مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التوحيد (كتاب)»
ط
←المحتوى
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Foad ط (←المحتوى) |
||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
عنوان الباب الأول من أبواب الكتاب هو «باب ثواب الموحدين والعارفين»، ومطلعه حديث عن [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}: «ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل [[لا إله إلا الله]].»<ref>الصدوق، التوحيد، 1398ق، ج 1، ص 18.</ref> | عنوان الباب الأول من أبواب الكتاب هو «باب ثواب الموحدين والعارفين»، ومطلعه حديث عن [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}: «ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل [[لا إله إلا الله]].»<ref>الصدوق، التوحيد، 1398ق، ج 1، ص 18.</ref> | ||
وعنوان الباب الأخير هو «باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل» ويتضمن 35 حديثاً. <ref>الصدوق، التوحيد، 1398ق، ج 1، ص 454.</ref> | وعنوان الباب الأخير هو «باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل» ويتضمن 35 حديثاً. <ref>الصدوق، التوحيد، 1398ق، ج 1، ص 454.</ref> | ||
والحديث الأخير من الباب هو عن {{اختصار/ع}} | والحديث الأخير من الباب هو عن الإمام الصادق{{اختصار/ع}}: لا يُخاصم إلّا مَن قد ضاق بما في صدره. <ref>الصدوق، التوحيد، 1398ق، ج1، ص461.</ref> | ||
:'''مخالفة بعض آراء المعتزلة وموافقة بعضها''' | :'''مخالفة بعض آراء المعتزلة وموافقة بعضها''' | ||
وافق [[الصدوق]] في كتاب التوحيد [[المعتزلة]] في بعض معتقداتهم، مثل عينية الصفات مع الذات، ونفي الزيادة على الذات،<ref>ص 131، 140، 148، 223.</ref> ونفي [[التشبيه]]<ref>ص 3182: «باب التوحيد ونفي التشبيه».</ref> و[[خلق القرآن|حدوث كلام الله والقرآن]]،<ref>ص 225226.</ref>، إلّا أنه خلفهم في بعض معتقداتهم، مثل نفي معنى [[التفويض]]،<ref>ص 337، 362،364.</ref> وعدم قدرة العقل في معرفة الكثير من الحِكَم وفي معرفة [[الحسن والقبح|الحسن الذاتي للأفعال]]،<ref>ص 395،397.</ref> وأنّه لا يجب على الله أن يعمل بوعيده،<ref>ص 406.</ref> وأنّه يجوز له غفران الكبائر.<ref>ص 395،397.</ref> | وافق [[الصدوق]] في كتاب التوحيد [[المعتزلة]] في بعض معتقداتهم، مثل عينية الصفات مع الذات، ونفي الزيادة على الذات،<ref>ص 131، 140، 148، 223.</ref> ونفي [[التشبيه]]<ref>ص 3182: «باب التوحيد ونفي التشبيه».</ref> و[[خلق القرآن|حدوث كلام الله والقرآن]]،<ref>ص 225226.</ref>، إلّا أنه خلفهم في بعض معتقداتهم، مثل نفي معنى [[التفويض]]،<ref>ص 337، 362،364.</ref> وعدم قدرة [[العقل]] في معرفة الكثير من الحِكَم وفي معرفة [[الحسن والقبح|الحسن الذاتي للأفعال]]،<ref>ص 395،397.</ref> وأنّه لا يجب على الله أن يعمل بوعيده،<ref>ص 406.</ref> وأنّه يجوز له غفران الكبائر.<ref>ص 395،397.</ref> | ||
وقد أكّد الصدوق في كتابه على محدودية الإنسان في التفكر في ذات الله وأسمائه، وأنّه يمكن له التفكر في عظمة الله وما دون العرش فقط،<ref>ص 454ـ 455.</ref> وعارض المعتزلة في اعتمادهم الأقصى على العقل، لأنّ العقل بوحده لا يكفي لمعرفة الله.<ref>ص 285 ـ291.</ref> | وقد أكّد الصدوق في كتابه على محدودية الإنسان في التفكر في ذات [[الله]] وأسمائه، وأنّه يمكن له التفكر في عظمة الله وما دون العرش فقط،<ref>ص 454ـ 455.</ref> وعارض المعتزلة في اعتمادهم الأقصى على العقل، لأنّ العقل بوحده لا يكفي لمعرفة الله.<ref>ص 285 ـ291.</ref> | ||
:'''مخالفته للكلام والمتكلمين''' | :'''مخالفته للكلام والمتكلمين''' | ||
تصدى الصدوق في كتابه لنقد [[الكلام]] والمتكلمين، لكن بشكل عام يمكن القول بأنّ مخالفته للكلام، واعتبار المتكلمين في عداد أصحاب البدع | تصدى الصدوق في كتابه لنقد [[الكلام]] والمتكلمين، لكن بشكل عام يمكن القول بأنّ مخالفته للكلام، واعتبار المتكلمين في عداد أصحاب [[البدعة|البدع]] و<nowiki/>[[المشركين]]<ref>ص 419، 440.</ref> يعود إلى تخطئة [[المعتزلة]] و<nowiki/>[[الجهمية]]، حيث أنّه منذ عصر [[الإمام الباقر]]{{اختصار/ع}} حتى عصر [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} لم تظهر مدرسه كلامية غيرهما. وبالرغم من ذلك اعتمد المؤلف عند التطرق للمباحث العقلية وتبيين محتوى الأحاديث،<ref>مانند ص 84، 134، 137، 225227، 269، 298299.</ref> على المنهج الكلامي واستفاد من أسلوب المتكلمين ومصطلحاتهم. | ||
ويعتبر كتاب التوحيد مصدرا قيّما للتعرف على الاختلافات العقدية في المجتمع الشيعي في القرون الإسلامية الأولى، مثل نظرية التشبيه المنسوبة ل[[هشام بن سالم الجواليقي]]،<ref>ص 97-99.</ref> و<nowiki/>[[علي بن إسماعيل الميثمي|الميثمي]] و<nowiki/>[[مؤمن الطاق]]،<ref>ص 113ـ 115.</ref> والنظريات التجسيمية لبعض الأصحاب،<ref>ص 100-101.</ref> والقول بزيادة الصفات على الذات الإلهية،<ref>ص 144.</ref> واختلاف أصحاب [[الإمام الباقر]]{{اختصار/ع}} حول علم الله قبل الخلق،<ref>ص 145.</ref> ومسألة [[خلق القرآن|خلق القرآن أو حدوثه]]،<ref>ص 226.</ref> والاختلاف في مسألة [[الجبر والتفويض]].<ref>ص 363.</ref> | ويعتبر كتاب التوحيد مصدرا قيّما للتعرف على الاختلافات العقدية في المجتمع الشيعي في القرون الإسلامية الأولى، مثل نظرية التشبيه المنسوبة ل[[هشام بن سالم الجواليقي]]،<ref>ص 97-99.</ref> و<nowiki/>[[علي بن إسماعيل الميثمي|الميثمي]] و<nowiki/>[[مؤمن الطاق]]،<ref>ص 113ـ 115.</ref> والنظريات التجسيمية لبعض الأصحاب،<ref>ص 100-101.</ref> والقول بزيادة الصفات على الذات الإلهية،<ref>ص 144.</ref> واختلاف أصحاب [[الإمام الباقر]]{{اختصار/ع}} حول علم الله قبل الخلق،<ref>ص 145.</ref> ومسألة [[خلق القرآن|خلق القرآن أو حدوثه]]،<ref>ص 226.</ref> والاختلاف في مسألة [[الجبر والتفويض]].<ref>ص 363.</ref> | ||
=== منهج الصدوق في الكتاب === | ===منهج الصدوق في الكتاب=== | ||
اتخذ الصدوق في تأليف كتاب التوحيد منهجاً خاصا، فهو نقل روايات عن بعض [[الصحابة]]، مثل [[عبد الله بن عمر]]،<ref>ص 340.</ref> و<nowiki/>[[أبو هريرة|أبي هريرة]]<ref>ص 26، 219، 400.</ref> و[[عثمان بن عفان]]<ref>ص 29.</ref> ودقّق الصدوق كثيرا في اختيار الروايات، بحيث لا يوجد أدنى تعارض أو تكرار في هذا الكتاب، وفي موارد قليلة حيث يبدو أنّ هناك عدم موائمة بين الروايات يذكر الصدوق توضيحا لدفع التعارض الظاهري.<ref>مانند ص345-347.</ref> | اتخذ الصدوق في تأليف كتاب التوحيد منهجاً خاصا، فهو نقل روايات عن بعض [[الصحابة]]، مثل [[عبد الله بن عمر]]،<ref>ص 340.</ref> و<nowiki/>[[أبو هريرة|أبي هريرة]]<ref>ص 26، 219، 400.</ref> و[[عثمان بن عفان]]<ref>ص 29.</ref> ودقّق الصدوق كثيرا في اختيار الروايات، بحيث لا يوجد أدنى تعارض أو تكرار في هذا الكتاب، وفي موارد قليلة حيث يبدو أنّ هناك عدم موائمة بين الروايات يذكر الصدوق توضيحا لدفع التعارض الظاهري.<ref>مانند ص345-347.</ref> | ||