مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة ق»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad طلا ملخص تعديل |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
|الحروف=1507 | |الحروف=1507 | ||
}} | }} | ||
'''سورة ق'''، هي [[السورة]] الخمسون ضمن الجزء السادس والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى فيها، وتتحدث عن إنكار [[الكافرين]]، ومسألة [[المعاد]]، ومسألة ثبت الأعمال والأقوال ل[[يوم الحساب]]، والمسائل المتعلّقة ب[[الموت]]، كما تتطرق أيضاً إلى جانب من حوادث [[يوم القيامة]] وأوصاف [[الجنة]] و[[النار]]. | '''سورة ق'''، هي [[السورة]] الخمسون ضمن الجزء السادس والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى فيها، وتتحدث عن إنكار [[الكافرين]]، ومسألة [[المعاد]]، ومسألة ثبت الأعمال والأقوال ل[[يوم الحساب]]، والمسائل المتعلّقة ب[[الموت]]، كما تتطرق أيضاً إلى جانب من حوادث [[يوم القيامة]] وأوصاف [[الجنة]] {{و}}[[النار]]. | ||
ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى في الآية (16): {{قرآن|وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}}، وقوله تعالى في الآية (18): {{قرآن|مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}}، وقوله تعالى في الآية (20): {{قرآن|وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ}}، وقوله تعالى في الآية (38): {{قرآن|وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}}. | ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى في الآية (16): {{قرآن|وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}}، وقوله تعالى في الآية (18): {{قرآن|مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}}، وقوله تعالى في الآية (20): {{قرآن|وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ}}، وقوله تعالى في الآية (38): {{قرآن|وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}}. | ||
ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[الإمام الباقر]]{{ع}}: من قرأ في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] {{و}}[[النوافل|نوافله]] سورة ق وسّع [[الله]] عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً. | ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[الإمام الباقر]] {{ع}}: من قرأ في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] {{و}}[[النوافل|نوافله]] سورة ق وسّع [[الله]] عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً. | ||
==تسميتها وآياتها== | ==تسميتها وآياتها== | ||
سُميت هذه [[السورة]] المباركة بــ ('''قاف''')؛ لبدايتها بالحرف ('''ق''') في [[الآية]] الأولى بقوله تعالى: {{قرآن|ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}}، وهو من الحروف المُقطّعة، والذي يُشير إلى عظمة [[القرآن]] المنزل بهذه الحروف التي يتعاطاها الناس ومع ذلك يعجزون عن الإتيان بمثله،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 109-110.</ref> وقيل: إنّ الله خلق من وراء هذه الأرض بحراً مُحيطاً بها من وراء ذلك جبل يُقال له ('''قاف''').<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 449؛ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 115.</ref> | سُميت هذه [[السورة]] المباركة بــ ('''قاف''')؛ لبدايتها بالحرف ('''ق''') في [[الآية]] الأولى بقوله تعالى: {{قرآن|ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}}، وهو من الحروف المُقطّعة، والذي يُشير إلى عظمة [[القرآن]] المنزل بهذه الحروف التي يتعاطاها الناس ومع ذلك يعجزون عن الإتيان بمثله،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 109-110.</ref> وقيل: إنّ الله خلق من وراء هذه الأرض بحراً مُحيطاً بها من وراء ذلك جبل يُقال له ('''قاف''').<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 449؛ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 115.</ref> | ||
وقيل: هو اسم من [[أسماء الله تعالى |أسماء الله تعالى]]، وقيل: معناه | وقيل: هو اسم من [[أسماء الله تعالى |أسماء الله تعالى]]، وقيل: معناه قُضي الأمر أو قُضي ما هو كائن.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 345.</ref> وآياتها (45)، تتألف من (373) كلمة في (1507) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1252.</ref> ومن [[سور الممتحنات]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref> | ||
==ترتيب نزولها== | ==ترتيب نزولها== | ||
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | {{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | ||
سورة ('''ق''') من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 590؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 125.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل (34)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (50) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 2، ص 166.</ref> | سورة ('''ق''') من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 590؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 125.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} بالتسلسل (34)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (50) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 2، ص 166.</ref> | ||
==معاني مفرداتها== | ==معاني مفرداتها== | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
: '''الثاني''': الإشارة إلى مسألة ثبت الأعمال والأقوال ل[[يوم الحساب]]. | : '''الثاني''': الإشارة إلى مسألة ثبت الأعمال والأقوال ل[[يوم الحساب]]. | ||
: '''الثالث''': يتكلم عن المسائل المتعلّقة ب[[الموت]]. | : '''الثالث''': يتكلم عن المسائل المتعلّقة ب[[الموت]]. | ||
: '''الرابع''': يتطرق إلى جانب من حوادث [[يوم القيامة]] وأوصاف [[الجنة]] و[[النار]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 5.</ref> | : '''الرابع''': يتطرق إلى جانب من حوادث [[يوم القيامة]] وأوصاف [[الجنة]] {{و}}[[النار]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 5.</ref> | ||
==آياتها المشهورة== | ==آياتها المشهورة== | ||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ'''}}،<ref>سورة ق: 16.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: حياة البشر الجسمانية متعلّقة بعصب يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منه بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أعضاء البدن، ولو توقف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان، فالله أقرب إلى الإنسان من هذا العصب المُسمى بحبل الوريد. <ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 15.</ref> | * قوله تعالى: {{قرآن|'''وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ'''}}،<ref>سورة ق: 16.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: حياة البشر الجسمانية متعلّقة بعصب يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منه بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أعضاء البدن، ولو توقف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان، فالله أقرب إلى الإنسان من هذا العصب المُسمى بحبل الوريد. <ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 15.</ref> | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ'''}}،<ref>سورة ق: 18.</ref> جاء في كتب | * قوله تعالى: {{قرآن|'''مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ'''}}،<ref>سورة ق: 18.</ref> جاء في كتب التفسير: إنّ كل كلام يتكلم به الفرد إلا لديه حافظ حاضر معه، أي: الملك المُوكّل به إما صاحب اليمين أو صاحب الشمال، يحفظان عمله ولا يغيب عنهما.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 353.</ref> | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ'''}}،<ref>سورة ق: 20.</ref> جاء في كتب | * قوله تعالى: {{قرآن|'''وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ'''}}،<ref>سورة ق: 20.</ref> جاء في كتب التفسير: المراد بنفخ الصور هنا هي النفخة الثانية المُقيمة للساعة، أو هي مجموع النفختين، والمراد بيوم الوعيد [[يوم القيامة]] الذي ينجز [[الله]] تعالى فيه وعده على المجرمين من عباده.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 352.</ref> | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ'''}}،<ref>سورة ق: 38.</ref> جاء في كتب | * قوله تعالى: {{قرآن|'''وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ'''}}،<ref>سورة ق: 38.</ref> جاء في كتب التفسير: اللغوب بمعنى التعب، وبديهي أنّ من لديه قدرة محدودة وأراد أن يعمل عملاً فوق طاقته وقدرته، فإنه يتعب ويناله اللغوب والنصب، إلا من كان ذا قدرة لا نهاية لها، وقوة لا حد لها، فإنّ التعب والنصب واللغوب لا تعني شيئاً لديه، فمن كان قادراً على إيجاد السموات والأرض وخلق الكواكب والمجرات وأفلاكها جميعاً، قادر على إعادة الإنسان بعد [[موت|موته]]، وأن يلبسه ثوباً جديداً من الحياة.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 37.</ref> | ||
===شأن نزول الآية (38)=== | ===شأن نزول الآية (38)=== | ||
{{مفصلة| شأن النزول}} | {{مفصلة| شأن النزول}} | ||
جاء في كتب [[التفسير]]: إنّ [[اليهود]] جاءت [[النبي(ص)|للنبي]]{{صل}} فسألته عن خلق السموات والأرض، فقال: خلق [[الله]] الأرض يوم الأحد والأثنين، وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر، و[[الملائكة]]، فقالت اليهود: ثمّ ماذا يا محمد؟ قال: ثمّ استوى على العرش- فقالوا: ثمّ استراح- فغضب النبي{{صل}} فنزل قوله تعالى: {{قرآن|وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ}}.<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 27، ص 95.</ref> | جاء في كتب [[التفسير]]: إنّ [[اليهود]] جاءت [[النبي(ص)|للنبي]] {{صل}} فسألته عن خلق السموات والأرض، فقال: خلق [[الله]] الأرض يوم الأحد والأثنين، وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر، {{و}}[[الملائكة]]، فقالت اليهود: ثمّ ماذا يا محمد؟ قال: ثمّ استوى على العرش- فقالوا: ثمّ استراح- فغضب النبي {{صل}} فنزل قوله تعالى: {{قرآن|وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ}}.<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 27، ص 95.</ref> | ||
==فضيلتها وخواصها== | ==فضيلتها وخواصها== | ||
وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة '''ق'''، منها: | وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة '''ق'''، منها: | ||
* عن [[النبي (ص)]]: «من قرأ '''سورة ق''' هوّن [[الله]] عليه تارات (تارة بعد تارة) [[الموت]] و[[سكرات الموت|سكراته]]».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1547. | * عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: «من قرأ '''سورة ق''' هوّن [[الله]] عليه تارات (تارة بعد تارة) [[الموت]] {{و}}[[سكرات الموت|سكراته]]».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1547.</ref> | ||
* عن [[الإمام الباقر]]{{ع}}: «من قرأ في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] و[[النوافل|نوافله]] '''سورة ق''' وسّع الله عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 411.</ref> | * عن [[الإمام الباقر]] {{ع}}: «من قرأ في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] {{و}}[[النوافل|نوافله]] '''سورة ق''' وسّع الله عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 411.</ref> | ||
وردت خواص لهذه السورة في بعض [[الروايات]]، منها: | وردت خواص لهذه السورة في بعض [[الروايات]]، منها: | ||
* عن [[رسول الله]]{{صل}}: «من كتبها وعلّقها على مصروعٍ أفاق، ومن كتبها في إناءٍ وشربتها امرأةٌ قليلة اللبن كثُر لبنها».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 99.</ref> | * عن [[رسول الله]] {{صل}}: «من كتبها وعلّقها على مصروعٍ أفاق، ومن كتبها في إناءٍ وشربتها امرأةٌ قليلة اللبن كثُر لبنها».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 99.</ref> | ||
<br/> | <br/> |