انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفاسق»

أُضيف ١٠٬٤٢٠ بايت ،  ٢٢ فبراير
أزال التحويلة إلى الفاسق
ط (تحويل إلى الفاسق)
وسمان: تحويلة جديدة مسترجع
(أزال التحويلة إلى الفاسق)
وسمان: أزال التحويلة تراجع يدوي
سطر ١: سطر ١:
#تحويل [[الفاسق]]
'''الفاسق''' هو الشخص الذي يعصي أوامر [[الله تعالى]]، ومن صفاته تكذيب [[الآيات القرآنية]]، ونقض العهد، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والإفساد.
 
وتوجد [[الأحكام الفقهية|أحكام فقهية]] و<nowiki/>[[علم الكلام|كلامية]] خاصة بالفاسق، منها: أنَّه لا يصل إلى مقام [[الإمامة]]، ولا يُمكن أن يكون [[إمام جماعة]]، ولا تُقبل [[الشهادة (فقه)|شهادته]]. يعتقد [[الشيعة الإمامية]] أنَّ [[المسلم]] الفاسق ليس ب[[الكافر|كافر]]، والخلود في العذاب يختص بالكافر فقط.
 
==المفهوم==
الفسق في اللغة بمعنى ترك أمر [[الله]]، والابتعاد عن طريق الحق والميل إلى [[الذنب|المعصية]]، فالفاسق هو الشخص الذي يعصي أوامر الله تعالى ويخرج عن طريق الحق.<ref>الفراهيدي، العين، ج5، ص82؛ ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص308.</ref> وذكر بعض كُتاب المعاجم أنَّه خروج الشيء من الشيء على وجه الفساد، مثل خروج الرطبة من قشرها.<ref>الفيومي، المصباح المنير، 1418هـ، ص245.</ref> يذكر [[حسن المصطفوي]] مؤلف كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم عن الفسق: هو الخروج عن مقررات دينية أو عقلية أو طبيعية، ومن مصاديقه خروج العبد عن أمر الرب وطاعته، و<nowiki/>[[الأحكام الإسلامية]] والأخلاقية ك[[الحسد]] و<nowiki/>[[البخل]] و<nowiki/>[[التكبر]] و<nowiki/>[[الطمع]]، وعن ضوابط الطبيعة الازمة كما في الرطبة الخارجة عن القشرة، وأن مفاهيم الترك والميل والجور فمن لوازم الفسق وآثاره.<ref>المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج9، ص 97.</ref>
 
==أوصاف الفاسق في القرآن==
لقد وردت في [[القرآن الكريم]] صفات مختلفة للفاسق، من جملتها: نقض عهد الله، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والفساد في الأرض،<ref>سورة البقرة، الآية 27؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج1، ص141 ـ 143.</ref> وتكذيب [[الآيات]] الإلهية،<ref>سورة الأنعام، الآية 49.</ref> والظلم،<ref>سورة الأعراف، الآية 165.</ref> عدم اتباع الأوامر الإلهية،<ref>سورة الكهف، الآية 50.</ref> والاستكبار،<ref>سورة الأحقاف، الآية 20.</ref> ونسيان [[الله تعالى]] وبالنتيجة يؤدي الأمر إلى نسيان النفس.<ref>سورة الحشر، الآية 19.</ref>
 
==الإيمان وعذاب الفاسق==
يعتقد [[الشيعة الإمامية]] أن الفاسق ليس بكافر، والخلود في العذاب يختص ب[[الكافر]]؛ وحتى لو كان [[المسلم]] فاسق فإنَّه لا يبقى في العذاب الإلهي إلى الأبد، وتشمله [[الشفاعة|شفاعة]] الله أو مغفرته.<ref>العلامة الحلي، كشف المراد، ص274 ـ 276؛ السبحاني، محاضرات في الإلهيات، ص 461 ـ 463.</ref>
لكن الوعيديّة ـ وهم مجموعة من [[الخوارج]] ـ يعتقدون أنَّ العمل الصالح جزء من [[الإيمان]]؛<ref>الطوسي، قواعد العقائد، 1413هـ، ص106.</ref> ولهذا فإنَّ مرتكب [[الذنوب الكبيرة|الكبيرة]] كافر، وبالنتيجة يبقى في [[العذاب]] إلى الأبد.<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، 1364ش، ج1، ص132.</ref>
و<nowiki/>[[المرجئة]] في قبال الوعيديّة وهم يعتقدون أن العمل الصالح ليس جزء من الإيمان، ومن أرتكب الكبيرة لا تضر بإيمانه، وفي [[الآخرة]] يُعرف هل هو في [[الجنة]] أو في [[النار]]، وفي [[الدنيا]] حاله غير معروف.<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، 1364ش، ج1، ص162.</ref>
أما [[المعتزلة]] وخلافاً لهذه الآراء طرحوا نظرية [[المنزلة بين المنزلتين]]: وهو أنَّ الفاسق لا مؤمن ولا كافر، بل هو بين المنزلتين؛ وعليه فإنَّ مصيره في الآخرة ليس له فيه ثواب عظيم ولا عذاب شديد، بل عذابه يقع بين المنزلتين.<ref>القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، 1422هـ، ص471 ـ 472.</ref> وبعقيدة المعتزلة أنَّ الذي يدخل [[جهنم]] لا يخرج منها أبداً.<ref>السبحاني، منشور جاويد، 1383هـ، ج5، ص561.</ref>
 
ولا يوجد اختلاف في أن الفاسق الذي يتوب يغفر الله له ويهديه، ولا يُخلد في العذاب إلى الأبد: <ref>السبحاني، منشور جاويد، 1383هـ، ج5، ص561.</ref> حيث ورد في [[القرآن]] إنَّ الذي عنده إيمان ويتوب إلى [[الله تعالى]] توبة خالصة، فإنَّ الله تعالى يغفر سيئاته ويُدخله الجنة. <ref>سورة التحريم، الآية 8.</ref>
 
==الفاسق والإمامة==
يعتقد [[الشيعة الإمامية]] أن الفاسق لا يصل إلى مقام [[الإمامة]]؛ لأنَّ الفاسق ظالم،<ref>سورة الأعراف، الآية 165.</ref> ولا يصل إلى مقام الإمامة ظالم.<ref>سورة البقرة، الآية 124؛ مجموعه‌ای از نویسندگان، امامت‌پژوهی (بررسی دیدگاه‌های امامیه، معتزله واشاعره)، 1381ش، ص268.</ref>
أما أكثر [[أهل السنة]] يعتقدون أنه بعد تعيين الإمام، وأصبح فاسقًا بسبب الظلم وسرقة الأموال ونحو ذلك؛ فإنه لن يُعزل عن الإمام ولن يفقد شرعيته.<ref>الباقلاني، تمهيد الأوائل، 1407هـ، ص478.</ref>
 
==الأحكام الفقهية للفاسق==
توجد جملة من [[الأحكام الفقهية]] تختص بالفاسق، منها: لا تحرم [[الغيبة|غيبة]] الفاسق المرتكب [[الذنوب|للمعاصي]] بشكل علانية ومتجاهر في فسقه،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج75، ص261؛ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، 1428هـ، ج3، ص84.</ref> ولا تُقبل [[الشهادات|شهادته]]،<ref>المفيد، المقنعة، 1413هـ، ص726 ـ 727.</ref> ولا يُقبل نقله، ويجب التحقيق من صحة أو [[الكذب|كذب]] كلامه.<ref>سورة الحجرات، الآية 6.</ref> وكما لا يجوز أن يكون [[إمام الجماعة|إمام للجماعة]].<ref>الطوسي، الخلاف، 1407هـ، ج1، ص471.</ref>
 
==مواضيع ذات صلة==
*[[آية النبأ]]
 
==الهوامش==
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
{{المصادر}}
*'''القرآن الكريم'''.
*ابن منظور، محمد بن مكرم، '''لسان العرب'''، بيروت، دار صادر، ط3، 1414 هـ.
*الخواجة نصير الدين الطوسي، محمد بن محمد، '''قواعد العقائد'''، د.م، انتشارات دار الغربة، 1413 هـ.
*السبحاني، جعفر، '''محاضرات في الإلهيات'''، تلخيص: المحقق علي الرباني، قم، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، 1428 هـ.
*السبحاني، جعفر، '''منشور جاويد'''، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، ط1، 1383 ش.
*الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، '''الملل والنحل'''، قم، الشريف الرضي، ط3، 1364 ش.
*الطوسي، محمد بن الحسن، '''الخلاف'''، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1407 هـ.
*العلامة الحلي، حسن بن يوسف، '''كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد'''، تحقيق: جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، ط2، 1382 ش.
*العلامة المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1403 هـ/ 1983 م.
*الفراهيدي، الخليل بن أحمد، '''العين'''، قم، انتشارات أسوة، ط3، 1432 هـ.
*الفيومي، أحمد بن محمد، '''المصباح المنير'''، بيروت، المكتبة العصرية، ط2، 1418 هـ.
*القاضي عبد الجبار، '''شرح الأصول الخمسة'''، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422 هـ.
*المصطفوي، حسن، '''التحقيق في كلمات القرآن'''، طهران، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، ط1، 1385 ش.
*المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، '''المقنعة'''، قم، المؤتمر العالمي للشيخ المفيد، 1413 هـ.
*مجموعه‌ای از نویسندگان، '''امامت پژوهی (بررسی دیدگاه‌های امامیه، معتزله واشاعره)'''، مشهد، دانشگاه علوم اسلامی رضوی، 1381ش.
*مكارم الشيرازي، ناصر، '''الأخلاق في القرآن'''، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ط3، 1428 هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، '''الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل'''، قم، مدرسة الإمام علي{{عليه السلام}}، ط1، 1426 هـ.
{{نهاية}}
{{الذنوب}}
 
[[تصنيف:مصطلحات فقهية]]
[[تصنيف:مصطلحات كلامية]]
[[تصنيف:مصطلحات أخلاقية]]
[[تصنيف:مفاهيم قرآنية]]
[[تصنيف:مقالات ذات أولوية ب]]
[[تصنيف:مقالات جديدة]]
مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٨٬٥١٢

تعديل