انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القضاء والقدر»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
imported>Bassam
لا ملخص تعديل
سطر ٤٤: سطر ٤٤:
إنَّ لكل من [[القضاء والقدر]] مراتب،أو أقسام وهي:
إنَّ لكل من [[القضاء والقدر]] مراتب،أو أقسام وهي:
=== القضاء والقدر التشريعيان===
=== القضاء والقدر التشريعيان===
يعني ان الأوامر والنواهي الإلهية الواردة في [[الكتاب]] و[[السنة]]،وقد أشار إليه [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في كلامه حينما سأله الشامي عن معنى [[القضاء والقدر]] فقال: «الْأَمْرُ بِالطَّاعَةِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَالتَّمْكِينُ مِنْ فِعْلِ الْحَسَنَةِ وَتَرْكُ الْمَعْصِيَةِ وَالْمَعُونَةُ عَلَى الْقُرْبَةِ إِلَيْهِ وَالْخِذْلَانُ لِمَنْ عَصَاهُ وَالْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ كُلُّ ذَلِكَ قَضَاءُ اللَّهِ فِي أَفْعَالِنَا وَقَدَرُهُ لِأَعْمَالِنَا وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا تَظُنَّهُ فَإِنَّ الظَّنَّ لَهُ مُحْبِطُ الْأَعْمَالِ».<ref>عوالي اللئالي العزيزية: ج‌4ص108</ref>
يعني الأوامر والنواهي الإلهية الواردة في [[الكتاب]] و[[السنة]]،وقد أشار إليه [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في كلامه حينما سأله الشامي عن معنى [[القضاء والقدر]] فقال: «الْأَمْرُ بِالطَّاعَةِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَالتَّمْكِينُ مِنْ فِعْلِ الْحَسَنَةِ وَتَرْكُ الْمَعْصِيَةِ وَالْمَعُونَةُ عَلَى الْقُرْبَةِ إِلَيْهِ وَالْخِذْلَانُ لِمَنْ عَصَاهُ وَالْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ كُلُّ ذَلِكَ قَضَاءُ اللَّهِ فِي أَفْعَالِنَا وَقَدَرُهُ لِأَعْمَالِنَا وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا تَظُنَّهُ فَإِنَّ الظَّنَّ لَهُ مُحْبِطُ الْأَعْمَالِ».<ref>عوالي اللئالي العزيزية: ج‌4ص108</ref>
=== القضاء والقدر التكوينيان===
=== القضاء والقدر التكوينيان===
ويعني ما يرجع الى الحقائق الكونية ونظام الوجود وله أقسام وهي:
ويعني ما يرجع إلى الحقائق الكونيّة ونظام الوجود وله أقسام وهي:
==== القضاء والقدر العلميّان====
==== القضاء والقدر العلميّان====
وهو عبارة عن تحديد كل شئ بخصوصياته في علمه تعالى الأزلي،قبل إيجاده، فهو تعالى يعلم حدّ كل شئ ومقداره وخصوصياته الجسمانيّة وغير الجسمانيّة.
وهو عبارة عن تحديد كل شئ بخصوصياته في علمه {{عز وجل}} الأزلي، قبل إيجاده، فهو {{عز وجل}} يعلم حدّ كل شئ ومقداره وخصوصياته الجسمانيّة وغير الجسمانيّة.


والمراد من القضاء العلمي هو علمه تعالى بضرورة وجود الأشياء وإبرامها عند تحقق جميع ما يتوقّف عليه وجودها من الأسباب والشرائط ورفع الموانع.
والمراد من القضاء العلمي هو علمه {{عز وجل}} بضرورة وجود الأشياء وإبرامها عند تحقق جميع ما يتوقّف عليه وجودها من الأسباب والشرائط ورفع الموانع.


فعلمه السابق بحدود الأشياء وضرورة وجودها، تقدير وقضاء علميّان، وقد أُشير إلى هذا القسم، في آيات الكتاب المجيد:  
فعلمه السابق بحدود الأشياء وضرورة وجودها، تقدير وقضاء علميّان، وقد أُشير إلى هذا القسم، في آيات الكتاب المجيد:  
سطر ٥٦: سطر ٥٦:
قال سبحانه:«وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا»<ref>ال عمران:145.</ref>
قال سبحانه:«وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا»<ref>ال عمران:145.</ref>
وقال أيضاً:«قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»<ref>التوبة:51.</ref>
وقال أيضاً:«قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»<ref>التوبة:51.</ref>
وقال سبحانه: «وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِى كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ»<ref>فاطر:3.</ref>  
وقال سبحانه: «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِى كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ»<ref>فاطر:3.</ref>  
وقال تعالى:«ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَ لا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ....» <ref>الحديد:22.</ref>
وقال تعالى:«ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ....» <ref>الحديد:22.</ref>


==== القضاء والقدر العينيان====
==== القضاء والقدر العينيان====
التقدير العيني عبارة عن الخصوصيات الّتي يكتسبها الشي‏ء من علله عند تحقّقه وتلبّسه بالوجود الخارجي. والقضاء العيني هو ضرورة وجود الشي‏ء عند وجود علّته التامّة ضرورةً عينيةً خارجيةً.
التقدير العيني عبارة عن الخصوصيات الّتي يكتسبها الشي‏ء من علله عند تحقّقه وتلبّسه بالوجود الخارجي. والقضاء العيني هو ضرورة وجود الشي‏ء عند وجود علّته التامّة ضرورةً عينيّةً خارجيّةً.


فالتقدير والقضاء العينيان ناظران إلى التقدير والضرورة الخارجيين اللّذين يحتفّان بالشي‏ء الخارجي، فهما مقارنان لوجود الشي‏ء بل متّحدان معه، مع أنّ التقدير والقضاء العلميان مقدّمان على وجود الشي‏ء.فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقدير وقضاء، فتقديره تحديد الأشياء الموجودة فيه من حيث وجودها، وآثار وجودها، وخصوصيات كونها بما أنّها متعلقة الوجود والآثار بموجودات أخرى، أعنى العلل والشرائط، فيختلف وجودها وأحوالها باختلاف عللها وشرائطها، فالتقدير يهدي هذا النوع من الموجودات إلى ما قدّر له في مسير وجوده، قال تعالى:«الّذى خَلَقَ فَسَوّى‏* وَالَّذى قَدَّرَ فَهَدى‏»<ref>الاعلى:2-3.</ref>أي‏هدى ما خلقه إلى ما قدّر له.
فالتقدير والقضاء العينيان ناظران إلى التقدير والضرورة الخارجيين اللّذين يحتفّان بالشي‏ء الخارجي، فهما مقارنان لوجود الشي‏ء بل متّحدان معه، مع أنّ التقدير والقضاء العلميان مقدّمان على وجود الشي‏ء. فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقدير وقضاء، فتقديره تحديد الأشياء الموجودة فيه من حيث وجودها، وآثار وجودها، وخصوصيّات كونها بما أنّها متعلقة الوجود والآثار بموجودات أخرى، أي العلل والشرائط، فيختلف وجودها وأحوالها باختلاف عللها وشرائطها، فالتقدير يهدي هذا النوع من الموجودات إلى ما قدّر له في مسير وجوده، قال تعالى:«الّذى خَلَقَ فَسَوّى‏* وَالَّذى قَدَّرَ فَهَدى‏»<ref>الاعلى:2-3.</ref>أي‏هدى ما خلقه إلى ما قدّر له.
وأما قضاؤه، فلمّا كانت الحوادث في وجودها وتحقّقها منتهية إليه سبحانه فما لم تتمّ لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها، فإنّها تبقى على حال التردّد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا تمَّت عللها وعامّة شرائطها ولم يبق لها إلّاأن توجد، كان ذلك من اللّه قضاءً وفصلًا لها من الجانب الآخر وقطعاً للإبهام.
وأما قضاؤه، فلمّا كانت الحوادث في وجودها وتحقّقها منتهية إليه {{عز وجل}} فما لم تتمّ لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها، فإنّها تبقى على حال التردّد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا تمَّت عللها وعامّة شرائطها ولم يبق لها إلّاأن توجد، كان ذلك من اللّه قضاءً وفصلًا لها من الجانب الآخر وقطعاً للإبهام.


وبذلك يظهر أنّ التقدير والقضاء العينيين من صفاته الفعلية سبحانه فإنّ مرجعهما إلى إفاضة الحدّ والضرورة على الموجودات، وإليه يشير الإمام الصادق {{عليه السلام}}في قوله:«القضاء والقدر خلقان من خلق اللّه، واللّه يزيد في الخلق ما يشاء»<ref>التوحيد:الباب60 الحديث1.</ref> ومن هنا يكشف لنا الوجه في عناية النبيّ وأهل البيت عليهم السلام بالإيمان ‏بالقدر، وأنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلّابالإيمان به، فإنّ التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة، وقد عرفت في أبحاث التوحيد أن من مراتب التوحيد، التوحيد في الخالقية، وقد عرفت آنفاً أنّ حدود الأشياء وخصوصياتها، وضرورة وجودها منتهية إلى إرادته سبحانه، فالإيمان بهما، من شؤون التوحيد في الخالقية. ولأجل ذلك ترى أنّه سبحانه أسند القضاء والقدر إلى نفسه، وقال: «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ قَدْراً».<ref>الطلاق:3.</ref>
وبذلك يظهر أنّ التقدير والقضاء العينيين من صفاته الفعليّة {{عز وجل}} فإنّ مرجعهما إلى إفاضة الحدّ والضرورة على الموجودات، وإليه يشير [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}في قوله:«القضاء والقدر خلقان من خلق اللّه، واللّه يزيد في الخلق ما يشاء»<ref>التوحيد:الباب60 الحديث1.</ref> ومن هنا يكشف لنا الوجه في عناية [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} و[[أهل البيت(ع)|أهل البيت]]  {{عليهم السلام}} بالإيمان ‏بالقدر، وأنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلّابالإيمان به، فإنّ التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة، وأنّ حدود الأشياء وخصوصياتها، وضرورة وجودها منتهية إلى إرادته {{عز وجل}}، فالإيمان بهما، من شؤون التوحيد في الخالقيّة. ولأجل ذلك ترى أنّه {{عز وجل}} أسند القضاء والقدر إلى نفسه، وقال: «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ قَدْراً».<ref>الطلاق:3.</ref>
وقال تعالى: «وَ إِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».<ref>االبقرة:117.</ref>
وقال تعالى: «وَ إِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».<ref>االبقرة:117.</ref>
وقال سبحانه: «فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِى يَوْمَيْنِ».<ref>فصلت:12.</ref>
وقال سبحانه: «فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِى يَوْمَيْنِ».<ref>فصلت:12.</ref>
وقال تعالى: «إِنَّا كُلَّ شَىْ‏ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ».<ref>القمر:49.</ref>
وقال تعالى: «إِنَّا كُلَّ شَىْ‏ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ».<ref>القمر:49.</ref>
وقال سبحانه: «وَ إِنْ مِنْ شَىْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ».<ref>الحجر:21.</ref>
وقال سبحانه: «وَ إِنْ مِنْ شَىْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ».<ref>الحجر:21.</ref>
وغيرها من الآيات الحاكية عن قضائه سبحانه بالشي‏ء وإبرامه على صفحة الوجود.
وغيرها من الآيات الحاكيّة عن قضائه سبحانه بالشي‏ء وإبرامه على صفحة الوجود.


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول