انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حمزة بن عبد المطلب»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٥٢: سطر ٥٢:


==بعد البعثة==
==بعد البعثة==
بعدما [[البعثة|بُعث]] [[الرسول (ص)]] وجاء الموعد ليُنذر عشيرته الأقربين ([[يوم الإنذار]])، كان حمزة بن عبد المطلب من ضمن الحضور.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 146.</ref> وتذكر المصادر بأنه كأخيه أبي طالب كان يحامي عن الرسول مقابل ما كان يقوم به [[المشركين]] من ابتزازات من قبل إسلامه، فكان يردّ عليهم وخاصة ما يصد عن قبيلة قريش ولا سيما [[أبي لهب]] للنبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 131.؛ الكليني، الكافي، ج 1، ص 449.</ref>  
بعدما [[البعثة|بُعث]] [[الرسول (ص)]] وجاء الموعد ليُنذر عشيرته الأقربين ([[يوم الإنذار]])، كان حمزة بن عبد المطلب من ضمن الحاضرين.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 146.</ref> وتذكر المصادر بأنه كأخيه أبي طالب كان يحامي عن الرسول مقابل ما كان يقوم به [[المشركين]] من ابتزازات من قبل إسلامه، فكان يردّ عليهم وخاصة ما يصد عن قبيلة قريش ولا سيما [[أبي لهب]] للنبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 131.؛ الكليني، الكافي، ج 1، ص 449.</ref>  


'''إسلام حمزة'''
'''إسلام حمزة'''
سطر ٥٨: سطر ٥٨:
قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـ[[إسلام]] حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد [[البعثة]] غدا على رسول الله (ص) فقال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني". فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى [[الله]] [[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude>في نفسه [[الإيمان]] بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 172.</ref>
قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـ[[إسلام]] حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد [[البعثة]] غدا على رسول الله (ص) فقال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني". فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى [[الله]] [[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude>في نفسه [[الإيمان]] بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 172.</ref>


ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" على حد تعبير ابن إسحاق في سيرته فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه - حسب ابن إسحاق - وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من  التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع من قبل ويطوف بالبيت، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فو اللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.</ref>
ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" -كما يقول ابن إسحاق في سيرته- فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه، وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من  التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع عادة في السابق ويطوف بالبيت، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فواللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.</ref>


وقد روي عن علي بن الحسين [[زين العابدين |زين العابدين]] (ع) أنه قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب - وذلك حين أسلم - غضباً للنبي (ص) في [[حديث السلى]] الذي ألقي على النبي (ص).<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 308.</ref>
وقد روي عن علي بن الحسين [[زين العابدين |زين العابدين]] (ع) أنه قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب -وذلك حين أسلم- غضباً للنبي (ص) في [[حديث السلى]] الذي ألقي على النبي (ص).<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 308.</ref>


قد أسلم في [[السنة الثانية للهجرة|السنة الثانية]] من [[المبعث]]، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله (ص) [[دار الأرقم]] في [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] من مبعثه،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369</ref>وقبل إسلام [[أبي ذر الغفاري]].<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 298.</ref>
قد أسلم في [[السنة الثانية للهجرة|السنة الثانية]] من [[المبعث]]، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله (ص) [[دار الأرقم]] في [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] من مبعثه،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369</ref> وقبل إسلام [[أبي ذر الغفاري]].<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 298.</ref>


يرى البعض أنه لما أظهر الرسول دعوته، أخذ من انتحل دين [[الإسلام]] ومنهم حمزة بن عبد المطلب، يدعو ناحية سراً حتى فشا الإسلام بـ[[مكة]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 123.</ref>
يرى البعض أنه لما أظهر الرسول دعوته، أخذ من انتحل دين [[الإسلام]] ومنهم حمزة بن عبد المطلب، يدعو ناحية سراً حتى فشا الإسلام بـ[[مكة]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 123.</ref>
كان مصاحباً للرسول (ص) ولم يهاجر إلى الحبشة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 323.</ref>كان مع المسلمين في فترة [[شعب أبي طالب]].<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 161.</ref>
كان مصاحباً للرسول (ص) ولم يهاجر إلى الحبشة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 323.</ref>وبقي مع المسلمين في فترة [[شعب أبي طالب]].<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 161.</ref>


==بعد الهجرة==
==بعد الهجرة==
قد آخى الرسول بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] في المؤاخاة الأولى في مكة، فصار حمزة مع [[زيد بن حارثة]] أخوين، من إليه أوصى حمزة يوم [[أحد]] حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 505؛ ابن حبيب، المحبر، ص 70.</ref> وفي المؤخاة الثانية تآخى حمزة وكلثوم بن الهدم في [[المدينة]]، قبل [[غزوة بدر]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 270.</ref>
قد آخى الرسول بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] في المؤاخاة الأولى في مكة، فصار حمزة مع [[زيد بن حارثة]] أخوين، مَن أوصى إليه حمزة يوم [[أحد]] حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 505؛ ابن حبيب، المحبر، ص 70.</ref> وفي المؤخاة الثانية تآخى حمزة وكلثوم بن الهدم في [[المدينة]]، قبل [[غزوة بدر]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 270.</ref>


وقيل أن أول لواء عقده [[الرسول (ص)]] بعد قدومه إلى المدينة لحمزة بن عبد المطلب، حينما بعثه في 30 راكباً - نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار - فبلغوا سيف البحر لعير [[قريش]] قد جاءت من [[الشام]] تريد [[مكة]]، فيها أبو جهل في 300 راكب من أهل مكة. فاصطفوا للقتال، فتوسّط بينهم مجدي بن عمرو الجهني - فكان حليفاً للفريقين - حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعاً إلى المدينة في أصحابه، ولم يقع  بينهم القتال.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 9.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 595 - 596.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 6.</ref>
وقيل أن أول لواء عقده [[الرسول (ص)]] بعد قدومه إلى المدينة لحمزة بن عبد المطلب، حينما بعثه في 30 راكباً - نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار - فبلغوا سيف البحر لعير [[قريش]] قد جاءت من [[الشام]] تريد [[مكة]]، فيها أبو جهل في 300 راكب من أهل مكة. فاصطفوا للقتال، فتوسّط بينهم مجدي بن عمرو الجهني - فكان حليفاً للفريقين - حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعاً إلى المدينة في أصحابه، ولم يقع  بينهم القتال.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 9.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 595 - 596.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 6.</ref>
مستخدم مجهول