انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو حنيفة»

أُزيل ١٬٠٤١ بايت ،  ٣٠ يونيو ٢٠١٨
imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١٠٥: سطر ١٠٥:
== أهم آراؤه الكلامية ==
== أهم آراؤه الكلامية ==
=== الإرجاء ===
=== الإرجاء ===
ذهب الكثير من أهل الحديث والإمامية والمعتزلة والأشاعرة إلى القول بأن أبا حنيفة كان من الذاهبين مذهب المرجئة. بل يعدّ ذلك من المسلمات التاريخية عند الكثير من الباحثين. <ref>مثلاً أنظر: البخاري، ج۴ (۲) ، ص۸۱؛ العقيلي، ج۴، ص۲۸۳؛ الأشعري، سعد، ص۶؛ الكشّي، ص۱۹۰؛ الأشعري، أبو الحسن، مقالات، ص۱۳۸ </ref>
ذهب الكثير من أهل الحديث والإمامية والمعتزلة والأشاعرة إلى القول بأن أبا حنيفة كان من الذاهبين مذهب المرجئة. بل يعدّ ذلك من المسلمات التاريخية عند الكثير من الباحثين. <ref>مثلاً أنظر: البخاري، ج 4، ص 81؛ العقيلي، ج 4، ص 283؛ الأشعري، سعد، ص 6؛ الكشّي، ص 190؛ الأشعري، أبو الحسن، مقالات، ص 138. </ref>
والجدير بالذكر أن مسألة مرتكب الكبيرة قد طرحت بقوّة في النصف الثاني من القرن الأوّل، وقد اختلفت كلمة المتكلمين والعلماء فيها إلى ثلاثة اتجاهات مختلفة، الأمر الذي استلزم ظهور ثلاث فرق تبعا لذلك:
 
* الأولى فرقة الخوراج، وهؤلاء ذهبوا إلى القول بأنّ مرتكب الكبيرة كافر وإنّ اقتراف الكبيرة يؤدي إلى زوال الإيمان.
وظهر بين المرجئة وأصحاب الحديث في النصف الأوّل من القرن الثاني مجموعات أخرى عرفت في كتب الملل والنحل بالمرجئة الستة. ويؤكد أبو حنيفة في كتابه العالم والمتعلم على أهمية العمل وقيمته، مصرحاً بأنه يعتقد أنه ليس من الضروري دخول المؤمنين الجنة، وأنّ المذنبين يعذبون ما لم يتوبوا أو يعفو الله عنهم. ويرى أيضاً في نفس الكتاب أنّ الناس في الآخرة على ثلاث طوائف: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، والموحدون وهؤلاء يتوقف في أمرهم ويوكل علمهم إلى الله.<ref>أنظر: الشهرستاني، ج 1، ص 127 و 130. </ref>
* الفرقة الثانية، وهي فرقة المرجئة الذين قدّموا الإيمان وأخّروا العمل، وقالوا إنّ الكبائر لا تضر الإيمان شيئاً وأن الإيمان حقيقة واحدة غير قابلة للزيادة والنقصان.
 
* الفرقة الثالثة، تمثلت في أصحاب الحديث الذين رفضوا ما ذهب اليه الخوراج من القول بكفر صاحب الكبيرة وما ذهبت إليه المرجئة من القول بعدم تأثر الإيمان باقتراف الكبار، ومالوا إلى القول بأن الإيمان حقيقة ذات مراتب ودرجات وأن العمل له دور فاعل في التأثير على الإيمان زيادة ونقصاً.
===الكلام الإلهي وخلق القرآن===
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الفرق الثلاثة توجد فيها اتجاهات وسطية واتجاهات معتدلة.
يقول أبو حنيفة إن الله تعالى متكلم وله كلام، ولكن كلامه ليس ككلامنا، فكلامنا مكون من حروف وأصوات، وكلامنا بالحس والآلات من المخارج المعهودة والعضلات الممدودة. ويقول أبو حنيفة: كلام الله تعالى قائم بذاته، فكلامه تعالى ليس بحرف ولا صوت، لأن الحرف والصوت مخلوقان، وكلام الله صفة من صفاته غير مخلوق.<ref>كمال الدين البياضي، إشارات المرام من عبارات الإمام، ص 150-151.</ref>
وقد ذهب المغالون من المرجئة إلى القول بأهمية الإيمان القلبي فقط ورفض قيمة العمل، فأخذوا من الإيمان جانب مجرد الإقرار بالقول الكاشف عن الإذعان قلباً وإن لم يكن مصاحباً مع العمل، رافعين شعار: لا تضرّ مع الإيمان معصية، ولا تنفع مع الكفر طاعة. فالمرجئة لا يشترطون العمل في حقيقة الإيمان. وهم لا يقطعون بعقاب مرتكب الكبيرة.
 
وظهر بين المرجئة وأصحاب الحديث في النصف الأوّل من القرن الثاني مجموعات أخرى عرفت في كتب الملل والنحل بالمرجئة الستة. <ref>أنظر: الشهرستاني، ج۱، ص۱۲۷ و ۱۳۰ </ref>يوافقون المرجئة في ثبات الإيمان وعدم تأثره زيادة ونقصاً بنوع العمل، ولكنهم في الوقت نفسه يخالفونهم الإفراط في نفي قيمة العمل مطلقاً.
===موقفه من صاحب الكبيرة===
ويبنغي القول أنه لابد من رصد أفكار أبي حنيفة والمنسوبة إليه لنرى هل فيها ما يدل على نفي الزيادة والنقيصة في الإيمان المبرر لوصفه من قبل مخالفينه بالإرجاء.
لقد اختلفت المواقف بالنسبة لمرتكب الكبيرة، فمن الفرق من تخرجه من دائرة الإيمان كالخوارج، ومنهم من قالوا بأن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن وليس بكافر بل في منزلة بين المنزلتين، وهؤلاء هم المعتزلة، وفريق ثالث قالوا إنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع من الكفر طاعة، وهولاء هم المرجئة، أما أهل السنة والجماعة فقد رأوا أن صاحب الكبيرة لا يكفر وأنه مؤمن عاصي. وبالنسبة لأبي حنيفة فإنه يقول: أهل القبلة مؤمنون لست أخرجهم من الإيمان، بتضييع شيء من الفرائض، فمن أطاع الله تعالى في الفرائض كلها مع الإيمان كان من أهل الجنة عندنا، ومن ترك الإيمان والعمل كان كافراً ومن أهل النار، ومن أصاب الإيمان وضيع شيئاً من الفرائض كان لله تعالى فيه المشيئة إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له. <ref>أبو حنيفة النعمان، رسالته إلى عثمان البتي، ص 37.</ref>
يؤكد أبو حنيفة في كتابه العالم والمتعلم على أهمية العمل وقيمته، مصرحاً بأنه يعتقد أنه ليس من الضروري دخول المؤمنين الجنة، وأنّ المذنبين يعذبون ما لم يتوبوا أو يعفو الله عنهم.
ويرى أيضاً في نفس الكتاب أنّ الناس في الآخرة على ثلاث طوائف: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، والموحدون وهؤلاء يتوقف في أمرهم ويوكل علمهم إلى الله. <ref>ص۹۷ </ref>


=== الإمامة ===
=== الإمامة ===
من أهم الأبحاث في موضوع الإمامة والأكثر حساسية في تاريخ الفرق الإسلامية هي قضية خلافة النبي الأكرم {{صل}} والبحث عن الخليفة الشرعي بعده  {{صل}}، والموقف من الخلفاء الأربعة.
في النصف الأوّل من القرن الثاني شاع في وسط المسلمين من غير الشيعة والخوراج تفضيل الشيخين (أبو بكر وعمر)، أما بالنسبة إلى الخَتَنين (علي {{عليه السلام}} وعثمان) فذهب البعض إلى التوقف، واختلفت كلمة البعض الآخر في التفضيل، فمنهم من فضّل علياً عليه السلام ومنهم من فضّل عثمان بن عفان، فيما ذهبت طائفة عرفت بالمرجئة الأوّلى لا إلى التوقف في أمر التفضيل بل ذهبت إلى التوقف في أصل إيمانهما، قال ابن سعد: ومنهم محارب بن دثار (شيخ أبي حنيفة) كان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجون علياً وعثمان ولا يشهدون بإيمان ولا كفر. <ref>ج 6 ، ص 214 وابن سعد، ج 6 ، ص 214. </ref>
ففي النصف الأوّل من القرن الثاني شاع في وسط المسلمين من غير الشيعة والخوراج تفضيل الشيخين (أبو بكر وعمر)، أما بالنسبة إلى الخَتَنين (علي {{عليه السلام}} وعثمان) فذهب البعض إلى التوقف، واختلفت كلمة البعض الآخر في التفضيل، فمنهم من فضّل علياً عليه السلام ومنهم من فضّل عثمان بن عفان، فيما ذهبت طائفة عرفت بالمرجئة الأوّلى لا إلى التوقف في أمر التفضيل بل ذهبت إلى التوقف في أصل إيمانهما، قال ابن سعد: ومنهم محارب بن دثار (شيخ أبي حنيفة) كان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجون علياً وعثمان ولا يشهدون بإيمان ولا كفر. <ref>ج 6 ، ص 214 وابن سعد، ج 6 ، ص 214 </ref>
فقال في كتابه الفقه الأكبر: نترك أمر عثمان وعلي إلى الله. ونقل ابن شهر آشوب في المثالب عبارة الفقه الأكبر بالنحو التالي: نرجع حكم ما جرى بين علي وعثمان إلى الله. <ref>الورقة 59 ب. </ref>
ولرصد موقف أبي حنيفة من هذه المسألة لابد من الرجوع إلى كلامه المجمل في الفقه الأكبر<ref>ص ۶ </ref> الذي قال فيه: نترك أمر عثمان وعلي إلى الله. ونقل ابن شهر آشوب في المثالب عبارة الفقه الأكبر بالنحو التالي: نرجع حكم ما جرى بين علي وعثمان إلى الله. <ref>الورقة ۵۹ ب </ref>


== الإقرار بحقانية علي عليه السلام ==
== الإقرار بحقانية علي عليه السلام ==
مستخدم مجهول