مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلاة التراويح»
ض
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab (ض) |
||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
== استحداث التراويح== | == استحداث التراويح== | ||
فلمّا كان شهر رمضان سنة | فلمّا كان شهر رمضان سنة 14 ه أتى المسجد ـ أي عمر بن الخطاب ـ ومعه بعض أصحابه، فرأى الناس يقيمون النوافل، و هم ما بين قائم و قاعد و راكع و ساجد و قارئ و مسبّح، و محرم بالتكبير، و محلّ بالتسليم، في مظهر لم يرقه، عزم على إصلاحه بحسب رأيه فسنّ لهم التراويح. ... ثم جمع الناس عليها حكماً مبرماً، و كتب بذلك إلى البلدان و نصب للناس في المدينة إمامين يصليان بهم التراويح، إماماً للرجال و إماماً للنساء. و في ذلك رويت روايات: | ||
وإليك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما <ref>صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، ج 1 ص 233</ref> و <ref>صحيح مسلم ، باب الترغيب في قيام رمضان و هو التراويح ، كتاب صلاة المسافر و قصرها ، ج 1 ص 283 و ما بعدها</ref> من أن رسول الله {{صل}} قال: «من قام رمضان ـ أي بأداء سننه ـ إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه»، و أنّه (صلى الله عليه وآله) توفي و الأمر كذلك ـ أي و أمر القيام في شهر رمضان لم يتغير عمّا كان عليه قبل وفاته (صلى الله عليه وآله) ـ ، ثم كان الأمر | وإليك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما <ref>صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، ج 1 ص 233</ref> و <ref>صحيح مسلم ، باب الترغيب في قيام رمضان و هو التراويح ، كتاب صلاة المسافر و قصرها ، ج 1 ص 283 و ما بعدها</ref> من أن رسول الله {{صل}} قال: «من قام رمضان ـ أي بأداء سننه ـ إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه»، و أنّه (صلى الله عليه وآله) توفي و الأمر كذلك ـ أي و أمر القيام في شهر رمضان لم يتغير عمّا كان عليه قبل وفاته (صلى الله عليه وآله) ـ ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر و صدراً من خلافة عمر . | ||
وأخرج البخاري في كتاب التراويح أيضاً من الصحيح عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري قال: خرجت مع عمر ليلة رمضان | وأخرج البخاري في كتاب التراويح أيضاً من الصحيح عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري قال: خرجت مع عمر ليلة رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، إلى أن قال: فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب (قال): ثمّ خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم. قال عمر: نعمت البدعة هذه ... | ||
قال العلاّمة القسطلاني عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث: (نعمت البدعة هذه) ، ما هذا لفظه: | قال العلاّمة القسطلاني عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث: (نعمت البدعة هذه) ، ما هذا لفظه: | ||
سمّـاها بدعة ، لأنه (صلى الله عليه وآله) لم يَسُنّ لهم الإجتماع لها، و لا كانت في زمن الصديق، و لا أول الليل، و لا هذا العدد.<ref>إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري: القسطلاني 4 : 656 كتاب التراويح، باب فضل من قام رمضان.</ref> و في تحفة الباري و غيره من شروح البخاري مثله. | سمّـاها بدعة ، لأنه (صلى الله عليه وآله) لم يَسُنّ لهم الإجتماع لها، و لا كانت في زمن الصديق، و لا أول الليل، و لا هذا العدد.<ref>إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري: القسطلاني 4 : 656 كتاب التراويح، باب فضل من قام رمضان.</ref> و في تحفة الباري و غيره من شروح البخاري مثله. | ||
قال العلاّمة أبو الوليد محمد بن الشحنة بعد ذكر وفاة [[عمر بن الخطاب|عمر]] في حوادث سنة 23 : هو أوّل من | قال العلاّمة أبو الوليد محمد بن الشحنة بعد ذكر وفاة [[عمر بن الخطاب|عمر]] في حوادث سنة 23 : هو أوّل من نهى عن بيع أمهات الأولاد، و جمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز، و أوّل من جمع الناس على إمام يصلي بهم التراويح... <ref>روضة المناظر</ref> . | ||
ولما ذكر [[السيوطي]] أوليات عمر نقلاً عن ''أبي هلال العسكري''، قال: هو أوّل من سمّي [[أمير المؤمنين]]، وأوّل من | ولما ذكر [[السيوطي]] أوليات عمر نقلاً عن ''أبي هلال العسكري''، قال: هو أوّل من سمّي [[أمير المؤمنين]]، وأوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ و أول من حرّم [[المتعة]]، وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات... <ref> تاريخ الخلفاء</ref> . | ||
و قال ''محمد بن سعد'': و هو أول من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ و جمع الناس | و قال ''محمد بن سعد'': و هو أول من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ و جمع الناس على ذلك - و كتب به إلى البلدان و ذلك في شهر رمضان سنة أربعة عشرة - و جعل للناس بالمدينة قارئَين قارئاً يصلي التراويح بالرجال، وقارئاً يصلي بالنساء ... <ref>الطبقات الكبرى ج3 في ترجمة عمر بن الخطاب</ref> . | ||
وقال ابن عبد البر : وهو الذي نوّر شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه.<ref>الاستيعاب ج 3 ص 236 .</ref> فيقول [[السيد عبد الحسين شرف الدين]] معلّقاً على مُبرّري صلاة التراويح: و كأنّ هؤلاء رأوهُ قد استدرك (بتراويحه) على الله و رسوله حكمة كانا عنها غافلين. بل هم بالغفلة ـ عن حكمة الله في شرائعه و نظمه ـ | وقال ابن عبد البر : وهو الذي نوّر شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه.<ref>الاستيعاب ج 3 ص 236 .</ref> فيقول [[السيد عبد الحسين شرف الدين]] معلّقاً على مُبرّري صلاة التراويح: و كأنّ هؤلاء رأوهُ قد استدرك (بتراويحه) على الله و رسوله حكمة كانا عنها غافلين. بل هم بالغفلة ـ عن حكمة الله في شرائعه و نظمه ـ أحرى، و حسبنا في عدم تشريع الجماعة في سنن شهر رمضان و غيرها انفراد مؤديها ـ جوف الليل في بيته ـ بربه عزّ و علا يشكو إليه بثه و حزنه و يناجيه بمهماته مهمةً مهمة حتى يأتي على آخرها ملحّاً عليه، متوسلاً بسعة رحمته إليه، راجياً لاجئاً، راهباً راغباً، منيباً تائباً، معترفاً لائذاً عائذاً، لا يجد ملجأً من الله تعالى إلاّ إليه، و لا منجي منه إلاّ به. | ||
لهذا ترك الله السنن حرة من قيد الجماعة ليتزودوا فيها من الانفراد بالله ما أقبلت قلوبهم عليه، ونشطت أعضاؤهم له... كما جاء في الأثر عن سيد البشر».<ref>النصّ والاجتهاد ص 214، المورد 26 </ref> | لهذا ترك الله السنن حرة من قيد الجماعة ليتزودوا فيها من الانفراد بالله ما أقبلت قلوبهم عليه، ونشطت أعضاؤهم له... كما جاء في الأثر عن سيد البشر».<ref>النصّ والاجتهاد ص 214، المورد 26 </ref> | ||
أضف إلى هذا | أضف إلى هذا أنّ إعفاء النافلة من الجماعة يمسك على البيوت حظها من البركة والشرف بالصلاة فيها، و يُمسك عليها حظها من تربية الناشئة على حبها و النشاط لها، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء و الأمهات و الأجداد و الجدات، و تأثيره في شد الأبناء إليها شداً يرسخها في عقولهم و قلوبهم، و قد سأل [[عبد الله بن مسعود]] [[رسول الله]] (صلى الله عليه وآله) أيما أفضل: الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقال {{صل}} : «ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد فلئن أصلي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة»، رواه أحمد و ابن ماجة و ابن خزيمة في صحيحة كما في باب الترغيب في صلاة النافلة من كتاب الترغيب و الترهيب للإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري.<ref>الترغيب والترهيب ج 1 ص 279.</ref> | ||
وعن [[زيد بن ثابت]] أن النبي {{صل}} ، قال: «صلّوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة»، رواه ''النسائي'' و ''ابن خزيمة'' في صحيحه. | وعن [[زيد بن ثابت]] أن النبي {{صل}} ، قال: «صلّوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة»، رواه ''النسائي'' و ''ابن خزيمة'' في صحيحه. | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٧: | ||
و عن [[أنس بن مالك]] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : «أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم».<ref>الترغيب والترهيب 1 : 280</ref> | و عن [[أنس بن مالك]] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : «أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم».<ref>الترغيب والترهيب 1 : 280</ref> | ||
و عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر]] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : «إذا قضي أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، | و عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر]] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : «إذا قضي أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، وأنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيراً»، رواه مسلم و غيره و رواه ''ابن خزيمة'' في صحيحه بالإسناد إلى أبي سعيد، و السنن في هذا المعنى لا يسعها هذا الإملاء.<ref>مسند الشاميين 2:115 ، ح 1021، منتخب مسند عبد بن حميد: 300، ح 969</ref> | ||
ربما يبرر أحد هكذا: إن الخليفة رجل تنظيم و حزم، و قد راقه من صلاة الجماعة ما يتجلي فيها من الشعائر بأجلي المظاهر | ربما يبرر أحد هكذا: إن الخليفة رجل تنظيم و حزم، و قد راقه من صلاة الجماعة ما يتجلي فيها من الشعائر بأجلي المظاهر إلى ما لا يحصي من فوائدها الإجتماعية... لكننا ما ذا نفعل بمثل هذه الآيات؟ : « و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضي الله و رسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم». <ref>الأحزاب : 36</ref> | ||
</div> | </div> | ||