مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مارية القبطية»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
| الأعمال = | | الأعمال = | ||
}} | }} | ||
'''مارية القبطية'''، من [[زوجات النبي]]{{ص}} وكانت جارية أهداها المقوقس ملك الإسكندرية في [[مصر]] إلى [[النبي ص|النبي]]{{ص}} أحبّها النبي وأنجبت له [[إبراهيم ابن محمد|إبراهيم]]، فهي الوحيدة من بين زوجات الرسول (بعد [[خديجة]]) التي أنجبت له ولداً. بقيت إلى خمس سنين بعد [[وفاة رسول الله]]{{صل}}، فتوفيت ودفنت في [[البقيع]]. | '''مارية القبطية'''، من [[زوجات النبي]]{{ص}}، وكانت جارية أهداها المقوقس ملك الإسكندرية في [[مصر]] إلى [[النبي ص|النبي]]{{ص}}. أحبّها النبي وأنجبت له [[إبراهيم ابن محمد|إبراهيم]]، فهي الوحيدة من بين زوجات الرسول (بعد [[خديجة]]) التي أنجبت له ولداً. بقيت إلى خمس سنين بعد [[وفاة رسول الله]]{{صل}}، فتوفيت ودفنت في [[البقيع]]. | ||
==هويتها== | ==هويتها== | ||
هي مارية بنت شمعون القبطية،<ref>ابن عبد البر، | هي مارية بنت شمعون القبطية،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4 ص 1912 .</ref><ref>ابن الأثير، البداية والنهاية، ج 5 ص 313 و 324 .</ref> وتُكنّى بأم إبراهيم. | ||
وُلدت مارية في قرية "حفن" من كورة "أنصنا" <ref>ابن سعد، الطبقات | وُلدت مارية في قرية "حفن" من كورة "أنصنا" <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1 ص 134 .</ref> وهي اليوم تعرف باسم قرية الشيخ عبادة التابع لقرية الروضة، تقع إلى شرق النيل عند مركز مدينة ملوي في محافظة المنيا جنوب مصر. | ||
{{شجرة أهل بيت الرسول (ص)}} | {{شجرة أهل بيت الرسول (ص)}} | ||
==هديةٌ إلى رسول الله (ص)== | ==هديةٌ إلى رسول الله (ص)== | ||
كان مجيء مارية إلى [[المدينة]] بعد [[صلح الحديبية]] حيث أن رسول الله کتب رسالة للمقوقس ملك الاسكندرية ودعاه إلی [[الإسلام]]، فلم يسلم المقوقس إلا أنه بعث لرسول الله {{صل}} بهدايا، كان منها: مارية القبطية وأختها سِيرين،<ref>ابن سعد، الطبقات | كان مجيء مارية إلى [[المدينة]] بعد [[صلح الحديبية]] حيث أن رسول الله کتب رسالة للمقوقس ملك الاسكندرية ودعاه إلی [[الإسلام]]، فلم يسلم المقوقس إلا أنه بعث لرسول الله {{صل}} بهدايا، كان منها: مارية القبطية وأختها سِيرين،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1 ص 134؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1 ص 448 برقم 914 .</ref>. | ||
كان [[رسول الله]] {{صل}} يُحبّ مارية حبّاً كثيراً، كما يحب كل نسائه و كان يعدل بينهن جميعاَ. | كان [[رسول الله]] {{صل}} يُحبّ مارية حبّاً كثيراً، كما يحب كل نسائه و كان يعدل بينهن جميعاَ. | ||
قالت [[عائشة]]: ما غرت على امرأة إلاّ دون ما غرت على مارية، وذلك أنّها كانت جميلة من النساء جَعْدَةً، وأعجب بها رسول الله {{صل}} ، وكان أنزلها أوّل ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان رسول الله عامّة الليل والنهار عندها، حتّى فرغنا لها، فجزعت، فحوّلها إلى العالية، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشدّ علينا، ثمّ رزق الله منها الولد وحُرمنا منه | قالت [[عائشة]]: ما غرت على امرأة إلاّ دون ما غرت على مارية، وذلك أنّها كانت جميلة من النساء جَعْدَةً، وأعجب بها رسول الله {{صل}} ، وكان أنزلها أوّل ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان رسول الله عامّة الليل والنهار عندها، حتّى فرغنا لها، فجزعت، فحوّلها إلى العالية، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشدّ علينا، ثمّ رزق الله منها الولد وحُرمنا منه | ||
<ref>ابن سعد، الطبقات | <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ص 213 .</ref>. | ||
لكن التقارير التاريخية تدل على أن الرسول قسم وقته بعدالة بين زوجاته و لم يظهر حباَ لإحداهن أكثر من حبه لأخرى كي لا يثير غيرتهن. و يبدوا أن ما قالته عائشة ناشىء عن غيرتها. | لكن التقارير التاريخية تدل على أن الرسول قسم وقته بعدالة بين زوجاته و لم يظهر حباَ لإحداهن أكثر من حبه لأخرى كي لا يثير غيرتهن. و يبدوا أن ما قالته عائشة ناشىء عن غيرتها. | ||
==حَملُها بإبراهيم== | ==حَملُها بإبراهيم== | ||
كانت مارية جميلة المنظر، فأنزلها رسول الله {{صل}} في العالية في المال الذي صار يقال له فيما بعد: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكانت له ملك يمن يتسرّا إليها، فحملت منه، ووضعت هناك في [[ذي الحجة]] سنة ثمان من الهجرة<ref> ابن حجر، | كانت مارية جميلة المنظر، فأنزلها رسول الله {{صل}} في العالية في المال الذي صار يقال له فيما بعد: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكانت له ملك يمن يتسرّا إليها، فحملت منه، ووضعت هناك في [[ذي الحجة]] سنة ثمان من الهجرة<ref> ابن حجر، الإصابة، ج 8 ص 310 برقم 11741 .</ref>. | ||
==براءتها من تهمة الإفك== | ==براءتها من تهمة الإفك== | ||
{{مفصلة|آية الإفك}} | {{مفصلة|آية الإفك}} | ||
قال [[ابن أبي الحديد]]: وجرت لمارية نكبة... فبرّأها [[علي بن أبي طالب|علي]] {{عليه السلام}} منها، وكشف بطلانها أو كشفه [[الله]] تعالى على يده، وكان ذلك كشفا مُحَسّاً بالبصر، لا يتهيأ للمنافقين أنْ يقولوا فيه ما قالوه... <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج | قال [[ابن أبي الحديد]]: وجرت لمارية نكبة... فبرّأها [[علي بن أبي طالب|علي]] {{عليه السلام}} منها، وكشف بطلانها أو كشفه [[الله]] تعالى على يده، وكان ذلك كشفا مُحَسّاً بالبصر، لا يتهيأ للمنافقين أنْ يقولوا فيه ما قالوه... <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 9 ص 195 ـ 196 .</ref>. | ||
فعن [[أنس بن مالك]]، قال: كانت أم إبراهيم سرية للنبي {{صل}} في مشربتها، وكان قبطي يأوي إليها، ويأتيها بالماء والحطب، فقال الناس في ذلك: عِلجة يدخل على عِلجة . | فعن [[أنس بن مالك]]، قال: كانت أم إبراهيم سرية للنبي {{صل}} في مشربتها، وكان قبطي يأوي إليها، ويأتيها بالماء والحطب، فقال الناس في ذلك: عِلجة يدخل على عِلجة . | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
فأخبره بما رأى من القبطي . | فأخبره بما رأى من القبطي . | ||
قال أنس: وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبرائيل (عليه السلام) إلى النبي {{صل}} فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأن رسول الله إلى ذلك» <ref>ابن سعد، الطبقات | قال أنس: وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبرائيل (عليه السلام) إلى النبي {{صل}} فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأن رسول الله إلى ذلك» <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2 ص 214 </ref>، <ref>الطبراني، المعجم الأوسط، ج 4 ص 89 ـ 90 .</ref>. | ||
وفي رواية عبد الله بن موسى، عن أحمد بن راشد، عن مروان بن مسلم، عن عبد الله بن بكير، قال: قلت [[الإمام جعفر الصادق|لأبي عبد الله]] {{عليه السلام}} : جُعلت فداك، كان رسول الله {{صل}} أمر بقتل القبطي، وقد علم أنها [عائشة] كَذبت عليه؟ أو لم يعلم؟ وقد دفع الله عن القبطي القتل بتثبيت علي {{عليه السلام}} ؟ | وفي رواية عبد الله بن موسى، عن أحمد بن راشد، عن مروان بن مسلم، عن عبد الله بن بكير، قال: قلت [[الإمام جعفر الصادق|لأبي عبد الله]] {{عليه السلام}} : جُعلت فداك، كان رسول الله {{صل}} أمر بقتل القبطي، وقد علم أنها [عائشة] كَذبت عليه؟ أو لم يعلم؟ وقد دفع الله عن القبطي القتل بتثبيت علي {{عليه السلام}} ؟ | ||
فقال: «بلى كان ـ والله ـ يعلم، ولو كان عزيمة من رسول الله {{صل}} ما انصرف علي {{عليه السلام}} حتى يقتله، ولكن إنما فعل رسول الله {{صل}} لترجع عن ذنبها، فما رجعت، ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها» <ref>علي بن إبراهيم القمي، تفسير | فقال: «بلى كان ـ والله ـ يعلم، ولو كان عزيمة من رسول الله {{صل}} ما انصرف علي {{عليه السلام}} حتى يقتله، ولكن إنما فعل رسول الله {{صل}} لترجع عن ذنبها، فما رجعت، ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها» <ref>علي بن إبراهيم القمي، تفسير القمي، ج 2 ص 319 .</ref>. | ||
==سورة التحريم== | ==سورة التحريم== | ||
روى [[الكليني]]، عن [[زرارة بن أعين|زرارة]] ، عن [[الإمام الباقر|أبي جعفر]] {{عليه السلام}} أنه سألته عن قول الله: {{قرآن|يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}}<ref>سورة التحريم، الآية 1 .</ref> فجعل فيه الكفارة؟ | روى [[الكليني]]، عن [[زرارة بن أعين|زرارة]] ، عن [[الإمام الباقر|أبي جعفر]] {{عليه السلام}} أنه سألته عن قول الله: {{قرآن|يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}}<ref>سورة التحريم، الآية 1 .</ref> فجعل فيه الكفارة؟ | ||
فقال: «إنما حرم عليه جاريته مارية وحلف أن لا يقربها فإنما جعل عليه الكفارة في الحلف.ولم يجعل عليه في التحريم» <ref>الكليني، | فقال: «إنما حرم عليه جاريته مارية وحلف أن لا يقربها فإنما جعل عليه الكفارة في الحلف.ولم يجعل عليه في التحريم» <ref>الكليني، الكافي، ج 6 ص 134 ح 1 </ref> | ||
عن أنس أن [[رسول الله]] {{صل}} كانت له أمة يطأها فلم تزل به [[عائشة]] و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] حتى جعلها على نفسه حراماً فأنزل الله هذه الآية {{قرآن|يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ...}}<ref>الحاكم النيسابوري، المستدرك على | عن أنس أن [[رسول الله]] {{صل}} كانت له أمة يطأها فلم تزل به [[عائشة]] و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] حتى جعلها على نفسه حراماً فأنزل الله هذه الآية {{قرآن|يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ...}}<ref>الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 2 ص 493 </ref> إلى آخر الآية. | ||
==وفاتها== | ==وفاتها== | ||
تُوفّيت بعد [[رسول الله]] {{صل}} بخمس سنين <ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي | تُوفّيت بعد [[رسول الله]] {{صل}} بخمس سنين <ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1 ص 139 </ref><ref>ابن حجر، الإصابة، ج 8 ص 310 برقم 11741 .</ref> في شهر [[محرم]] [[سنة 16 هـ]]، ودُفنت بمقبرة [[البقيع]] <ref>ابن عبد البر، ، الاستيعاب، ج 4 ص 1911 برقم 4091 .</ref><ref>ابن حجر، الإصابة، ج 8 ص 310 برقم 11741 .</ref>. | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
سطر ٩٧: | سطر ٩٧: | ||
[[id:Mariya Qibthiyah]] | [[id:Mariya Qibthiyah]] | ||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | |||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ج]] | |||
[[Category:زوجات الرسول]] | [[Category:زوجات الرسول]] | ||
[[Category:مدفونات في البقيع]] | [[Category:مدفونات في البقيع]] |