انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبليس»

أُضيف ٧٣ بايت ،  ٦ أغسطس ٢٠١٨
imported>Saeedi
imported>Saeedi
سطر ٩١: سطر ٩١:
فأما بالنسبة إلى نوع كفره فقال بعض المفسرين: إن كفره كان ناشئا عن عناده؛ لأنه قال: {{قرآن|لأقعُدَنَّ لَهم صِرَاطَك المُستقِیمَ}}<ref>الأعراف: 16.</ref> و{{قرآن|لأغوينّهم}}،<ref>ص: 38 و82.</ref> وهذا إقرار منه على أنه كان عالما بالصراط المستقيم ودين الحق وكان يميز بين الهداية والغواية ومع ذلك لم يسلك طريق الهداية، وقال الآخرون: إن كفره كان ناشئا عن جهله؛ لأن اختيار الشقاء مع العلم بالضلالة أمر مستحيل.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 14، ص 39.</ref>  
فأما بالنسبة إلى نوع كفره فقال بعض المفسرين: إن كفره كان ناشئا عن عناده؛ لأنه قال: {{قرآن|لأقعُدَنَّ لَهم صِرَاطَك المُستقِیمَ}}<ref>الأعراف: 16.</ref> و{{قرآن|لأغوينّهم}}،<ref>ص: 38 و82.</ref> وهذا إقرار منه على أنه كان عالما بالصراط المستقيم ودين الحق وكان يميز بين الهداية والغواية ومع ذلك لم يسلك طريق الهداية، وقال الآخرون: إن كفره كان ناشئا عن جهله؛ لأن اختيار الشقاء مع العلم بالضلالة أمر مستحيل.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 14، ص 39.</ref>  


وأما بالنسبة إلى فترة كفره فقال البعض: إن إبليس قبل الأمر بالسجود للنبي [[آدم]] {{عليه السلام}} كان كافرا، وكان طول عبادته عن [[رئاء]] و[[نفاق]] لا عن [[إيمان]] و[[إخلاص]]، وليكون متلونا بلون جماعة [[الملائكة]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 1، ص 213.</ref> كما يستفاد ذلك من قوله {{قرآن|لَم أَکنْ لِأَسجُدَ لِبشر خَلقتَهُ مِن صَلصال مِن حَمإ مَسنون}}،<ref>الحجر: 33.</ref><ref>الطباطبائي، الميزان، ج 12، ص 155.</ref> ويؤكده ما طرحه على الملائكة في حواره المشهور معهم من الشبهات في حكمة الخلق وفائدة [[التكليف]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 48.</ref>
وأما بالنسبة إلى فترة كفره فقال البعض: إن إبليس قبل الأمر [[السجدة|بالسجود]] للنبي [[آدم]] {{عليه السلام}} كان كافرا، وكان طول عبادته عن [[الرئاء|رئاء]] و[[النفاق|نفاق]] لا عن [[الإيمان|إيمان]] و[[الإخلاص|إخلاص]]، وليكون متلونا بلون جماعة [[الملائكة]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 1، ص 213.</ref> كما يستفاد ذلك من قوله {{قرآن|لَم أَکنْ لِأَسجُدَ لِبشر خَلقتَهُ مِن صَلصال مِن حَمإ مَسنون}}،<ref>الحجر: 33.</ref><ref>الطباطبائي، الميزان، ج 12، ص 155.</ref> ويؤكده ما طرحه على الملائكة في حواره المشهور معهم من الشبهات في حكمة الخلق وفائدة [[التكليف]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 48.</ref>


وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref>
وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref>
مستخدم مجهول