انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حليمة السعدية»

ترقيم
imported>Ali110110
imported>Ali110110
(ترقيم)
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
}}
}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}'''
{{تاريخ صدر الإسلام}}'''
'''حليمة السعدية'''، هي مرضعة [[النبي]]{{صل}} من قبيلة [[هوازن]]، وبنت أبو ذؤيب بن عبد الله، وزوجها الحارث بن عبد العُزّى، ولها عدّة أبناء وهم: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بن الحارث، [[الشيماء بنت الحارث|والشيماء]]، لم يقبل [[النبي الأكرم]]{{صل}} ثدي امرأة غيرها، وذكرت [[الخبر|الأخبار]] باتفاق جميع [[المسلمين]] منقبتها ورعاية النبي{{صل}} والاعتناء بها، و[[الإسلام|أسلمت]] هي وزوجها بعد [[بعثة النبي]]{{صل}}، وروت عنه [[الحديث]]، وتوفيت بعد عمرٍ طويل، ودُفنت في [[مقبرة البقيع]].
'''حليمة السعدية'''، هي مرضعة [[النبي]] (ص) من قبيلة [[هوازن]]، وبنت أبو ذؤيب بن عبد الله، وزوجها الحارث بن عبد العُزّى، ولها عدّة أبناء وهم: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بن الحارث، [[الشيماء بنت الحارث|والشيماء]]، لم يقبل [[النبي الأكرم]] (ص) ثدي امرأة غيرها، وذكرت [[الخبر|الأخبار]] باتفاق جميع [[المسلمين]] منقبتها ورعاية النبي (ص) والاعتناء بها، و[[الإسلام|أسلمت]] هي وزوجها بعد [[بعثة النبي]] (ص)، وروت عنه [[الحديث]]، وتوفيت بعد عمرٍ طويل، ودُفنت في [[مقبرة البقيع]].


==نسبها==
==نسبها==
سطر ٤٨: سطر ٤٨:


==الرضاعة==
==الرضاعة==
كانت [[قريش]] ترسل أبناءها إلى قبائل البادية المحيطة [[مكة المكرمة|بمكة]]، كقبيلة [[بني سعد]] بن بكر؛ لإرضاعهم لِما اشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة، فُعرض{{صل}} على حليمة السعدية، فتسلمته، ونشأ في بادية بني سعد، ولذلك قال النبي{{صل}}: أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعتُ في بني سعد.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.</ref>
كانت [[قريش]] ترسل أبناءها إلى قبائل البادية المحيطة [[مكة المكرمة|بمكة]]، كقبيلة [[بني سعد]] بن بكر؛ لإرضاعهم لِما اشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة، فُعرض (ص) على حليمة السعدية، فتسلمته، ونشأ في بادية بني سعد، ولذلك قال النبي (ص): أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعتُ في بني سعد.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.</ref>
وعلى هذا الأساس قد كان إرسال الأطفال إلى البادية للرضاع، من عادة أشراف مكة، حيث يرون أنّ بذلك ينشأ أطفالهم؛ لأنهم أصح لساناً، وأقوى جناناً، وأصفى فكراً وقريحة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم{{صل}}، ج 2، ص 147.</ref>
وعلى هذا الأساس قد كان إرسال الأطفال إلى البادية للرضاع، من عادة أشراف مكة، حيث يرون أنّ بذلك ينشأ أطفالهم؛ لأنهم أصح لساناً، وأقوى جناناً، وأصفى فكراً وقريحة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 147.</ref>
===قصة رضاعتها للنبي (ص)===
===قصة رضاعتها للنبي (ص)===
روي أنّ [[عبد المطلب]] عرض على [[النبي]]{{صل}} نساء [[قريش]] و[[بني هاشم]]، فلم يقبل ثدي واحدة منهنّ، فقيل له: هناك امرأة عاقلة من بني سعد، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب، فأرسل عبد المطلب لأبوها... إلى أن قال أبا حارث (أبوها) لعبد المطلب: هاتيك حليمة، فتسلمته واعتنت به.<ref>ابن شاذان، الفضائل، ص 24 - 26.</ref>
روي أنّ [[عبد المطلب]] عرض على [[النبي]] (ص) نساء [[قريش]] و[[بني هاشم]]، فلم يقبل ثدي واحدة منهنّ، فقيل له: هناك امرأة عاقلة من بني سعد، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب، فأرسل عبد المطلب لأبوها... إلى أن قال أبا حارث (أبوها) لعبد المطلب: هاتيك حليمة، فتسلمته واعتنت به.<ref>ابن شاذان، الفضائل، ص 24 - 26.</ref>


==إسلامها==
==إسلامها==
جاء في كتب التاريخ أنها أسلمت وزوجها بعد أن قَدِمت على [[رسول الله]]{{صل}} بعد [[الإسلام]].<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 419.</ref>
جاء في كتب التاريخ أنها أسلمت وزوجها بعد أن قَدِمت على [[رسول الله]] (ص) بعد [[الإسلام]].<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 419.</ref>


==منزلتها عند النبي (ص)==
==منزلتها عند النبي (ص)==
ذكر التاريخ وباتفاق جميع المسلمين إنّ إرضاعها النبي {{صل}} هو من فضل [[الله]] عليها، وقد حصلت على الخير والبركة بمقدمه{{صل}} عليها؛ لقيامها برعاية شؤونه وكفالته والعناية به. فقد جاء في [[الأحاديث|الأخبار]] أنّه استأذنت امرأة النبي{{صل}} قد كانت قد أرضعته، فلما دخلت عليه قال: أمي أمي، وعمد إلى رداءه وبسطه لها، فقعدت عليه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93. </ref> وأنّ حليمة بنت عبد الله مرضعة النبي{{صل}} جاءت إلى رسول الله{{صل}} بعدما تزوج [[خديجة]]، فبسط لها رداءه، فتشكّت جَدبَ البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله{{صل}} [[خديجة]]{{عليها السلام}} فيها فأعطتها أربعين شاة وبعير واحد، وانصرفت إلى أهلها<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93. </ref>، وجاءت إليه [[يوم حنين|يوم حُنين]] فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.</ref> ولما علم بوفاة مرضعته حليمة السعدية ذرفت عينا رسول اللّه{{صل}} عليها.<ref>محمد اليوسفي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 3  ص 295.</ref>
ذكر التاريخ وباتفاق جميع المسلمين إنّ إرضاعها النبي (ص) هو من فضل [[الله]] عليها، وقد حصلت على الخير والبركة بمقدمه (ص) عليها؛ لقيامها برعاية شؤونه وكفالته والعناية به. فقد جاء في [[الأحاديث|الأخبار]] أنّه استأذنت امرأة النبي (ص) قد كانت قد أرضعته، فلما دخلت عليه قال: أمي أمي، وعمد إلى رداءه وبسطه لها، فقعدت عليه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93. </ref> وأنّ حليمة بنت عبد الله مرضعة النبي (ص) جاءت إلى رسول الله (ص) بعدما تزوج [[خديجة]]، فبسط لها رداءه، فتشكّت جَدبَ البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله (ص) [[خديجة]]{{عليها السلام}} فيها فأعطتها أربعين شاة وبعير واحد، وانصرفت إلى أهلها<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93. </ref>، وجاءت إليه [[يوم حنين|يوم حُنين]] فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.</ref> ولما علم بوفاة مرضعته حليمة السعدية ذرفت عينا رسول اللّه (ص) عليها.<ref>محمد اليوسفي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 3  ص 295.</ref>


==روايتها للأحاديث==
==روايتها للأحاديث==
روت عن النبي{{صل}} وروى عنها [[عبد الله بن جعفر]]، ومما روت حديث الرضاعة.<ref>الطهطاوي، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، ج 1،  ص 51.</ref> ولحليمة السعدية أحاديث وقصص، منها حديث [[شق الصدر]] وهو حادثة حصلت للنبي الأكرم{{صل}} في صغره عندما كان برعايةحليمة السعدية، فأخبرها النبي{{صل}} بنزول [[الملائكة]] عليه من السماء وشقّوا صدره، ليهيّئوه للنبوة.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 414.</ref> وقد ذكر المحققون أدلة كثيرة في الرد على هذه الحكاية واعتبروها مختلقة.<ref>ابو ریة، أضواء علی‌ السنة المحمدیة، ص 187 - 188؛ الحسني، سیرة‌ المصطفی، ص 46؛ العاملی، الصحیح من سیرة النبی الاعظم، ج 2، ص 167 - 172.</ref>
روت عن النبي (ص) وروى عنها [[عبد الله بن جعفر]]، ومما روت حديث الرضاعة.<ref>الطهطاوي، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، ج 1،  ص 51.</ref> ولحليمة السعدية أحاديث وقصص، منها حديث [[شق الصدر]] وهو حادثة حصلت للنبي الأكرم (ص) في صغره عندما كان برعايةحليمة السعدية، فأخبرها النبي (ص) بنزول [[الملائكة]] عليه من السماء وشقّوا صدره، ليهيّئوه للنبوة.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 414.</ref> وقد ذكر المحققون أدلة كثيرة في الرد على هذه الحكاية واعتبروها مختلقة.<ref>ابو ریة، أضواء علی‌ السنة المحمدیة، ص 187 - 188؛ الحسني، سیرة‌ المصطفی، ص 46؛ العاملی، الصحیح من سیرة النبی الاعظم، ج 2، ص 167 - 172.</ref>


==وفاتها==
==وفاتها==
سطر ٨٤: سطر ٨٤:
*الحسني، هاشم معروف، سیرة‌ المصطفی، بیروت، 1406 هـ..
*الحسني، هاشم معروف، سیرة‌ المصطفی، بیروت، 1406 هـ..
*العاملی، جعفر مرتضی، الصحیح من سیرة النبی الأعظم، قم، د.م، 1385هـ ش.
*العاملی، جعفر مرتضی، الصحیح من سیرة النبی الأعظم، قم، د.م، 1385هـ ش.
* العاملي، جعفر مرتضى، '''الصحيح من سيرة النبي الأعظم{{صل}}'''، دار الحديث، قم-ايران، ط 2، 1428 هـ.
* العاملي، جعفر مرتضى، '''الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)'''، دار الحديث، قم-ايران، ط 2، 1428 هـ.
* الزهري، محمد بن سعد، '''الطبقات الكبرى'''، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط 1، 1410 هـ.
* الزهري، محمد بن سعد، '''الطبقات الكبرى'''، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط 1، 1410 هـ.
* البكري، حسين بن محمد، '''تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس'''، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط 1، 2009 م.
* البكري، حسين بن محمد، '''تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس'''، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط 1، 2009 م.
مستخدم مجهول