انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وفاة النبي (ص)»

ط
imported>Nabavi
imported>Nabavi
سطر ١٣: سطر ١٣:
لقد مرض النبي بالتزامن مع تأميره [[أسامة بن زيد]] وبعثه على رأس جيش لمواجهة جيش الروم حيث قتل أبوه للتوّ في [[حرب مؤتة]] معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مرض الموت، أوفد [[أسامة بن زيد بن حارثة]] إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وانطلق أسامة، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وبن أبي وقاص و...<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص160-161.</ref>لكن حسب المصادر هذا الإنتداب لم يطل أمده لأسباب مختلفة فتخلّفوا من الإلتحاق إلى الجيش والإنقياد لأوامر قائده الفتيّ المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز هذا الجيش و الإسراع في بعثه.
لقد مرض النبي بالتزامن مع تأميره [[أسامة بن زيد]] وبعثه على رأس جيش لمواجهة جيش الروم حيث قتل أبوه للتوّ في [[حرب مؤتة]] معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مرض الموت، أوفد [[أسامة بن زيد بن حارثة]] إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وانطلق أسامة، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وبن أبي وقاص و...<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص160-161.</ref>لكن حسب المصادر هذا الإنتداب لم يطل أمده لأسباب مختلفة فتخلّفوا من الإلتحاق إلى الجيش والإنقياد لأوامر قائده الفتيّ المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز هذا الجيش و الإسراع في بعثه.


===النبي طريح الفراش===
ذكروا بأن رسول الله لازم الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref>عن إبن إسحاق قال:...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>
ذكروا بأن [[رسول الله]] لازم الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. كما اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref>عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>
هناك رأيان، فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه فيه ثم قبض:
هناك رأيان أساسيان، فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه ثم قبض فيه:
*الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي وفاته ودفنه هناك.  
*الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) [[عائشة]] وبالتالي وفاته ودفنه هناك.  


إن هذا الرأي على العموم يستند إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، ومنها رواية عن [[الشيخين]] عن عائشة قالت: "إن من أنعم الله علي أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك..."<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص261.</ref>إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>وذكره الآخرون نقلاً عن مصادر أخرى.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>
إن هذا الرأي يستند على العموم إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، ومنها رواية عن الشيخين (البخاري ومسلم) عن عائشة قالت: "إن من أنعم الله علي أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك..."<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص261.</ref>إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>وذكره الآخرون نقلاً عن مصادر أخرى.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>


*الرأي الذي يقول بمبيت النبي في بيت إبنته [[فاطمة]] في اللحظات الأخيرة، ثم فوته ودفنه هناك. وفي ذلك يستندون إلى:
*الرأي الذي يقول بمبيت النبي في بيت إبنته [[فاطمة]] في اللحظات الأخيرة، ثم فوته ودفنه هناك. وفي ذلك يستندون إلى:
{{Div col|1}}
#ما نقل على لسان علي في كلامه وخطبه من أن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي.<ref>المجلسي، البحار، ج22، ص542</ref>
#ما رواه ابن سعد والبيهقي، عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر، أو عن الزهري قال -نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلية الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>فعلى هذا يمكن الجمع بین إبتداء مرض النبي في حجرة عائشة، وإنتقاله إلى بيت فاطمة ووفاته ودفنه فیه.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref> 
#والرواية التي تقول بأنه ما دفن نبي قطّ إلا في مكانه الذي توفي فيه،<ref>أعيان الشيعة، ج11، ص122؛ البداية والنهاية لإبن كثير، ج5، ص287.</ref>وكان مما أوصى به النبي، أن يدفن في بيته الذي قبض فيه و...<ref>الصحيح للعاملي، ج32، ص153 نقلاً عن البحار للمجلسي، ج22، ص493-494.</ref>
{{Div col end}}
هنا يأتي التسائل الذي طرحه البعض كالمعتزلي وغيره، وهو أنه كيف غُسّل وجُهّز ودُفن الرسول في نفس اليوم في بيت عائشة من دون أن تعلم كل ذلك -وهي تسكن البيت- إلا أنه يأتي بإحتمالات أخرى لتبريره على لسان الآخرين.<ref>الصحيح، ج32، ص339 نقلاً عن شرح النهج للمعتزلي، ج13، ص40.</ref>


1) ما نقل على لسان علي في كلامه وخطبه من أن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي.<ref>المجلسي، البحار، ج22، ص542</ref>
ويذكر بحسب المصادر قد إنتقل الرسول من دار كانت تسكنها عائشة إلى دار فاطمة، في اليوم الذي توفي فيه، لأنه حين صلاة الفجر (في اليوم الإثنين) كان لا يزال في دار عائشة التي كانت لجهة القبلة -حسب الروايات الواردة في صلاة أبي بكر- وقد رواه البخاري أيضاً.<ref>الصحيح للعاملي، ج33، ص138 نقلاَ عن البخاري (ط سنة 1309ه)، ج3، ص61 وج1، ص82...</ref>ويرَوون بأنه خرج (في اليوم الأخير) فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يديه على عاتق علي والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها...<ref>العاملي، الصحيح، ج33، ص133 نقلاً عن أمالي الصدوق، مجلس92، ص569 و...</ref>فيذكرون قضية استئذان ملك الموت،<></>وبعد ما مضى الرسول في بيت فاطمة آخر لحظات حياته ووافته المنية، فلابدّ وأنه قد دفن فيه، كما هو مؤكّد عليه.
 
2) ما رواه ابن سعد والبيهقي، عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر، أو عن الزهري قال -نقلاً عن شيوخ من [[الأنصار]] في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلية الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>
 
والتسائل الذي طرحه البعض كالمعتزلي وأمثاله بأنه كيف غسّل وجهّز ودفن الرسول في نفس اليوم في بيت عائشة من دون أن تعلم كل ذلك وهي تسكن في البيت في محله، إلا أنه يأتي بإحتمالات أخرى ليصلحه ويرويها على لسان الآخرين.<ref>الصحيح، ج32، ص339 نقلاً عن شرح النهج للمعتزلي، ج13، ص40.</ref>
 
من جهة أخرى، بحسب الباحثين قد إنتقل الرسول من دار كانت تسكنها عائشة إلى دار فاطمة، في اليوم الذي توفي فيه، لأنه حين صلاة الفجر (في اليوم الإثنين) كان لا يزال في دار عائشة التي كانت لجهة القبلة - حسب الروايات الواردة في صلاة أبي بكر - وقد رواه البخاري أيضاً.<ref>الصحيح للعاملي، ج33، ص138 نقلاَ عن البخاري (ط سنة 1309ه)، ج3، ص61 وج1، ص82...</ref>ويرَوون بأنه خرج (في اليوم الأخير) فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يديه على عاتق علي والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها...<ref>العاملي، الصحيح، ج33، ص133 نقلاً عن أمالي الصدوق، مجلس92، ص569 و...</ref>فيذكرون قضية استئذان ملك الموت،<></>فبعد ما مضى الرسول في بيت فاطمة آخر لحظات حياته، ووافته المنية، لابدّ وأنه قد دفن فيه، كما هو مؤكّد عليه.  
 
3) والرواية التي تقول بأنه ما دفن نبي قط الا في مكانه الذي توفي فيه،<ref>أعيان الشيعة، ج11، ص122؛ البداية والنهاية لإبن كثير، ج5، ص287.</ref>وإذا كان النبي دفن في بيته أو المتعلق بإبنته فاطمة فبالنتيجة أنه قد مضى مدة مرضه هناك. علما بأنه كان مما أوصى به النبي، أن يدفن في بيته الذي قبض فيه و...<ref>الصحيح للعاملي، ج32، ص153 نقلاً عن البحار للمجلسي، ج22، ص493-494.</ref> 
 
فيرى البعض أنه لا مانع في إبتداء مرض النبي في حجرة عائشة، ومن ثم انتقاله إلى بيت فاطمة ووفاته ودفنه هناك.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref>


===سبب مرض الرسول===
===سبب مرض الرسول===
مستخدم مجهول