انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة العصر»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
سطر ١٥: سطر ١٥:
'''سورة العصر،''' هي [[السورة]] الثالثة بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في هذه [[السورة]]، وفيها يَقسُم [[الله|الله سبحانه]] بأنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين [[المؤمنين|آمنوا]] منهم وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحقّ و[[الصبر]]. ونقل عن [[النبي]]{{صل}} أنّ من يقرأ هذه السورة تُختَم عاقبته بالصبر، ويُحشر في [[القيامة]] مع أصحاب الحقّ. وجاء في [[الروايات]] بأنّ المراد من [[المؤمنين]] هم الذين يؤمنون بولاية [[أهل البيت]]{{هم}}.
'''سورة العصر،''' هي [[السورة]] الثالثة بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في هذه [[السورة]]، وفيها يَقسُم [[الله|الله سبحانه]] بأنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين [[المؤمنين|آمنوا]] منهم وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحقّ و[[الصبر]]. ونقل عن [[النبي]]{{صل}} أنّ من يقرأ هذه السورة تُختَم عاقبته بالصبر، ويُحشر في [[القيامة]] مع أصحاب الحقّ. وجاء في [[الروايات]] بأنّ المراد من [[المؤمنين]] هم الذين يؤمنون بولاية [[أهل البيت]]{{هم}}.


==اسم السورة وآياتها==
==تسميتها وعدد آياتها==
سُميت هذه السورة بالعصر؛ لأنّ أول آية منها قُسِمَ بالعصر، وآيات سورة العصر ( 3 )، تتألف من ( 14 ) كلمة في ( 72 ) حرف. وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.<ref> بهاء الدين، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1268.</ref>
سُميت هذه السورة بالعصر؛ لأنّ أول آية منها قُسِمَ بالعصر، وآيات سورة العصر ( 3 )، تتألف من ( 14 ) كلمة في ( 72 ) حرف. وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.<ref> بهاء الدين، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1268.</ref>


==ترتيب نزول السورة==
==ترتيب نزولها==
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
سورة العصر من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، التبيان، ج 11، ص 671.</ref> وقيل: أنها مدنية،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 633.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي]]{{صل}} بالتسلسل الثالث عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث بعد المئة من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، علوم قرآن، ، ج 1، ص166.</ref>
سورة العصر من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، التبيان، ج 11، ص 671.</ref> وقيل: أنها مدنية،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 633.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي]]{{صل}} بالتسلسل الثالث عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث بعد المئة من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، علوم قرآن، ، ج 1، ص166.</ref>


==مفردات السورة==
==معاني مفرداتها ==
[[ملف:سوره عصر.jpg|تصغير|سورة العصر بخط الثلث]]
[[ملف:سوره عصر.jpg|تصغير|سورة العصر بخط الثلث]]
'''(وَالْعَصْرِ)''': ووردت أقوال كثيرة في معنى العصر، منها: أنّ المراد بالعصر عصر [[النبي]]{{صل}} وهو عصر طلوع [[الإسلام]] على المجتمع البشري وظهور الحقّ على الباطل، وقيل: المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار، وقيل: المراد به [[صلاة العصر]] وهي الصلاة الوسطى، وقيل: الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية، وورد أيضاً في [[الروايات]] أنه عصر ظهور [[المهدي]]{{عج}} لما فيه من تمام ظهور الحقّ على الباطل.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref>
'''(وَالْعَصْرِ)''': ووردت أقوال كثيرة في معنى العصر، منها: أنّ المراد بالعصر عصر [[النبي]]{{صل}} وهو عصر طلوع [[الإسلام]] على المجتمع البشري وظهور الحقّ على الباطل، وقيل: المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار، وقيل: المراد به [[صلاة العصر]] وهي الصلاة الوسطى، وقيل: الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية، وورد أيضاً في [[الروايات]] أنه عصر ظهور [[المهدي]]{{عج}} لما فيه من تمام ظهور الحقّ على الباطل.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref>
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
'''(بِالصَّبْرِ)''': [[الصبر]]: الإمساك في ضيق، وهو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع.
'''(بِالصَّبْرِ)''': [[الصبر]]: الإمساك في ضيق، وهو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع.


==محتوى السورة==
==محتواها==
ورد في كتب التفسير أنّ سورة العصر تُلخّص جميع المعارف القرآنية، وتجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref> فإنّ أعظم ما في الإنسان وأهم ما أنعم [[الله]] به هو أنه تعالى أعطاه القدرة الكافية الوافية على أن يكون ملاكاً أو شيطاناً، رابحاً أو خاسراً، وأنه جلّ جلاله جعل الحرية له وحده في أن يختار لنفسه ما يشاء من الشقاء والخسران، والربح والسعادة، وأنّ الله يعامله بما يختاره لنفسه بعد أن هداه النجدين.<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 607.</ref>
ورد في كتب التفسير أنّ سورة العصر تُلخّص جميع المعارف القرآنية، وتجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref> فإنّ أعظم ما في الإنسان وأهم ما أنعم [[الله]] به هو أنه تعالى أعطاه القدرة الكافية الوافية على أن يكون ملاكاً أو شيطاناً، رابحاً أو خاسراً، وأنه جلّ جلاله جعل الحرية له وحده في أن يختار لنفسه ما يشاء من الشقاء والخسران، والربح والسعادة، وأنّ الله يعامله بما يختاره لنفسه بعد أن هداه النجدين.<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 607.</ref>


==خصائص السورة==
==فضائلها وخواصها==
[[ملف:تابلوی معرق سوره عصر.jpg|200px|تصغير|لوحة فنيّة بنقش سورة العصر]]
[[ملف:تابلوی معرق سوره عصر.jpg|200px|تصغير|لوحة فنيّة بنقش سورة العصر]]
روي عن [[النبي]]{{صل}} أنه قال: «من قرأها ختم الله له بالصبر، وكان من أصحاب الحقّ».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 837.</ref> وورد في فضيلة هذه السورة أيضاً عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} قال: «من قرأ (والعصر) في [[النوافل المستحبة|نوافله]] بعثه [[الله]] [[يوم القيامة]] مشرقاً وجهه، ضاحكاً سنّه، قريرة عينه، حتى يدخل [[الجنة]]».<ref>مكارم، تفسير الأمثل، ج 20، ص 259.</ref> وروي عنه{{ع}}: «إذا قُرئت على ما يدفن حُفظ بإذن الله، ووكل به من يحرسه إلى أن يخرجه صاحبه».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 232.</ref>
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات منها:
* شمولية هذه السورة هي من أهم الخصائص فيها، حيث بلغت درجة أن يرى بعض المفسرين أنّ في هذه السورة خلاصة كل مفاهيم القرآن الكريم وأهدافه، وأنها تقدّم المنهج الجامع والكامل لسعادة الإنسان.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref>
* شمولية هذه السورة هي من أهم الخصائص فيها، حيث بلغت درجة أن يرى بعض المفسرين أنّ في هذه السورة خلاصة كل مفاهيم القرآن الكريم وأهدافه، وأنها تقدّم المنهج الجامع والكامل لسعادة الإنسان.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 409.</ref>


سطر ٤٦: سطر ٥٠:


* ورد في قوله تعالى: {{قرآن| إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا }}<ref>سورة العصر: 3.</ref> أنه سبحانه قد استثنى أهل صفوته من خلقه، لإيمانهم بولاية [[أمير المؤمنين]]{{ع}}، وذرياتهم، وتواصوا بأهلم للتمسك بها، وتواصوا بالصبر عليها.<ref>القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 1181؛ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 232.</ref>
* ورد في قوله تعالى: {{قرآن| إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا }}<ref>سورة العصر: 3.</ref> أنه سبحانه قد استثنى أهل صفوته من خلقه، لإيمانهم بولاية [[أمير المؤمنين]]{{ع}}، وذرياتهم، وتواصوا بأهلم للتمسك بها، وتواصوا بالصبر عليها.<ref>القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 1181؛ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 232.</ref>
==فضيلة السورة==
روي عن [[النبي]]{{صل}} أنه قال: «من قرأها ختم الله له بالصبر، وكان من أصحاب الحقّ».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 837.</ref> وورد في فضيلة هذه السورة أيضاً عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} قال: «من قرأ (والعصر) في [[النوافل المستحبة|نوافله]] بعثه [[الله]] [[يوم القيامة]] مشرقاً وجهه، ضاحكاً سنّه، قريرة عينه، حتى يدخل [[الجنة]]».<ref>مكارم، تفسير الأمثل، ج 20، ص 259.</ref> وروي عنه{{ع}}: «إذا قُرئت على ما يدفن حُفظ بإذن الله، ووكل به من يحرسه إلى أن يخرجه صاحبه».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 232.</ref>


{| border="2" align="center" width="60%"
{| border="2" align="center" width="60%"
مستخدم مجهول