انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصراط»

أُزيل ٧٧٢ بايت ،  ٨ يونيو ٢٠١٧
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Foad
لا ملخص تعديل
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
لقد بينت [[الآيات]] هذا المعانيّ، وشوّقت للسلوك في طريق الاستقامة والاستواء، في مثل قوله تعالى: {{قرآن|وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}}،<ref>آل عمران: 101.</ref> وفي قوله تعالى على لسان أحد [[الأنبياء]] {{عليهم السلام}}: {{قرآن|إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}}،<ref> آل عمران: 51.</ref> وفي قوله تعالى: {{قرآن|وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا}}.<ref>الأنعام: 126.</ref> وقوله {{عز وجل}} مخاطباً [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}}: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}}،<ref>المؤمنون: 73.</ref> وكما تكون الهداية إلى الصراط هدايةَ إبانةٍ و كشف، تكون هداية إيصال وإبلاغ عبّر عنها قوله تعالى: {{قرآن|وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}}.<ref>الحج: 24.</ref>
لقد بينت [[الآيات]] هذا المعانيّ، وشوّقت للسلوك في طريق الاستقامة والاستواء، في مثل قوله تعالى: {{قرآن|وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}}،<ref>آل عمران: 101.</ref> وفي قوله تعالى على لسان أحد [[الأنبياء]] {{عليهم السلام}}: {{قرآن|إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}}،<ref> آل عمران: 51.</ref> وفي قوله تعالى: {{قرآن|وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا}}.<ref>الأنعام: 126.</ref> وقوله {{عز وجل}} مخاطباً [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}}: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}}،<ref>المؤمنون: 73.</ref> وكما تكون الهداية إلى الصراط هدايةَ إبانةٍ و كشف، تكون هداية إيصال وإبلاغ عبّر عنها قوله تعالى: {{قرآن|وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}}.<ref>الحج: 24.</ref>
   
   
*'''تحذير من الأنزلاق''':
'''تحذير من الأنزلاق''': إنّ الكشف عن سبيل الحقّ والهداية إلى الصراط المستقيم، يستبطن تحذيراً من مفارقة الاستقامة، وتباع سبل غير سبيل [[الله]]،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 7، ص 392.</ref> وتحذيراً من التفرّق ذات اليمين وذات الشمال فتزلّ قدم بعد ثبوتها، إحدى [[آية|آيات]] [[القرآن]] المجيد نصت على هذا التحذير الناهي عن الانزلاق من جادة الصراط والانجرافَ في تيّارات السبل الأخرى الملتوية المضلِّلة، قال تعالى: {{قرآن|وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}}.<ref>الأنعام: 153.</ref>
إنّ الكشف عن سبيل الحقّ والهداية إلى الصراط المستقيم، يستبطن تحذيراً من مفارقة الاستقامة، وتباع سبل غير سبيل [[الله]]،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 7، ص 392.</ref> وتحذيراً من التفرّق ذات اليمين وذات الشمال فتزلّ قدم بعد ثبوتها، إحدى [[آية|آيات]] [[القرآن]] المجيد نصت على هذا التحذير الناهي عن الانزلاق من جادة الصراط والانجرافَ في تيّارات السبل الأخرى الملتوية المضلِّلة، قال تعالى: {{قرآن|وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}}.<ref>الأنعام: 153.</ref>
*'''لكلٌ صراط''':
===صراط الآخرة===
الإنسان [[المؤمن]] يسلك خلال حياته في صراط. ولكلّ فرد صراطه الخاصّ الذي يتّخذ سَعتَه أو ضِيقه من مدى انفتاح صاحبه ظاهراً وباطناً على منهج الحقّ، ومن مدى اقترانه بالصدق. والمفروض أنّ المؤمن يحسّ بصراطه ويرى درب المسير الذي يصونه من التلفّت إلى غير منهج الله. وهو يستطيع أن يقيس سعة صراطه الخاصّ وضيقه بمقدار الحقّ فيما يعتقد، وبمقدار الصدق فيما يعمل ويمارس أي بمقدار استمساكه بعقيدة [[الولاية]] و [[البراءة]] الإلهيّة (أو الالتزام والرفض). فيُعظِّم ما عظّمَ اللهُ{{عز وجل}}، ويُهوِّن ما هوّن اللهُ{{عز وجل}}، في تفصيلات حياته، وفي دقائق سيرته اليوميّة المتجدّدة.
صراط الإنسان في [[الدنيا]] سوف يتجلّى [[يوم القيامة]]، جسراً ممدوداً على متن [[جهنم]]، لابدّ للوصول إلى نعيم الجِنان من خلال المرور عليه، ومعنى هذا: أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الدنيا، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان، وهو جسر تصفه [[الروايات]] بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم، ويصوّر حديث [[الإمام الصادق|للإمام الصادق]] {{ع}} مسير الناس آنذاك على الصراط: «هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف، مَن يمرّ عليه مثلَ البرق، ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس، ومنهم من يمرّ عليه ماشياً، ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً، ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً فتأخذ [[النار]] منه شيئاً، وتترك منه شيئاً».<ref>الصدوق، الأمالي، ص149، ح4.</ref>


===صراط الآخرة===
وهذا المرور مَنوط سرعةً وبُطءً بقدر نور المارّين، وتتفاوت سرعة المشي بتفاوت نور [[اليقين]]، قال تعالى: {{قرآن|يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}.<ref>الحديد: 12.</ref>
صراط الإنسان في [[الدنيا]] هذا سوف يتجلّى يوم القيامة: جسراً ممدوداً على متن جهنّم، لابدّ للوصول إلى نعيم الجِنان من المرور عليه. معنى هذا: أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الأرضيّة، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان في [[عالم الانكشاف]] الأخرويّ المبين.
 
وهو جسر تصفه الروايات بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم. ويصوّر حديث [[الإمام الصادق|للإمام الصادق]]{{ع}}  مسير الناس آنذاك على الصراط:
والنور هناك ليس بكثرة الأعمال، إنّما النور بعِظَم نور الأعمال، وإنّما يَعظُم نور العمل على قدر ما في [[القلب]] من نور القُربة، وكلّ نور أقرب إلى [[الله]] {{عز وجل}} فهو أقوى وأنوَر، فكم مِن رجُل قلّ عمله هناك، سبق إلى [[الجنة|الجنّة]] مَن هو أربى منه أضعافاً مضاعفة، قال [[رسول الله]] {{صل}} [[معاذ بن جبل|لمعاذ بن جبل]]: ”خلِّص يَكفِك القليل من العمل».<ref>صدر المتألهين، أسرار الآيات، ص 195.</ref>
«هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف.
فمنهم مَن يمرّ عليه مثلَ البرق.
ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس.
ومنهم من يمرّ عليه ماشياً.
ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً.
ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً فتأخذ النار منه شيئاً، وتترك منه شيئاً».<ref>الصدوق، الأمالي، ص149، ح4.</ref>
وهذا المرور مَنوط سرعةً وبُطءً بقدر نور المارّين، وتتفاوت سرعة المشي بتفاوت نور [[اليقين]]، ذلك أنّ المعرفة اليقينيّة والأعمال الخالصة هي في حقيقتها الوجوديّة أنوار، ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله{{عز وجل}}إلاّ بقوّة أنوارهم قال تعالى: ”يومَ تَرى المؤمنينَ والمؤمناتِ يَسعى نورُهم بين أيديهم وبأيمانِهم“  <ref>سورة الحديد، آية12.</ref>
والنور هناك ليس «بكثرة الأعمال. إنّما النور بعِظَم نور الأعمال. وإنّما يَعظُم نور العمل على قدر ما في [[القلب]] من نور القُربة. وكلّ نور أقرب إلى الله{{عز وجل}} فهو أقوى وأنوَر. فكم مِن رجُل قلّ عمله هناك، سبق إلى الجنّة مَن هو أربى منه أضعافاً مضاعفة. قال [[رسول الله]]{{صل}} لمعاذ بن جبل: خلِّص يَكفِك القليل من العمل ».<ref> الملا صدرا، أسرار الآيات، ص195.</ref>


==الصراط مظهر الرحمة==
==الصراط مظهر الرحمة==
سطر ٩٢: سطر ٨٤:
*الفيض الكاشاني، محمد محسن، '''علم اليقين في أصول الدين'''، د.م، دار البلاغة، د.ت.
*الفيض الكاشاني، محمد محسن، '''علم اليقين في أصول الدين'''، د.م، دار البلاغة، د.ت.
*العلامة المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، بيروت،انتشارات الوفاء، 1983 م.
*العلامة المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، بيروت،انتشارات الوفاء، 1983 م.
*الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، '''تصحيح الأعتقاد'''، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
*الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، '''تصحيح الأعتقاد'''، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
*صدر المتألهين، محمد بن إبراهيم، '''أسرار الآيات وأنوار البينات‌'''، طهران، ناشر: انجمن اسلامي حكمت وفلسفه اسلامي‌، ط 1، 1360 ش.
==وصلات خارجية==
==وصلات خارجية==
[http://imamreza.net/arb/imamreza.php?id=401  الصراط المستقيم شبكة الإمام الرضا (عليه السلام)]
[http://imamreza.net/arb/imamreza.php?id=401  الصراط المستقيم شبكة الإمام الرضا (عليه السلام)]
مستخدم مجهول