مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوفة»
←ملامح مدرسة الكوفة الفقهية
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٣٤٦: | سطر ٣٤٦: | ||
1. '''بروز ظاهرة تدوين الحديث:''' إن [[تدوين الحديث]] لم يكن أمرًا شائعاً بين المحدثين الشيعة قبل هذه المدرسة، وإنما ظاهرة التدوين ظهرت من أيام [[الإمام الباقر]] {{عليه السلام}} ونمت أيام الإمام الصادق {{عليه السلام}}، حيث أخذ الإمام الصادق عليه السلام لما رأى من ضياع الأحاديث والسنن يحث الرواة والعلماء على تدوين [[السنة]] وكتابتها. قال عاصم: سمعت [[أبو بصير|أبا بصير]] يقول: قال [[الإمام الصادق|أبو عبد اللَّه الصادق]] {{عليه السلام}}: اكتبوا، فإنكم لا تحفظون إلا بالكتابة. هذه ظاهرة أولى على ملامح هذا العصر. | 1. '''بروز ظاهرة تدوين الحديث:''' إن [[تدوين الحديث]] لم يكن أمرًا شائعاً بين المحدثين الشيعة قبل هذه المدرسة، وإنما ظاهرة التدوين ظهرت من أيام [[الإمام الباقر]] {{عليه السلام}} ونمت أيام الإمام الصادق {{عليه السلام}}، حيث أخذ الإمام الصادق عليه السلام لما رأى من ضياع الأحاديث والسنن يحث الرواة والعلماء على تدوين [[السنة]] وكتابتها. قال عاصم: سمعت [[أبو بصير|أبا بصير]] يقول: قال [[الإمام الصادق|أبو عبد اللَّه الصادق]] {{عليه السلام}}: اكتبوا، فإنكم لا تحفظون إلا بالكتابة. هذه ظاهرة أولى على ملامح هذا العصر. | ||
2. '''ظهور المسائل المستحدثة:''' الظاهرة الثانية من ملامح هذا العصر: أن حاجات [[المسلمين]] توسعت في هذا الوقت، وازدحم الناس على أبواب [[الفقهاء]] يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم: من وجوه الحاجات الجديدة، ولم يكن ما بيد فقهاء السنّة ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة، ولم يجدوا في [[القرآن الكريم|الكتاب الكريم]] جواباً على ذلك، و لم يكن الجهاز القائم بالحكم يمسح لهم بمراجعة [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}}، | 2. '''ظهور المسائل المستحدثة:''' الظاهرة الثانية من ملامح هذا العصر: أن حاجات [[المسلمين]] توسعت في هذا الوقت، وازدحم الناس على أبواب [[الفقهاء]] يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم: من وجوه الحاجات الجديدة، ولم يكن ما بيد فقهاء السنّة ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة، ولم يجدوا في [[القرآن الكريم|الكتاب الكريم]] جواباً على ذلك، و لم يكن الجهاز القائم بالحكم يمسح لهم بمراجعة [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}}، فاضطروا إلى اتخاذ [[القياس الفقهي|القياس]] و[[الاستحسان]]، والأخذ بالظن والرأي. هذه ظاهرة ثانية على ملامح المدرسة الكوفية. | ||
3. '''ظهور الاختلاف في الحديث والروايات العلاجية:''' الظاهرة الثالثة في هذه المدرسة هو حدوث الإختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن أئمة أهل البيت {{عليهم السلام}} في هذه الفترة، وكثر الدس وظهر الاختلاف في متون [[الروايات]]، فكان يبلغ البعض من [[الشيعة]] حديثان مختلفان في مسألة واحدة، فكان الرواة يطلبون من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدلوهم على مقياس لاختيار [[الحديث الصحيح]] بين الأحاديث المتضاربة التي تردهم في مسألة واحدة. | 3. '''ظهور الاختلاف في الحديث والروايات العلاجية:''' الظاهرة الثالثة في هذه المدرسة هو حدوث الإختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}} في هذه الفترة، وكثر الدس وظهر الاختلاف في متون [[الروايات]]، فكان يبلغ البعض من [[الشيعة]] حديثان مختلفان في مسألة واحدة، فكان الرواة يطلبون من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدلوهم على مقياس لاختيار [[الحديث الصحيح]] بين الأحاديث المتضاربة التي تردهم في مسألة واحدة. | ||
وقد ورد عنهم عليهم السلام أحاديث في معالجة الأخبار المتعارضة تسمى (الأخبار العلاجية) في الأصول. وهذه ظاهرة أخرى من ملامح هذا العصر. | وقد ورد عنهم عليهم السلام أحاديث في معالجة الأخبار المتعارضة تسمى (الأخبار العلاجية) في الأصول. وهذه ظاهرة أخرى من ملامح هذا العصر. | ||
4. '''ظهور المذاهب الفقهية المتعددة:''' وفي هذه الفترة اتسعت شقة الخلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية وفي كثير من المسائل الخلافية. وكان موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام مما يثأر الخلافات موقفاً حازماً حكيماً، فقد كانوا يعلمون أن الغرض من إثارة الخلاف تعكير الجو الفكري في (الوطن الإسلامي) ليتاح للجهاز أن يصيد في الماء العكر، فكان كثيراً ما يتغاضى أئمة أهل البيت عليهم السلام عن وجود خلاف أو اشتقاق في المسألة الفقهية، ويجارون | 4. '''ظهور المذاهب الفقهية المتعددة:''' وفي هذه الفترة اتسعت شقة الخلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية وفي كثير من المسائل الخلافية. وكان موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام مما يثأر الخلافات موقفاً حازماً حكيماً، فقد كانوا يعلمون أن الغرض من إثارة الخلاف تعكير الجو الفكري في (الوطن الإسلامي) ليتاح للجهاز أن يصيد في الماء العكر، فكان كثيراً ما يتغاضى أئمة أهل البيت عليهم السلام عن وجود خلاف أو اشتقاق في المسألة الفقهية، ويجارون [[الفقه]]، فإذا خلوا إلى أصحابهم ذكروا لهم الوجه الحق وأمروهم بالكتمان والسر ما وسعهم ذلك، و حتى أن يقضي [[اللَّه]] بما هو قاض، وينقذ الأمّة من هؤلاء الغاصبين المهرجين. و هذا هو ما يعنى (ب[[التقية]]) في [[الفقه الإسلامي]]. | ||
5. '''تعيين موازين خاصة للاجتهاد:''' وظاهرة أخرى في هذا الدور من ملامح المدرسة: تعيين موازين و مقاييس خاصة [[الإجتهاد|للإجتهاد]] و[[الاستنباط (أصول الفقه)|الإستنباط]] من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام، حيث وضع أئمة أهل البيت عليهم السلام قواعد خاصة للإستنباط والإجتهاد: ك[[الإستصحاب]] و[[البراءة]]، و[[الإحتياط (توضيح)|الإحتياط]]، و[[التخيير]]، وغيرها من [[القواعد الفقهية]]، كقاعدة [[الطهارة]]، واليد، | 5. '''تعيين موازين خاصة للاجتهاد:''' وظاهرة أخرى في هذا الدور من ملامح المدرسة: تعيين موازين و مقاييس خاصة [[الإجتهاد|للإجتهاد]] و[[الاستنباط (أصول الفقه)|الإستنباط]] من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام، حيث وضع أئمة أهل البيت عليهم السلام قواعد خاصة للإستنباط والإجتهاد: ك[[الإستصحاب]] و[[البراءة]]، و[[الإحتياط (توضيح)|الإحتياط]]، و[[التخيير]]، وغيرها من [[القواعد الفقهية]]، كقاعدة [[الطهارة]]، واليد، و[[الإباحة]]، والحلية، وما شاكل ذلك مما يعين [[الفقيه]] على [[الإجتهاد]] و[[الإستنباط]].<ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 37-43.</ref> | ||
===مدرسة الكوفة الحديثية=== | ===مدرسة الكوفة الحديثية=== |