مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed
٤٨٩
تعديل
(←الاستشهاد: توئيك) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦٨: | سطر ٦٨: | ||
==النشأة== | ==النشأة== | ||
[[ملف:السيد نصر الله في بداية شبابه.jpg|260px|تصغير|السيد نصر الله في بداية شبابه]] | [[ملف:السيد نصر الله في بداية شبابه.jpg|260px|تصغير|السيد نصر الله في بداية شبابه]] | ||
أبصر النور و ترعرع [[السيد نصر الله]] في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية [[بيروت|لبيروت]]، وهو الولد الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات. | أبصر النور و ترعرع [[السيد نصر الله]] في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية [[بيروت|لبيروت]]، وهو الولد الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل. | ||
عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في نيسان عام 1975 عادت عائلته إلى [[البازورية]]، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنّه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في [[حركة أمل]].<ref>http://www.moqawama.org/essaydetails.php?eid=4332&cid=130#.VeWjN5dpitA</ref> | عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في نيسان عام 1975 عادت عائلته إلى [[البازورية]]، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنّه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في [[حركة أمل]].<ref>http://www.moqawama.org/essaydetails.php?eid=4332&cid=130#.VeWjN5dpitA</ref> | ||
سطر ٧٨: | سطر ٧٨: | ||
عندما وصل الى [[النجف]]، كان يحمل "رسالة التوصية"، والتقى مجموعة من طلاب الحوزة اللبنانيين طالباً ان يرافقه احدهم لتسليم [[السيد محمد باقر الصدر]] الرسالة، فكان أن عرفوه الى [[السيد عباس الموسوي]] الذي تربطه صلة وثيقة بالمرجع الديني. وعندما استلم الشهيد الصدر الرسالة، سأل السيد نصر الله اذا كان معه مال، فرد [[السيد نصر الله]]: "لا املك شيئاً". فالتفت الى السيد عباس الموسوي قائلاً: "دروسه وتحصيله العلمي وغرفته ومتابعته هي أمور من اهتمامك"، ومدّه بالمال لشراء الحاجات للشاب حسن من ثياب وكتب وتأمين مصروفه الشهري. | عندما وصل الى [[النجف]]، كان يحمل "رسالة التوصية"، والتقى مجموعة من طلاب الحوزة اللبنانيين طالباً ان يرافقه احدهم لتسليم [[السيد محمد باقر الصدر]] الرسالة، فكان أن عرفوه الى [[السيد عباس الموسوي]] الذي تربطه صلة وثيقة بالمرجع الديني. وعندما استلم الشهيد الصدر الرسالة، سأل السيد نصر الله اذا كان معه مال، فرد [[السيد نصر الله]]: "لا املك شيئاً". فالتفت الى السيد عباس الموسوي قائلاً: "دروسه وتحصيله العلمي وغرفته ومتابعته هي أمور من اهتمامك"، ومدّه بالمال لشراء الحاجات للشاب حسن من ثياب وكتب وتأمين مصروفه الشهري. | ||
بات السيد عباس الموسوي يهتم بأدق التفاصيل في حياة الشاب الصغير. أمّن له غرفة في [[الحوزة العلمية]] قريبة من منزله الذي يقطنه وأسرته | بات السيد عباس الموسوي يهتم بأدق التفاصيل في حياة الشاب الصغير. أمّن له غرفة في [[الحوزة العلمية]] قريبة من منزله الذي يقطنه وأسرته. تكفل السيد عباس الموسوي تدريس السيد نصر الله ضمن مجموعة طلاب متقاربي الاعمار، وكان الموسوي جدياً وحازماً في تدريس طلابه، فاستطاعوا أن ينجزوا في عامين ما يحتاج طلاب الحوزة عادة الى إنجازه في خمسة أعوام، إذ لم تكن تلك المجموعة تستفيد من العطل المقررة في [[شهر رمضان المبارك]] وموسم [[الحج]] ولا العطل الاسبوعية. | ||
أنهى السيد نصر الله عام 1978 درس "المقدّمات" بتفوق، وكان حريصاً على طلب العلم بجد كي لا يخذل أستاذه الذي بات صديقاً. ولكن في ذلك العام ازدادت مضايقات النظام | أنهى السيد نصر الله عام 1978 درس "المقدّمات" بتفوق، وكان حريصاً على طلب العلم بجد كي لا يخذل أستاذه الذي بات صديقاً. ولكن في ذلك العام ازدادت مضايقات النظام البعثي في العراق، لطلبة الحوزة ووصلت الى طرد العديد منهم من جنسيات مختلفة.<ref>http://www.moqawama.org/essaydetails.php?eid=4333&cid=131#.VeWkQ5dpitA</ref> | ||
===العودة إلى لبنان=== | ===العودة إلى لبنان=== | ||
أخذ النظام | أخذ النظام البعث في العراق، مع نشوب الحرب اللبنانية، يوجه اتهامات شتى الى الطلاب اللبنانيين تارة بانتمائهم الى [[حركة أمل|حركة "أمل"]] وحزب "البعث" السوري والمخابرات السورية، وطوراً الى [[حزب الدعوة الإسلامية|حزب "الدعوة"]] حتى عمد الى طردهم بعدما اعتقل بعضهم أشهراً. وكان [[السيد نصر الله]] خارج الحوزة ساعة الدهم، ولما عاد وجد أن رفاقه اعتقلوا، فغادر فوراً محافظة [[النجف]] إلى محافظة أخرى، ونجح في العودة الى [[لبنان]] سالماً. | ||
كان طموح السيد نصر الله إكمال علومه الدينية، وتحقق ذلك بعدما أسس [[السيد عباس الموسوي]] ومجموعة من العلماء الاساتذة حوزة المنتظر(ع) في بعلبك. وبدأ السيد نصر الله تدريس المرحلة الاولى ودراسة المراحل المتقدمة، دون أن يترك نشاطه السياسي والجهادي.<ref>المرجع نفسه</ref> | كان طموح السيد نصر الله إكمال علومه الدينية، وتحقق ذلك بعدما أسس [[السيد عباس الموسوي]] ومجموعة من العلماء الاساتذة حوزة المنتظر(ع) في بعلبك. وبدأ السيد نصر الله تدريس المرحلة الاولى ودراسة المراحل المتقدمة، دون أن يترك نشاطه السياسي والجهادي.<ref>المرجع نفسه</ref> | ||
سطر ٩٢: | سطر ٩٢: | ||
رأت القيادة أن السيد نصر الله كان القدر على إدارة حزب الله والمقاومة، في وقت كانت الظروف الداخلية السياسية والأمنية فائقة الحساسية، وكان يمتاز بمواصفات فريدة وكاريزما قيادية مميزة، فضلاً عن التصاقه بقواعد الحزب ومعايشته التطورات الميدانية وملامسته الأوضاع على الأرض، هذا إلى جانب أنه كان يشكل ثقة أعضاء القيادة السيد الشهيد عباس الموسوي على وجه الخصوص. | رأت القيادة أن السيد نصر الله كان القدر على إدارة حزب الله والمقاومة، في وقت كانت الظروف الداخلية السياسية والأمنية فائقة الحساسية، وكان يمتاز بمواصفات فريدة وكاريزما قيادية مميزة، فضلاً عن التصاقه بقواعد الحزب ومعايشته التطورات الميدانية وملامسته الأوضاع على الأرض، هذا إلى جانب أنه كان يشكل ثقة أعضاء القيادة السيد الشهيد عباس الموسوي على وجه الخصوص. | ||
ويقول السيد نصر الله إنه خلال تولّي السيد الموسوي الأمانة العامة، كان | ويقول السيد نصر الله إنه خلال تولّي السيد الموسوي الأمانة العامة، كان يطلب من السيد حسن أن يمثّله في الاحتفالات والمهرجانات واللقاءات الحزبية، في حين أن هذه الأمور تنظيمياً تقع ضمن مسؤولية الأمين العام الذي يتوجب عليه التصدّر لمواقع القرار والخطاب السياسي، وحدث أن وجه السيد نصر الله سؤالاً للسيد الموسوي عن سبب تكليفه بهذه المهام، فكان جواب السيد الموسوي: "أنت أهل لذلك، أما أنا فإن المسألة عندي لن تطول..". | ||
ويتابع السيد نصر الله أنه لم يفهم في ذلك الوقت معنى كلمة السيد الموسوي | ويتابع السيد نصر الله أنه لم يفهم في ذلك الوقت معنى كلمة السيد الموسوي إلّا بعد فترة وجيزة، حين جاء تاريخ 16 شباط 1992 يوم استشهاد السيد الموسوي مع زوجته وطفله حسين. رفض السيد نصر الله انتخابه لأنه كان يبلغ من العمر 32 عاماً وأصغرهم سناً، لكنهم أصروا فاستجاب وأكمل ولاية [[السيد الشهيد عباس الموسوي|السيد الشهيد]] التي انتهت عام 1993 ليعاد انتخابه عدّة مرات إلى أن استشهد في 27 سبتمبر 2024 م. قامت [[المقاومة الاسلامية]] خلال تولّي السيد نصر الله الامانة العامة للحزب عدداً من المواجهات البطولية مع جيش الاحتلال، كان أبرزها حرب "[[تصفية الحساب]]" في تموز 1993، وحرب "[[عناقيد الغضب]] في نيسان 1996، مروراً إلى الإنجاز التاريخي الكبير [[تحرير لبنان عام 2000م|25 أيار عام 2000م المتمثل بتحرير القسم الأكبر من الاراضي اللبنانية]]، وصولاً إلى [[حرب عام 2006م|الانتصار التاريخي والاستراتجي]] في العام 2006، وكان يمارس مسؤولياته في الأمانة العامة إلى يوم استشهاده. | ||
وخاض حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء [[الحرب الاهلية في لبنان]]، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك [[كتلة الوفاء للمقاومة]]، كما خاض حزب الله في عهده غمار العمل الوزاري عام 2005م حيث شارك في الحكومة بوزيرين هما [[الدكتور طراد حمادة]] [[محمد فنيش|والحاج محمد فنيش]]. | وخاض حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء [[الحرب الاهلية في لبنان]]، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك [[كتلة الوفاء للمقاومة]]، كما خاض حزب الله في عهده غمار العمل الوزاري عام 2005م حيث شارك في الحكومة بوزيرين هما [[الدكتور طراد حمادة]] [[محمد فنيش|والحاج محمد فنيش]]. |