطاء]]: «ليس التدين [[الرجعة|بالرجعة]] في مذهب [[الشيعة|التشيع]] بلازم ، ولا إنكاره بضار، .... ، ولكن لا يناط [[الشيعة|التشيع]] بها وجوداً وعدماً، وليست هي إلا كبعض أشراط الساعة؛ مثل نزول [[عيسي المسيح|عيسى المسيح]] {{ع}} من السماء، وظهور [[الدجال]]، و[[خروج السفياني]]، وأمثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين...»<ref>أصل الشيعة واُصولها: 35 ، مؤسسة الأعلمي بيروت</ref> ويقول [[السيد محسن الأمين العاملي]] عن الرجعة: «أمر نقلي، إن صح النقل به لزم اعتقاده، وإلا فلا...»<ref>نقض الوشيعة : 376 ، ط مؤسسة الأعلمي بيروت</ref>


و[[الرجعة]] بهذا المعني تعد جانباً من الجوانب المكمّلة لفكرة [[المهدوية]] في الإسلام؛ ولذا تراهما يشتركان في مضمون واحد، هو انتصار العدالة واندحار الباطل في آخر الزمان، بما يشير الى أن النظام الدنيوي يسير باتجاه الحق، وإذا كانت [[الأديان السماوية]] قد آمنت بعودة بعض [[الأنبياء]]، واشترك المسلمون سنّةً و[[الشيعة|شيعة]] من خلال اعتقادهم بأصل [[المهدوية|الفكرة المهدوية]] بذلك، فلا مانع من الإيمان [[الرجعة|بالرجعة]] كجانب تأكيدي على ذلك الأصل وامتداد تفصيلي له ، وبُعد بياني شارح له.
و[[الرجعة]] بهذا المعني تعد جانباً من الجوانب المكمّلة لفكرة [[المهدوية]] في الإسلام؛ ولذا تراهما يشتركان في مضمون واحد، هو انتصار العدالة واندحار الباطل في آخر الزمان، بما يشير الى أن النظام الدنيوي يسير باتجاه الحق، وإذا كانت [[الأديان السماوية]] قد آمنت بعودة بعض [[الأنبياء]]، واشترك المسلمون سنّةً و[[الشيعة|شيعة]] من خلال اعتقادهم بأصل [[المهدوية|الفكرة المهدوية]] بذلك، فلا مانع من الإيمان [[الرجعة|بالرجعة]] كجانب تأكيدي على ذلك الأصل وامتداد تفصيلي له ، وبُعد بياني شارح له.


ومن هذا المنطلق الأخير وجدنا أن بعض علماء [[الإمامية]] أنفسهم، ممّن لم تبلغ لديهم دلالة نصوص [[الرجعة]] المقبولة عندهم حدّ القطع بهذا المعنى المشهور، فقد ذهبوا الى تفسيرها على نحو لا يلزم عودة الحياة بعد الموت الى فريق من الناس، وإنّما يقف عند إرادة عودة دولة الحق والعدل، وهزيمة الجور والظلم والطغيان.<ref>انظر، مجمع البيان 7:366 تفسير الآية 83 من سورة النمل</ref>
ومن هذا المنطلق الأخير وجدنا أن بعض علماء [[الإمامية]] أنفسهم، ممّن لم تبلغ لديهم دلالة نصوص [[الرجعة]] حدّ القطع بهذا المعنى المشهور، قد ذهبوا الى تفسيرها على نحو لا يلزم منه عودة الحياة بعد الموت الى فريق من الناس قبل يوم القيامة، وإنّما فسرت الرجعة بمعنى عودة دولة الحق والعدل إلى أهله بظهور الإمام المهدي{{ع}}، وهزيمة الجور والظلم والطغيان.<ref>انظر، مجمع البيان 7:366 تفسير الآية 83 من سورة النمل</ref>


== أدلة إثبات الرجعة ==
== أدلة إثبات الرجعة ==
مستخدم مجهول