مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «استشهاد الإمام علي عليه السلام»
←أحداث الليلة التي استشهد فيها أمير المؤمنين عليه السلام
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ٨٠: | سطر ٨٠: | ||
ولقي عبد الرحمن بن ملجم [[شبيب بن بجرة الأشجعي]] فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه، فأجابه إلى ذلك. وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل علياً في صبيحتها، يناجي [[الأشعث بن قيس الكندي]] في مسجده، حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم، فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة، فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي. | ولقي عبد الرحمن بن ملجم [[شبيب بن بجرة الأشجعي]] فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه، فأجابه إلى ذلك. وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل علياً في صبيحتها، يناجي [[الأشعث بن قيس الكندي]] في مسجده، حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم، فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة، فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي. | ||
==أحداث الليلة التي استشهد فيها أمير المؤمنين عليه السلام== | ==أحداث الليلة التي استشهد فيها أمير المؤمنين {{عليه السلام}}== | ||
وروي أّنه لما دخل شهر [[رمضان]] كان أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند عبد الله بن العباس فكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له في ليلة من الليالي ما لك لا تأكل؟ فقال: يأتيني أمر ربي وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب.<ref>روضة الواعظين | وروي أّنه لما دخل شهر [[رمضان]] كان أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند عبد الله بن العباس فكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له في ليلة من الليالي ما لك لا تأكل؟ فقال: يأتيني أمر ربي وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب.<ref>النيسابوري، روضة الواعظين: ص135 ـ 136.</ref> | ||
وعن [[الشريف الرضي]] رحمه الله قال: | وعن [[الشريف الرضي]] رحمه الله قال: "وبإسناد مرفوع إلى الحسن بن أبي الحسن البصري" قال: سهر علي {{عليه السلام}} في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: إني مقتول لو قد أصبحت فجاء مؤذنه بالصلاة فمشى قليلاً فقالت ابنته [[زينب الكبرى|زينب]] يا أمير المؤمنين مر جعدة يصلي بالناس فقال: '''لا مفر من الأجل'''، ثم خرج. | ||
وفي حديث آخر قال: جعل عليه السلام يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في السماء، ويقول: '''والله ما كَذبت ولا كُذّبت، وإنها الليلة التي وعدت'''، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول:<ref>الشريف الرضي، خصائص | وفي حديث آخر قال: جعل {{عليه السلام}} يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في السماء، ويقول: '''والله ما كَذبت ولا كُذّبت، وإنها الليلة التي وعدت'''، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول:<ref>الشريف الرضي، خصائص الأئمة: ص63.</ref> | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
سطر ٩٤: | سطر ٩٤: | ||
وروي أنّ الإمام [[أمير المؤمنين]] لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضرب فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال: دعوهن فإنّهن صوايح تتبعها نوايح، ثم خرج فأصيب.<ref>روضة الواعظين | وروي أنّ الإمام [[أمير المؤمنين]] لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضرب فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال: دعوهن فإنّهن صوايح تتبعها نوايح، ثم خرج فأصيب.<ref>النيسابوري، روضة الواعظين: ص135 ـ 136.</ref>صلوات الله وسلامه عليه. | ||
قال [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي]] عليه السلام: وأتيته | قال [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي]] {{عليه السلام}}: وأتيته سحيراً فجلست إليه فقال: إني بت الليلة أوقظ أهلي فملكتني عيناي وأنا جالس فسنح لي رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود واللد؟ فقال لي: ادع الله عليهم. فقلت: اللهم أبدلني بهم خيراً لي منهم، وأبدلهم بي شراً لهم مني. | ||
=== فزت و رب الكعبة!=== | === فزت و رب الكعبة!=== | ||
سطر ١٠٢: | سطر ١٠٢: | ||
وخرج الإمام صلوات الله وسلامه عليه وصلى بالناس فبينما هو ساجد ضربه اللعين [[ابن ملجم]] على رأسه بالسيف فصاح الإمام صلوات الله وسلامه عليه: '''فزت ورب الكعبة''' | وخرج الإمام صلوات الله وسلامه عليه وصلى بالناس فبينما هو ساجد ضربه اللعين [[ابن ملجم]] على رأسه بالسيف فصاح الإمام صلوات الله وسلامه عليه: '''فزت ورب الكعبة''' | ||
فقال بعض من حضر ذلك:<ref> | فقال بعض من حضر ذلك:<ref>ابن سعد، الطبقات: ج3، ص35.</ref> فرأيت بريق السيف وسمعت قائلاً يقول لله الحكم يا علي لا لك، ثم رأيت سيفاً ثانياً فضربا جميعاً، فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق، وسمعت علياً يقول: لا يفوتنكم الرجل. وشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا أولى بدمه عفواً أو قصاصاً، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين! | ||
وأما [[شبيب بن بجرة]]، فإنّه خرج هارباً فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره، وأخذ السيف من يده ليقتله، فرأى الناس يقصدون نحوه، فخشي أن يعجلوا عليه فوثب عن صدره وخلاه، وطرح السيف عن يده ففاته، فخرج هارباً حتى دخل منزله، فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين! فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله.<ref>مناقب آل أبي طالب: | وأما [[شبيب بن بجرة]]، فإنّه خرج هارباً فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره، وأخذ السيف من يده ليقتله، فرأى الناس يقصدون نحوه، فخشي أن يعجلوا عليه فوثب عن صدره وخلاه، وطرح السيف عن يده ففاته، فخرج هارباً حتى دخل منزله، فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين! فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص95.</ref> | ||
===حمل الإمام عليه السلام إلى داره بعد ضربه === | ===حمل الإمام {{عليه السلام}} إلى داره بعد ضربه === | ||
لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام احتمل فأدخل داره فقعدت لبابة عند رأسه وجلست [[أم كلثوم]] عند رجليه ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير | لما ضرب أمير المؤمنين {{عليه السلام}} احتمل فأدخل داره فقعدت لبابة عند رأسه وجلست [[أم كلثوم]] عند رجليه ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير مستقراً وأحسن مقيلاً. | ||
وأخذ ابن ملجم فأدخل على علي، فقال أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي، عفو أو قصاص، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين. | وأخذ ابن ملجم فأدخل على علي، فقال أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي، عفو أو قصاص، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين. | ||
وقال ابن الاثير: أًدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين | وقال ابن الاثير: أًدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين {{عليه السلام}}، وهو مكتوف فقال: أي عدو الله ألم أحسن إليك، قال: بلى قال {{عليه السلام}}. فما حَملَك على هذا؟! قال ابن ملجم: شحذته أربعين صباحاَ "يقصد بذلك سيفه"، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، قال علي {{عليه السلام}}: لا أراك إلا مقتولاً به، ولا أراك إلا من شر خلق الله، ثم قال {{عليه السلام}}: النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني [[عبد المطلب]] لا ألفينكم تخوضون دماء [[المسلم|المسلمين]]، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يُقتلن إلا قاتلي، انظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثـلن بالرجل، فإنّي سـمعت رسول الله {{صل}} إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور. | ||
وفي كتاب الخرائج قال عمرو بن الحمق: دخلت على علي | وفي كتاب الخرائج قال عمرو بن الحمق: دخلت على علي {{عليه السلام}}، حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس إنّما هو خدش، قال: لعمري إنّي لمفارقكم، ثم أغمي عليه، فبكت أم كلثوم، فلما أفاق قال {{عليه السلام}}: لا تؤذيني يا أم كلثوم، فإنّك لو ترين ما أرى، إنّ الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه. | ||
لقد بقي الإمام علي | لقد بقي الإمام علي {{عليه السلام}} يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها ب[[الإمامة]] إلى ابنه [[الإمام الحسن المجتبى]] {{عليه السلام}}، وطوال تلك الأيام الثلاثة كان {{عليه السلام}} يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود [[الله]] عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية. | ||
== اشتراك آل أمية في قتل الإمام عليه السلام == | == اشتراك آل أمية في قتل الإمام عليه السلام == |