مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رزية يوم الخميس»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٩: | سطر ٩: | ||
الرزية لغةً: الفجيعة أو المصيبة،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 8، ص 245.</ref> وعليه يكون المعنى: هو الفجيعة والمصيبة التي وقعت يوم الخميس، والذي سمّى هذه الواقعة بالرزية هو [[ابن عباس]] بقوله: «إِنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله{{صل}} وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب».<ref>النيسابوري، مسلم، صحيح مسلم، ح 1634.</ref> | الرزية لغةً: الفجيعة أو المصيبة،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 8، ص 245.</ref> وعليه يكون المعنى: هو الفجيعة والمصيبة التي وقعت يوم الخميس، والذي سمّى هذه الواقعة بالرزية هو [[ابن عباس]] بقوله: «إِنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله{{صل}} وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب».<ref>النيسابوري، مسلم، صحيح مسلم، ح 1634.</ref> | ||
== | ==شرح الحادثة== | ||
ذكرت المصادر الروائية والتاريخية إنَّ النبي{{صل}} في يوم 25 صفر سنة 11 هـ عندما كان مريضا وأخريات أيام حياته طلب قلم ودواة لكي يكتب كتابا يكون حافظا وواقيا للمسلمين من الانحراف والضلال من بعده،{{ملاحظة| نقلت المصادر هذا النص بعدة عبائر، ومنها: | |||
*ائتوني بدواة وکتف أکتب لکم کتابا لا تضلّوا بعده أبدا. المفید، الإرشاد، ج 1، ص 184؛ البخاري، صحیح البخاري، ج 4، ص 66؛ النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 76. | |||
* | *هلُمّ اکتب لکم کتابا لا تضلون بعده. النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 76. | ||
* | *ائتوني بدواة وصحیفة أکتب لکم کتابا لا تضلوا بعده أبدا. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 2، ص 242.}}ولكن خالف أحد الحاضرين وصية النبي{{صل}} وقال: إنَّ نبي الله ليهجر،{{ملاحظة|ذكرت المصادر عدة عبائر للكلمة التي قالها عمر بن الخطاب، ومنها: | ||
*فقالوا: أتراه يهجر؟ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 562. | |||
*غلبه الوجع. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 451. | |||
*إنَّ نبي الله لیهجر. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 2، ص 187. | |||
*إنَّ رسول الله یهجر. النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 76. | |||
*إنَّ الرجل لیهجر. ابن تیمیة، منهاج السنة، ج 6، ص 19. | |||
*أهجر رسول الله؟ ابن تیمیة، منهاج السنة، ج 6، ص 24. | |||
*ما شأنه؟ أهجر؟ استفهموه؟ البخاري، صحیح البخاري، ج 4، ص 9؛ النووي، صحیح مسلم بشرح النووي، ج 11، ص 93. | |||
*إنَّ النّبي قد غلب علیه (غلبه) الوجع وعندکم القرآن حسبنا کتاب الله. البخاري، صحیح البخاري، ج 4، ص 9، ج 7، ص 120؛ النووي، صحیح مسلم بشرح النووي، ج 11، ص 90.}}فوقع الخلاف بين الأصحاب الذين كانوا عند النبي{{صل}}، ولما رأى النبي (ص) الخلاف طردهم من عنده وأمرهم بالخروج، ذكرت أكثر المصادر أنَّ الذي عارض كتابة النبي{{صل}} للكتاب هو عمر بن الخطاب،<ref>البخاري، صحیح البخاري، ج 1، ص 37، ج 4، ص 66، ج 5، ص 137 - 138، ج 7، ص 9؛ النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 75 - 76؛ ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 2، ص 242 - 245.</ref> ولم تصرح بعض المصادر باسمه.<ref>ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 45؛ البیهقي، السنن الکبری، ج 9، ص 207.</ref> | |||
يرى علماء الشيعة أنَّ النبي{{صل}} أراد أن يؤكد بحديث الدواة خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{{ع}} من بعده ولكن بعض الحاضرين عرف بهذا الأمر فعارضه ومنعه، وهذا ما دار في الحديث بين ابن عباس وعمر بن الخطاب، حيث قال عمر بن الخطاب لابن عباس: يا ابن عباس أتدري ما منع الناس منكم؟ قال: لا، يا أمير المؤمنين، قال: لكنّي أدري. قال: ما هو، يا أمير المؤمنين؟ قال: كرهت [[قريش]] أن تجتمع لكم [[النبوة]] و[[الخلافة]]، فتُجْحفوا الناس جحفا، فنظرت [[قريش]] لأنفسها فاختارت، ووفقت، فأصابت.<ref>السبحاني، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، ج 1، ص 469.</ref> | |||
{{ | |||
== | ==مصادرها== | ||
وردت حادثة رزية يوم الخميس وما جرى فيها في الكثير من المصادر الإسلامية عند الشيعة وأهل السنة مثل: صحيح البخاري،<ref>البخاري، صحیح البخاري، ج 1، ص 37، ج 4، ص 66، ج 5، ص 137 - 138، ج 7، ص 9.</ref> صحيح مسلم،<ref>النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 75 - 76.</ref> مسند أحمد بن حنبل،<ref>ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 45. </ref> سنن البيهقي،<ref>البیهقي، السنن الکبری، ج 9، ص 207.</ref> طبقات ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 2، ص 242 - 245.</ref> من كتب أهل السنة، أما في كتب الشيعة: الإرشاد،<ref>المفید، الإرشاد، ج 1، ص 184.</ref> أوائل المقالات،<ref>المفید، اوائل المقالات، ص 406.</ref> غيبة النعماني،<ref>النعماني، الغیبة، ص 81 - 82.</ref> ومناقب ابن شهر آشوب.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 236.</ref> | |||
== الموقف منها == | |||
تعددت المواقف حول رزية يوم الخميس وما جرى فيها وتباينت بين المسلمين، وهي: | |||
===موقف الشيعة=== | |||
اعتبر علماء الشيعة أنَّ ما جرى يوم رزية الخميس مصيبة كبرى إذ مُنع رسول الله{{صل}} من كتابة كتاب يمنع المسلمين من الضلال من بعده،.<ref>الجوهري، مقتضب الأثر، ص 3.</ref> وقد نقلت بعض مصادر أهل السنة هذا المعنى عن ابن عباس حيث اعتبر ما وقع مصيبة كبرى ولذلك سماها رزية يوم الخميس.<ref>البخاري، صحیح البخاري، ج 5، ص 137 - 138؛ النيسابوري، صحیح مسلم، ج 5، ص 76.</ref> | |||
لقد ذكر السيد شرف الدين في كتابه المراجعات عدة إشكالات ترد على عمر بن الخطاب إذا لاحظنا بعض الآيات القرآنية، والإشكالات هي: | |||
{{ | :::#مخالفة أمر رسول الله (ص) ومعصيته. | ||
:::#إظهار أنَّ عمر بن الخطاب أعرف من رسول الله{{صل}} بالقرآن وآياته | |||
:::#إتهام النبي {{صل}} بالهجر والهذيان.<ref>شرف الدین، المراجعات، ص 526.</ref> | |||
من نظر الشيعة فان عمر بن الخطاب قد خالف بعض آيات القرآن الكريم، ومنها: | |||
*{{قرآن|وَمَا آتَاکمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}}.<ref>الحشر: 7.</ref> | |||
*{{قرآن|مَا ضَلَّ صَاحِبُکمْ وَمَا غَوَیٰ*وَمَا ینطِقُ عَنِ الْهَوَیٰ*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْی یوحَیٰ}}.<ref>النجم: 2 - 5.</ref> | |||
ولذلك قال السيد عبد الحسين شرف الدين أنَّ عبارة (قد غلب علیه الوجع) هو تصرف من محدثي أهل السنة في مفردات الحديث من أجل تخفيف قباحة العبارة في أصل الحديث.<ref>شرف الدین، المراجعات، ص 520 - 521.</ref> | |||
=== | ===موقف أهل السنة=== | ||
ذكر علماء أهل عدة توجيهات لما جرى يوم رزية الخميس: | |||
: | *قال بعضهم أنَّ رواية رزية الخميس ضعيفة السند وغير معتبرة على الرغم من ورودها في صحيحي البخاري ومسلم.<ref>ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، مؤسسة الرسالة، ج 2، ص 105.</ref> | ||
: | *إنَّ قول (هجر) إنما صدر من قائله بسبب حالة الذهول التي أصابته بسبب الحادث العظيم لفقد النبي (ص).<ref>القرطبي، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج 4، ص 560.</ref> | ||
: | *إنَّ كلام عمر كان على نحو الاستفهام الاستنكاري أي أنَّ النبي{{صل}} لا يهجر.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج 8، ص 133.</ref> | ||
: | *إنَّ كلام عمر في الرجوع إلى القرآن والاكتفاء به وعدم الحاجة لوصية النبي{{صل}} كان دليلا على دقة نظره.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 7، ص 183.</ref> | ||
*في بعض النقول لم يحدد شخص واسم القائل لعبارة (إنَّ النبي يهجر) وما شابهها، بل نُقلت بصورة جمعية.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 320.</ref> | |||
:*لعل النبي{{صل}} حين أمرهم بإحضار الدواة والبياض لم يكن قاصداً لكتابة شيء من الأشياء، وإنما أراد اختبارهم لا غير، فهدى الله عمر لذلك دون غيره من الصحابة، فمنعهم من إحضارهما. | |||
:*إنّ الأمر لم يكن أمر عزيمة، بل كان أمر مشورة، وكانوا يراجعونه{{صل}} في بعض تلك الأوامر وكان [[عمر بن الخطاب|عمر]] صاحب إلهام من [[الله]]، وقد أراد التخفيف عن [[النبي]]{{صل}} إشفاقاً عليه من التعب الذي يلحقه بسبب إملاء الكتاب في حال المرض والوجع، وقد رأى - عمر - أن ترك إحضار الدواة والبياض أولى. | |||
:*ربما خشي - [[عمر بن الخطاب|عمر]] - أن يكتب [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} أمورا يعجز عنها الناس، فيستحقون العقوبة بسبب ذلك، لأنها تكون منصوصة لا سبيل إلى الاجتهاد فيها. | |||
:*لعل - [[عمر بن الخطاب|عمر]] - خاف من [[النفاق|المنافقين]] أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب، لكونه في حال المرض، فيصير سبباً للفتنة.<ref>شرف الدين، الاجتهاد في مقابل النص، ص 156-159.</ref> | |||
==سبب انصراف النبي (ص) عن الكتابة== | |||
ذكر بعض علماء الشيعة أنَّ سبب النبي{{صل}} لترك كتابة وصيته بعد حادثة رزية الخميس لعدم الفائدة لهذه الوصية فلو كتب وصيته لقيل أنه كتبها أثناء فترة هجرانه وهذيانه.<ref>شرف الدین، المراجعات، ص 527.</ref> | |||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==الملاحظات== | |||
<references group="ملاحظة"/> | |||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
*''' | *ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، '''الكامل في التاريخ'''، بيروت، دار الكتب، 1457 هـ. | ||
*ابن | *ابن تیمیة، أحمد بن عبد الحلیم، '''منهاج السنة النبویة'''، المحقق: محمد رشاد سالم، الریاض، جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامیة، 1406 هـ. | ||
*ابن | *ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، '''فتح الباري شرح صحيح البخاري'''، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، 1379 هـ. | ||
*ابن | *ابن حنبل، أحمد بن حنبل، '''مسند الإمام أحمد بن حنبل'''، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة، 2008 م. | ||
*ابن حنبل، أحمد بن | *ابن حنبل، أحمد بن محمد، '''مسند الإمام أحمد بن حنبل'''، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1421 هـ - 2001 م. | ||
*ابن سعد، محمد بن سعد، '''الطبقات | *ابن سعد، محمد بن سعد، '''الطبقات الکبری'''، بيروت، دار صادر، د.ت. | ||
*ابن | *ابن شهر آشوب، محمد بن علي، '''مناقب آل أبي طالب'''، قم، علامه، د.ت. | ||
*ابن كثير، إسماعيل بن شهاب، '''البداية والنهاية'''، | *ابن كثير، إسماعيل بن شهاب، '''البداية والنهاية'''، بيروت، الرياض، مكتبة المعرف، مكتبة النصر، ط 1، 1966 م. | ||
* | *البخاري، محمد بن إسماعیل، '''صحیح البخاري'''، بیروت، دارالطوق النجاة، 1422 هـ. | ||
*البخاري، محمد بن | *البخاري، محمد بن إسماعیل، '''صحیح البخاري'''، بیروت، دارالفکر، 1401 هـ. | ||
*البلاذري، أحمد بن يحيى، '''أنساب الأشراف'''، | *البلاذري، أحمد بن يحيى، '''أنساب الأشراف'''، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1394 هـ. | ||
* | *البیهقي، أحمد بن الحسین، '''السنن الکبری'''، بیروت، دارالفکر، د.ت. | ||
*البيهقي، أحمد بن الحسين، '''دلائل النبوة'''، علق عليه: الدكتور عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية - دار الريان للتراث، ط 1، 1408 هـ - 1988 هـ. | |||
* | *الجوهري، أحمد بن محمد، '''مقتضب الاثر في نص الأئمة اثني عشر'''، المحقق: لطف الله الصافي، قم، مکتبة الطباطبائي، د.ت. | ||
* | *السبحاني، جعفر، '''الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف'''، قم، مؤسسة الإمام الصادق{{ع}}، ط 1، 1423 ه . | ||
*السبحاني، جعفر، '''الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف'''، | *القرطبي، أحمد بن عمر، '''المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم'''، حققه وعلق عليه وقدم له: محيي الدين ديب ميستو - أحمد محمد السيد - يوسف علي بديوي - محمود إبراهيم بزال، دار ابن كثير، دمشق - بيروت - دار الكلم الطيب، دمشق - بيروت، ط 1، 1417 هـ - 1996 م. | ||
* | *المفید، محمد بن محمد، '''الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد'''، قم، الموتمر العالمي لألفیة الشیخ المفید، 1372 ش. | ||
* | *المفید، محمد بن محمد، '''أوائل المقالات'''، المحقق: إبراهیم الأنصاري الزنجاني، قم، الموتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید، د.ت. | ||
* | *النعماني، محمد بن إبراهیم، '''الغیبة'''، طهران، مکتبة الصدوق، 1399 هـ. | ||
* | *النووي، یحیی بن شرف، '''صحیح مسلم بشرح النووي'''، بیروت، دار الکتاب العربي، 1407 هـ. | ||
* | *النیسابوري، مسلم بن الحجاج، '''الجامع الصحیح (صحیح مسلم)'''، بیروت، دارالفکر، د.ت. | ||
* | *شرف الدین، عبد الحسین، '''المراجعات'''، قم، المجمع العالمی لأهل البیت{{هم}}، د.ت. | ||
* | *شرف الدين، عبد الحسين شرف الدين، '''الاجتهاد في مقابل النص'''، د.م، تحقيق وتعليق: أبو مجتبى، د.ن، د.ت. | ||
* | |||
{{محمد بن عبد الله (ص)}} | {{محمد بن عبد الله (ص)}} |