مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العشرة المبشرة»
←نقد متن الحديث
imported>Alsaffi |
imported>Alsaffi |
||
سطر ١١٣: | سطر ١١٣: | ||
إن هذا الاضطراب في متن الرواية مما يدفع للشك في أن هذه الرواية وضعت متأخرة، بل ويدفع لليقين أنها من مخترعات دولة [[بنو أمية|بني أمية]]؛ لأن المفروض إن يكون العشرة أشهر من نار على علم لا يختلف فيهم الرواة ولا تشوبهم شائبة. وحسبك إن البخاري ومسلم لم يروي حديث المبشّرة | إن هذا الاضطراب في متن الرواية مما يدفع للشك في أن هذه الرواية وضعت متأخرة، بل ويدفع لليقين أنها من مخترعات دولة [[بنو أمية|بني أمية]]؛ لأن المفروض إن يكون العشرة أشهر من نار على علم لا يختلف فيهم الرواة ولا تشوبهم شائبة. وحسبك إن البخاري ومسلم لم يروي حديث المبشّرة | ||
الثالث: انّ ممّا يبيّن بطلان خبر العشرة المبشرة أنّ [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبا بكر]] لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به [[عثمان بن عفان|عثمان]] لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب لا أكثر، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى. فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ {{صل}}لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان.<ref>الإفصاح، ص 73.</ref> <ref>تلخيص الشافي، ج3، ص241.</ref> | *الثالث: انّ ممّا يبيّن بطلان خبر العشرة المبشرة أنّ [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبا بكر]] لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به [[عثمان بن عفان|عثمان]] لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب لا أكثر، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى. فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ {{صل}}لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان.<ref>الإفصاح، ص 73.</ref> <ref>تلخيص الشافي، ج3، ص241.</ref> | ||
الرابع: أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا ومتنا، وهذا مما يثبت القول ببطلان حديث العشرة المبشرة | *الرابع: أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا ومتنا، وهذا مما يثبت القول ببطلان حديث العشرة المبشرة بالجنة. | ||
ومن جملة تلك الرورايات المعارضة والنافية: | |||
1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن سعد بن أبي وقّاص، أنه قال: "ما سمعت رسول الله {{صل}} يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام".<ref>الحاكم، المستدرك، ج4، ص 468</ref>. | 1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن سعد بن أبي وقّاص، أنه قال: "ما سمعت رسول الله {{صل}} يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام".<ref>الحاكم، المستدرك، ج4، ص 468</ref>. | ||
سطر ١٦١: | سطر ١٦٢: | ||
ومن الواضح أن العقل لا يقبل تخصيص العشرة بهؤلاء فقط وإخراج باقي أجلاء [[الصحابة]] من [[الانصار|أنصار]] [[المهاجرون|ومهاجرين]]. ولماذا كل هؤلاء العشرة من [[قريش]] ومن المهاجرين ولا يوجد أنصاري واحد ولا غيره فيهم؟! | ومن الواضح أن العقل لا يقبل تخصيص العشرة بهؤلاء فقط وإخراج باقي أجلاء [[الصحابة]] من [[الانصار|أنصار]] [[المهاجرون|ومهاجرين]]. ولماذا كل هؤلاء العشرة من [[قريش]] ومن المهاجرين ولا يوجد أنصاري واحد ولا غيره فيهم؟! | ||
*الثامن: أن رواية العشرة | *الثامن: أن رواية العشرة المبشّرة لم تتوقف عند العشرة، بل تعدت في بعض أسانيدها إلى أحد عشر، فقد ذكر المحب الطبري - في الرياض النضرة - فصلا في وصف كل واحد من العشرة بصفة حميدة، وروى عن [[ابن عباس| ابن عباس]] (رضي الله عنهما) [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|عن رسول الله]]: "... ولكل نبي صاحب سر، وصاحب سري: معاوية بن أبي سفيان، فمن أحبهم فقد نجا، ومن أبغضهم فقد هلك ".<ref>المحب الطبري، أحمد بن عبد الله، الرياض النضرة في مناقب العشرة، ص17.</ref> | ||
و هذا ما يدل على أن هذه الرواية ومثيلاتها هي من صنع [[بنو أمية|الأمويين]] ، وأساطيرهم الكثيرة خدمة لدولتهم التي لا تقوم إلا على مثل هذا ؟ ! | و هذا ما يدل على أن هذه الرواية ومثيلاتها هي من صنع [[بنو أمية|الأمويين]] ، وأساطيرهم الكثيرة خدمة لدولتهم التي لا تقوم إلا على مثل هذا ؟ ! |