confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٥٣
تعديل
سطر ٩٥: | سطر ٩٥: | ||
وكثيرًا ما يعتقد المسيحيون أيضًا أن الحياة بعد الموت ممكنة من خلال الإيمان بروح مجردة ومستقلة عن البدن، لدرجة أنه قيل إن جميع المفكرين المهمين في تاريخ المسيحية ذهبوا إلى هذا الرأي.<ref>.Baker, «Material Persons and the Doctrine of resurrection», p151, 152</ref> | وكثيرًا ما يعتقد المسيحيون أيضًا أن الحياة بعد الموت ممكنة من خلال الإيمان بروح مجردة ومستقلة عن البدن، لدرجة أنه قيل إن جميع المفكرين المهمين في تاريخ المسيحية ذهبوا إلى هذا الرأي.<ref>.Baker, «Material Persons and the Doctrine of resurrection», p151, 152</ref> | ||
===الإنسان في الدنيا نفسه في الآخرة=== | ===الإنسان في الدنيا نفسه في الآخرة=== | ||
الاعتقاد بالمعاد مبني على أن الذي يُبعث في الآخرة هو نفسه الذي عاش في الدنيا. ويشار إلى هذه المسألة باسم «الهوهويّة» والتي يُراد منها إن الإنسان في الدنيا هو نفسه في الآخرة.<ref>مصباح اليزدي، معارف القرآن، ج3، ص181.</ref> وذهب معظم الإلهيين والفلاسفة | الاعتقاد بالمعاد مبني على أن الذي يُبعث في [[الآخرة]] هو نفسه الذي عاش في الدنيا. ويشار إلى هذه المسألة باسم «الهوهويّة» والتي يُراد منها إن الإنسان في الدنيا هو نفسه في الآخرة.<ref>مصباح اليزدي، معارف القرآن، ج3، ص181.</ref> وذهب معظم الإلهيين والفلاسفة [[المسلمين]]، والمسيحيين إلى هذا الرأي.<ref>Merricks, «The Resurrection of the Body and the Life Everlasting», p268.</ref> ويُقال أن الكتاب المقدس المسيحي يذهب إلى هذا الرأي أيضًا.<ref>Merricks, «The Resurrection of the Body and the Life Everlasting», p268.</ref> | ||
وفي ما هو عامل وحدة هوهوية الإنسان الدنيوي (قبل الموت) مع الإنسان في الآخرة (الإنسان بعد الموت)؟ ولماذا يكون الإنسان بعد الموت هو نفس الإنسان قبل الموت؟ يرى الفلاسفة المسلمين أن الروح هي الملاك في وحدة الإنسان في الدنيا والآخرة. فالمادة والبدن عندهم لا يمكن أن يكونا مقياسا لتساوي ووحدة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ بسبب التغير والتحول فيهما.<ref>الملا صدرا، الحكمة المتعالية، ج9، ص190؛ الآشتياني، شرح بر زاد المسافر، ص19 و224؛ مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص9 ـ 10.</ref> وفقًا للملا | وفي ما هو عامل وحدة هوهوية الإنسان الدنيوي (قبل الموت) مع الإنسان في الآخرة (الإنسان بعد الموت)؟ ولماذا يكون الإنسان بعد الموت هو نفس الإنسان قبل الموت؟ يرى [[الفلسفة الإسلامية|الفلاسفة المسلمين]] أن الروح هي الملاك في وحدة الإنسان في الدنيا والآخرة. فالمادة والبدن عندهم لا يمكن أن يكونا مقياسا لتساوي ووحدة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ بسبب التغير والتحول فيهما.<ref>الملا صدرا، الحكمة المتعالية، ج9، ص190؛ الآشتياني، شرح بر زاد المسافر، ص19 و224؛ مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص9 ـ 10.</ref> وفقًا [[الملا صدرا|للملا صدرا]]، فإن معيار بقاء الإنسان هو بحفظ روحه. وما دامت روح الإنسان باقية فهو باقي وإن تغيرت أعضاؤه. فمثلاً عندما يُسأل شخص اسمه زيد هل الشاب زيد هو نفسه زيد عندما كان طفلاً وكبيراً أم لا، فإن الملا صدرا يعتبر زيد هو نفس الشخص نظراً لبقاء روحه طوال حياته. وفي الآخرة أيضًا؛ فبسبب بقاء الروح، يكون زيد في الدنيا كزيد في الآخرة.<ref>الآشتياني، شرح بر زاد المسافر، ص19 و224 ـ 225.</ref> ويرى محمد تقي مصباح اليزدي أيضًا، بما أن النفس مجردة ولا تتغير قبل الموت وبعده، فيمكن أن تبقى بعد موت البدن، وعندما ترجع إلى البدن مرة أخرى، يمكنها الحفاظ على وحدة الشخص وتماثله; أما إذا أعتقد أحد أن وجود الإنسان لا يكون إلا في هذا البدن المادي المحسوس، وأن الروح تتلاشى بتلاشي أعضاء البدن، فمثل هذا الشخص لا يمكن أن يكون عنده تصور صحيح عن المعاد.<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص21 ـ 22.</ref> | ||
وتعتبر الآية 11 من سورة السجدة {{ملاحظة|قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}} دليلاً على هذا الرأي، حيث أن قوام الإنسانية وشخصيته بالشيء الذي يتم قبضه من قبل ملك | وتعتبر [[الآية 11 من سورة السجدة]] {{ملاحظة|قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}} دليلاً على هذا الرأي، حيث أن قوام الإنسانية وشخصيته بالشيء الذي يتم قبضه من قبل [[عزرائيل|ملك الموت]]، وليس البدن الذي يتفرق ويتبعثر.<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص23.</ref> | ||
وملاك البدن أو الدماغ (وجود البدن أو الدماغ واحد على مر الزمن)، وملاك الذاكرة (استمرارية الذاكرة واستحضار الذكريات على مر الزمن) من بين الملاكات والنظريات الأخرى التي طرحها | |||
وملاك البدن أو الدماغ (وجود البدن أو الدماغ واحد على مر الزمن)، وملاك الذاكرة (استمرارية الذاكرة واستحضار الذكريات على مر الزمن) من بين الملاكات والنظريات الأخرى التي طرحها منكري النفس في مسألة الهوية الشخصية.<ref>الحسینی الشاهرودي و فخار نوغاني، «اینهمانی شخصی»، ص28 ـ 32.</ref> | |||
==إمكانية المعاد== | ==إمكانية المعاد== |