الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هابيل»
لا يوجد ملخص تحرير
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) (←حياته) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٤: | سطر ٢٤: | ||
| أهم الأحداث = قتل هابيل على يد أخيه قابيل | | أهم الأحداث = قتل هابيل على يد أخيه قابيل | ||
}} | }} | ||
'''هابيل''' هو الابن الثاني [[النبي آدم|لآدم]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حواء]] وأخو [[قابيل]]. كان صاحب [[التقوى|تقوى]] و<nowiki/>[[العبادة|عبادة]]. وأصبح [[الوصية|وصي]] وخليفة آدم بأمر من [[الله تعالى]]، فاعترض قابيل على | '''هابيل''' هو الابن الثاني [[النبي آدم|لآدم]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حواء]] وأخو [[قابيل]]. كان صاحب [[التقوى|تقوى]] و<nowiki/>[[العبادة|عبادة]]. وأصبح [[الوصية|وصي]] وخليفة آدم بأمر من [[الله تعالى]]، فاعترض قابيل على ذلك، لاعتقاده أنه يستحق أن يخلف والده، بما أنّه الابن الأكبر. | ||
بعد هذا الاعتراض، تقرر أن يُضحّي كل واحد منهم لله، فمن | بعد هذا الاعتراض، تقرر أن يُضحّي كل واحد منهم لله، فمن قُبلت [[الأضحية|أضحيته]] كانت له علامة على قربه من الله تعالى، وأنَّه مستحق لخلافة أبيه. فقبل الله تعالى أضحية هابيل فأصبح خليفة أبيه. [[الحسد|فحسده]] قابيل على ذلك فقتله. لم يُذكر اسم هابيل في [[القرآن الكريم]]، ولكن ورد فيه تعبير «ابنَي آدم» للدلالة على هابيل وقابيل. وقد تم ذكر قصتهما في [[سورة المائدة]]، وكذلك وردت أيضاً في [[التوراة]]. | ||
==حياته== | ==حياته== | ||
كان هابيل الابن الثاني [[النبي آدم|لآدم]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حواء]] والأخ الأصغر ل[[قابيل]]. بحسب المصادر التاريخية | كان هابيل الابن الثاني [[النبي آدم|لآدم]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حواء]] والأخ الأصغر ل[[قابيل]]. بحسب المصادر التاريخية فإنّ والدة هابيل أنجبت أولاً قابيل وشقيقته اقليما، ثم ولدت هابيل وليوذا.<ref>السمرقندي، تفسير السمرقندي، 1416هـ، ج1، ص383.</ref> كان هابيل صاحب القطيع،<ref>العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.</ref> وكان صاحب [[تقوى]]،<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص204.</ref> ومطيعاً لأوامر [[الله تعالى]].<ref>الطوسي، التبيان، ج3، ص492.</ref> | ||
لقد | لقد ألمح [[القرآن]] بالإشارة إلى تقوى هابيل.<ref>سورة المادة: الآية 27.</ref> الذي أصبح وبأمر من الله تعالى خليفة لآدم، حيث أوحى الله إلى آدم أن يدفع [[الوصية]] و<nowiki/>[[الاسم الأعظم|اسم الله الأعظم]] له.<ref>العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.</ref> وذكرت المصادر التاريخية أن عمر هابيل كان عشرين عاماً.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص44.</ref> | ||
==تقديم القربان لله== | ==تقديم القربان لله== | ||
تم أمر هابيل و<nowiki/>[[قابيل]] بتقديم القربان لله تعالى؛ وذلك من أجل معرفة أيهما [[التقرب|أقرب]] إلى [[الله تعالى|الله]]، | تم أمر هابيل و<nowiki/>[[قابيل]] بتقديم القربان لله تعالى؛ وذلك من أجل معرفة أيهما [[التقرب|أقرب]] إلى [[الله تعالى|الله]]، وكان هابيل صاحب ماشية فقدم أفضل ماشيته بعنوان القربان لله تعالى، وكان قابيل صاحب زرع فقدم أردأ زرعه فتقرب به إلى الله.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج10، ص 204 ـ 207.</ref> وصعد الاثنان إلى قمة جبل ووضعا قربانهما هناك، فنزلت النار وأحرقت قربان هابيل ولم تحرق محصول قابيل، وكان حرق القربان علامة على قبوله من قبل الله تعالى، وعليه فتم قبول قربان هابيل، ورفض قربان قابيل.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص32.</ref> | ||
لقد كان الأمر بتقديم القربان نتيجة اعتراض قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة [[النبي آدم|آدم]]{{اختصار/ع}}.<ref>صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.</ref> حيث كان يعتقد أن هذا الاختيار ليس من قبل الله تعالى، بل كان من قبل ذوق آدم الشخصي واهتمامه بهابيل. وبما أنَّه الأبن الأكبر لآدم فينبغي أن تكون | لقد كان الأمر بتقديم القربان نتيجة اعتراض قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة [[النبي آدم|آدم]]{{اختصار/ع}}.<ref>صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.</ref> حيث كان يعتقد أن هذا الاختيار ليس من قبل الله تعالى، بل كان من قبل ذوق آدم الشخصي واهتمامه بهابيل. وبما أنَّه الأبن الأكبر لآدم فينبغي أن تكون الوصيّة والخلافة من نصيبه. ومن أجل إنهاء هذا الصراع، جاء [[الوحي]] الإلهي بأنّ على كل واحد منهما أن يقدم قرباناً لله تعالى.<ref>صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270.</ref> | ||
وقد تم ذكر قصة تقديم القربان وقتل هابيل على يد | وقد تم ذكر قصة تقديم القربان وقتل هابيل على يد قابيل في [[القرآن]] وكذلك في [[التوراة]].<ref>التوراة، كتاب التكوين، الباب4، الآية 4 ـ 8.</ref> | ||
==الزواج== | ==الزواج== | ||
ذكر البعض أن الأمر بتقديم القربان نتيجة اعتراض و<nowiki/>[[الحسد|حسد]] قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة أبيه بأمر من الله تعالى.<ref>صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.</ref> وذكر البعض الآخر أنه ولد لكل واحد من قابيل وهابيل | ذكر البعض أن الأمر بتقديم القربان جاء نتيجة اعتراض و<nowiki/>[[الحسد|حسد]] قابيل على أن يكون هابيل وصي وخليفة أبيه بأمر من الله تعالى.<ref>صادقي فدكي، ارتداد؛ بازگشت به تاریکی، 1388ش، ص270؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص 312.</ref> وذكر البعض الآخر أنه ولد لكل واحد من قابيل وهابيل أخت توأم له، فأمر آدم{{اختصار/ع}} كل واحد منهما بالزواج من أخت الآخر، وكانت أخت قابيل أجمل من أخت هابيل، فاعترض قابيل على أمر أبيه.<ref>الطوسي، التبيان، ج3، ص493.</ref> فقال آدم قرّبا قرباناً، فأيّكما قُبل قربانه فهي له.<ref>الطوسي، التبيان، ج3، ص493.</ref> | ||
===شبهة الزواج من المحارم=== | ===شبهة الزواج من المحارم=== | ||
وبسبب طرح مسألة زواج هابيل وقابيل من أخت | وبسبب طرح مسألة زواج كلٍّ من هابيل وقابيل من أخت أحدهما الآخر، وعلى الرغم من حرمة زواج [[المحارم]] في جميع الأديان، تم طرح شبهة حول سبب هذا الزواج، وقُدّمت جملة من الأجوبة المختلفة على ذلك. من بين الإجابات التي تم تقديمها هي أن هابيل وقابيل تم أمرهما ب[[الزواج]] من أخت أحدهما الآخر؛ لأنَّه لم تكن هناك زوجة أخرى في بداية خلقهما.<ref>[http://tahoor.com/fa/article/view/112772 «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»]، موقع طهور.</ref> ويؤيد هذا الرأي [[العلامة الطباطبائي]]، ويعتقد وفقاً [[الآيات القرآنية|للآيات القرآنية]]، أنَّه لم يُشارك أحد آدم{{اختصار/ع}} وحواء في تكاثر النسل البشري.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج4، ص144 ـ 145.</ref> وفي رواية عن [[الإمام السجاد]]{{اختصار/ع}}، لم يكن ذلك حلالاً إلا في زواج ابني آدم{{اختصار/ع}} من أخت أحدهما الآخر، وبعد ذلك نهى [[الله تعالى]] عن هكذا زواج.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج4، ص147.</ref> | ||
ورد في موقع دائرة المعارف طهور رداً على هذه الشبهة: وفي مقابل هذا الرأي توجد روايات متعددة لم تقبل هذا الأمر وذكرت أنَّه خلاف الفطرة، فعلى سبيل المثال، ينقل [[زرارة بن أعين|زرارة]] عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}} في رد هذه النظرية: ... قبل خلق آدم{{اختصار/ع}} بألفي عام، أمر الله تعالى أن يُكتب على [[اللوح المحفوظ]]، يُحرم زواج الأخ والأخت بعضهما البعض... بل أنزل الله [[الحور العين|حَوراء]] من [[الجنة]] اسمها بركة، فتزوجها [[شيث]] ابن آدم، وحَوراء من الجنة اسمها منزلة فتزوجها يافث ابن آدم، ومن هنا بدأ تكاثر النسل البشري.<ref>[http://tahoor.com/fa/article/view/112772 «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»]، موقع طهور.</ref> ذكر مؤلف مقال «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم (شبهة كيفية زواج أبناء آدم وانتشار نسل النبي آدم)» في موقع طهور، في جوابه عن التعارض الحاصل بين [[الروايات]]، أن الروايات في المجموعة الثانية تنسجم مع الفطرة، والروايات في المجموعة الأولى بما أنها تتوافق مع رأي [[أهل السنة]]؛ فتُحمل على [[التقية]].<ref>[http://tahoor.com/fa/article/view/112772 «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»]، موقع طهور.</ref> | ورد في موقع دائرة المعارف "طهور" رداً على هذه الشبهة: وفي مقابل هذا الرأي توجد روايات متعددة لم تقبل هذا الأمر وذكرت أنَّه خلاف الفطرة، فعلى سبيل المثال، ينقل [[زرارة بن أعين|زرارة]] عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}} في رد هذه النظرية: ... قبل خلق آدم{{اختصار/ع}} بألفي عام، أمر الله تعالى أن يُكتب على [[اللوح المحفوظ]]، يُحرم زواج الأخ والأخت بعضهما البعض... بل أنزل الله [[الحور العين|حَوراء]] من [[الجنة]] اسمها بركة، فتزوجها [[شيث]] ابن آدم، وحَوراء من الجنة اسمها منزلة فتزوجها يافث ابن آدم، ومن هنا بدأ تكاثر النسل البشري.<ref>[http://tahoor.com/fa/article/view/112772 «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»]، موقع طهور.</ref> ذكر مؤلف مقال «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم (شبهة كيفية زواج أبناء آدم وانتشار نسل النبي آدم)» في موقع طهور، في جوابه عن التعارض الحاصل بين [[الروايات]]، أن الروايات في المجموعة الثانية تنسجم مع الفطرة، والروايات في المجموعة الأولى بما أنها تتوافق مع رأي [[أهل السنة]]؛ فتُحمل على [[التقية]].<ref>[http://tahoor.com/fa/article/view/112772 «شبهه چگونگی ازدواج فرزندان آدم و انتشار نسل حضرت آدم»]، موقع طهور.</ref> | ||
==قتل هابيل== | ==قتل هابيل== | ||
بعدما تم قبول قربان هابيل، [[الحسد|حسد]] قابيل | بعدما تم قبول قربان هابيل، [[الحسد|حسد]] قابيل أخاه الأصغر هابيل فقتله. وبحسب ما جاء في المصادر التاريخية، حينما لم يُقبل قربان قابيل [[القسم|أقسم]] أنَّه سيقتل هابيل، فقال هابيل إنما يتقبل الله من [[التقوى|المتقين]]، وقال لقابيل لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.</ref> وبحسب ما ورد في [[الآيات القرآنية]] حذر هابيل قابيل من أنَّه في حال ارتكابه جريمة قتل أخيه، فسيكون من الظالمين ويكون مستحقاً لدخول [[النار]].<ref>سورة المائدة: الآية 29.</ref> | ||
ذكرت المصادر التاريخية أنَّه عندما ذهب هابيل إلى الجبل من أجل رعي غنمه، وبينما | ذكرت المصادر التاريخية أنَّه عندما ذهب هابيل إلى الجبل من أجل رعي غنمه، وبينما كان في وقت الاستراحة، هاجمه قابيل وقتله بضرب رأسه بحجر.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.</ref> وتركه في العراء، لا يعلم كيف [[الدفن|يدفنه]]، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثا عليه التراب.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص138.</ref> وقد ذكرت [[الآيات]] 29 إلى 31 من [[سورة المائدة]] حادثة قتل هابيل على يد قابيل ودفنه.<ref>سورة المائدة: الآية 29 ـ 31.</ref> | ||
حسب النصوص التاريخية، فإنَّ أول دم | حسب النصوص التاريخية، فإنَّ أول دم تمّت إراقته ظلماً على الأرض هو دم هابيل.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج6، ص 1652.</ref> وذكرت بعض المصادر أن قصة مقتل هابيل حدثت عند عقبة حرى بالقرب من [[مكة]]، حيث كان يعيش [[النبي آدم|آدم]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[حواء]].<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص143.</ref> وبعد مقتل هابيل فر قابيل مع أخته إلى عدن جنوب [[اليمن]].<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج1، ص143.</ref> وكان عمر آدم عندما قُتل هابيل 115 سنة،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص47.</ref> وفي بعض المصادر 130 سنة.<ref>مجمل التواريخ والقصص، انتشارات كلاله خاور، ص182.</ref> | ||
==مكان الدفن== | ==مكان الدفن== | ||
[[ملف:قبر هابیل در سوریه.jpg|250px|تصغير|چپ|قبر هابيل بالقرب من [[دمشق]] في [[سورية]]]] | [[ملف:قبر هابیل در سوریه.jpg|250px|تصغير|چپ|قبر هابيل بالقرب من [[دمشق]] في [[سورية]]]] | ||
ذكرت بعض المصادر أن مكان مقتل هابيل على جبل قاسيون أحد الجبال المطلة على مدينة [[دمشق]]،<ref>القزويني، آثار البلاد، ص245.</ref> وبحسب بعض المؤرخين يوجد حجر في جبل قاسيون عليه آثار دم هابيل. وعلى هذا | ذكرت بعض المصادر أن مكان مقتل هابيل كان على جبل قاسيون أحد الجبال المطلة على مدينة [[دمشق]]،<ref>القزويني، آثار البلاد، ص245.</ref> وبحسب بعض المؤرخين يوجد حجر في جبل قاسيون عليه آثار دم هابيل. وعلى هذا الأساس يُعرف الكهف الموجود بالقرب من هذا الحجر باسم كهف الدم.<ref>القزويني، آثار البلاد، ص246؛ الهروي، الإشارة إلى معرفة الزيارات، ص20.</ref> وفي الفترة الحالية وعلى بعد 40 كيلو متراً من مدينة دمشق وبالقرب من الحدود [[لبنان|اللبنانية]]، يوجد قبر منسوب إلى هابيل، لا يبعد كثيراً عن جبل قاسيون.<ref>[http://www.ghadeer.org/Book/1376/217614 قائدان، «اماکن سیاحتی و زیارتی دمشق».]</ref> | ||
==خليفة آدم بعد قتل هابيل== | ==خليفة آدم بعد قتل هابيل== |