مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخوارج»
←تاريخ وسبب النشوء
imported>Foad ط (←تسمياتهم) |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
==تاريخ وسبب النشوء== | ==تاريخ وسبب النشوء== | ||
لقد اختلف الباحثون في وقت نشأة الخوارج إلى قولين: | |||
*القول الأول: اعتبر موقعة ([[صفين]]) نقطة البدء في نشأة الخوارج، وظهورهم في الساحة الدينيّة والسياسيّة في العالم الإسلامي آنذاك، فبعد وقوع معركة صفين، والتحكيم الذي قام فيه ابن العاص بخلع [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} وإثبات [[معاوية]] مكانه، قرر أمير المؤمنين {{ع}} الرجوع إلى الكوفة هو وأصحابه، وكان يلعن في قنوت [[الصلاة|صلاته]] [[معاوية بن أبي سفيان]] و[[عمرو بن العاص]]، فتراجع الخوارج عن موقفهم الأول - بقبول [[التحكيم]] - وطالبوا [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} باستئناف القتال ضد معاوية فرفض الإمام علي {{عليه السلام}} ذلك، ففارقه الخوراج، ونزلوا بقرية (حروراء)، وأعلنوا خروجهم عليه، وبلغ عددهم اثنا عشر ألف رجل من المقاتيلن يتزعمهم عبد الله بن الكواء، و[[شبث بن ربعي]]، وعبد الله بن وهب الراسبي، وحرقوص بن زهير البجلي، وغيرهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص112-113.</ref> | |||
*القول الثاني: إنَّ الخوارج في وجودها مرّت بمرحلتين، إحداهما مرحلة الوجود الكامن المستتر الخفي، والثانية مرحلة الظهور والإعلان | |||
مرحلة التستر والكتمان: وتمتد منذ الصدر الأول [[الإسلام|للإسلام]] إلى سنة ([[سنة 37 هـ|37 هـ]]) حيث كانت [[واقعة التحكيم]]، وللخوارج في هذه المرحلة طوران: | |||
#طور النشأة (الجذور): ويمتد من بداية الصدر الأول حتى [[سنة 24هـ]] حيث استلم [[عثمان بن عفان]] الحكم، والخوارج في بدايتهم كانوا ينتمون إلى ما كان يُعرف بطبقة القُرّاء. | |||
#طور التنظير والتمذهب: ويمتد هذا الطور من سنة [[سنة 24هـ]] إلى سنة ([[سنة 37 هـ|37 هـ]])، فيستغرق ثلاث عشرة سنة، وهي مدة حكم [[عثمان بن عفان]] وسنتين من خلافة [[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} حتى موقعة [[صفين]]. | |||
مرحلة الظهور والإعلان: هذه المرحلة تبدأ من [[واقعة التحكيم]] سنة ([[سنة 37 هـ|37 هـ]])، وتمتد حتى أفول نجم الخوارج بعد عام ([[سنة 138 هـ|138هـ]]) أثناء حكم [[أبي جعفر المنصور]]، وللخوارج في هذه المرحلة طوران: | |||
1- طور النضج والازدهار: ويبدأ من سنة ([[سنة 37 هـ|37 هـ]]) إلى سنة ([[سنة 130 هـ|130هـ]]) فيستغرق ما يقرب من قرن من الزمان، ويُمثل هذا الطور ذروة ما وصل اليه الخوارج من قوة وازدهار لا باعتبارهم جماعة من القُرّاء كما هو الحال في الطورين السابقين، بل باعتبارهم فرقة دينيّة ذات توجهات سياسيّة تتصاعد فعالياتها حتى تجعل منهم أول حزب سياسي في [[الإسلام]]، ومظاهر الازدهار تظهر في مظاهر ثلاثة وهي: | |||
المظهر الأول: الجهر بالآراء، والأفكار والمبادئ التي آمنوا بها بالإضافة إلى معارضتهم العلنيّة لنظام الحكم القائم آنذاك. | |||
المظهر الثاني: تنامي نزعة [[تكفير أهل القبلة|التكفير]] عندهم، والعمل على إذاعتها، ونشرها مع مبادئهم الأخرى في أنحاء البلدان الإسلاميّة. | |||
المظهر الثالث: ظهور آليات جديدة للعمل الخارجي تتناسب وهذا الطور، حيث تظهر قيادات دينيّة وسياسيّة تتولى قيادة المواقف، والإعلان عنها في كل ما يطرأ على الساحة من أمور تخص الدين أو تتصل بالسياسة وشؤون الحكم، وكذلك صار للخوارج قادة حربيون يجهزون الجيوش التي تضم الآف المقاتلين يخوضون بهم المعارك ضد أعدائهم من الحكام، وولاتهم في الأمصار، وقد أختص بعض هذه القيادات بتدبير مؤامرات الاغتيال، وتنفيذها كما حصل عندما اغتالوا [[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} | |||
2 - طور الذبول والاضمحلال: ويبدأ من نهاية الطور السابق إلى نهايات المرحلة. | |||
في سنة ([[سنة 137 هـ|137 هـ]]) خلال فترة حكم [[أبي جعفر المنصور]] العباسي ظهر مُلبّد بن حرملة الشيباني الخارجي بالجزيرة، فيُرسل إليه أبو جعفر جيشا بعد الآخر، فيهزم مُلبّد كل تلك الجيوش، ويقتل قادتهم، وتستمر المعارك حتى تنتهي بمقتل [[مُلبّد الشيباني]] سنة ([[سنة 138 هـ|138هـ]]) وكثير من أصحابه ويفر الباقون. | |||
لم يذكر التاريخ أحداثا مؤثرة بعد موقعة [[مُلبّد الشيباني]] إلا سنة ([[سنة 162 هـ|162هـ]]) حيث خرج عبد السلام بن هاشم اليشكري بالجزيرة في عهد حكم المهدي بن أبي جعفر المنصور فكانت نهايته كمُلبّد الشيباني. | |||
لقد تضافرت عدة عوامل أدخلت الخوارج في طور الانحسار والاضمحلال، ومن أهم هذه العوامل قوة المواجهة من جانب [[الأمويين]] و[[العباسيين]]، بالإضافة إلى التمزق، والإنقسام الداخلي بين الخوارج أنفسهم حيث راح بعضهم يُكفّر بعضا، ويتبرأ بعضهم من بعض.<ref>أبو سعدة، الخوارج في ميزان الفكر الإسلامي، ص31-69.</ref> | |||
==خصائصهم== | ==خصائصهم== |