الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع الجاثليق»
imported>Madani |
imported>Madani |
||
سطر ١٦٠: | سطر ١٦٠: | ||
==كتابة الانجيل الجديد== | ==كتابة الانجيل الجديد== | ||
ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: يا يهودي، أقبِل على أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة اتباع راكب البعير يسبحون الرب جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم؛ لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافره في أقطار الأرض . أهكذا هو في التوراة مكتوب؟ | ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: يا يهودي، أقبِل على أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة اتباع راكب البعير يسبحون الرب جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم؛ لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافره في أقطار الأرض . أهكذا هو في التوراة مكتوب؟ | ||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | |||
قال [[رأس الجالوت]] : نعم إنا لنجده كذلك . | قال [[رأس الجالوت]] : نعم إنا لنجده كذلك . | ||
سطر ٢٢٤: | سطر ٢٢٤: | ||
قال [[الجاثليق]] : ليسألك غيري ، فلا ـ وحق المسيح ـ ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك <ref>الصدوق القمي ، عيون أخبار الرضا ج 2 باب 12 ص 139 ـ 147 ح 1 .</ref> <ref>أحمد بن علي الطبرسي ، الاحتجاج ج 2 ص 199 ـ 208 .</ref> . | قال [[الجاثليق]] : ليسألك غيري ، فلا ـ وحق المسيح ـ ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك <ref>الصدوق القمي ، عيون أخبار الرضا ج 2 باب 12 ص 139 ـ 147 ح 1 .</ref> <ref>أحمد بن علي الطبرسي ، الاحتجاج ج 2 ص 199 ـ 208 .</ref> . | ||
</div> | |||
==الهوامش== | ==الهوامش== |
مراجعة ١٢:٠٨، ١٧ سبتمبر ٢٠١٥
من المناظرات المعروفة للإمام الرضا مناظرته مع الجاثليق النصراني عند المأمون وقد كان من ضمن الحاضرين في مجلس المناضرة النسطاص الرومي و رأس الجالوت ، وفي هذا المجلس ردّ الإمام
دعواهم وفنّد مقلهم من خلال كتابهم المقدّس (الانجيل) وهذا ما جعل المسيحيين الحاضرين يتعجبون من إلمام الإمام
بما عندهم وما في كتبهم .
في هذه المناظرة أثبت الإمام نبوّة النبي محمد
من خلال الانجيل . بل وأثبت لهم أنه كتاب محرّف ، وأن عيسى بن مريم {عليه السلام}} بشر مخلوق... .
سند الرواية
قال الشيخ الصدوق : حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي (رضي الله عنه) ، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقه القمي ، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي ، قال: حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي يقول [١] :
قصّة المناظرة
لما قدم علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه) على المأمون ، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات... ليسمع كلامه وكلامهم . فجمعهم الفضل بن سهل ، ثم أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليَّ . ففعل، فرحب بهم المأمون ثم قال لهم: انى إنما جمعتكم لخير وأحببت ان تناظروا ابن عمى هذا المدني القادم على فإذا كان بكره فاغدوا ولا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة... فلما أصبحنا أتى الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ان ابن عمك ينتظرك ، وقد اجتمع القوم ، فما رأيك في اتيانه ؟ فقال له الرضا : تقدمني فانى صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله . فلما دخل على المأمون وإذا المجلس غاصٌّ باهله... فقام المأمون مستقبلاً ، فلم يزل مقبلا عليه يحدّثه ساعة .
ثم التفت إلى الجاثليق فقال: يا جاثليق ، هذا ابن عمى علي بن موسى بن جعفر وهو من ولد فاطمة بنت نبينا وابن علي بن طالب (صلوات الله عليهم) فأحب أن تكلمه أو تحاجّه وتنصفه .
فقال الجاثليق : يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلاً يحتج على بكتابٍ أنا منكره ونبي لا أومن به؟
فقال له الرضا : يا نصراني فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟
قال: الجاثليق : وهل أقدر على رفع ما نطق الإنجيل؟! نعم والله أقر به على رغم أنفي .
فقال له الرضا : سل عما بدا لك واسمع الجواب .
نصُّ المناظرة
نبوّة عيسى (عليه السلام) و محمد (صلالله عليه و آله)
فقال الجاثليق : ما تقول في نبوه عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟
الرضا : أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد
وبكتابه ولم يبشر به أمته .
قال الجاثليق : أليس إنما نقطع الاحكام بشاهدي عدل؟
قال : بلى .
قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على بنبوة محمد ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا .
قال الرضا : الآن جئت بالنصفه ـ يا نصراني ـ ألا تقبل منى العدل المقدم عند المسيح عيسى بن مريم
؟
قال الجاثليق : ومن هذا العدل؟ سمه لي .
قال: ما تقول يوحنا الديلمي؟
قال: بخٍ بخٍ ، ذكرت أحب الناس إلى المسيح .
قال: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنا قال: "إنما المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشرني به أنه يكون من بعده فبشرت به الحواريين فآمِنوا به" ؟
قال الجاثليق : قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل و بأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم تُسمِّ لنا القوم فنعرفهم .
قال الرضا : فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمد و أهل بيته وأمته أتؤمن به؟
قال: سديدا .
النبي محمد
وأهل بيته (عليهم السلام)
قال الرضا : لنسطاس الرومي : كيف حفظك للسفر الثالث الإنجيل .
قال: ما احفظني له .
ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: الست تقرأ الإنجيل؟
قال: بلى لعمْري .
قال: فخذ على السفر فإن كان فيه ذكر محمد و أهل بيته وأمته فاشهدوا لي ، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي . ثم قرء السفر الثالث حتى بلغ ذكر النبي
وقف ثم قال: يا نصراني ، إنى أسألك بحق المسيح وأمه : أتعلم أنى عالم بالإنجيل؟
قال: نعم .
ثم تلا علينا ذكر محمد و أهل بيته وأمته ، ثم قال: ما تقول يا نصراني ، هذا قول عيسى مريم ، فإن كذّبت بما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت موسى و عيسى مريم (عليهما السلام) ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وبكتابك .
قال الجاثليق : لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل وانى لمقر به .
قال الرضا : اشهدوا على اقراره .
ثم قال: يا جاثليق سل عما بدا لك .
سؤال عن الحواريين وعلماء الإنجيل
قال الجاثليق : اخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟
قال الرضا : على الخبير سقطت أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان اعلمهم وأفضلهم ألوقا وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر باج ويوحنا بقرقيسيا ويوحنا الديلمي برجاز وعنده كان ذكر النبي
وذكر أهل بيته وأمته وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به .
لمذا تعبدون عيسى
؟
ثم قال له: يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد وما ننقم على عيساكم شيئا ضعفه وقله صيامه وصلاته .
قال الجاثليق : أفسدت ـ والله ـ علمك وضعّفت أمرك ، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل الإسلام .
قال الرضا : وكيف ذاك؟
قال الجاثليق : من قولك: إن عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة . وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط وما زال صائم الدهر وقائم الليل .
قال الرضا : فلمن كان يصوم ويصلى؟!
قال فخرس الجاثليق وانقطع .
إحياء الموتى بإذن الله تعالى
قال الرضا : يا نصراني أسئلك عن مسألة .
قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك .
قال الرضا : ما أنكرت أن عيسى
كان يحيى الموتى بإذن الله (عز وجل) ؟
قال الجاثليق : أنكرت ذلك من أجل أن من أحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد .
قال الرضا : فإن اليسع قد صنع مثل صنع عيسى
: مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص ، فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله (عز وجل) ، ولقد صنع حزقيل النبي
مثل ما صنع عيسى بن مريم فأحيا خمسه وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنه .
ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت ر، أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبى بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله (عز وجل) إليهم فأحياهم . هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم .
قال رأس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه .
قال: صدقت .
ثم قال: يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا علينا من التوراة آيات فاقبل اليهودي يترجج لقرائته ويتعجب!
ثم اقبل على النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟
قال: بل كانوا قبله .
الذين أحياهم النبي محمد 
فقال الرضا : لقد اجتمعت قريش على رسول الله
فسألوه: أن يُحيي لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب
فقال له: "اذهب إلى الجبّانه فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسئلون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم محمد رسول الله
: "قوموا بإذن الله (عز وجل) " .
فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ، ثم أخبروهم أن محمداً بُعث نبياً فقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به .
ولقد أبرء الأكمه والأبرص والمجانين وكلمه البهائم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه رباً من دون الله (عز وجل) ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى رباً جاز لكم أن تتخذوا اليسع و حزقيل رباً ؟! لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم من إحياء الموتى وغيره .
نبي من بني إسرائيل أحيى الموتى
وأن قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت ، فأماتهم الله في ساعة واحده ، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة ، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثره العظام الباليه ، فأوحى الله (عز وجل) إليه: "أتحب ان أحييهم لك فتنذرهم؟ "
قال: نعم يا رب .
فأوحى الله (عز وجل) إليه: أنْ ناداهم .
فقال: أيتها العظام الباليه ، قومي بإذن الله (عز وجل) . فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم .
النبي إبراهيم
أحيى الموتى
ثم إبراهيم خليل الرحمن حين أخذ الطير فقطعهن قطعاً ثم وضع على كل جبل منهن جزءً ثم ناداهن فأقبلن سعياً إليه .
النبي موسى
أحيى الموتى
ثم موسى بن عمران وأصحابه السبعون الذين اختارهم ، صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت الله سبحانه: فأرناه كما رايته .
فقال: لهم: إنى لم أره .
فقالوا: لن نؤمن حتى نرى الله جهره ، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم ، وبقى موسى وحيداً فقال: يا رب ، اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وارجع وحدي ! فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟! فـ {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} ؟ فأحياهم الله (عز وجل) من بعد موتهم.
- وكل شئ ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه؛ لأن التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان قد نطقت به ، فإن كان كل من أحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص والمجانين يُتخذ رباً من دون الله (عزّ وجل) فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ما تقول يا يهودي؟!.
فقال الجاثليق : القول قولك ، ولا إله إلا الله .
كتابة الانجيل الجديد
ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودي، أقبِل على أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ محمد
وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة اتباع راكب البعير يسبحون الرب جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم؛ لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافره في أقطار الأرض . أهكذا هو في التوراة مكتوب؟
قال رأس الجالوت : نعم إنا لنجده كذلك .
ثم قال للجاثليق : يا نصراني ، كيف علمك بكتاب شعيا ؟
قال: أعرفه حرفا حرفاً .
قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: "يا قوم، اني رأيت صوره راكب الحمار لابساً جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوء مثل ضوء القمر" ؟
فقالا: قد قال ذلك شعيا .
قال الرضا : يا نصراني ، هل تعرف في الإنجيل قول عيسى
: "إنى ذاهب إلى ربكم وربى والبار قليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت، وهو الذي يفسر لكم كل شيء ، وهو الذي يبدأ فضائح الأمم ، وهو الذي يكسر عمود الكفر" .
فقال الجاثليق : ما ذكرت شيئا من الإنجيل إلا ونحن مقرون به .
فقال: أتجد هذا الإنجيل ثابتا يا جاثليق؟
قال: نعم .
قال: الرضا : يا جاثليق ، ألا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا الإنجيل ؟
فقال له: ما افتقدنا الإنجيل إلا يوماً واحدا حتى وجدناه غضا طريا فأخرجه إلينا يوحنا ومتى فقال له الرضا : ما أقل معرفتك بسنن الإنجيل وعلمائه؟! فإن كان هذا كما تزعم!
فلم اختلفتم في الإنجيل وإنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أياديكم اليوم فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك اعلم أنه لما افتقد الإنجيل الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: "قتل عيسى بن مريم
وافتقدنا الإنجيل وأنتم العلماء فما عندكم؟
فقال لهم الوقا ومر قابوس: إن الإنجيل في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفراً سفراً في كل أحد فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفراً سفراً حتى نجمعه كله .
فقعد الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأول وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ تلاميذ الأولين أعلمت ذلك؟
فقال الجاثليق : أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن وبان لي من فضل علمك بالإنجيل وسمعت أشياء مما علمته ، شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيراً من الفهم .
كُتّاب الانجيل وتأليه عيسى (عليه السلام)
فقال له الرضا : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟
قال: جائزه هؤلاء علماء الإنجيلوكلما شهدوا به فهو حق .
قال الرضا للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيره: اشهدوا عليه .
قالوا: قد شهدنا .
ثم قال : للجاثليق : بحق الابن وأمه، هل تعلم أن متّى قال: "إن المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب (يهوذا) بن خضرون" .
فقال مرقابوس في نسبه عيسى مريم : "إنه كلمه الله أحلّها في جسد الآدمي فصارت انساناً" .
وقال الوقا: ان عيسى بن مريم وأمه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيها الروح القدس .
ثم إنك تقول من شهادة عيسى على نفسه : "حقا أقول لكم ـ يا معشر الحواريين ـ إنه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها ، إلا راكب البعير خاتم الأنبياء فإنه يصعد إلى السماء وينزل" .
فما تقول في هذا القول؟
قال الجاثليق : هذا قول عيسى لا ننكره .
قال الرضا : فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتّى على عيسى وما نسبوه إليه؟
قال الجاثليق : كذبوا على عيسى .
فقال: الرضا : يا قوم أليس قد زكّاهم وشهد أنهم علماء الإنجيل وقولهم حق ؟!
فقال الجاثليق : يا عالم المسلمين، أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء .
قال الرضا : فإنا قد فعلنا ، سل ـ يا نصراني ـ عما بدا لك .
قال الجاثليق : ليسألك غيري ، فلا ـ وحق المسيح ـ ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك [٢] [٣] .