انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢٦٧: سطر ٢٦٧:


==الفتوحات خارج الجزيرة العربية==
==الفتوحات خارج الجزيرة العربية==
بعد أن أخمد أبو بكر الفتن الداخلية قررّ السيطرة على [[العراق]] [[الشام|والشام]].
بعد أن أخمد أبو بكر الفتن الداخلية قررّ فتح [[العراق]] [[الشام|والشام]].
 
===فتح إيران===
===فتح إيران===
{{مفصلة|فتح ايران}}
{{مفصلة|فتح ايران}}
ففي تلك الأيام وبسبب الاضطرابات الداخلية والتطورات المتلاحقة في [[الدولة الساسانية]] كان الملوك في [[طيسقون]] قد أصبحوا ضعافاً عاجزين وعلى شفير الانهيار، وكان اثنان من زعماء قبائل بكر وشيبان ([[المثنى بن حارثة الشيباني]] [[سويد بن قطبة العجلي|وسوَيد بن قطبة العجلي]]) المقيمان على شطآن [[الفرات]] ينتظران الفرص، ويغيران على القرى الواقعة ضمن حدود إيران بشكل أكثر جرأة ممان كان عليه أيام واقعة ذي قار، ذلك أن [[دولة اللخميين]] التي كانت تمنعهم من مهاجمة إيران قد اضمحلت منذ سنين، كما أن قبيلة بني حنيفة حامية إيران وحليفتها كانت آنذاك تخوض حرباً مع [[عكرمة بن أبي جهل]] ''[[شرحبيل بن حسنة|وشرحبيل بن حسنة]]'' وخالد بن الوليد قادة أبي بكر في [[حروب الردة]].
ففي تلك الأيام وبسبب الاضطرابات الداخلية والتطورات المتلاحقة في [[الدولة الساسانية]] كان الملوك في [[طيسقون]] قد أصبحوا ضعافاً عاجزين وعلى شفير الانهيار، وكان اثنان من زعماء قبائل بكر وشيبان ([[المثنى بن حارثة الشيباني]] [[سويد بن قطبة العجلي|وسوَيد بن قطبة العجلي]]) المقيمان على شطآن [[الفرات]] ينتظران الفرص، ويغيران على القرى الواقعة ضمن حدود إيران بشكل أكثر جرأة ممان كان عليه أيام واقعة ذي قار، ذلك أن [[دولة اللخميين]] التي كانت تمنعهم من مهاجمة إيران قد اضمحلت منذ سنين، كما أن قبيلة بني حنيفة حامية إيران وحليفتها كانت آنذاك تخوض حرباً مع [[عكرمة بن أبي جهل]] ''[[شرحبيل بن حسنة|وشرحبيل بن حسنة]]'' وخالد بن الوليد قادة أبي بكر في [[حروب الردة]].


كان المثنى بن حارثة قد اعتنق الإسلام في أواخر حروب الردة، وجاء إلى [[المدينة]] على أمل نيل أمر بالإمارة، وطلب إلى الخليفة أن يؤمّره على من أسلم من بني شيبان؛ ليهاجم إيران بمعونتهم. واستناداً إلى رواية [[البلاذري]] فإن أبا بكر كتب إليه بادئ الأمر عهداً في ذلك، إلاّ أنّه أوعز فيما بعد إلى خالد بن الوليد الذي كان قد انتهى من حرب مسيلمة في اليمامة، بالتوجه إلى العراق، كما كتب كتاباً إلى المثنى يطلب إليه أن ينضم إلى خالد، ويطيعه.<ref>فتوح، ص242؛ الطبري، تاريخ...، ج3، ص343، 344، 346. </ref> أما [[سويد بن قطبة]] (أو قطبة بن قتادة السدوسي أو الذهلي) الذي كان يحمل في قلبه آمالاً المثنى، فقد التحق أخيراً بخالد.<ref>البلاذري، أنساب...، ص243؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص343.</ref>
كان المثنى بن حارثة قد اعتنق الإسلام في أواخر حروب الردة، وجاء إلى [[المدينة]] على أمل نيل أمر بالإمارة، وطلب إلى الخليفة أن يؤمّره على من أسلم من بني شيبان؛ ليهاجم إيران بمعونتهم. واستناداً إلى رواية [[البلاذري]] فإن أبا بكر كتب إليه بادئ الأمر عهداً في ذلك، إلاّ أنّه أوعز فيما بعد إلى خالد بن الوليد الذي كان قد انتهى من حرب [[مسيلمة الكذاب|مسيلمة]] في اليمامة، بالتوجه إلى العراق، كما كتب كتاباً إلى المثنى يطلب إليه أن ينضم إلى خالد، ويطيعه.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 242؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343، 344، 346.</ref> أما [[سويد بن قطبة]] (أو قطبة بن قتادة السدوسي أو الذهلي) الذي كان يحمل في قلبه آمالاً المثنى، فقد التحق أخيراً بخالد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ص 243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 343.</ref>


فتمكن هؤلاء من تحقيق انتصارات سريعة على القادة الساسانيين مثل هرمز (في معركة ذات السلاسل) وقباد وقارن والنوشجان – أو أنو شجان – وهزار سوار وبهمن جادويه وجابان، وقتل وأسر كثير من الإيرانيين والعرب المتحالفين معهم في مواضع مثل كاظمة والمذار والثني والولجة وألَّيس وأمغيشيا، ثم اتجها بعد ذلك إلى [[الحيرة]]، وقد جعلت مقاومة آزادبه مرزبان الحيرة، الوصول إلى هذه المدينة أمراً صعباً، إلاّ أن خالداً تمكن من خلال إلحاقه الهزيمة بجيشه وقتل ابنه، من أن يقترب من باب الحيرة، ويحاصر هذه المدينة التي كانت تمثل الصمود في مواجهة العدو.
فتمكن هؤلاء من تحقيق انتصارات سريعة على القادة الساسانيين مثل هرمز (في معركة ذات السلاسل) وقباد وقارن والنوشجان – أو أنو شجان – وهزار سوار وبهمن جادويه وجابان، وقتل وأسر كثير من الإيرانيين والعرب المتحالفين معهم في مواضع مثل كاظمة والمذار والثني والولجة وألَّيس وأمغيشيا، ثم اتجها بعد ذلك إلى [[الحيرة]]، وقد جعلت مقاومة آزادبه مرزبان الحيرة، الوصول إلى هذه المدينة أمراً صعباً، إلاّ أن خالداً تمكن من خلال إلحاقه الهزيمة بجيشه وقتل ابنه، من أن يقترب من باب الحيرة، ويحاصر هذه المدينة التي كانت تمثل الصمود في مواجهة العدو.


وأخيراً وبعد تقديمهما أعداداً كبيرة من القتلى استسلمت هذه المدينة. وبذلك سقطت بلاد الحيرة بيد خالد في صفر سنة 12ه./ أيار 633م بعد انتصاره في معارك المذار والولجة وأُليس.<ref>ينظر: البلاذري، أنساب...، 243-244؛ الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص344، 345، 348، 351، 353، 355، 358؛ ابن الأثير، المصدر نفسه، ج2، ص384-389؛ زرين كوب، 346-350.</ref>
وأخيراً وبعد تقديمهما أعداداً كبيرة من القتلى استسلمت هذه المدينة. وبذلك سقطت بلاد الحيرة بيد خالد في [[صفر]] [[سنة 12 هـ]]/ أيار 633م بعد انتصاره في معارك المذار والولجة وأُليس.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 243-244؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 344، 345، 348، 351، 353، 355، 358.</ref>


===فتح الشام===
===فتح الشام===
{{مفصلة|فتح الشام}}
بدأ أبو بكر – في رواية ابن إسحاق – بإعداد قوة لإرسالها إلى الشام بعد عودته من [[الحج|حج]] سنة 12ه. (<ref>الطبري المصدر نفسه، ج3، ص387، قارن ج3، ص386، الرواية الأخرى التي تنكر حج أبي بكر خلال خلافته.</ref>وفي رواية اليعقوبي فإن أبا بكر استشار علياً (ع) في الهجوم على بلاد الشام، فأيّد (ع) هذه الخطوة بقوله: فعلتَ ظفرتَ. <ref>ج2، ص133.</ref> ويقول البلاذري إن أبا بكر أرسل كتباً إلى أهل مكة [[الطائف|والطائف]] [[اليمن|واليمن]] وجميع العرب [[النجد|بنجد]] ''[[الحجاز|والحجاز]]'' يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وفي غنائم [[الروم]]، فسارع الناس إليه من بين محتسب [[الجهاد|للجهاد]] وطامع، وأتوا المدينة من كل أوب، وأقاموا طوال شهر محرم سنة 13/ آذار 634 في مخيمين بالجرف. وكان أبو عبيدة ابن الجراح يصلي بهم خلال تلك الفترة.<ref>المصدر نفسه، ص115، 116، قارن: الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص406.</ref>
بدأ أبو بكر – في رواية ابن إسحاق – بإعداد قوة لإرسالها إلى الشام بعد عودته من [[الحج|حج]] سنة 12ه. (<ref>الطبري المصدر نفسه، ج3، ص387، قارن ج3، ص386، الرواية الأخرى التي تنكر حج أبي بكر خلال خلافته.</ref>وفي رواية اليعقوبي فإن أبا بكر استشار علياً (ع) في الهجوم على بلاد الشام، فأيّد (ع) هذه الخطوة بقوله: فعلتَ ظفرتَ. <ref>ج2، ص133.</ref> ويقول البلاذري إن أبا بكر أرسل كتباً إلى أهل مكة [[الطائف|والطائف]] [[اليمن|واليمن]] وجميع العرب [[النجد|بنجد]] ''[[الحجاز|والحجاز]]'' يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وفي غنائم [[الروم]]، فسارع الناس إليه من بين محتسب [[الجهاد|للجهاد]] وطامع، وأتوا المدينة من كل أوب، وأقاموا طوال شهر محرم سنة 13/ آذار 634 في مخيمين بالجرف. وكان أبو عبيدة ابن الجراح يصلي بهم خلال تلك الفترة.<ref>المصدر نفسه، ص115، 116، قارن: الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص406.</ref>


مستخدم مجهول