انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة خيبر»

أُضيف ٦٠ بايت ،  ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
سطر ١٥٤: سطر ١٥٤:


===التماس المصالحة===
===التماس المصالحة===
قيل إن النبي همّ أن ينصِب المنجنيق على الكتيبة لِما رأى من تغليقهم، وأنه لا يبرز منهم بارز. قالوا لقد رُئي [[كنانة بن ابي الحّقيق]] وهو صاحب الحصن على براعته في الرمي (وكان يرمي بثلاثة أسهُم في هدف واحد شِبراً بِشِبر من على بُعد ثلاثمائة ذراع) لا يقدر أن يوتر قوسه من الرعدة حين فوجئ بمحمد مُقبِلاً مِن الشقّ في أصحابه، فأومأ إلى أهل الحصون: لا ترموا! وانقمع في حصنه، فما رُئي منهم أحد حتى أجهدهم الحصار وأيقنوا بالهلاك، فسألوا الصلح.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 670.</ref>
قيل إن النبي همّ أن ينصِب المنجنيق على الكتيبة لِما رأى من تغليقهم، وأنه لا يبرز منهم بارز. قالوا لقد رُئي كنانة بن ابي الحّقيق وهو صاحب الحصن على براعته في الرمي (وكان يرمي بثلاثة أسهُم في هدف واحد شِبراً بِشِبر من على بُعد ثلاثمائة ذراع) لا يقدر أن يوتر قوسه من الرعدة حين فوجئ بمحمد مُقبِلاً مِن الشقّ في أصحابه، فأومأ إلى أهل الحصون: لا ترموا! وانقمع في حصنه، فما رُئي منهم أحد حتى أجهدهم الحصار وأيقنوا بالهلاك، فسألوا الصلح.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 670.</ref>
====نصوص المعاهدة====
====نصوص المعاهدة====
صالح النبي أهل الكتيبة على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم، وأن يخرجوا من خيبر، ويخلّوا بين النبي وبين أموالهم وأراضيهم، وأن لا يكتموا النبي شيئاً.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 669 -671.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 37، 351-352.؛ البلاذري، فتوح البلدان، ج 1، ص 421.</ref>
صالح النبي أهل الكتيبة على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم، وأن يخرجوا من خيبر، ويخلّوا بين النبي وبين أموالهم وأراضيهم، وأن لا يكتموا النبي شيئاً.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 669 -671.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 37، 351-352.؛ البلاذري، فتوح البلدان، ج 1، ص 421.</ref>
سطر ١٦٣: سطر ١٦٣:
أما تفاصيل القتال الذي لاقت اهتمام المؤرخين، ودقّقوا في أوصافه، فهي ما يلي:
أما تفاصيل القتال الذي لاقت اهتمام المؤرخين، ودقّقوا في أوصافه، فهي ما يلي:


قال الواقدي: إن أول من كان قد خرج من الحصن، [[الحارث أبو زينب]] أخو مرحب أو أبوه في فوج مُشاته، فانكشف المسلمون، وثَبت عليّ، فاضطربا ضربات، فقتله عليّ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن، فدخلوه، وأغلقوا عليهم، ورجع المسلمون إلى موضعهم.{{بحاجة لمصدر}}
قال الواقدي: إن أول من كان قد خرج من الحصن، الحارث أبو زينب أخو مرحب أو أبوه في فوج مُشاته، فانكشف المسلمون، وثَبت عليّ، فاضطربا ضربات، فقتله عليّ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن، فدخلوه، وأغلقوا عليهم، ورجع المسلمون إلى موضعهم.{{بحاجة لمصدر}}


*مرحب
*مرحب
سطر ١٨٣: سطر ١٨٣:
فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ، فضربه، فقدّ ( شقّ) الحَجَفة (الترس) والمغفر ورأسه حتى وقع في الأرض، وأخذ المدينة. <ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 220.</ref> وفي تعبير الطبري: فبَدَره عليّ، فضربه، فقدّ الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع في أضراسه، وأخذ المدينة. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 301.</ref>
فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ، فضربه، فقدّ ( شقّ) الحَجَفة (الترس) والمغفر ورأسه حتى وقع في الأرض، وأخذ المدينة. <ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 220.</ref> وفي تعبير الطبري: فبَدَره عليّ، فضربه، فقدّ الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع في أضراسه، وأخذ المدينة. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 301.</ref>


هذا وقد جاء في بعض الروايات كما ذكر الواقدي إلى جنب الرواية السابقة أن مرحباً قُتِل على يد [[محمد بن مسلمة]] أو أنه حَمَل على مرحب وجرحه ومِن ثَمّ قام بقتله [[عليّ بن أبي طالب]]. لكن الروايات  التي صرِّحت بأن عليّاً هو الذي کان قد برز لمرحب، وذکرت إطاحته{{ع}} برأسه، وانهيار الحصن على أثره،<ref>ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 52.؛ النيشابوري، صحيح مسلم، ج 5، ص 194 - 195.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 12 - 13.؛ الصالحي، سبل الهدي والرشاد، ج 5، ص 126 - 127.</ref> جعلت مسلماً يجزم به في صحيحه، وجعلت كبار المؤرخين من أهل السُنة يصرّحون بأن ذلك هو الصحيح الذي اتفق عليه أهل السير والحديث،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 219.؛  ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 331.؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 38.</ref>
هذا وقد جاء في بعض الروايات كما ذكر الواقدي إلى جنب الرواية السابقة أن مرحباً قُتِل على يد [[محمد بن مسلمة]] أو أنه حَمَل على مرحب وجرحه ومِن ثَمّ قام بقتله [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طالب]]. لكن الروايات  التي صرِّحت بأن عليّاً هو الذي کان قد برز لمرحب، وذکرت إطاحته{{ع}} برأسه، وانهيار الحصن على أثره،<ref>ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 52.؛ النيشابوري، صحيح مسلم، ج 5، ص 194 - 195.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 12 - 13.؛ الصالحي، سبل الهدي والرشاد، ج 5، ص 126 - 127.</ref> جعلت مسلماً يجزم به في صحيحه، وجعلت كبار المؤرخين من أهل السُنة يصرّحون بأن ذلك هو الصحيح الذي اتفق عليه أهل السير والحديث،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 219.؛  ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 331.؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 38.</ref>


*اُسَير
*اُسَير
سطر ٢١٨: سطر ٢١٨:
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}


فأنشد [[حسّان بن ثابت]] شعراً في نداء جبريل. <ref>الطبرسي، الإحتجاج، ج 1، ص 167.</ref>
فأنشد [[حسان بن ثابت|حسّان بن ثابت]] شعراً في نداء جبريل. <ref>الطبرسي، الإحتجاج، ج 1، ص 167.</ref>
قال سبط ابن الجوزي: لا كلام في يوم أُحُد... أما يوم خيبر فلم يطعن فيه (نداء جبريل باسم علي) أحَد من العلماء.{{بحاجة لمصدر}}
قال سبط ابن الجوزي: لا كلام في يوم أُحُد... أما يوم خيبر فلم يطعن فيه (نداء جبريل باسم علي) أحَد من العلماء.{{بحاجة لمصدر}}


سطر ٢٣٩: سطر ٢٣٩:


===تسمّم النبي وأصحابه على يد امرأة يهودية===
===تسمّم النبي وأصحابه على يد امرأة يهودية===
ذكروا أن بعد فتح خيبر، قدّمت زينب بنت الحارث اليهودي وهي زوج [[سلّام بن مِشكم]] (أحد أشراف اليهود) إلى النبي ونفر من أصحابه، منهم [[بشر بن براء]]، شاة مشويّة، ودسّت فيها السمّ انتقاما لأبيها وعمّها وزوجها الذين قُتِلوا بخيبر. فتناول النبي وأصحابه منها شيئا، ثمّ امتنعوا أن يُكمِلوا لمّا أمرهم النبي أن يكفّوا عنه، وقال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. فلما سألها النبي عن ذلك قالت: قلت إن كان نبياً، فلن يضرّه وإن لم يكن، استرحنا منه. فقيل عفا عنها النبي ولم يُعاقبها، وقيل قُتلت.<ref> الواقدي، ج 2، ص 678</ref> وجمعوا بين القولين حيث ذُكر أن بشر بن البراء توفي  متأثرا بالسّم على اختلاف في زمن ذلك (لتوّه أو بعد سنة)، فدفع النبي اليهودية إلى أولياء بشر، فقتلوها به قِصاصاً.{{بحاجة لمصدر}}
ذكروا أن بعد فتح خيبر، قدّمت زينب بنت الحارث اليهودي وهي زوج سلّام بن مِشكم (أحد أشراف اليهود) إلى النبي ونفر من أصحابه، منهم [[بشر بن براء]]، شاة مشويّة، ودسّت فيها السمّ انتقاما لأبيها وعمّها وزوجها الذين قُتِلوا بخيبر. فتناول النبي وأصحابه منها شيئا، ثمّ امتنعوا أن يُكمِلوا لمّا أمرهم النبي أن يكفّوا عنه، وقال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. فلما سألها النبي عن ذلك قالت: قلت إن كان نبياً، فلن يضرّه وإن لم يكن، استرحنا منه. فقيل عفا عنها النبي ولم يُعاقبها، وقيل قُتلت.<ref> الواقدي، ج 2، ص 678</ref> وجمعوا بين القولين حيث ذُكر أن بشر بن البراء توفي  متأثرا بالسّم على اختلاف في زمن ذلك (لتوّه أو بعد سنة)، فدفع النبي اليهودية إلى أولياء بشر، فقتلوها به قِصاصاً.{{بحاجة لمصدر}}


قالوا إنَّ وفاة النبي كانت إثر تسمّمه بذلك السم بعد أربع سنين.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 677-678.؛ ابن هشام، السيرة النبوية،ج 3، ص 352-353.؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 56-57.</ref>
قالوا إنَّ وفاة النبي كانت إثر تسمّمه بذلك السم بعد أربع سنين.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 677-678.؛ ابن هشام، السيرة النبوية،ج 3، ص 352-353.؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 56-57.</ref>
سطر ٣٠٣: سطر ٣٠٣:
* يرى [[السيد هاشم معروف الحسني]] إن مناقب عليّ عليه السلام في [[خيبر]] لقيَت اتجاهين من قِبَل أهل السيَر:
* يرى [[السيد هاشم معروف الحسني]] إن مناقب عليّ عليه السلام في [[خيبر]] لقيَت اتجاهين من قِبَل أهل السيَر:


1- الأخذ بالروايات المخالفة دون ذكر ٍلما يقابلها من الروايات  المشهورة كما فعل [[محمد حسين هيكل]] في كتابه [[حياة محمد]]  حيث اعتمد على [[الحديث الضعيف|الروايات الضعيفة]] بين المحدّثين في قتل مرحب ونظرائه على يد عليّ (ع). <ref>هيكل، حياة محمد، الفصل الحادي والعشرون. عزا هيكل دحر الحارث أبي زينب إلى الخزرج ثمّ ذكر مبدأ يأس اليهود في الحرب بقطع الماء عن خيبر.</ref>
1- الأخذ بالروايات المخالفة دون ذكر ٍلما يقابلها من الروايات  المشهورة كما فعل [[محمد حسين هيكل]] في كتابه [[حياة محمد (كتاب)|حياة محمد]]  حيث اعتمد على [[الحديث الضعيف|الروايات الضعيفة]] بين المحدّثين في قتل مرحب ونظرائه على يد عليّ (ع). <ref>هيكل، حياة محمد، الفصل الحادي والعشرون. عزا هيكل دحر الحارث أبي زينب إلى الخزرج ثمّ ذكر مبدأ يأس اليهود في الحرب بقطع الماء عن خيبر.</ref>


2-  التردّد بين الروايات المتضاربة ك[[الغزالي]] في كتابه [[فقه السيرة]]؛ حيث لم يترك منقبة لعليّ صافية على حد تعبير الحسني ووضع في مقابلها ما يثير الشكّ.<ref>الحسني، سيرة المصطفى، ص 556.</ref>
2-  التردّد بين الروايات المتضاربة ك[[الغزالي]] في كتابه [[فقه السيرة]]؛ حيث لم يترك منقبة لعليّ صافية على حد تعبير الحسني ووضع في مقابلها ما يثير الشكّ.<ref>الحسني، سيرة المصطفى، ص 556.</ref>
سطر ٣١٤: سطر ٣١٤:
* يعتقد [[السيد جعفر مرتضى العاملي]] أن يداً تلاعبت بوقائع الغزوة وقلّبت الحقائق, وهي التي حاولت إعطاء الإمتيازات وتوزيعها على أناس لعبوا أدواراً في الحُكم على مستقبل المسلمين تمثّلت في [[سقيفة بني ساعدة]] فور وفات النبي{{صل}}؛ فهم حينما موّهوا أسامي المتخاذلين وحاملي الرايات ولفّقوا الحكايات وعتّموا على الناس واختلط كلامهم وتشابهت وذكروا أسماء لكي يعمى الأمر ويخفّ وطئة التحريف ويخفى على [[المسلمين]] تعمّد التزوير لصالح مناوئي عليّ، صرّحوا وأشادوا بأسماء أخرى, وركّزوا كذلك على ذكر قبائل محدّدة, وأشركوا [[محمد بن مسلمة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في قتل مرحب وياسر، <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 237</ref> وقد ورد اسمهما – محمد بن مسلمة <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 21.؛ ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ص 88.</ref> والزبير <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 300.؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج 3، ص 16.؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 352.</ref>- ضمن أسماء الفارّين بالراية أو الممنوعين منها يوم خيبر، بغض النظر عن أن خطاب النبي في إعطاء الراية بعد فشل محمد بن مسلمة وأمثاله كان موجها  إلى محمد بن مسلمة, ثمّ جُعل نفسه  وكذلك [[قبيلة أسلم]] التي ساعدت [[أبوبكر ابن ابي قحافة|أبابكر]] يوم السقيفة على نيل الخلافة باستخراج كل معارض من بيته إلى المسجد [[البيعة|للبيعة]]،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 180.</ref> محور التحركات النبوية في حصون النطاة,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 653.؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 34 و35.؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ص 312.</ref> وتعدّوا ذلك إلى اختصاص قتل اُسَير اليهودي بمحمد بن مسلمة! أو قتل يوشع والغزّال [[الحباب بن المنذر|بالحباب بن المنذر]]! وهو حامل اللواء وقد بلغت عادية اليهود في حينه أيضاً موقف النبي.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 663.</ref>
* يعتقد [[السيد جعفر مرتضى العاملي]] أن يداً تلاعبت بوقائع الغزوة وقلّبت الحقائق, وهي التي حاولت إعطاء الإمتيازات وتوزيعها على أناس لعبوا أدواراً في الحُكم على مستقبل المسلمين تمثّلت في [[سقيفة بني ساعدة]] فور وفات النبي{{صل}}؛ فهم حينما موّهوا أسامي المتخاذلين وحاملي الرايات ولفّقوا الحكايات وعتّموا على الناس واختلط كلامهم وتشابهت وذكروا أسماء لكي يعمى الأمر ويخفّ وطئة التحريف ويخفى على [[المسلمين]] تعمّد التزوير لصالح مناوئي عليّ، صرّحوا وأشادوا بأسماء أخرى, وركّزوا كذلك على ذكر قبائل محدّدة, وأشركوا [[محمد بن مسلمة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في قتل مرحب وياسر، <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 237</ref> وقد ورد اسمهما – محمد بن مسلمة <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 21.؛ ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ص 88.</ref> والزبير <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 300.؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج 3، ص 16.؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 352.</ref>- ضمن أسماء الفارّين بالراية أو الممنوعين منها يوم خيبر، بغض النظر عن أن خطاب النبي في إعطاء الراية بعد فشل محمد بن مسلمة وأمثاله كان موجها  إلى محمد بن مسلمة, ثمّ جُعل نفسه  وكذلك [[قبيلة أسلم]] التي ساعدت [[أبوبكر ابن ابي قحافة|أبابكر]] يوم السقيفة على نيل الخلافة باستخراج كل معارض من بيته إلى المسجد [[البيعة|للبيعة]]،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 180.</ref> محور التحركات النبوية في حصون النطاة,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 653.؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 34 و35.؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ص 312.</ref> وتعدّوا ذلك إلى اختصاص قتل اُسَير اليهودي بمحمد بن مسلمة! أو قتل يوشع والغزّال [[الحباب بن المنذر|بالحباب بن المنذر]]! وهو حامل اللواء وقد بلغت عادية اليهود في حينه أيضاً موقف النبي.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 663.</ref>


هذا وقد تقدّم تصريح المؤرخين بفرار جيش الإسلام من أمام اُسَير حتى بلغت عاديته النبي في موقفه ممّا أحزن النبي ودفعه لإعطاء الراية لعليّ. والحال أن المقريزي أسند مقتل كلّ من مرحب واُسَير إلى محمد بن مسلمة, ومقتل ياسر إلى الزبير دون ذكر لعليّ,<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 311</ref> وأسندوا كذلك مصرع الحارث إلى [[أبو دجانة الأنصاري|أبي دجانه]]. كلّ ذلك رغم تظافر الروايات بفتح خيبر على يد عليّ وتصريحهم بمقتل ثمانية من فرسان اليهود على يده,<ref>الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 2، ص 51.</ref> وهم لم يُصرِّحوا بغير هذه الأسامي في عداد القتلى من يهود خيبر: [[الحارث أبو زينب]]، [[مرحب]]، اُسَير، ياسر وعامر.  
هذا وقد تقدّم تصريح المؤرخين بفرار جيش الإسلام من أمام اُسَير حتى بلغت عاديته النبي في موقفه ممّا أحزن النبي ودفعه لإعطاء الراية لعليّ. والحال أن المقريزي أسند مقتل كلّ من مرحب واُسَير إلى محمد بن مسلمة, ومقتل ياسر إلى الزبير دون ذكر لعليّ,<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 311</ref> وأسندوا كذلك مصرع الحارث إلى [[أبو دجانة الأنصاري|أبي دجانه]]. كلّ ذلك رغم تظافر الروايات بفتح خيبر على يد عليّ وتصريحهم بمقتل ثمانية من فرسان اليهود على يده,<ref>الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 2، ص 51.</ref> وهم لم يُصرِّحوا بغير هذه الأسامي في عداد القتلى من يهود خيبر: الحارث أبو زينب، [[مرحب]]، اُسَير، ياسر وعامر.  


قال الواقدي: قُتل ناس من اليهود كثير وإنما سُمّي هؤلاء المذكورون لأنهم كانوا أهل شجاعة وكان هؤلاء في حصن ناعم جميعا,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 657- 658.</ref> ثمّ ذكر اسم يوشع وغزّال المبارزَين ومصرعهما على يد [[الحباب بن المنذر]] في حصني الصعب وأبيّ,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 659- 667.</ref> وحَملِ الحباب أو [[سعد بن عبادة]] للراية رغم استياء النبي من خذلان حاملي الرايات من المهاجرين والأنصار وأصحابهم. ثمّ إنهم هوّلوا بفتح حصن الصعب بن معاذ على يد قبيلة أسلم, أمر لا يكون بالصعب بعد قتال يوم واحد كما رَوَوا عن مدة حصاره.
قال الواقدي: قُتل ناس من اليهود كثير وإنما سُمّي هؤلاء المذكورون لأنهم كانوا أهل شجاعة وكان هؤلاء في حصن ناعم جميعا,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 657- 658.</ref> ثمّ ذكر اسم يوشع وغزّال المبارزَين ومصرعهما على يد [[الحباب بن المنذر]] في حصني الصعب وأبيّ,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 659- 667.</ref> وحَملِ الحباب أو [[سعد بن عبادة]] للراية رغم استياء النبي من خذلان حاملي الرايات من المهاجرين والأنصار وأصحابهم. ثمّ إنهم هوّلوا بفتح حصن الصعب بن معاذ على يد قبيلة أسلم, أمر لا يكون بالصعب بعد قتال يوم واحد كما رَوَوا عن مدة حصاره.
سطر ٣٥٨: سطر ٣٥٨:
تضمّنت خيبر من الأحداث والوقائع ما لفت انتباه بعض المؤرخين والمحققين، حيث لاحظوا فيها وجود لطائف وإشارات خاصة؛ منها:
تضمّنت خيبر من الأحداث والوقائع ما لفت انتباه بعض المؤرخين والمحققين، حيث لاحظوا فيها وجود لطائف وإشارات خاصة؛ منها:


1- ما رواه [[الصالحي الشامي]] بعد ذكر نداء اليهودي من رأس الحصن لعليّ من أنت؟ فقال (اليهودي) بعد إجابته عليه السلام: غلبتَهم والذي أنزل التوراة على موسى.
1- ما رواه الصالحي الشامي  بعد ذكر نداء اليهودي من رأس الحصن لعليّ من أنت؟ فقال (اليهودي) بعد إجابته عليه السلام: غلبتَهم والذي أنزل التوراة على موسى.


يقول الصالحي الشامي: "قال أبو نعيم  (الإصفهاني) فيه دلالة على أن فتح علي لحصنهم مقدم في كتبهم بتوجيهٍ من الله وُجِّهه إليهم، ويكون فتح الله -تعالى- على يديه".<ref>سبل الهدى والرشاد، ج 5، ص 125</ref>
يقول الصالحي الشامي: "قال أبو نعيم  (الإصفهاني) فيه دلالة على أن فتح علي لحصنهم مقدم في كتبهم بتوجيهٍ من الله وُجِّهه إليهم، ويكون فتح الله -تعالى- على يديه".<ref>سبل الهدى والرشاد، ج 5، ص 125</ref>
مستخدم مجهول