الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التواضع»

[[التواضع]] هو انكسارٌ للنفس  يمنعها من أن ترى لِذَاتها الفضل على الغير، وهو خُلُقٌ [[الإسلام|إسلامي]] وردت فيه آيات [[القرآن الكريم|قرآنية]] تدعوا إلى التحلي به ، وكذلك روايات عن طريق [[أهل البيت]] في فضله وآثاره, وله علامات يعرف بها صاحبه .

التواضع:مصدره وَضُعَ يقال وَضُعَ الرجل (يَوْضُعُ) ضِعَةً ووضاعة: صار وَضِيعا، أي دنيئاً، وتواضع فلان: تذلّل وتخاشع، وتواضعت الأرض: انخفضت عمّا يليها<ref>المعجم المحيط ص1039-1040</ref>,والتواضع هو التذلّل<ref>كتاب العين ،للفراهيدي ج 3ص1961</ref>

انكسار للنفس يمنعها من أن يرى [ صاحبها ] لِذَاتها جميلٌ على الغير, وتلزمه أفعال وأقوال موجبة لاستعظام الغير وإكرامه<ref>جامع السعادات ج1 ص341</ref>،أوهو احترام الناس حسب أقدارهم،وعدم الترفع عليهم<ref>أخلاق أهل البيت,محمد مهدي الصدر36</ref>.

أولى الإسلام أهمية بالغة لصفة التواضع بلحاظ كونها قيمة كمالية ، يَتَحَتَّمُ على العبد أن يبذل جهدا في كسبها والتَّحلّي بها ، وفي مقابل ذلك ذمّ التكبر الذي يقابله ، وحذّر الإنسان من الوقوع في مستنقعاته .

رغم عدم ورود لفظة [[التواضع]] في [[القرآن الكريم]] ، إلا أنّ [[الله|المولى تعالى]] قد تطرق لقيمة [[التواضع]] وبَيَّنَ أهميتها من خلال ذمّ ما يقابل التواضع وهو التكبّر ، كما أيضا عبّر عن قيمة التواضع من خلال الوصف والكناية .

*قال تعالى : {{قرآن|وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}}»<ref>الفرقان 63</ref>،فالهون هو التذلل والتواضع<ref>تفسير الميزان ج15 ص238</ref> <ref>تفسير الميزان ج15 ص7</ref>,وكذلك معنى الهون في [[سورة الفرقان]].

*قال [[رسول الله]] (ص) : « إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً ، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّه‏ُ »<ref>الكافي ، ج2 ، ص150 ، ح ر1856</ref> .

*قال [[الإمام علي]] (ع): « تواضعوا لمن تتعلّموا منه العلم ولمن تعلّمونه, ولاتكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم»<ref>غرر الحكم ، ص249 ح5145</ref> .

*ورد حديث عن [[الإمام الكاظم]] فيما وعظ به [[لقمان الحکیم|لقمان]]  ابنه ، فقال : «تواضع للحق تكن أعقل الناس»<ref>بحار الأنوار ج78  ص300</ref>.

والمراد من لفظة الحق في الرواية أحد معنيان :

:الثاني : الحق الذي  يقابل الباطل ، حيث أنّ الحق مخالف للهوى، فيجب عندها تقديم الحقّ والتواضع أمامه.

*التواضع أمام العلماء ومن يؤخذ منهم العلم .

*التواضع المعلم أمام طالبه الذي يُلقنه العلم .

لكل فضيلة يزكي بها العبد نفسه آثارها التي تظهر عليه حين تكون التزكية [[الإخلاص|خالصة]] [[الله|لله]] سبحانه وتعالى ،وكذلك التواضع له آثاره منها:

*'''الحكمة''':قال [[الإمام الكاظم|الإمامُ الكاظمُ]] (ع) :«إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولايَنبُتُ في الصَّفا ؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللّه‏َ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ»<ref>بحار الآنوار ج78 ص312</ref>

*'''الرفعة''':قال [[الرسول الأكرم]] (ص):«مَن تَواضَعَ للّه‏ِ رَفَعَهُ اللّه‏ُ ، فهُو في نَفسِهِ ضَعيفٌ وفي أعيُنِ النّاسِ عَظيمٌ ، ومَن تَكبَّرَ وَضَعَهُ اللّه‏ُ ، فهُو في أعيُنِ النّاسِ صَغيرٌ وفي نَفسِهِ كَبيرٌ ؛ حتّى لَهُو أهوَنُ علَيهِم مِن كَلبٍ أو خِنْزيرٍ» <ref>كنز العمّال ج6 ص113 ح5737</ref>.

[[التواضع|للتواضع]] علامات يُعرف بها المتواضعون ، منها :