مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحر بن يزيد الرياحي»
ط
←توبته يوم عاشوراء
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٨٩: | سطر ٨٩: | ||
==توبته يوم عاشوراء== | ==توبته يوم عاشوراء== | ||
لم يصدر من الحر بن يزيد ما يسيء إلى الإمام أخلاقياً رغم تشدده في تنفيذ أوامر السلطة حتى أنه – كما في بعض الروايات- لم يذكر اسم [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة الزهراء]] (س) بسوء عند الحوار الذي دار بينه وبين الإمام، احتراماً لها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 473؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402.</ref> وكان يأمل بانتهاء القضية بالصلح إلاّ أنه فوجئ بقدوم ابن سعد وإصرار الجيش على قتال الإمام (ع).<ref>للإطلاع على الحوار بين الحر وعمر بن سعد وكلامه عن حرب طاحنة راجع: المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12.</ref> | |||
ولما رأى الحر منطق [[الحسين (ع)]]، وما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الأيام،<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12.</ref> ونقض الكوفيين لعهودهم وإنكارهم للكتب التي أرسلوها للإمام (ع)، حتى منعوا الماء عن معسكر الإمام (ع)، تأثر بذلك وقرر ترك جبهة الباطل والالتحاق بركب الحسين(ع).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 475ـ476، 479؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 392، 422، 427 ــ 428؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 100 ــ 101؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12 ــ 13، قس ص 14، حيث يعتبر أن كلام الإمام عن الحر قد قيل بعد القتال.</ref> | |||
ولما رأى الحر منطق [[الحسين (ع)]]، وما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الأيام،<ref> | |||
فلما أخذ [[عمر بن سعد|ابن سعد]] بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من [[المحرم]] وتعيين القادة أوكل قيادة [[بني تميم]] و[[بني همدان]] إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال، فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين (ع). | فلما أخذ [[عمر بن سعد|ابن سعد]] بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من [[المحرم]] وتعيين القادة أوكل قيادة [[بني تميم]] و[[بني همدان]] إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال، فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين (ع). | ||
سطر ١٠٤: | سطر ١٠٣: | ||
فقال الحرّ: إنّي و[[الله]] أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على [[الجنة|الجنّة]] شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك!! جُعلتُ فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ | فقال الحرّ: إنّي و[[الله]] أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على [[الجنة|الجنّة]] شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك!! جُعلتُ فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ | ||
فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.<ref> | فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 475ـ476، 479؛ الطبري، ج 5، ص 392، 422، 427 ــ 428؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 100 ــ 101؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 12 ــ 13، قس ص 14، حيث يعتبر أن كلام الإمام عن الحر قد قيل بعد القتال.</ref> | ||
ذهبت بعض المصادر التأريخية المتأخرة أن الحر لم يلتحق بالحسين (ع) وحده بل التحق معه أبناءه واخوه وخادم له كلهم استشهدوا [[يوم عاشوراء]].<ref> | ذهبت بعض المصادر التأريخية المتأخرة أن الحر لم يلتحق بالحسين (ع) وحده بل التحق معه أبناءه واخوه وخادم له كلهم استشهدوا [[يوم عاشوراء]].<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 13؛ الحائري الخراساني، القول السدید بشأن الحرّ الشهید، ص 120 ــ 127.</ref> ومع خلو المصادر التأريخية المتقدمة عن هذه المعلومة لايمكن الركون إلى المصادر المتأخرة. | ||
===وعظه لجيش الكوفة=== | ===وعظه لجيش الكوفة=== |