انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوفة»

أُزيل ١٤٬١٣٨ بايت ،  ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١٦٦: سطر ١٦٦:


23. [[مصعب بن الزبير]]: هو مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد القرشي المكنّى بأبي عبد الله وقيل بأبي عيسى. عيّنه أخوه عبد الله أميراً على [[البصرة]] ثم عزله بعد عام ثم أعاده اليها [[سنة 68 هـ|سنة 68 هجرية]] ولما قتل المختار بن عبيد الله عيّنه أخوه أميراً على الكوفة.<ref>صفري، كوفه از پيدايش تا عاشورا: ص 137-144 آل خليفة، أمراء الكوفة وحكامها، ص 33- 243.</ref>
23. [[مصعب بن الزبير]]: هو مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد القرشي المكنّى بأبي عبد الله وقيل بأبي عيسى. عيّنه أخوه عبد الله أميراً على [[البصرة]] ثم عزله بعد عام ثم أعاده اليها [[سنة 68 هـ|سنة 68 هجرية]] ولما قتل المختار بن عبيد الله عيّنه أخوه أميراً على الكوفة.<ref>صفري، كوفه از پيدايش تا عاشورا: ص 137-144 آل خليفة، أمراء الكوفة وحكامها، ص 33- 243.</ref>
 
==الكوفة عاصمة خلافة أمير المؤمنين (ع)==
==الكوفة في الروايات==
يمكن تصنيف [[الروايات]] التي وردت في الكوفة إلى مجموعة من الطوائف، هي:
{{Div col|2}}
#الروايات التي تتحدث عن الكوفة قبل [[الإسلام]].
#التي تتحدث عن فضل [[المسجد|مساجد]] الكوفة عامّة ومسجد الكوفة خاصّة.
#التي تفضل السكن في الكوفة على السكن في كل من [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].
#التي تتحدث عن ترابها وأهلها.
#التي تؤكد رفع البلاء عن الكوفة.
#التي تقول ما قصدها جبار بسوء إلا إبتلاه [[الله]] بشاغل.
#التي تصف الكوفة بأنها حرم [[علي (ع)|علي]] عليه السلام.
#التي تعتبر الكوفة حرم أمير المؤمنين{{عليه السلام}}.
#التي تصف الكوفة بأنها روضة من رياض [[الجنة]].
#التي تقول إن الكوفة تحبنا ونحبها.
{{Div col end}}
ومن تلك الروايات:
ذكر المسعودي في إثبات الوصية في سياق قصة [[النبي نوح|نوح]]،{{ع}} أنّه قال: وعقد نوح في وسط المسجد قبّة، فأدخل إليها أهله وولده و[[المؤمنين]]- إلى أن قال- فسميت الكوفة قبة [[الإسلام]] بسبب تلك القبة.<ref>البراقي، تاريخ الكوفة، ص 249.</ref>
*رُوي عن أَمير المؤْمنين{{عليه السلام}} أَنَّهُ قال: هذه مدينتنا ومحلُّنا ومقرُّ شيعتنا.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏57، ص 214.</ref>
*عن الصَّادق{{عليه السلام}} أَنَّهُ قال: تُربةٌ تُحِبُّنَا ونُحِبُّهَا.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏57، ص 210.</ref>
 
==الكوفة إبّان حكم أمير المؤمنين (ع)==
كان وفد الكوفيين بقيادة [[مالك الأشتر]] أوّل من [[البيعة|بايع]] أمير المؤمنين{{عليه السلام}}.<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج‏ 57، ص 216.</ref> وقد تحرك أمير المؤمنين عليه السلام بمعية ألف رجل من أهل [[المدينة]] قاصداً الكوفة وانضم إليه منهم اثنا عشر ألف مقاتل.<ref>ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج 1، ص 47.</ref>وكان أكثر جيشه {{عليه السلام}} في [[معركة الجمل|الجمل]] من الكوفيين.<ref>جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 107.</ref> وقد اتخذها عليه السلام عاصمة لحكومته.
كان وفد الكوفيين بقيادة [[مالك الأشتر]] أوّل من [[البيعة|بايع]] أمير المؤمنين{{عليه السلام}}.<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج‏ 57، ص 216.</ref> وقد تحرك أمير المؤمنين عليه السلام بمعية ألف رجل من أهل [[المدينة]] قاصداً الكوفة وانضم إليه منهم اثنا عشر ألف مقاتل.<ref>ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج 1، ص 47.</ref>وكان أكثر جيشه {{عليه السلام}} في [[معركة الجمل|الجمل]] من الكوفيين.<ref>جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 107.</ref> وقد اتخذها عليه السلام عاصمة لحكومته.


==السبب في اختيار الإمام الكوفة عاصمة لحكومته==
*'''السبب في اختيار الإمام الكوفة عاصمة لحكومته'''
هناك مجموعة من العوامل التي دعت [[الإمام علي|أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} للإنتقال من [[المدينة المنورة]] إلى الكوفة واتخاذها عاصمة لحكمه، منها:
هناك مجموعة من العوامل التي دعت [[الإمام علي|أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} للإنتقال من [[المدينة المنورة]] إلى الكوفة واتخاذها عاصمة لحكمه، منها:


سطر ٢٠٣: سطر ١٨٣:


*تمتع الكوفة على موقع جغرافي استراتيجي يجعلها تحتل موضع القلب للعالم الإسلامي بين [[إيران]] و[[الحجاز]] و[[الشام]] و[[مصر]].<ref>جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 135.</ref>
*تمتع الكوفة على موقع جغرافي استراتيجي يجعلها تحتل موضع القلب للعالم الإسلامي بين [[إيران]] و[[الحجاز]] و[[الشام]] و[[مصر]].<ref>جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 135.</ref>
وحينما قدم [[الإمام]] إلى الكوفة وجد هناك فريقين من القادة:
الفريق الأوّل: المتمثل بالثوريين المندفعين نحو منازلة [[معاوية]] الحرب والقضاء على تمرده ومن أبرز هؤلاء [[مالك الأشتر النخعي]].
الفريق الثاني: وهناك فريق من الشيوخ والقادة غير ميالين للحرب إلا أنهم سايروا الإمام في حركته حفظاً على مكانتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية.
وهناك طائفة أخرى تمثل شريحة واسعة من المجتمع الكوفي فهي مع ميلها الروحي والنفسي لأمير المؤمنين إلا أنها لا تريد التورط بمشاكل الحرب، وقد أشار{{عليه السلام}} إلى هذا الطيف من الناس في أكثر من خطبة من خطب [[نهج البلاغة]].<ref>تبيان، مقالة علل اختيار الكوفه كمركز للخلافة من قبل الامام علي{{ع}}.</ref> وقد أظهر عليه السلام تبرمه وتنفره من تقاعس هؤلاء في مواجهة الشاميين بقيادة معاوية.<ref>الخطبة 34، 69، 97، 27.</ref> حتى أنه عليه السلام واجههم بحقيقة تخاذلهم وإحجامهم عن الإقدام على مواجهة العدو بقوله: ألا وإني دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً، وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي، فاتخذتموه وراءكم ظهرياً حتى شنت عليكم الغارات!
وهذا أخو غامد قد بلغت خيله الأنبار وقتل [[حسان البكري]] وأزال خيلكم عن مسالحها، وقتل منكم رجالاً صالحين، ثم انصرفوا وافرين، ما كلم رجل منهم فلو أن رجلاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً، ما كان ملوماً، بل كان به عندي جديراً، فواعجباً من جدّ هؤلاء في باطلهم، وفشلكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون!
فإذا أمرتكم بالمسير إليهم في أيام الحر، قلتم: حمارة القيظ! أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالمسير إليهم في الشتاء، قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا هذا القر، فأنتم والله من السيف أفر.(باركراف اضافي است  نهج البلاغة: الخطبة 27، تحقيق صبحي الصالح)
وبعد أن فرغ من قتال [[الخوارج]] بعد قتلهم الصحابي الجليل [[عبد الله بن خباب]] وبقر بطن زوجه وهي حامل مقرب دون مبرر، عزم{{عليه السلام}} على الرد على معاوية الذي راح يشن الغارات على [[المسلمين]] لتنفيذ سياسة الإرعاب بقيادة مجموعة من القادة ممن لا سابقة لهم في [[الإسلام]]، وممن يحملون البغض للإسلام، لم ير عليه السلام من الكوفيين ذلك الإندفاع للحرب بل تسلسل البعض منهم ملتحقاً بمعاوية مقابل حفنة من المال وكانت بعض المناطق قد سقطت بيد الشاميين.<ref>رفتارشناسي مردم كوفه در نهضت حسيني، علي شيخان، حكومت اسلامي: شتاء سنة 1381ش، العدد 26.</ref>
==الكوفة إبّان حكم الإمام الحسن (ع)==
[[البيعة|بايع]] [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]]{{عليه السلام}} بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام أربعون ألفاً من الكوفيين، إلا أنهم كانوا في السرّ يعملون خلاف ذلك. وقد أشار المسعودي إلى هذه الظاهرة الخطيرة بقوله: فكاتب أكثر أهل الكوفة معاوية سراً في أمورهم، واتخذوا عنده الأيادي.<ref>رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 203 تا273.</ref>
ودس معاوية إلى [[عمرو بن حريث]] و[[الأشعث بن قيس]] وإلى حجار بن أبجر و[[شبث بن ربعي]] دسيساً أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه أنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن{{عليه السلام}} ذلك فاستلام ولبس درعا وكفرها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك فرماه أحدهم في [[الصلاة]] بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص 220-221..</ref>
قال [[الشيخ المفيد]]: لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين{{عليه السلام}} وبيعة الناس الحسن{{عليه السلام}} دس رجلاً من حمير إلى الكوفة، ورجلاً من بلقين إلى [[البصرة]] ليكتبا إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن{{عليه السلام}} الأمور فعرف ذلك الحسن{{عليه السلام}} فأمر باستخراج الحميري من عند حجّام بالكوفة فأخرج فأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة فاستخرج القيني من بني سليم وضربت عنقه.
و كتب الحسن{{عليه السلام}} إلى معاوية أما بعد فإنك دسست الرجال للإحتيال والإغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه إن شاء الله. <ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 9.</ref>
ووجه معاوية إلى الحسن جماعة أتوه، و هو بالمدائن نازل في مضاربه، ثم خرجوا من عنده، وهم يقولون ويسمعون الناس: «إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشكك الناس في صدقهم، فوثبوا بالحسن فانتهبوا مضاربه وما فيها«.<ref>رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 284 ــ 295.</ref>
==الكوفيون بعد الصلح مع معاوية==
وفي طريقه إلى الكوفة لإبرام اتفاقية الهدنة، سار معاوية من الشام حتى نزل [[النخيلة]] (معسكر الكوفة) وكان ذلك [[يوم الجمعة]]، فخطب في الناس قائلاً: «ما اختلفت أمّة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها. فتوقف معاوية قليلاً وشعر بخطورة ما قاله وكأنما كشف عن حقيقة مخططه فاستدرك قائلاً: «إلا هذه الأمّة فإنها.. وإنها.. الخ، فاختلط عليه الأمر فلم يع ما يقول، فعاود الحديث سريعاً لإستدراك الموقف فقال: إني والله ما قاتلتكم [[الصلاة|لتصلّوا]] ولا [[الصوم|لتصوموا]]، ولا [[الحج|لتحجوا]]، ولا [[الزكاة|لتزكوا]]، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها».
ولم ينبس كبار الكوفيين ببنت شفة أمام معاوية هذا وهم الذين طالما وقفوا بوجه أمير المؤمنين والإمام الحسن عليهما السلام معترضين عليهما في أمور لا يمكن مقارنتها بما صرح به معاوية من [[الحقد|حقد]] دفين. بل الأخطر من ذلك أنهم أخذوا يبررون تقاعسهم وخضوعهم لمعاوية مضفين على مواقفهم التخاذلية هذه صفة الشرعية، بل استجابوا صاغرين لأمر معاوية [[اللعن|بلعن]] علي عليه السلام على المنابر الذي استمر إلى زمن تولي الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]] [[الخلافة]] حيث أصدر مرسوماً بمنع ذلك.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 142.</ref>
==الكوفة إبّان إمامة الحسين (ع)==
اجتمع بعد هلاك معاوية كبار الكوفيين وشيوخهم ك[[سليمان بن صرد الخزاعي]] و[[المسيب بن نجبة]] و[[رفاعة بن شداد]] و[[حبيب بن مظاهر]] و[[عبد الله بن وائل]] وغيرهم وكتبوا إلى [[الإمام الحسين|الحسين]]{{عليه السلام}} يطالبونه بالقدوم إليهم، وقد بلغ عدد الكتب الواصلة إليه 12000 كتاب يحثونه فيها على الثورة على [[يزيد بن معاوية|يزيد]]، فأرسل إليهم ابن عمّه [[مسلم بن عقيل]] وكتب معه: «منَ الحُسين بن علي إلى الملأ المؤمنين، أمّا بعد: فقد قدِمَتْ عَلَيّ رُسلكم وفهِمْتُ ما ذكرْتُم من محبّتكم لقدومي، وأنا باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل». فنزل مسلم دار [[المختار]] وأخذ [[الشيعة]] يختلفون إليه حتى بلغ عدد المبايعين له 18000 ألف، فكتب الى الإمام الحسين{{عليه السلام}}، يخبره بذلك ويطلب منه القدوم.
ولما علم يزيد بذلك ضم الكوفة إلى [[عبيد الله بن زياد]] الذي كان حينها والياً على [[البصرة]]، فانتقل مسلم من دار [[المختار]] إلى دار [[هانئ بن عروة]]، حينها استدعى ابن زياد هانئ بن عروة فاضطر مسلم للخروج ومحاصرة دار الإمارة بمن معه إلا أن القوم تفرقوا عنه، فنزل دار امرأة اسمها [[طوعة]]فأرسل إليه ابن زياد [[محمد بن الأشعث]]، وبعد مواجهة بين الطرفين سقط مسلم أسيراً بيد القوم وسيق الى قصر الإمارة فأمر ابن زياد بقتله وقتل هانئ بن عروة.<ref>رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 292 ــ 355.</ref>
وحينما علم أشراف الكوفة ومشايخها أن الأمور أخذت تسير لصالح ابن زياد وتيقنوا أن السلطة استعادت المبادرة وهيمنت على مقاليد الأمور لم يكتفوا بالتراجع عن دعمهم لمسلم بن عقيل بل ذهبوا أكثر من ذلك حيث أخذوا بالتقرب من حاشية ابن زياد والتزلف لديه.<ref>السيد بن طاوس، اللهوف، ص 51 ــ 67.</ref> فجهز عبيد الله [[عمر بن سعد]] بأربعة آلاف مقاتل وأمرهم بالتوجه إلى [[كربلاء]] لمنازلة الإمام الحسين{{عليه السلام}}، وتواصل إرسال المقاتلين حتى بلغ عدد المقاتلين في ليلة السادس من [[المحرم]] عشرين ألف مقاتل.<ref>رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 342.</ref>
==مكونات المجمتع الكوفي==
==مكونات المجمتع الكوفي==
{{أحداث ذات صلة بواقعة الطف}}
{{أحداث ذات صلة بواقعة الطف}}
سطر ٣٢١: سطر ٢٦٧:
وروي عن أمير المؤمنين{{عليه السلام}} أنّه قال: ثم يقبل- يعني الإمام المهدي- إلى الكوفة فيكون منزله بها.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.</ref>
وروي عن أمير المؤمنين{{عليه السلام}} أنّه قال: ثم يقبل- يعني الإمام المهدي- إلى الكوفة فيكون منزله بها.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.</ref>


==التوسع للكوفة بعد الظهور==
*'''التوسع للكوفة بعد الظهور'''
ورد في رواية طويلة ذكرها [[العلامة المجلسي|صاحب البحار]] أن الإمام المهدي {{عج}} يقيم حكومته على أساس قواعد [[العدل]] والحرية ويتخذ من الكوفة عاصمة لدولته ولَيَصِيرَنَّ الكوفة أَربعةً وخمسينَ ميلًا ولَيُجَاوِرَنَّ قُصُورُها [[كربلاء]].<ref>العياشي، تفسير العياشي: ج1، ص165.</ref>
ورد في رواية طويلة ذكرها [[العلامة المجلسي|صاحب البحار]] أن الإمام المهدي {{عج}} يقيم حكومته على أساس قواعد [[العدل]] والحرية ويتخذ من الكوفة عاصمة لدولته ولَيَصِيرَنَّ الكوفة أَربعةً وخمسينَ ميلًا ولَيُجَاوِرَنَّ قُصُورُها [[كربلاء]].<ref>العياشي، تفسير العياشي: ج1، ص165.</ref>
ونقل [[الشيخ المفيد]] في [[الإرشاد]] عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمد{{ع}} بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 12.</ref>
ونقل [[الشيخ المفيد]] في [[الإرشاد]] عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمد{{ع}} بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 12.</ref>
سطر ٣٢٧: سطر ٢٧٣:
وحينها تكون الكوفة مأوى لجميع المؤمنين فلا تقوم الساعة حتى يجتمع كل مؤمن بالكوفة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.</ref>
وحينها تكون الكوفة مأوى لجميع المؤمنين فلا تقوم الساعة حتى يجتمع كل مؤمن بالكوفة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.</ref>
ويستفاد من روايات [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}} أن الكوفة ستكون مركزاً للعالم الاسلامي إبان [[الرجعة]]، كما روى ذلك المفضل بن عمر في حديث طويل عن الإمام الصادق عليه السلام.<ref> الطوسي، الغيبة، ص 451.</ref><ref> الحلي، مختصر البصائر، ص 189.</ref>
ويستفاد من روايات [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}} أن الكوفة ستكون مركزاً للعالم الاسلامي إبان [[الرجعة]]، كما روى ذلك المفضل بن عمر في حديث طويل عن الإمام الصادق عليه السلام.<ref> الطوسي، الغيبة، ص 451.</ref><ref> الحلي، مختصر البصائر، ص 189.</ref>
وقد اهتم [[أهل البيت]] عليهم السلام بالكوفة كثيراً وأشاروا إلى بعض العلامات التي تحصل فيها من قبيل:
*من علامات اقتراب الظهور: انْشِقَاقِ الْفُرَاتِ ووصول الماء إِلى أَزِقَّةِ الْكُوفةِ.<ref> الحلي، مختصر البصائر، ص 195.</ref>
*وروى [[الشيخ المفيد]] في الإرشاد عن عمرو بن شمر، عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر]] قال: قلت [[الإمام الباقر|لأبي جعفر]]{{ع}}: متى يكون هذا الأمر؟ فقال: أنّى يكون ذلك يا جابر ولمّا يكثر القتل بين الحيرة والكوفة.<ref> العاملي، الصراط المستقيم، ج 2، ص 258.</ref>
*روى [[العلامة المجلسي|المجلسي]] في البحار أن جيش [[السفياني|السُّفْيَانِيِّ]] يدخل إِلَى الْكُوفَةِ فلا يدعونَ أَحداً إِلَّا قتلُوه‏.<ref>المفيد، الارشاد، ج 2، ص 374.</ref> وعن المجلسي أيضاً: و يظهرُ السُّفْيَانِيُّ ومَنْ معهُ حتَّى لا يكونَ لهُ هِمَّةٌ إِلَّا آلَ مُحَمَّدٍ {{صل}} وشيعتهُمْ فَيَبْعَثُ بعثاً إِلى الكوفةِ فَيُصَابُ بِأُنَاسٍ مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِالْكُوفَةِ قَتْلا وصَلْبا.<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 52، ص 219.</ref>


==دور الكوفة في نشر العلوم==
==دور الكوفة في نشر العلوم==
سطر ٤٠٣: سطر ٣٤١:


ظهر في الوسط الشيعي بعد [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} بعض الإتجاهات المنحرفة والمذاهب الضالة كالمذهب [[الواقفية|الواقفي]] الذي يعد علي بن أبي حمزة البطائني من أبرز شخصياته، فقد سعت هذه الفرقة لإثبات ما ذهبت اليه من إنكار [[إمامة]] [[الرضا]] إلى دس بعض المجعولات الحديثية وتحريفها، الا أنّ تصدي [[الإمام الرضا]]{{ع}} لهذه الفرقة يعاضده الكثير من أصحاب الأئمة كيونس بن عبد الرحمن وغيره أظهر زيفهم وفنّد [[الكذب|أكاذيبهم]] ومزّق ما نسجوه من مفتريات ومجعولات، الأمر الذي جرّ في نهاية المطاف إلى انحلال ذلك المذهب المنحرف.<ref>كريمي نيا، آشنايي با مهم ترين مكاتب و دوره هاي فقهي شيعه، مجله معرفت، ص 93.</ref>
ظهر في الوسط الشيعي بعد [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} بعض الإتجاهات المنحرفة والمذاهب الضالة كالمذهب [[الواقفية|الواقفي]] الذي يعد علي بن أبي حمزة البطائني من أبرز شخصياته، فقد سعت هذه الفرقة لإثبات ما ذهبت اليه من إنكار [[إمامة]] [[الرضا]] إلى دس بعض المجعولات الحديثية وتحريفها، الا أنّ تصدي [[الإمام الرضا]]{{ع}} لهذه الفرقة يعاضده الكثير من أصحاب الأئمة كيونس بن عبد الرحمن وغيره أظهر زيفهم وفنّد [[الكذب|أكاذيبهم]] ومزّق ما نسجوه من مفتريات ومجعولات، الأمر الذي جرّ في نهاية المطاف إلى انحلال ذلك المذهب المنحرف.<ref>كريمي نيا، آشنايي با مهم ترين مكاتب و دوره هاي فقهي شيعه، مجله معرفت، ص 93.</ref>
 
[[ملف:بخشی از سوره فاطر به خط کوفی متعلق به اواخر قرن هشتم میلادی (دوم هجری).JPG|تصغير|آيات من [[سورة فاطر]] بالخط الكوفي ترجع كتابتها إلی أواخر القرن الثامن الميلادي (القرن الثاني الهجري)]]
==الخط الكوفي==
==الخط الكوفي==
وأول فنون الخط العربي ظهورًا الخط الكوفي - ذي الزوايا الذي يرسم في أشكال مستديرة - فهو أعرق الخطوط. وظهر أوّل ما ظهر في الكوفة، ومنها انتشر إلى سائر البلاد العربية والإسلامية. وتطور هذا الخط وأنقسم إلى قسمين: قسم يُعرف بالتقوير، وقسم آخر يُعرف بالبسط. فالخط الكوفي المقوَّر هو ماكانت عراقاته منخسفة إلى أسفل، وهو كثير الاستخدام في المراسلات العادية. والخط الكوفي المبسوط هو الذي تُبْسط عراقاته كالنون الطويلة على سبيل المثال. وقد كثُر استخدام الكوفي المبسوط في النقش على المحاريب، وعلى أبواب المساجد، وجدران المباني، كما كُتبت به المصاحف الكبيرة، وأستُخدم لأغراض الزينة والزخرفة.
وأول فنون الخط العربي ظهورًا الخط الكوفي - ذي الزوايا الذي يرسم في أشكال مستديرة - فهو أعرق الخطوط. وظهر أوّل ما ظهر في الكوفة، ومنها انتشر إلى سائر البلاد العربية والإسلامية. وتطور هذا الخط وأنقسم إلى قسمين: قسم يُعرف بالتقوير، وقسم آخر يُعرف بالبسط. فالخط الكوفي المقوَّر هو ماكانت عراقاته منخسفة إلى أسفل، وهو كثير الاستخدام في المراسلات العادية. والخط الكوفي المبسوط هو الذي تُبْسط عراقاته كالنون الطويلة على سبيل المثال. وقد كثُر استخدام الكوفي المبسوط في النقش على المحاريب، وعلى أبواب المساجد، وجدران المباني، كما كُتبت به المصاحف الكبيرة، وأستُخدم لأغراض الزينة والزخرفة.
سطر ٤٠٩: سطر ٣٤٧:
وتنوع الخط بعد ذلك، وانتشر في البلاد العربية. والسبب المباشر لظهور فنون الخط العربي المختلفة وأنواعه هو انتشار [[القرآن الكريم]] في البلاد المختلفة، وحرص الخطَّاطين في كل بلد على نسخه. وأصبح لكل منطقة نوع معين من الخط يُمَيِّزها؛ فظهر الخط المدني بالمدينة والمكي بمكة، والفارسي ثم النسخ والثُلث وغيرها.<ref>الموسوعة العربية العالمية، قسم الفن التشكيلي العربي، ص 4.</ref>
وتنوع الخط بعد ذلك، وانتشر في البلاد العربية. والسبب المباشر لظهور فنون الخط العربي المختلفة وأنواعه هو انتشار [[القرآن الكريم]] في البلاد المختلفة، وحرص الخطَّاطين في كل بلد على نسخه. وأصبح لكل منطقة نوع معين من الخط يُمَيِّزها؛ فظهر الخط المدني بالمدينة والمكي بمكة، والفارسي ثم النسخ والثُلث وغيرها.<ref>الموسوعة العربية العالمية، قسم الفن التشكيلي العربي، ص 4.</ref>


ولما كان      خالياً من النقاط والتشكيلات الإعرابية كان القرّاء يعتمدون على الحفظ والنقل الشفهي لوزن الكلمة المدونة في القرآن وغيره من الكتب مما ولد مشكلة كبيرة أمام القرّاء بمرور الزمن؛ ومن هنا انبرى أبو الأسود الدؤلي لوضع النقاط والتشكيلات الإعرابية على الكلمات.<ref>مكتب حديثي كوفه در سده هاي اوليه فصليه شيعه شناسي، العدد 3 و4.</ref>
==الكوفة في الروايات==
 
يمكن تصنيف [[الروايات]] التي وردت في الكوفة إلى مجموعة من الطوائف، هي:
==بحوث ذات صلة==
{{Div col|2}}
* [[مسجد الكوفة]]
#الروايات التي تتحدث عن الكوفة قبل [[الإسلام]].
* [[مسجد السهلة]]
#التي تتحدث عن فضل [[المسجد|مساجد]] الكوفة عامّة ومسجد الكوفة خاصّة.
#التي تفضل السكن في الكوفة على السكن في كل من [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].
#التي تتحدث عن ترابها وأهلها.
#التي تؤكد رفع البلاء عن الكوفة.
#التي تقول ما قصدها جبار بسوء إلا إبتلاه [[الله]] بشاغل.
#التي تصف الكوفة بأنها حرم [[علي (ع)|علي]] عليه السلام.
#التي تعتبر الكوفة حرم أمير المؤمنين{{عليه السلام}}.
#التي تصف الكوفة بأنها روضة من رياض [[الجنة]].
#التي تقول إن الكوفة تحبنا ونحبها.
{{Div col end}}
ومن تلك الروايات:
ذكر المسعودي في إثبات الوصية في سياق قصة [[النبي نوح|نوح]]،{{ع}} أنّه قال: وعقد نوح في وسط المسجد قبّة، فأدخل إليها أهله وولده و[[المؤمنين]]- إلى أن قال- فسميت الكوفة قبة [[الإسلام]] بسبب تلك القبة.<ref>البراقي، تاريخ الكوفة، ص 249.</ref>
*رُوي عن أَمير المؤْمنين{{عليه السلام}} أَنَّهُ قال: هذه مدينتنا ومحلُّنا ومقرُّ شيعتنا.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏57، ص 214.</ref>
*عن الصَّادق{{عليه السلام}} أَنَّهُ قال: تُربةٌ تُحِبُّنَا ونُحِبُّهَا.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏57، ص 210.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول