الحديث المتروك

الحديث المتروك، هو الحديث الذي رواه مَن اتُّهِم بالكذب، وتكون رواياته مخالفة للقواعد الواضحة المعلومة، ويطلق أيضا على الحديث الذي رواه كثير الخطأ أو ظاهر الفسق، وقد رأى بعض الباحثين في علم الحديث أن الحديث المتروك والحديث المطروح واحد، وقد عبّر عنه البعض الآخر بالحديث المنكر أيضا.

ويعتبر الحديث المتروك من أقسام الحديث المردود، ولا يعمل به الفقهاء، وقد استخدم علماء الرجال لأهل السنة هذا المصطلح على نطاق واسع بينما علماء الرجل الشيعة لم يستخدموه إلا قليلا.

ويطلق على راوي الحديث المتروك بمتروك الحديث، ويعدّ متروك الحديث أدنى مراتب الجرح، كما يعتبر حديثه أسوأ الأحاديث الضعيفة.

التعريف

الحديث المتروك مصطح ورد في علم الدراية، ويطلق على الحديث الذي انفرد به الراوي المتهم بالكذب، ويكون مخالفا للقواعد الواضحة والمعلومة، وكذا يطلق على أحاديث الذين عُرفوا بالكذب، وإن لم يظهر كذبه في الأحاديث (سواء أ كانت نبوية أو لم تكن) أو في الأحاديث النبوية فحسب، وفي تعريف آخر ناظر إلى تعاريف أهل السنة أطلِق على الحديث الذي نقله الراوي كثير الخطأ، أو ظاهر الفسق، أو كثير الغفلة.

ويعتبر الحديث المتروك من أقسام الحديث المردود، ولا يعمل به الفقهاء.

وقد ورد ذكر بعض مصاديق الحديث المتروك في كلام علماء الحديث، ومنها: أحاديث عُمر بن شَمِر عن جابر الجُعفي.

التشابه والتمايز بينه وبين سائر مصطلحات الجَرح

قد يُعبّر عن الحديث المتروك بالحديث المهجور، وقد عبّر عنه بعض المحدثين بالحديث المنكر أيضا، ويتشابه الحديث المتروك والحديث الموضوع إلّا أن المحدثين لا يطلقون عليه بالحديث الموضوع؛ لأن الاتهام بالكذب وحده لا يكفي لجعل الحديث في صنف الأحاديث الموضوعة.

ذهب عبد الله المامقاني (1290 - 1351 هـ) (أحد المؤلفين الشيعة في علم الرجال), وابن حجر تبعا للشيخ طاهر الجزائري إلى أن الحديث المتروك والحديث المطروح مترادفان، مع أن معظم الباحثين في علم الرجال ذهبوا إلى التمايز بينهما.

وقد رأى البعض أن تشابه بعض المصطلحات الرجالية واختلاطها ينشأ من عدم توضيح كاف لها، وكذا مِن عدم ذكر دليل أو حجة لها ولمواطن استخدامها،وذهب إلى أنه لا يوجد طريق إلى معرفة مراد الرجاليين بالنسبة إلى هذه المصطلحات.

مرتبته في الجرح وموطن استخدامه

يطلق المتروك أو متروك الحديث في علم الرجال على الرواي للحديث المتروك، ويُعتبر هذا التعبير مِن تعابير الجرح والقدح للرواة، ويستعمل مع تعابير الجرح الأخرى ك"كذّاب وضّاع".

وقد استخدم علماء علم الرجال لأهل السنة مصطلح "المتروك" أو "متروك الحديث" في كتبهم الرجالية على نطاق واسع، وقاموا بإيضاحه في كتب الدراية، وأما من علماء الرجال الشيعة فلم يستخدمه إلا ابن الغضائري؛ حيث استخدمه عدة مرات في رجاله بالنسبة إلى بعض الرواة، ولكنهم ذكروا عبارات قريبة بهذا المضمون ك" حديثُه ليس بذكر النقي"، و"كان مختلط الأمر في حديثه"، و"كان ضعيفا في حديثه"، و"في حديثه نظرٌ".

وقد ذكر بعض الباحثين المتأخرين الحديث المتروك أو متروك الحديث في أقسام الحديث الضعيف، أو أقسام خبر الواحد، أو في مراتب الجرح، وقد ذكر السبحاني أن بعض أسماء الحديث الضعيف كالحديث المتروك مشتركة بين الحديث الصحيح وغيره.

وفي المراتب التي ذكرها بعض أهل السنة للجرح والتعديل في كتبهم الرجالية والحديثية، يعتبر متروك الحديث أدنى مراتب جرح الرواة، بحسب ما ذكره ابن أبي حاتم، وكذلك يعتبر الحديث المتروك شرّ الأحاديث الضعيفة.