انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الياقوت في علم الكلام (كتاب)»

لا يوجد ملخص تحرير
(عدد انگلیسی)
 
لا ملخص تعديل
سطر ١٩: سطر ١٩:
}}
}}


'''الياقوت في علم الكلام'''، كتاب في علم الكلام يقوم على منهج فلسفي لإثبات عقائد الإمامية. يتضمن هذا الكتاب الذي كتبه إبراهيم بن إسحاق النوبختي الأصول الاعتقادية للمذهب الإمامي، أي التوحيد، والعدل، والمعاد، والنبوة، والإمامة، والموضوعات ذات الصلة بها.
'''الياقوت في علم الكلام'''، كتاب في علم الكلام يقوم على منهج [[الفلسفة الإسلامية|فلسفي]] لإثبات [[الاثنا عشرية|عقائد الإمامية]]. يتضمن هذا الكتاب الذي كتبه [[إبراهيم بن إسحاق النوبختي]] الأصول الاعتقادية للمذهب الإمامي، أي [[التوحيد]]، و<nowiki/>[[العدل (الكلام)|العدل]]، و<nowiki/>[[المعاد]]، و<nowiki/>[[النبوة]]، و<nowiki/>[[الإمامة]]، والموضوعات ذات الصلة بها.


يعتبر كتاب الياقوت أحد أقدم النصوص الكلامية الشيعية وأكثرها قيمة. ويعتقد البعض أن هذا الكتاب يصعب فهمه بسبب اختصاره. الشرح الأول على هذا الكتاب كتبه ابن أبي الحديد. كما ألّف العلامة الحلي  كتاب أنوار الملكوت في شرح الياقوت وكذا شهاب الدين العاملي ألّف كتاب الأرجوزة في شرح الياقوت.
يعتبر كتاب الياقوت أحد أقدم النصوص [[الكلام الإسلامي|الكلامية]] الشيعية وأكثرها قيمة. ويعتقد البعض أن هذا الكتاب يصعب فهمه بسبب اختصاره. الشرح الأول على هذا الكتاب كتبه [[ابن أبي الحديد]]. كما ألّف [[العلامة الحلي]] كتاب أنوار الملكوت في شرح الياقوت وكذا [[شهاب الدين العاملي]] ألّف كتاب الأرجوزة في شرح الياقوت.


نشر كتاب الياقوت لأول مرة في عام 1413هـ من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي في قم بتحقيق علي أكبر ضيائي.
نشر كتاب الياقوت لأول مرة في عام 1413هـ من قبل [[مكتبة آية الله المرعشي النجفي]] في [[قم]] بتحقيق علي أكبر ضيائي.


==التعريف==
==التعريف==
كتاب الياقوت في علم الكلام من تأليف إبراهيم من إسحاق النوبختي، في مقدمة هذا الكتاب ، يقول آية الله المرعشي النجفي: "من تراث الشيعة الأقدمين، ولعلّه أول كتاب كلامي شيعي كما يعتقده بعض الباحثين"،<ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص4.</ref>  وقد كتبه أبو إسحاق النوبختي حدود عام 340هـ. <ref>بروكلمان والنجار، تاريخ الأدب العربي، 2006م، ج3، ص328-329.</ref>
كتاب الياقوت في علم الكلام من تأليف إبراهيم من [[إسحاق النوبختي]]، يقول [[آية الله المرعشي النجفي]] في مقدمة هذا الكتاب: "من تراث [[الشيعة]] الأقدمين، ولعلّه أول كتاب [[الكلام الإسلامي|كلامي]] شيعي كما يعتقده بعض الباحثين"،<ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص4.</ref>  وقد كتبه أبو إسحاق النوبختي حدود عام [[سنة 340هـ|340هـ]]. <ref>بروكلمان والنجار، تاريخ الأدب العربي، 2006م، ج3، ص328-329.</ref>


وباعتقاد العلامة الحلي، فإن كتاب الياقوت احتوى على أشرف المسائل وأعلاها، إلا أنه مختصر بحيث يعجز عن فهمه أكثر القرّاء،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> ووفقاً للمرعشي النجفي، فإن هذا الكتاب مع أنه في شدة الاختصار، ولكنه مملوء بالمباحث الكلامية الرئيسية. <ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص4.</ref>
وباعتقاد [[العلامة الحلي]]، فإن كتاب الياقوت احتوى على أشرف المسائل وأعلاها، إلا أنه مختصر بحيث يعجز عن فهمه أكثر القرّاء،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> ووفقاً للمرعشي النجفي، فإن هذا الكتاب مع أنه في شدة الاختصار، ولكنه مملوء بالمباحث الكلامية الرئيسية. <ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص4.</ref>


==شرح الكتاب==
==شرح الكتاب==
يعدّ كتاب الياقوت مركز اهتمام لكثير من العلماء، وكتبت له عدة شروح، وأول شرح كتب له لابن أبي الحديد المعتزلي،<ref name=":0">الخونساري، روضات الجنات، 1390هـ، ج5، ص22.</ref>  ومن شروحه الأخرى كتاب أنوار الملكوت للعلامة الحلي، وكتاب الأرجوزة في شرح كتاب الياقوت لشهاب الدين العاملي. <ref name=":1"> ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص20.</ref>
يعدّ كتاب الياقوت مركز اهتمام لكثير من العلماء، وكتبت له عدة شروح، وأول شرح كتب له [[ابن أبي الحديد المعتزلي|لابن أبي الحديد المعتزلي]]،<ref name=":0">الخونساري، روضات الجنات، 1390هـ، ج5، ص22.</ref>  ومن شروحه الأخرى كتاب أنوار الملكوت [[العلامة الحلي|للعلامة الحلي]]، وكتاب الأرجوزة في شرح كتاب الياقوت [[شهاب الدين العاملي|لشهاب الدين العاملي]]. <ref name=":1"> ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص20.</ref>


==المؤلف==
==المؤلف==
{{المقالة الرئيسية: إبراهيم بن نوبخت}}
{{مفصلة|إبراهيم بن نوبخت}}
إبراهيم بن إسحاق بن فضل بن أبي سهل بن نوبخت، أحد أقدم متكلمي الشيعة، ومن مشاهير عائلة النوبختي،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> كما كان من علماء الكلام المعروفين في بغداد. <ref>رضوی، «حوزة بغداد العلمية»، ص380.</ref> هناك آراء مختلفة حول اسم ووقت حياة المؤلف بين المحققين،<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص13.</ref> فقد أطلق عليه البعض اسم إبراهيم بن نوبخت،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> وآخرون اسم إبراهيم بن إسحاق،<ref> القمي، الکنى والألقاب، 1368ش، ج1، ص94؛ اقبال الآشتياني، عائلة النوبختي، 1345ش، ص167.</ref> وغيرهم اسم إسماعيل بن إسحاق. <ref>الصدر، الشيعة وفنون الإسلام، د.ت. ص290.</ref> يعتقد بعض العلماء أن اسم ابن نوبخت في الكتب الكلامية مختص فقط بصاحب كتاب الياقوت،<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص13.</ref> واعتبروه من علماء القرن الثاني<ref>الصدر، تأسيس الشيعة، 1375ش، ص364-365.</ref> أو القرن الرابع الهجري. <ref>بروكلمان والنجار، تاريخ الأدب العربي، 2006م، ج3، ص328-329.</ref> ذكر بعض العلماء مؤلفات<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص21.</ref> ابن نوبخت ومعتقداته الخاصة، بما في ذلك كفاية الإيمان بالتصديق القلبي وجواز اللّذة العقلية على الله. <ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص18-19.</ref>
إبراهيم بن إسحاق بن فضل بن أبي سهل بن نوبخت، أحد أقدم متكلمي [[الشيعة]]، ومن مشاهير عائلة [[النوبختي]]،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> كما كان من [[الكلام|علماء الكلام]] المعروفين في [[بغداد]]. <ref>رضوی، «حوزة بغداد العلمية»، ص380.</ref> هناك آراء مختلفة حول اسم ووقت حياة المؤلف بين المحققين،<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص13.</ref> فقد أطلق عليه البعض اسم إبراهيم بن نوبخت،<ref>العلامة الحلي، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، 1984م، ص2.</ref> وآخرون اسم إبراهيم بن إسحاق،<ref> القمي، الکنى والألقاب، 1368ش، ج1، ص94؛ اقبال الآشتياني، عائلة النوبختي، 1345ش، ص167.</ref> وغيرهم اسم إسماعيل بن إسحاق. <ref>الصدر، الشيعة وفنون الإسلام، د.ت. ص290.</ref> يعتقد بعض العلماء أن اسم ابن نوبخت في الكتب الكلامية مختص فقط بصاحب كتاب الياقوت،<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص13.</ref> واعتبروه من علماء [[القرن الثاني الهجري|القرن الثاني]]<ref>الصدر، تأسيس الشيعة، 1375ش، ص364-365.</ref> أو [[القرن الرابع الهجري]]. <ref>بروكلمان والنجار، تاريخ الأدب العربي، 2006م، ج3، ص328-329.</ref> ذكر بعض العلماء مؤلفات<ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص21.</ref> ابن نوبخت ومعتقداته الخاصة، بما في ذلك كفاية [[الإيمان]] بالتصديق القلبي وجواز اللّذة العقلية على [[الله]]. <ref>ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص18-19.</ref>


==محتوى الكتاب==
==محتوى الكتاب==
وفقا للمحققين، على الرغم من أن كتاب الياقوت لا يقسم محتواه بوضوح إلى خمس فئات من التوحيد والنبوة والقيامة والعدالة والإمامة، مثل العديد من الكتب الكلامية المعاصرة، إلا أنه يحمل العديد من أوجه التشابه مع هذا السبك. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref>
وفقا للمحققين، على الرغم من أن كتاب الياقوت لم يقسم محتواه بوضوح إلى خمس فئات من [[التوحيد]]، و<nowiki/>[[النبوة]]، و<nowiki/>[[القيامة|المعاد]]، و<nowiki/>[[العدل (الكلام)|العدل]]، و<nowiki/>[[الإمامة]] الكتب الكلامية المعاصرة، إلا أنه يحمل العديد من أوجه التشابه مع هذا السبك.<ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref>


يبدأ ابن نوبخت الكتاب بمسألة ضرورة العلم تعريفه، ثم يطرح قضايا فلسفية مهمة مثل الجوهر، والعرض، والجزء الذي لا يتجزأ، وتعريف الحركة والسكون، وبطلان التسلسل، وتعريف الوجود، وكذلك الواجب والممكن،<ref name=":2"> الکريمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref> ثم يدخل المؤلف في مبحث التوحيد، ويحقق في الصفات الإلهية خلال إثبات وجود الصانع. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref> وفيما بعد، يناقش مسألة العدل ومسائل أخرى مثل النبوة والإمامة، وكل ذلك وفق هيكلة منسجمة ومنظمة. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref>
يبدأ ابن نوبخت الكتاب بمسألة ضرورة العلم وتعريفه، ثم يطرح مسائل [[الفلسفة|فلسفية]] مهمة مثل الجوهر، والعرض، والجزء الذي لا يتجزأ، وتعريف الحركة والسكون، وبطلان التسلسل، وتعريف الوجود، وكذلك [[واجب الوجود|الواجب]] والممكن،<ref name=":2"> الکريمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref> ثم يدخل المؤلف في مبحث [[التوحيد]]، ويحقق في [[صفات الله|الصفات الإلهية]] خلال إثبات وجود [[الله|الصانع]]. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref> وفيما بعد، يناقش مسألة [[العدل]] ومسائل أخرى مثل النبوة والإمامة، وكل ذلك وفق هيكلة منسجمة ومنظمة. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص46</ref>


يعتبر بعض العلماء أن المتكلمين من عائلة النوبختي، وخاصة ابن نوبخت، راوّداً للكلام الفلسفي عند الشيعة، وبالنظر إلى محتوى كتاب الياقوت، يعتقدون بأن له دور مهم في عملية تفلسف علم الكلام الشيعي. <ref>كنجور، «أثر أبو إسحاق إبراهيم النوبختي ظهور الكلام الفلسفي الشيعي»، ص103</ref>
يعتبر بعض العلماء أن المتكلمين من عائلة [[النوبختي]]، وخاصة ابن نوبخت، راوّداً للكلام الفلسفي عند [[الشيعة]]، وبالنظر إلى محتوى كتاب الياقوت، يعتقدون بأن له دور مهم في عملية تفلسف علم الكلام الشيعي.<ref>كنجور، «أثر أبو إسحاق إبراهيم النوبختي ظهور الكلام الفلسفي الشيعي»، ص103</ref>


ومن أهم الأقوال الواردة في هذا الكتاب المسائل المتعلقة بالتوحيد (إثبات الخالق وتوحيده وصفاته وأحكام صفاته) والعدل والمعاد والنبوة والإمامة. <ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص36-88.</ref>
ومن أهم الأقوال الواردة في هذا الكتاب المسائل المتعلقة بالتوحيد (إثبات الخالق وتوحيده وصفاته وأحكام صفاته) والعدل والمعاد والنبوة والإمامة. <ref>ابن نوبخت، الياقوت في علم الكلام، 1413هـ، ص36-88.</ref>


قيل أن هذا الكتاب كان له في البداية هيكلة متناسقة، لكنه فقد هيكلته لاحقاً وتناثرت موضوعات قسم واحد في أقسام أخرى. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص47</ref> ويعتقد البعض أن كتاب الياقوت لم تعاد كتابته بعد إملائه الأول، على سبيل المثال، يظهر من الفصل الثاني عشر من الكتاب أن المؤلف قد أدرج فيه بعض القضايا سهى عنها في قسم التوحيد. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص47</ref>
قيل أن هذا الكتاب كان له في البداية هيكلية متناسقة، لكنه فقد هيكليته لاحقاً وتناثرت موضوعات قسم واحد في أقسام أخرى. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص47</ref> كما يعتقد البعض أن كتاب الياقوت لم تعاد كتابته بعد إملائه الأول، فعلى سبيل المثال، يظهر من الفصل الثاني عشر من الكتاب أن المؤلف قد أدرج فيه بعض القضايا التي سهى عنها في قسم التوحيد. <ref> الكریمي والبياتي، التعرف على كتاب الياقوت، 1397ش، ص47</ref>


==طباعة الكتاب وتصحيحه==
==طباعة الكتاب وتصحيحه==
نشر كتاب الياقوت عام 1413هـ من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي في قم بتحقيق علي أكبر ضيائي،<ref> ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص18-19.</ref> واعتمد ضيائي في تصحيح هذا الكتاب على نسختين قديمتين:
نشر كتاب الياقوت عام 1413هـ من قبل [[مكتبة آية الله المرعشي النجفي]] في [[قم المقدسة|قم]] بتحقيق علي أكبر ضيائي،<ref> ضيائي، مقدمة كتاب الياقوت، 1413هـ، ص18-19.</ref> واعتمد ضيائي في تصحيح هذا الكتاب على نسختين قديمتين:


*نسخة تعود لعام 733هـ والتي يحتفظ بها في مكتبة الإمام الرضا في مشهد برقم 1077.
*نسخة تعود لعام 733هـ والتي يحتفظ بها في مكتبة الإمام الرضا في مشهد برقم 1077.
٩٧٥

تعديل