مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد الجسماني»
ط
←المعاد الجسماني في القرآن والروايات
imported>Bassam ط (←تعريفه) |
imported>Bassam |
||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
==المعاد الجسماني في القرآن والروايات== | ==المعاد الجسماني في القرآن والروايات== | ||
لقد أكد القرآن | لقد أكد [[القرآن الكريم]]، وكذلك [[السنة الشريفة]]، على مسألة المعاد الجسماني، وأنه من [[ضروريات الدين]] التي يجب [[الإيمان]] بها. | ||
*'''المعاد الجسماني في | *'''المعاد الجسماني في القرآن الكريم''': | ||
#في خطاب [[النبي نوح|نوح]] {{ع}} إلى أُمّته، قال تعالى: {{قرآن|وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا | #في خطاب [[النبي نوح|نوح]] {{ع}} إلى أُمّته، قال تعالى: {{قرآن|وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}}.<ref>نوح: 17ــ18.</ref> | ||
#ذكر المفسرون أنّ [[النبي إبراهيم|إبراهيم]] {{عليه السلام}} رأى جيفة تمزقها السباع، فيأكل منها سباع البر، وسباع الهواء ودواب البحر، فسأل [[اللَّه]] سبحانه وقال: ياربّ قد علمت أنّك تجمعها في بطون السباع والطير ودواب البحر، فأرني كيف تحييها لأُعاين ذلك؟<ref>السبحاني، الألهيات، ج 4، ص 207.</ref> قال تعالى: {{قرآن| | #ذكر المفسرون أنّ [[النبي إبراهيم|إبراهيم]] {{عليه السلام}} رأى جيفة تمزقها السباع، فيأكل منها سباع البر، وسباع الهواء ودواب البحر، فسأل [[اللَّه]] سبحانه وقال: ياربّ قد علمت أنّك تجمعها في بطون السباع والطير ودواب البحر، فأرني كيف تحييها لأُعاين ذلك؟<ref>السبحاني، الألهيات، ج 4، ص 207.</ref> قال تعالى: {{قرآن|وإذ قال إبراهيمُ ربِ أرني كَيفَ تُحِي الموتى قالَ أَوَلَم تُؤمن قالَ بلى ولكن لِيَطمَئِنَّ قلبي قال فخُذ أَربَعَةً من الطَّير فَصُرهُنّ إلَيكَ ثّم اجعَل على كلِّ جَبَلٍ منهُنَّ جُزءاً ثَمَّ ادعُهُنَّ يأتينَكَ سَعياً واعلَم أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}}.<ref>البقرة: 260.</ref> | ||
#إحياء [[عزير|عُزَيْر]] يحكي [[القرآن الكريم|الذكر الحكيم]] أنّ رجلًا صالحاً مرّ على قرية خربة،<ref>السبحاني، الألهيات، ج 4، ص 211.</ref> وقد سقطت سقوفها، فتسأل في | #إحياء [[عزير|عُزَيْر]] يحكي [[القرآن الكريم|الذكر الحكيم]] أنّ رجلًا صالحاً مرّ على قرية خربة،<ref>السبحاني، الألهيات، ج 4، ص 211.</ref> وقد سقطت سقوفها، فتسأل في نفسه، كيف يحيي [[اللَّه]] {{عز وجل}} أهلها بعدما ماتوا؟، ولم يقل ذلك إنكاراً ولا تعجّباً ولا ارتياباً، ولكنه أحبّ أن يريه اللَّه إحياءها مشاهدة، قال تعالى: {{قرآن|أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}.<ref>البقرة: 259.</ref> | ||
#إحياء سبعين رجلًا من قوم موسى، ذكر المفسرون أنّ [[النبي موسى|موسى]] {{عليه السلام}} اختار من قومه سبعين رجلًا، حين خرج من [[الميقات]] | #إحياء سبعين رجلًا من قوم موسى، ذكر المفسرون أنّ [[النبي موسى|موسى]] {{عليه السلام}} اختار من قومه سبعين رجلًا، حين خرج من [[الميقات]] ليُكلّمه [[اللَّه]] سبحانه بحضرتهم، فيكونوا شهداء له عند [[بني إسرائيل]] لعدم وثوقهم بأنّ اللَّه سبحانه يُكلّمه، فلما حضروا الميقات، وسمعوا كلامه تعالى سألوا الرؤية، فأصابتهم الصاعقة فماتوا، ثم أحياهم اللَّه تعالى،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 155.</ref> قال تعالى: {{قرآن|وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُم الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}}.<ref>البقرة: 55 ــ 56.</ref> | ||
#قال تعالى: {{قرآن|وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً | #قال تعالى: {{قرآن|وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيمٌ}}.<ref>يس: 78ــ79.</ref> | ||
#قال تعالى: {{قرآن|أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}}.<ref>القيامة: 3ــ4.</ref> | #قال تعالى: {{قرآن|أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}}.<ref>القيامة: 3ــ4.</ref> | ||
#قال تعالى: {{قرآن|إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}}،<ref>العاديات: 9.</ref> وغيرها من [[الآيات]]. | #قال تعالى: {{قرآن|إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}}،<ref>العاديات: 9.</ref> وغيرها من [[الآيات]]. | ||
*'''المعاد الجسماني في | *'''المعاد الجسماني في الروايات''' | ||
#قال [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} في إحدى | #قال [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} في إحدى خطبه في [[نهج البلاغة]]: «حتى إذا تصرّمت الأمور، وتقضت الدهور، وأزف النشور أخرجهم من ضرائح [[القبر|القبور]]، وأوكار الطيور، وأوجرة السباع، ومطارح المهالك سراعاً إلى أمره، مهطعين إلى معاده“.<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 29، خ 83.</ref> | ||
#عن [[يونس بن ظبيان]] قال: دخل رجل على [[الإمام الصادق]] {{ع}}: «... قال: افتتلاشى [[الروح]] بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ | #عن [[يونس بن ظبيان]] قال: دخل رجل على [[الإمام الصادق]] {{ع}}: «... قال: افتتلاشى [[الروح]] بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ | ||
:قال{{ع}}: بل هو باق إلى وقت [[النفخ في الصور|ينفخ في الصور]]، فعند ذلك تبطل الأشياء، وتفنى فلاحس ولا محسوس، ثم أعيدت الأشياء، كما بدأها مدبرها، وذلك أربعمائة سنة يسبت" فيها الخلق، وذلك بين النفختين. | :قال{{ع}}: بل هو باق إلى وقت [[النفخ في الصور|ينفخ في الصور]]، فعند ذلك تبطل الأشياء، وتفنى فلاحس ولا محسوس، ثم أعيدت الأشياء، كما بدأها مدبرها، وذلك أربعمائة سنة يسبت" فيها الخلق، وذلك بين النفختين. | ||
سطر ٣٤: | سطر ٣٤: | ||
:قال: وأنى له ب[[البعث]] والبدن قد بلى، والأعضاء قد تفرقت! فعضو ببلدة يأكلها سباعها، وعضو باخرى تمزقه هوامها، وعضو قد صار تراباً بُني به مع الطین حائط؟ | :قال: وأنى له ب[[البعث]] والبدن قد بلى، والأعضاء قد تفرقت! فعضو ببلدة يأكلها سباعها، وعضو باخرى تمزقه هوامها، وعضو قد صار تراباً بُني به مع الطین حائط؟ | ||
:قال {{ع}}: إن الذي أنشأه من غیر شيء، | :قال {{ع}}: إن الذي أنشأه من غیر شيء، وصوّره علی غیر مثال کان سبق إليه، قادر أن يُعيده كما بدأه. | ||
:قال: أوضح لي ذلك؟ | :قال: أوضح لي ذلك؟ | ||
:قال {{ع}}: إن [[الروح]] | :قال {{ع}}: إن [[الروح]] مُقيمة في مكانها، روح المحسن في ضياء وفسحة، وروح المسيء في ضيق وظلمة، والبدن يصير تراباً كما منه خلق، وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها، مما أكلته ومزقته، كل ذلك في التراب، محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات [[الأرض]]، ويعلم عدد الأشياء ووزنها، وإن تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب، فإذا كان حين البعث مطرت الأرض مطر النشور، فتربو الأرض ثم تمخضوا مخض السقاء، فیصیر تراب البشر کمصیر الذهب من التراب إذا غسل ب[[الماء]]، والزبد من اللبن إذا مخض، فيجتمع تراب كل قالب إلى قالبه، فينتقل بإذن [[الله]] القادر إلى حيث الروح، فتعود الصور بإذن المصور کهیأتها، وتلج الروح فیها، فاذ اقد استوی لاینکر من نفسه شیئا...».<ref>الطبرسي، الأحتجاج، ج 2، ص 86.</ref> | ||
==النزاع في حقيقته== | ==النزاع في حقيقته== |