مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القضاء والقدر»
←القضاء والقدر في القرآن الكريم
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
==القضاء والقدر في القرآن الكريم== | ==القضاء والقدر في القرآن الكريم== | ||
تُستعمل مادّتا القضاء والقدر لعدّة معان، ومنها في ما يخصّ البحث من مادّة القضاء: | تُستعمل مادّتا القضاء والقدر لعدّة معان، ومنها في ما يخصّ البحث من مادّة القضاء:{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
#قضى أو يقضي بين المتخاصمين، كقوله تعالى: {{قرآن|إنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيـمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)}}.<ref>الجاثية:17.</ref> | #قضى أو يقضي بين المتخاصمين، كقوله تعالى: {{قرآن|إنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيـمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)}}.<ref>سورة الجاثية: 17.</ref> | ||
#قضى الله الأمر: أَنْبَأه به، كقوله {{عز وجل}} في ما أخبر به لوطاً عن مصير قومه في سورة الحجر: {{قرآن|وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذلِكَ الاَْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}}<ref>الحجر:66. </ref> أي أنبأناه. | #قضى الله الأمر: أَنْبَأه به، كقوله {{عز وجل}} في ما أخبر به لوطاً عن مصير قومه في سورة الحجر: {{قرآن|وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذلِكَ الاَْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}}<ref>سورة الحجر: 66. </ref>، أي أنبأناه. | ||
#قضى الله الشيء، وبه: أوجبه، أمر به، كقوله تعالى: {{قرآن|وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}}<ref>الإسراء:23. </ref> أي أمر ربّك وأوجب عليكم ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه. | #قضى الله الشيء، وبه: أوجبه، أمر به، كقوله تعالى: {{قرآن|وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}}<ref>سورة الإسراء: 23. </ref>، أي أمر ربّك وأوجب عليكم ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه. | ||
#قضى الله الأمر أو الشيء: تعلّقت إرادته به، قدّره، كقوله تعالى: {{قرآن|وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}.<ref> البقرة:117.</ref> أي إذا أراد أمراً. | #قضى الله الأمر أو الشيء: تعلّقت إرادته به، قدّره، كقوله تعالى: {{قرآن|وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}.<ref> سورة البقرة: 117.</ref> أي إذا أراد أمراً. | ||
وقوله تعالى: {{قرآن|هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِين ثُمَّ قَضَى أَجَلا}}.<ref>الأنعام:2.</ref> أي قدّر لكلّ | وقوله تعالى: {{قرآن|هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِين ثُمَّ قَضَى أَجَلا}}.<ref>سورة الأنعام:2.</ref>، أي قدّر لكلّ إنسان مدّة يحيا فيها. | ||
ومنها فيما يخصّ البحث من مادّة القدر: | ومنها فيما يخصّ البحث من مادّة القدر:{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
قدر على الشيء أو العمل: استطاع أن يفعله، يتغلّب عليه فهو قادر، والقدير: ذو القوّة، كقوله تعالى: | قدر على الشيء أو العمل: استطاع أن يفعله، يتغلّب عليه فهو قادر، والقدير: ذو القوّة، كقوله تعالى: | ||
*{{قرآن|أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ بِقَادِر عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}}<ref>يس:81.</ref> | *{{قرآن|أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ بِقَادِر عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}}<ref>سورة يس: 81.</ref> | ||
*{{قرآن|وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ}}<ref>البقرة:20.</ref> أيْ ذو القدرة على فعل كلّ شيء على قدر ما تقتضي الحكمة. | *{{قرآن|وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ}}<ref>البقرة:20.</ref> أيْ ذو القدرة على فعل كلّ شيء على قدر ما تقتضي الحكمة. | ||
قَدَرَ: | قَدَرَ: | ||
*قَدَرَ الرِّزق عليه ويَقْدِر: ضيّقه، كقوله تعالى: {{قرآن|قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}}<ref> سبأ:36.</ref> | *قَدَرَ الرِّزق عليه ويَقْدِر: ضيّقه، كقوله تعالى: {{قرآن|قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}}<ref> سورة سبأ: 36.</ref> | ||
*قدر الله الأمر بقدره: دبَّره أو أراد وقوعه، كقوله تعالى: {{قرآن|فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}}<ref>المرسلات:23.</ref> | *قدر الله الأمر بقدره: دبَّره أو أراد وقوعه، كقوله تعالى: {{قرآن|فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}}<ref>سورة المرسلات: 23.</ref> | ||
قدّر: | قدّر: | ||
*قدّر الله الأمر: قضى به، أو حكم بأنْ يكون، كقوله {{عز وجل}} في شأن زوجة [[لوط]] {{ع}}: {{قرآن|فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}}.<ref> النمل:57 </ref> أي حكمنا، أو قضينا عليها بأن تكون من الهالكين. | *قدّر الله الأمر: قضى به، أو حكم بأنْ يكون، كقوله {{عز وجل}} في شأن زوجة [[لوط]] {{ع}}: {{قرآن|فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}}.<ref> سورة النمل: 57. </ref>، أي حكمنا، أو قضينا عليها بأن تكون من الهالكين. | ||
*قَدَّرَ في الأمْرِ: تَمَهَّلَ وتروّى في إنجازه، كقوله {{عز وجل}} مخاطباً [[داود]]{{عليه السلام}}: {{قرآن|وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}} | *قَدَّرَ في الأمْرِ: تَمَهَّلَ وتروّى في إنجازه، كقوله {{عز وجل}} مخاطباً [[داود]]{{عليه السلام}}: {{قرآن|وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}}<ref>سورة سبأ: 11.</ref>، أيْ تمهّل وتروَّ في صُنعه كي تحكم عمله. | ||
القَدَر: | القَدَر: | ||
*القَدَر: المقدار والكميّة، كقوله تعالى: {{قرآن|وَإِنْ مِن شَيْء إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَر مَعْلُوم}} | *القَدَر: المقدار والكميّة، كقوله تعالى: {{قرآن|وَإِنْ مِن شَيْء إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَر مَعْلُوم}}<ref>سورة الحجر: 21.</ref>، أيْ بمقدار وكميّة معلومة. | ||
*قَدَرُ الشيءِ: زمانه أو مكانه، كقوله تعالى: {{قرآن|أَلَمْ نَخلُقكُمْ مِنْ مَاء مَهِين* فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَكِين* إِلَى قَدَر مَعْلُوم}} | *قَدَرُ الشيءِ: زمانه أو مكانه، كقوله تعالى: {{قرآن|أَلَمْ نَخلُقكُمْ مِنْ مَاء مَهِين* فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَكِين* إِلَى قَدَر مَعْلُوم}}<ref>سورة المرسلات: 20-22.</ref>، أيْ إلى زمان محدّد معلوم. | ||
*قَدَرُ اللهِ: قضاؤُه المحكم، أو حكمهُ المبرَم على خلقه، كقوله تعالى: {{قرآن|سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً}}.<ref> الأحزاب:38 </ref> أي قضاءً محكماً، وحُكماً مُبْرَماً. | *قَدَرُ اللهِ: قضاؤُه المحكم، أو حكمهُ المبرَم على خلقه، كقوله تعالى: {{قرآن|سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً}}.<ref> الأحزاب:38 </ref> أي قضاءً محكماً، وحُكماً مُبْرَماً. | ||
لعلّ تعدّد معاني ما يُنسبُ إلى الله {{عز وجل}} من مادَّتَي القضاء والقدر، قد أدّى إلى لبسِ معنى ما ورد منهما في [[القرآن]] والحديث، واعتقاد بعض [[المسلمين]] بأنّ الإنسان يسيّر في حياته، في كلّ ما يعمل من خير، أو شرّ وفق ما قضى الله {{عز وجل}} عليه وقدّر قبل أنْ يخلقَ. | لعلّ تعدّد معاني ما يُنسبُ إلى الله {{عز وجل}} من مادَّتَي القضاء والقدر، قد أدّى إلى لبسِ معنى ما ورد منهما في [[القرآن]] والحديث، واعتقاد بعض [[المسلمين]] بأنّ الإنسان يسيّر في حياته، في كلّ ما يعمل من خير، أو شرّ وفق ما قضى الله {{عز وجل}} عليه وقدّر قبل أنْ يخلقَ. |