مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمر بن سعد»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
==النسب و الولادة== | ==النسب و الولادة== | ||
[[ملف:عمر بن سعد.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية لعمر بن سعد من مسلسل المختار الثقفي ]] | [[ملف:عمر بن سعد.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية لعمر بن سعد من مسلسل المختار الثقفي ]] | ||
عمر بن سعد (مالك) بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة الزهري المدني قتل سنة (65 أو 66 أو 67 هـ /684 أو 686 م)، أمير جيش [[عبيد الله بن زياد]] في [[كربلاء]]. لا تتوفر معلومات دقيقة عن تاريخ ولادته، و ذكر بعضهم أنه ولد في زمن [[رسول الله ]] {{صل}} ، و قيل في عام قتل [[عمر بن الخطاب]] (23 هـ/ 644 م)<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج7، ص451.</ref>، و لا شك في أن القول الأول حول ولادته هو الصحيح، فقد روى الطبري<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص53.</ref> أنه كان مع أبيه في فتح [[العراق]] عام 17 هـ /638 م، وكان آنذاك يافعاً، وقد أمره والده بفتح [[رأس العين]]. | |||
==ما قبل واقعة كربلاء== | ==ما قبل واقعة كربلاء== | ||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
===الشهادة ضد حجر بن عدي=== | ===الشهادة ضد حجر بن عدي=== | ||
و في 51 هـ/ 671 م دعاه [[زياد بن أبيه|زياد]] للشهادة ضد [[حجر بن عدي]] فكان | و في 51 هـ/ 671 م دعاه [[زياد بن أبيه|زياد]] للشهادة ضد [[حجر بن عدي]] فكان ابن سعد ممن شهدوا بأن [[حجر بن عدي|حجراً]] أثار الفتنة و أنه كافر. و قد اتخذ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] من هذه الشهادة ذريعة فقتل [[حجر بن عدي|حجرا]] و أنصاره في [[مرج عذراء]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص269-272-276.</ref>. | ||
===الخيانة في حق مسلم بن عقيل=== | ===الخيانة في حق مسلم بن عقيل=== | ||
وحينما قدم [[مسلم بن عقيل]] إلى [[الكوفة]] في 60 هـ/ 680 م لأخذ [[البيعة]] [[الإمام الحسين|للإمام الحسين]] {{ع}} كتب | وحينما قدم [[مسلم بن عقيل]] إلى [[الكوفة]] في 60 هـ/ 680 م لأخذ [[البيعة]] [[الإمام الحسين|للإمام الحسين]] {{ع}} كتب ابن سعد مع عدد من أشراف [[الكوفة]] رسائل إلى [[يزيد بن معاوية|يزيد]] قائلين: إن كان لك حاجة في [[الكوفة]] فابعث إليها رجلاً ينفذ فيها أمرك فإن [[النعمان بن بشير]] ضعيف <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص356.</ref>، وبعد أن قبض [[عبيد الله بن زياد]] على [[مسلم بن عقيل]] وأسر [[مسلم بن عقيل|مسلم]] بوصيته لعمر بن سعد في مجلس [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]]، أخبر إبن سعد [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]] بها وخان [[مسلم بن عقيل|مسلماً]]<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص241.</ref>. | ||
==في كربلاء== | ==في كربلاء== | ||
وتعود أكثر شهرة | وتعود أكثر شهرة ابن سعد في تاريخ الإسلام إلى مشاركته في [[واقعة كربلاء]] الدموية التي استشهد فيها [[الإمام الحسين]] {{ع}} وأصحابه. وقد جعلت هذه الحادثة ابن سعد واحداً من الوجوه الكريهة في التاريخ. | ||
فبعد أن قدم [[عبيد الله بن زياد]] إلى [[الكوفة]]، وولي | فبعد أن قدم [[عبيد الله بن زياد]] إلى [[الكوفة]]، وولي ابن سعد حكم [[الري]] و[[دستبي]] (معرب دشتبي، وهو سهل واسع بين [[الري]] و[[همدان]] ألحق فيما بعد [[قزوين|بقزوين]]،<ref>ابن الفقيه، مختصر البلدان، ص284-283.</ref> وأمره بالقضاء على فتنة [[الديالمة]]<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص153.</ref> فعسكر ابن سعد مع أربعة آلاف مقاتل خارج [[الكوفة]] دعاه [[عبيد الله بن زياد]] ابن سعد لمواجهة [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} في [[كربلاء]]، وقد امتنع في البدء فهدده [[عبيد الله بن زياد|ابن زياد]] بأن يذهب للتصدي [[الحسين بن علي بن أبي طالب|للحسين]] {{ع}} أو يعيد العهد بحكم [[الري]]. | ||
وقد نسب له هذه الأبيات: | وقد نسب له هذه الأبيات: | ||
سطر ٦٦: | سطر ٦٦: | ||
{{بيت|وفي قتله النّار التي ليس دونها|حجابٌ، ومُلك الريّ قرّة عينيِ}} | {{بيت|وفي قتله النّار التي ليس دونها|حجابٌ، ومُلك الريّ قرّة عينيِ}} | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
فقبل | فقبل إبن سعد المهمة الجديدة وسار مع الجيش الذي يقوده<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص176-177.</ref> نحو [[كربلاء]]، و دخلها في يوم الجمعة الثاني أو الثالث من [[محرم الحرام]] 61 هـ. | ||
===بعث رسول إلى الإمام الحسين {{ع}} === | ===بعث رسول إلى الإمام الحسين {{ع}} === | ||
وبعث [[قرة بن قيس الحنظلي]] إلى [[الإمام الحسين]] {{ع}} ليسأله عن سبب مجيئه إلى [[العراق]]، فأجاب الإمام {{ع}} "كتب إليّ أهل [[الكوفة]] في القدوم إليهم، فأما إذ كرهوني فإني أنصرف عنهم". فكتب | وبعث [[قرة بن قيس الحنظلي]] إلى [[الإمام الحسين]] {{ع}} ليسأله عن سبب مجيئه إلى [[العراق]]، فأجاب الإمام {{ع}} "كتب إليّ أهل [[الكوفة]] في القدوم إليهم، فأما إذ كرهوني فإني أنصرف عنهم". فكتب عمر بن سعد إلى [[عبيد الله بن زياد|ابن زياد]] يبلغه جواب الإمام {{ع}} ، غير أن من حول [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]] ممن يرغبون في قتال الإمام {{ع}} كـ[[شمر بن ذي الجوشن]] وغيره منعوه من التساهل معه، فكتب إلى ابن سعد -وكان ابن سعد يميل إلى إنهاء الأمر بالصلح- إما أن تقاتل [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} أو تسلم قيادة جيش [[الكوفة]] لـــ[[شمر بن ذي الجوشن|لشمر بن ذي الجوشن]]<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص177-178-411-415. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص409-417. المفيد، الإرشاد، ص434-439.</ref>، غير أن ابن سعد أجاب [[شمر بن ذي الجوشن|شمراً]] بأنه سيبقى قائداً للجيش، ورمى بأول سهم على [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} وأنصاره معرباً عن عزمه الراسخ على قتالهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ص239.</ref> | ||
===الأمر بسحق جسم الإمام الحسين {{ع}} وأصحابه === | ===الأمر بسحق جسم الإمام الحسين {{ع}} وأصحابه === | ||
بعد أن استشهد [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الإمام الحسين]] {{ع}} وأصحابه أمر عمر بأن تُسحق الأجساد بالخيل.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص204.</ref> وفي 12 من [[محرم الحرام]] وبعد دفن قتلاه سار بجيشه إلى [[الكوفة]] ومعه أسراه من عائلة [[الإمام الحسين]] {{ع}}.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص206-207.</ref> ولما قدم إلى [[عبيد الله بن زياد]] في [[الكوفة]] طلب منه الكتاب الذي كتب له في قتل [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} ، فقال إنه ضاع.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص467.</ref> وحينما خسر | بعد أن استشهد [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الإمام الحسين]] {{ع}} وأصحابه أمر عمر بأن تُسحق الأجساد بالخيل.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص204.</ref> وفي 12 من [[محرم الحرام]] وبعد دفن قتلاه سار بجيشه إلى [[الكوفة]] ومعه أسراه من عائلة [[الإمام الحسين]] {{ع}}.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص206-207.</ref> ولما قدم إلى [[عبيد الله بن زياد]] في [[الكوفة]] طلب منه الكتاب الذي كتب له في قتل [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} ، فقال إنه ضاع.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص467.</ref> وحينما خسر ابن سعد كل شيء قال: "ما رجع أحد إلى أهله بشر مما رجعت به، أطعت الفاجر الظالم [[عبيد الله بن زياد|ابن زياد]] وعصيت الحكم العدل وقطعت القرابة الشريفة".<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص211.</ref> | ||
==مقتله== | ==مقتله== | ||
وكان | وكان عمر بن سعد حينما قام [[سليمان بن صرد الخزاعي|سليمان بن صرد الخزاعي الكوفي]] مطالباً بدم [[الإمام الحسين]] {{ع}} في 65 هـ/ 684 م لا يبيت إلا في [[قصر الإمارة]] مخافة أن يأتيه القوم في داره.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص587.</ref> ولما تجرد [[المختار الثقفي]] لطلب قتلة [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} في 66 هـ واستولى على [[الكوفة]] هرب منه عمر بن سعد مع [[محمد بن الأشعث]] وكان يتولى الحرب في [[كربلاء]] أيضاً،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص298.</ref> ولكنهما عادا إلى [[الكوفة]] بعد خروج أهلها على [[المختار الثقفي|المختار]] وتوليا أمور [[الكوفة|الكوفيين]] مع بقية الرؤساء المعارضين [[المختار الثقفي|للمختار]]، ثم ما لبثا أن هربا إلى [[البصرة]] بعد هزيمة [[الكوفة|الكوفيين]] للجوء إلى [[مصعب بن الزبير]]، فبعث [[المختار الثقفي|المختار]] [[أبا القلوص الشبامي]] في طلبهما فوقع عمر بن سعد في يده و أتى به [[المختار الثقفي|المختار]] فضرب عنقه مع ابنه [[حفص بن عمر بن سعد|حفص]] الذي كان في مجلسه. وأرسل برأسيهما إلى [[المدينة]] لـ[[محمد بن الحنفية]] بعد إحراق جسديهما.<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص300-301. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص259.</ref> | ||
و في رواية أخرى أن [[عبدالله بن جعدة]] شفع | و في رواية أخرى أن [[عبدالله بن جعدة]] شفع لابن سعد فمنحه [[المختار الثقفي|المختار]] الأمان<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين، ج2، ص222.</ref> وذلك لأن أخت [[المختار الثقفي|المختار]] أو ابنته كانت زوجة عم ابن سعد.<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين، ج2، ص222.</ref> ولكن [[محمد بن الحنفية]] اعترض على [[المختار الثقفي|المختار]] فأمر هذا أحد قواده بالقبض على إبن سعد في داره وضرب عنقه، ولما أدخل رأس عمر على [[المختار الثقفي|المختار]]، ضُرب عنق ابنه [[حفص بن عمر بن سعد|حفص]] أيضاً وكان في مجلسه.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج4، ص404-405.</ref> | ||
==اختلاف علماء السنة في كونه ثقة== | ==اختلاف علماء السنة في كونه ثقة== | ||
روى | روى ابن سعد عن أبيه<ref>العجلي، تاريخ الثقات، ص357.</ref> وعن [[أبو سعيد الخدري|أبي سعيد الخدري]].<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج7، ص450.</ref>وروى عنه عدد، منهم إبنه [[إبراهيم بن عمر بن سعد|إبراهيم]] وحفيده [[أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد|أبو بكر بن حفص]] و[[أبو الخطاب البصري]] و[[قتادة بن دعامة السدوسي]] و[[محمد بن مسلم بن شهاب الزهري]] و[[أبو إسحاق السبيعي الهمداني]] و[[عمرو بن عبدالله]].<ref>الرازي، الجرح والتعديل، ج3، ص111. ابن حجر، تقريب التهذیب، ج7، ص450.</ref> عدّه العجلي من الثقات، غير أن ابن أبي حاتم الرازي<ref>الرازي، الجرح والتعديل، ج3، ص111-112.</ref> روى أن [[يحيى بن معين]] قال: كيف يكون قاتل [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{ع}} ثقة؟ ورغم أن [[ابن حجر]] يذكر<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج2، ص56.</ref> أنه كان صدوقاً، غير أنه يورد<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج7، ص451.</ref> أن الرواة اعترضوا على بعض المحدّثين الذين رووا عن عمر بن سعد. | ||
==مواضيع ذات صلة== | ==مواضيع ذات صلة== |