انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «استشهاد الإمام علي عليه السلام»

imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ١١٩: سطر ١١٩:
لقد بقي الإمام علي {{عليه السلام}} يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها ب[[الإمامة]] إلى ابنه [[الإمام الحسن المجتبى]] {{عليه السلام}}، وطوال تلك الأيام الثلاثة كان {{عليه السلام}} يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود [[الله]] عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية.
لقد بقي الإمام علي {{عليه السلام}} يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها ب[[الإمامة]] إلى ابنه [[الإمام الحسن المجتبى]] {{عليه السلام}}، وطوال تلك الأيام الثلاثة كان {{عليه السلام}} يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود [[الله]] عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية.


== اشتراك آل أمية في قتل الإمام عليه السلام ==
==اشتراك آل أمية في قتل الإمام {{عليه السلام}}==
لم تكن مؤامرة قتل الإمام صلوات الله وسلامه عليه مقتصرة على الخوارج فحسب بل أن [[بني أمية]] كان لهم الأثر الفاعل في التخطيط والتمويل والتأسيس لهذه الحادثة الرزية التي أصيب بها الإسلام واستفاد منها أهل النفاق والكفر، وعلى هذه المشاركة الأموية في قتل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه توجد شواهد عديدة منها:
لم تكن مؤامرة قتل الإمام صلوات الله وسلامه عليه مقتصرة على الخوارج فحسب بل أن [[بني أمية]] كان لهم الأثر الفاعل في التخطيط والتمويل والتأسيس لهذه الحادثة الرزية التي أصيب بها الإسلام واستفاد منها أهل النفاق والكفر، وعلى هذه المشاركة الأموية في قتل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه توجد شواهد عديدة منها:


'''أولا''': اتفقت الروايات على أنّ ابن ملجم من بني مراد، وكان عداده في كندة ، أي تسجيل نفوسه ومسؤوليته الحقوقية والجنائية في كندة ورئيسها الأشعث بن قيس!
'''أولاً''': اتفقت الروايات على أنّ ابن ملجم من بني مراد، وكان عداده في كندة، أي تسجيل نفوسه ومسؤوليته الحقوقية والجنائية في كندة ورئيسها الأشعث بن قيس!


وأنّ ابن ملجم دخل الكوفة قبل شهر من اغتياله لأمير المؤمنين عليه السلام ونزل ضيفاً عند الأشعث! واتفقت الروايات على أنّ الأشعث كان رجل [[معاوية]] الأول في العراق، وأنّه عمل بكل قدرته لإنجاح مؤامرة ابن ملجم في قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأشرك عدداً من رجاله فيها! فهل يعقل أن لا يكون معاوية وراءها أو في مجراها ؟! قال أبي الفرج الأصفهاني : وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها...). انتهى <ref>أبي الفرج الأصفهاني , مقاتل الطالبيين ص20</ref>.
وأنّ ابن ملجم دخل الكوفة قبل شهر من اغتياله لأمير المؤمنين {{عليه السلام}} ونزل ضيفاً عند الأشعث! واتفقت الروايات على أنّ الأشعث كان رجل [[معاوية]] الأول في [[العراق]]، وأنّه عمل بكل قدرته لإنجاح مؤامرة ابن ملجم في قتل أمير المؤمنين {{عليه السلام}} وأشرك عدداً من رجاله فيها! فهل يعقل أن لا يكون معاوية وراءها أو في مجراها ؟! قال أبي الفرج الأصفهاني : "وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها...". انتهى <ref>الأصفهاني, مقاتل الطالبيين: ص20.</ref>.


وقال البلاذري:<ref>أنساب الأشراف ص496</ref> وبعث الأشعث ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي فقال: أيْ بنيَّ انظر كيف أصبح الرجل وكيف تره؟ فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه ، فقال الأشعث: عينيْ دميغ ورب الكعبة. انتهى.<ref>ومثله في طبقات ابن سعد:3/144</ref>
وقال البلاذري:<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ص496.</ref> وبعث الأشعث ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي فقال: أيْ بنيَّ انظر كيف أصبح الرجل وكيف تره؟ فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه، فقال الأشعث: عينيْ دميغ ورب الكعبة. انتهى.<ref>ومثله في الطبقات لابن سعد: ج3، ص144.</ref>


ولم يهنأ الأشعث بقتل أمير المؤمنين عليه السلام، فقد هلك بعده بأيّام يسيرة<ref>تهذيب التهذيب:1/313</ref><ref>تاريخ دمشق:9/144</ref> تاركاً فرخيه جعدة ومحمد بن الأشعث، ليواصلا تآمر أبيهما على [[أهل البيت|العترة النبوية]]، ويشتركا في قتل الإمامين [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] عليهما السلام.
ولم يهنأ الأشعث بقتل أمير المؤمنين {{عليه السلام}}، فقد هلك بعده بأيّام يسيرة<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب: ج1، ص313.</ref><ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق: ج9، ص144.</ref> تاركاً فرخيه جعدة ومحمد بن الأشعث، ليواصلا تآمر أبيهما على [[أهل البيت|العترة النبوية]]، ويشتركا في قتل الإمامين [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] {{عليهما السلام}}.


'''ثانيا''':إن [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الأسود الدؤلي]] صاحب [[أمير المؤمنين]] ألقى تبعة مقتل الإمام على [[بني أمية]]، وذلك في مقطوعته التي رثى بها الإمام والتي جاء فيها:
'''ثانياً''':إن [[أبو الأسود الدؤلي|أبا الأسود الدؤلي]] صاحب [[أمير المؤمنين]] ألقى تبعة مقتل الإمام علي [[بني أمية]]، وذلك في مقطوعته التي رثى بها الإمام والتي جاء فيها:
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|ألا أبلغ معاويـة بـن حـرب| فلا قرت عيون الشامتـينا}}
{{بيت|ألا أبلغ معاويـة بـن حـرب| فلا قرت عيون الشامتـينا}}
سطر ١٣٧: سطر ١٣٧:
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}


ومعنى هذه الأبيات أنّ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] هو الذي فجع [[المسلم|المسلمين]] بقتل الإمام الذي هو خير الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي أنّ أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول.<ref>حياة الإمام الحسين عليه السلام للشيخ باقر القرشي: ج2، ص103 ـ 109</ref>
ومعنى هذه الأبيات أنّ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] هو الذي فجع [[المسلم|المسلمين]] بقتل الإمام الذي هو خير الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي أنّ أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول.<ref>القرشي، حياة الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص103 ـ 109.</ref>


'''ثالثا''': افتخار بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس [[يزيد بن معاوية]] لعنه الله بقوله:<ref>الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص28</ref>
'''ثالثاً''': افتخار بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس [[يزيد بن معاوية]] لعنه الله بقوله:<ref>الطبرسي، الاحتجاج: ج2، ص28.</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|نحن قتلنا عليا وبني علي| بسيوف هنـدية ورماح}}
{{بيت|نحن قتلنا عليا وبني علي| بسيوف هنـدية ورماح}}
مستخدم مجهول