انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخلود في النار»

سطر ١٠١: سطر ١٠١:
وهناك فئة أخرى من العلماء كذلك رأت أنَّ العذاب الأبدي متنافٍ مع [[الحكمة الإلهية|حكمة الله]] سبحانه وتعالى<ref>قدردان قراملکی، «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۳»، ص133.</ref> وادَّعوا أنَّ خلق موجودٍ يعذَّب إلى ما لا نهاية أمر مخالف للحكمة.<ref>بلانیان و دهقانی محمودآبادی، «خلود در عذاب»، ص179.</ref>
وهناك فئة أخرى من العلماء كذلك رأت أنَّ العذاب الأبدي متنافٍ مع [[الحكمة الإلهية|حكمة الله]] سبحانه وتعالى<ref>قدردان قراملکی، «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۳»، ص133.</ref> وادَّعوا أنَّ خلق موجودٍ يعذَّب إلى ما لا نهاية أمر مخالف للحكمة.<ref>بلانیان و دهقانی محمودآبادی، «خلود در عذاب»، ص179.</ref>


في الطرف المقابل قام [[الشيخ علي رباني الگلپایگاني]] وهو أحد المتخصصين في علم الكلام وذكر أنَّ العذاب الأبدي لا يتنافى مع العدل الإلهي؛ لأنَّ مراعاة إعطاء المجرم ما يستحقه ليس الأمر ينظر له في جانب الزمان فقط، بل لابد من النظر إلى جانب عظم الجرم والمفاسد الكبيرة، فالعقلاء في قوانين العقوبات لديهم نلاحظ أنَّه عندما يقوم الشخص بالإخلال بالنظام الاجتماعي كالقتل وغيرها من الجرائم يحكم على الشخص بالحبس المؤبد، فالجريمة وقتها قليل لكن مفسدتها طويلة وعظيمة، فكذلك الأمر بخصوص العذاب الأبدي، ما يقوم به المجرمون بلحاظ مفاسده عظيم لا يتنافى مع خلود العذاب والحبس في النار.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>  
في الطرف المقابل قام [[الشيخ علي رباني الگلپایگاني]] وهو أحد المتخصصين في علم الكلام، وذكر أنَّ العذاب الأبدي لا يتنافى مع العدل الإلهي؛ لأنَّ مراعاة إعطاء المجرم ما يستحقه ليس الأمر ينظر له في جانب الزمان فقط، بل لابد من النظر إلى جانب عظم الجرم والمفاسد الكبيرة، فالعقلاء في قوانين العقوبات لديهم نلاحظ أنَّه عندما يقوم الشخص بالإخلال بالنظام الاجتماعي كالقتل وغيرها من الجرائم يحكم على الشخص بالحبس المؤبد، فالجريمة وقتها قليل لكن مفسدتها طويلة وعظيمة، فكذلك الأمر بخصوص العذاب الأبدي، ما يقوم به المجرمون بلحاظ مفاسده عظيم لا يتنافى مع خلود العذاب والحبس في النار.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>  


وذكر أيضًا أنَّ العذاب هو من آثار ما صنعه الإنسان بنفسه عندما صوَّر وعجن نفسه بعجينة الشقاء بحيث هذه العجينة والصورة تبقى معه دائمًا، والعذاب ليس إلا أثر صورة الشقاء الناتجة، وبعبارة واضحة: العذاب من آثار ما جعله الإنسان في نفسه من حقيقة الشقاء، وليس العذاب من آثار الأفعال المحدودة التي قام بها؛ لأنَّ الإنسان عندما يقوم بعمل غير صالحٍ ينعكس هذا الفعل على نفسه وتصبح نفسه شقيَّة والعذاب ليس للفعل الذي عمله بل هو أثر صيرورة نفسه شقيَّة، وبالتالي كما أنَّ صيرورة حقيقة الإنسان هي الشقاء أمر أزلي ومؤبد فكذلك العذاب هو من آثار هذه الحقيقة وبالتالي يكون مؤبَّد، وبالتالي لا يتنافى العذاب الأبدي مع حكمة الله؛ لأنَّ المسألة تكوينية.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>
وذكر أيضًا أنَّ العذاب هو من آثار ما صنعه الإنسان بنفسه عندما صوَّر وعجن نفسه بعجينة الشَّقاء بحيث هذه العجينة والصورة تبقى معه دائمًا، والعذاب ليس إلا أثر صورة الشقاء الناتجة، وبعبارة واضحة: العذاب من آثار ما جعله الإنسان في نفسه من حقيقة الشَّقاء، وليس العذاب من آثار الأفعال المحدودة التي قام بها؛ لأنَّ الإنسان عندما يقوم بعمل غير صالحٍ ينعكس هذا الفعل على نفسه وتصبح نفسه شقيَّة، والعذاب ليس للفعل الذي عمله بل هو أثر صيرورة نفسه شقيَّة، وبالتالي كما أنَّ صيرورة حقيقة الإنسان هي الشقاء أمر أزلي ومؤبد فكذلك العذاب هو من آثار هذه الحقيقة، وبالتالي يكون العذاب مؤبَّد، والنتيجة هي عدم تنافي العذاب الأبدي مع حكمة الله؛ لأنَّ المسألة تكوينية.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>


===تبيين العذاب الأبدي بحسب نظرية تجسم الأعمال===
===تبيين العذاب الأبدي بحسب نظرية تجسم الأعمال===
confirmed
٦٢٤

تعديل